11-04-2017, 11:20 PM
|
|
غفر الله لها
|
|
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,263
|
|
قوله: وعافني: أي سلّمني من جميع الآفات، والفتن، والنجاة من البلايا والمحن في الدين والدنيا والآخرة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ–رِضْوانُ اللهِ عليهِ- عَلَىٰ هَـٰذَا الْمِنْبَرِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَـٰذَا الْيَوْمِ -عَامَ أَوَّل- يَقُولُ، ثُمَّ اسْتَعْبَرَ أَبُو بَكْرٍ–رِضْوانُ اللهِ عليهِ- فَبَكَىٰ، ثُمَّ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«لَنْ تُؤْتَوْا شَيْئًا بَعْدَ كَلِمَةِ الْإِخْلاَصِ مِثْلَ الْعَافِيَةِ؛ فَسلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ».
رواه ابن حبان في "صحيحه"، ونحوَه الإمام أحمد، وبوّب له ابن حبان بقوله:
(ذِكرُ الأمرِ بِسؤالِ اللهِ -جَلَّ وَعَلا- العافيةَ؛ إذْ هيَ خيرُ ما يُعطَى المرءُ بَعْدَ التوحيدِ".
والحديثُ قال فيه الألباني رَحِمَهُ اللهُ: "صحيح لغيره"، كما في "التعليقات الحِسان" (946).
قال الإمامُ الشوكانيّ في شرح نحو هٰذا الحديث مُبيّنًا معنى العافية:
"قال في "الصحاح": (وعافَاهُ اللهُ وأعْفَاهُ بمعنًى واحد، والاسمُ: العَافِيةُ، وهي دِفَاعُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عنِ العَبْد. وتُوضَع مَوْضِعَ المَصْدَر يُقال عَافَاهُ الله عافِيَةً). فقوله: (دِفَاعُ اللهِ عنِ العَبْد) يفيد أنّ العافيةَ جميعُ ما يَدْفَعُهُ اللهُ عنِ العَبْدِ مِنَ البلايا كائنةً ما كانت.
وقال في "النهاية": (والعافيةُ: أنْ يَسْلَمَ مِنَ الأسْقَامِ والبَلاَيا)، وهٰذا يفيد العمومَ، كما أفاده كلامُ صاحب "الصحاح".
وقال في "القاموس": (والعافِيةُ: دِفَاعُ اللهِ عنِ العَبْد. عافاهُ اللهُ مِنَ المَكْرُوهِ [عِفاءً و] معافاةً وعافِيةً: وَهَبَ له العافِيَةَ مِنَ العِلَلِ [والبَلاءِ]، كأَعْفَاهُ). انتهىٰ.
وهٰكذا كلامُ سائرِ أئمةِ اللغة.
وبهٰذا تَعرف أنّ العافيةهي:
دِفَاعُ اللهِ عنِ العَبْد، وهٰذا الدِّفاعُ الْمُضافُ إلى الاسمِ الشريفِ يَشمل كلَّ نوعٍ مِن أنواع البَلايا والْمِحَنِ، فكلُّما دَفَعَهُ اللهُ عنِ العبْدِ منها فهو عافيةٌ، ولِهٰذا قال النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هٰذا الحديث:
«فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنْ الْعَافِيَةِ»".
قال ابن القيم - رحمه الله -: تعليقًا على الحديث المذكور: "فجمع بين عافيتي الدين والدنيا، ولا يتم صلاح العبد في الدارين إلا باليقين والعافية، فاليقين يدفع عنه عقوبات الآخرة، والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا في قلبه وبدنه، فجمع أمر الآخرة في كلمة، وأمر الدنيا كله في كلمة"
تحفة الذاكرين (ص ٣٠٥)
"سَلوا اللهَ العفوَ و العافيةَ ، فإنَّ أحدًا لم يُعْطَ بعد اليقينِ خيرًا من العافيةِ" الراوي: أبو بكر الصديق المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3632-خلاصة حكم المحدث:صحيح
كما في حديث العبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُما يدلُّ علىٰ أنّ العافيةَ تَشمل أمورَ الدُّنيا والآخرة، وهو الظاهرُ مِن كلام أهل اللغة؛لأن قولَهم: (دِفَاعُ اللهِ عنِ العَبْد) غيرُ مُقَيَّدٍ بدِفاعِه عنه لأمورِالدُّنيا فقط، بل يَعُمُّ كلَّ دِفاعٍ يَتَعَلَّق بالدُّنيا والآخرة" اﻫ "تحفة الذاكرين" ص456 و457.
