التحذير من نشر الأدعية المخترعة والدعوة إلى تعاهدها
التحذير من نشر الأدعية المخترعة ، والدعوة إلى تعاهدها الحمد لله الذي ينبغي أن ينشر ويوصى الناس بتعاهده والدعاء به : هو ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أدعية ، فلا يؤمر الناس ولا ينصحون بدعاء لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا به . وغاية ذلك الدعاء المخترع أن يكون جائزا ، ـ إن كان سالما من المؤاخذات عليه ـ فلو دعا به شخص ما ، في حاجة نفسه : فلا حرج عليه ، ولكن ليس له أن ينشره وأن يحث الناس على الدعاء به ، فإن ذلك لا يكون إلا فيما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات ، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع لا على الهوى والابتداع ، فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء ، وسالكها على سبيل أمان وسلامة ، والفوائد والنتائج التي تحصل : لا يعبر عنه لسان ولا يحيط به إنسان ، وما سواها من الأذكار قد يكون محرما ، وقد يكون مكروها ، وقد يكون فيه شرك مما لا يهتدي إليه أكثر الناس ... ففي الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية غاية المطالب الصحيحة ، ونهاية المقاصد العلية ، ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المحدثة المبتدعة إلا جاهل أو مفرط أو متعد " . انتهى من "مجموع الفتاوى" 22 /510-511. وقال القاضي عياض رحمه الله " أذن الله في دعائه ، وعلَّم الدعاءَ في كتابه لخليقته ، وعلَّم النبيُّ صلى الله عليه وسلم الدعاءَ لأمَّته ، واجتمعت فيه ثلاثةُ أشياء : العلمُ بالتوحيد ، والعلم باللغة ، والنصيحة للأمَّة ، فلا ينبغي لأحدٍ أن يعدلَ عن دعائه صلى الله عليه وسلم ، وقد احتال الشيطانُ للناس من هذا المقام ، فقيَّض لهم قومَ سوء يخترعون لهم أدعيةً يشتغلون بها عن الاقتداء بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "انتهى من "الفتوحات الربانية" لابن علان :1/17 .وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : " فيما ثبت في الوحيين من الأدعية والأذكار غنية عن الأدعية والأذكار المخترعة " . انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة"1 / 53 . وقد ورد في هذا الدعاء المذكور بعض العبارات المسجوعة سجعا متكلفًا ، وذلك مذموم في الدعاء ، مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، روى أبو يعلى :4475. بسند صحيح عَنْ مَسْرُوقٍ ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لِلسَّائِبِ " إِيَّاكَ وَالسَّجْعَ ، لَا تَسْجَعْ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ لَا يَسْجَعُونَ ". وترجم البخاري في صحيحه :8/ 74: " بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ السَّجْعِ فِي الدُّعَاءِ " ثم روى :6337، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ " انْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ ، فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ " ـ يَعْنِي لاَ يَفْعَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ الِاجْتِنَابَ ـ . قال ابن بطال رحمه الله: " إنما نهى عن السجع فى الدعاء ، والله أعلم ؛ لأن طلب السجع فيه تكلف ومشقة ، وذلك مانع من الخشوع وإخلاص التضرع لله تعالى ، وقد جاء فى الحديث: (إن الله لا يقبل من قلب غافلٍ لاهٍ" وطالب السجع فى دعائه ، همته في تزويق الكلام وسجعه، ومن شغل فكره وكد خاطره بتكلفه، فقلبه عن الخشوع غافل لاه " انتهى من " شرح صحيح البخارى " 10/ 97. وهذا كقوله فيه : " بسم الله طريقي ، والرحمن رفيقي ، والرحيم يحرسني ، من كل شيء يلمسني " وكقوله : " اللهم يا مسهل الشديد ، ويا ملين الحديد ، ويا منجز الوعيد ". مع أن قوله : "يا منجز الوعيد" غير صحيح ، وإنما يقال : "منجز الوعد" والفرق بينهما : أن الوعد يكون في الخير ، والوعيد يكون في الشر والعقاب . كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر " اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي "رواه مسلم :1763. والعرب لا تعدّ إخلاف الوعيد ذما ، بل جودا وكرما ، كما قال الشاعر: وَإِنِّي إِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفُ إِيعَادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي يراجع " مدارج السالكين " 1/ 400 . وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم "215106" . وبالجملة : فمثل هذه الأدعية لا تنشر ، ولا ينصح الناس