- يعني قوله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
"قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ:
«سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ». فَمَكَثْتُ أَيَّامًا، ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَاللهِ! عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللهَ ؟ فَقَالَ لِي:
«يَا عَبَّاسُ! يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ! سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».
الراوي:العباس بن عبدالمطلب المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم:3514-خلاصة حكم المحدث:صحيح
لذاكان مِن الدَّعوات العظيمة الّتي كان يُحافظ عليها النّبيُّ (صلى الله عليه وسلّم) كلَّ صباحٍ ومساءٍ، بل كان لا يَدَعُهَا كلَّ ما أَصبحَ وأَمسَى
ما ثَبَتَ مِن حديثِ عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) قال: «لم يكن رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلّم) يَدَعُ هؤلاء الدَّعَوات حين يُمسي وحين يُصبح: اللَّهمَّ إنِّي أسألك العافيةفي الدُّنيا والآخرة، اللّهمّ إنِّي أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللّهمّ استر عوراتي، وآمِنْ رَوْعَاتِي، اللّهمّ احفظني مِن بين يديَّ، ومِن خَلْفِي، وعن يميني، وعن شمالي، ومِن فوقي، وأعوذ بعظمتك
أن أُغْتَالَ مِن تحتي».
الراوي:عبدالله بن عمرالمحدث:الألباني- المصدر:صحيح أبي داود- الصفحة أو الرقم:5074 -خلاصة حكم المحدث:صحيح
ولأهمّيةِ العافيةِ كان (صلّى الله عليه وسلّم) يسألُهَا للأحياءِ وللأمواتِ، فكانَ رسولُ الله (صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم) يُعَلِّمُ الصَّحابةَ «إذا خَرَجُوا إلى المقابرِ»، أن يَقُولُوا: «السَّلاَمُ على أهل الدِّيَارِ مِن المؤمنينَ والمسلمينَ ...»-إلى أن يقولَ في آخِرِ الدُّعاءِ-«أَسْأَلُ اللهَ لنا ولَكُمُ العَاِفيةَ»[1]، يقولُ العلماءُ: «وسُؤَالُهُ العَافيةَ دليلٌ على أنَّها مِن أَهَمِّ ما يُطْلَبُ وأَشْرَفِ ما يُسْئَلُ»[2]. ومعلومٌ أنَّ القبرَ أوَّلُ منازلِ الآخرةِ، «والعافيةُ للميِّتِ تَكُونُ بسلامته مِن العذاب ومُنَاقَشَةِ الحساب»[3]... العافيةُ في الآخرة تكونُ بالسّلامةِ والأَمْنِِ مِن أهوالِ الآخرة وعذابِ الآخرة
[1] - الراوي:أبو موسى الأشعري المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:975- خلاصة حكم المحدث:صحيح
[2] - «سبل السّلام» للصّنعانيّ.
[3] - «سبل السّلام» للصّنعانيّ. . منقول بتصرف
"اللَّهُمَّ اغفِرلي، وارحَمني ، وعافِني ، واهدِني ، وارزُقني"
وارحَمني
قال تعالى: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة: 163].
﴿مَّا يَفْتَحِ اللَّـهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ ﴿فاطر: ٢﴾
هنا
(الرحمن الرحيم) اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة, ورحمن أشد مبالغة من رحيم، فالرحمن يدل على الرحمة العامة كما قال تعالى:" الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" [طه: 5] والرحيم يدل على الرحمة الخاصة بالمؤمنين كما قال تعالى: "وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا" [الأحزاب:47] ذكره ابن جرير بسنده عن العزرمي بمعناه وفي الدعاء المأثور ((رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما)) ,
والظاهر المفهوم من نصوص الكتاب والسنة
أن اسمه الرحمن يدل على الصفة الذاتية من حيث اتصافه تعالى بالرحمة.
واسمه الرحيم يدل على الصفة الفعلية من حيث إيصاله الرحمة إلى المرحوم, فلهذا قال تعالى:" وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا "[الأحزاب:43] "إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ "[التوبة:117] ولم يأت قط إنه بهم رحمن,
ووصف نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأنه رؤوف رحيم
فقال تعالى:" حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" [التوبة:128]
ولم يصف أحدا من خلقه أنه رحمن فتأمل ذلك, والله أعلم
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول / لحافظ بن أحمد الحكمي
هنرى آثار رحمته وعظمته ولا نخشاه ،
*روي أن رجلا جاء إلى إبراهيم بن أدهم فقال له: "يا أبا إسحاق إني مسرف على نفسي فاعرض علي ما يكون لها زاجرا ومستنقذا لقلبي".
قال: "إن قبلت خمس خصال وقدرت عليها لم تضرك معصية ولم توبقك ثنا لذة".
قال: "هات يا أبا إسحاق".
قال: "أما الأولى فإذا أردت أن تعصي الله عز وجل فلا تأكل رزقه".
قال: "فمن أين آكل وكل ما في الأرض من رزقه؟!".
قال له: "يا هذا أفيحسن أن تأكل رزقه وتعصيه؟!".
قال: "لا، هات الثانية".
قال: "وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئا من بلاده".
قال الرجل: "هذه أعظم من الأولى يا هذا، إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له فأين أسكن؟!".
قال: "يا هذا أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه؟!".
قال: "لا، هات الثالثة".
قال: "إذا أردت أن تعصيه وأنت تحت رزقه وفي بلاده فانظر موضعًا لا يراك فيه مبارزًا له فاعصه فيه".
قال: "يا إبراهيم كيف هذا وهو مطلع على ما في السرائر؟!".
قال: "يا هذا أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه وهو يراك ويرى ما تجاهره به؟!".
قال: "لا، هات الرابعة".
قال: "إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له أخرني حتى أتوب توبة نصوحا وأعمل لله عملا صالحا".
قال: "لا يقبل مني".
قال: "يا هذا فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب وتعلم أنه إذا جاء لم يكن له تأخير فكيف ترجو وجه الخلاص؟!".
قال: "هات الخامسة".
قال: "إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة ليأخذونك هذا إلى النار فلا تذهب معهم".
قال: "لا يدعونني ولا يقبلون مني".
قال: "فكيف ترجو النجاة إذًا؟!".
قال له: "يا إبراهيم حسبي حسبي، أنا أستغفر الله وأتوب إليه".
ولزمه في العبادة حتى فرق الموت بينهما.
المصدر: كتاب التوابين لابن قدامة
إن الإيمان القويم المصحوب بالصدق في القول والعمل يستجلب رحمة الله لتغمر المؤمن به الملتزم بطاعته ولتجعل له الصعب سهلا
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ ﴿محمد: ١٧﴾
إن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلي أنه يعين المؤمن على طريق الإيمان فيزيده من فضله برحمته "لا يرحمُ اللهُ من لا يرحمُ الناسَ" الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7376-خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الدرر السنية
"مَن لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ ، ومَن لا يَغْفِرْ لا يُغْفَرْ له ، ومَن لا يَتُبْ لا يُتَبْ عليه" الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6600- خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية
"رَحِمَ اللهُ امْرءًا تَكلَّمَ فغَنِمَ ، و سَكتَ فسَلِمَ" الراوي: أنس بن مالك و الحسن البصري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3492-خلاصة حكم المحدث: حسن
الدر السنية
"رَحِمَ اللهُ عبدًا قال خيرًا فَغَنِمَ ، أو سَكَتَ عن سُوءٍ فسَلِمَ" الراوي: خالد بن أبي عمران المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3496-خلاصة حكم المحدث: حسن
الدرر السنية
|