بالتزامها وتعاهدها وحفظها والدعاء بها ، وإنما يُنصح الناس بذلك في أدعية الكتاب والسنة . وبعض الدعاء الوارد في السؤال قد وردت به السنة ، وهو قوله : " اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ... " إلى قوله " وجلاء حزني وذهاب همي " فهذا معروف في السنة من أدعية الهم والكرب ، رواه الإمام أحمد :3712 ، وصححه الألباني في " الصحيحة " 199 . فمثل هذا يُنصح به ويدعى إليه وينشر بين الناس . وأما قول ناشر هذا الدعاء ، أو مخترعه : إن أبواب السماء مفتوحة .. ، يعني لهذا الدعاء المتكلف فهو من القول على الله بغير علم ، وادعاء أمر من الغيب ، لا يعلمه إلا رب العالمين ؛ وقد حذر الله عباده أن يقولوا عليه بغير علم ، أو يتكلم بأمر ، من غير حجة ولا برهان . قال الله تعالى " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " الأعراف/33 . وقال تعالى " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا "الإسراء/36 . والله تعالى أعلم . موقع الإسلام سؤال وجواب* |
خطأ تعميم الأدعية المخترعة الدعاء من أجلّ العبادات وأفضل القربات ، به يكشف الله الضر ، ويجيب المضطر ، ويرفع البلاء ، ويقضي الحاجات ، ويعين على الطاعات . ويجب التأدب بآداب الدعاء وعدم الاعتداء فيه ومن الاعتداء فيه أن يتعهد دعاءً مخترعًا يدعو به ، ويجعله وردًا له ، يلازمه ملازمة الأوراد الشرعية ، فيؤدي به إلى ترك السنة ، وهجر أدعية الكتاب ، بقدر ما أخذ وانشغل به من الأدعية المخترعة . وكثيرًا ما نجد من هؤلاء من يتعهد دعاء حفظه عن شيخه ، أو قرأه في كتاب فاستحسنه ، فهجر به الدعاء المأثور ، ورغب عن أدعية الكتاب والسنة إلى دعاء محدث مخترع . *فالخطأ هو في تعميم الأدعية المخترعة على الناس، وكأنها أمر منزل من عند الله. إسلام ويب . *الذي ينبغي أن ينشر ويوصى الناس بتعاهده والدعاء به : هو ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أدعية ، فلا يؤمر الناس ولا ينصحون بدعاء لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا به . وغاية ذلك الدعاء المخترع أن يكون جائزا ، ـ إن كان سالما من المؤاخذات عليه ـ فلو دعا به شخص ما ، في حاجة نفسه : فلا حرج عليه ، ولكن ليس له أن ينشره وأن يحث الناس على الدعاء به ، فإن ذلك لا يكون إلا فيما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات ، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع لا على الهوى والابتداع ، فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء ، وسالكها على سبيل أمان وسلامة ، والفوائد والنتائج التي تحصل : لا يعبر عنه لسان ولا يحيط به إنسان ، وما سواها من الأذكار قد يكون محرما ، وقد يكون مكروها ، وقد يكون فيه شرك مما لا يهتدي إليه أكثر الناس ... ففي الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية غاية المطالب الصحيحة ، ونهاية المقاصد العلية ، ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المحدثة المبتدعة إلا جاهل أو مفرط أو متعد " انتهى من "مجموع الفتاوى" 22 /510-511 وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : " فيما ثبت في الوحيين من الأدعية والأذكار غنية عن الأدعية والأذكار المخترعة " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة"1 / 53 . وبالجملة : فمثل هذه الأدعية لا تنشر ، ولا ينصح الناس بالتزامها وتعاهدها وحفظها والدعاء بها ، وإنما يُنصح الناس بذلك في أدعية الكتاب والسنة . والله تعالى أعلم .موقع الإسلام سؤال وجواب* فمن استحسن بعض الأدعية في العشر مثلا الأخيرة في رمضان أو في غيرها ونشرها وقال جامعة لخير كثير ،وحث الناس على الدعاء بها ،فهذا من الاعتداء في الدعاء.لأنه لايجوز النشر والحث إلا على ما جاء بالشرع فالعبادات توقيفية. وأنصح نفسي وإياكم بدراسة القواعد الفقهية، بها فوائد وضوابط مفيدة. وأنصح نفسي وإياكم بتحصيل العلم النافع عمومًا . ومن استحسن فقد شرع.فالحسن ما حسنه الشرع، والقبيح، ما قبحه الشرع، وأما العقل فلا يحسّن، ولا يقبّح. =المقصود بالاستحسان هنا :من استحسن شيئًا بهواه وعقله المجرد دون استناد إلى شيء من أدلة الشريعةالمعتبرة. أما الاستحسان عند الأصوليين:عدولٌ بِحُكم المسألة إلى دليلٍ أقوى في نظر المجتهد من دليل نظائرها، فكأنَّه استثناءٌ لِحُكم هذه المسألة من نظائرها، وإلحاقها بدليل آخر أقوى وأليق بها.الألوكة- |
الساعة الآن 11:37 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
تركيب: استضافة صوت مصر