"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ " الملك : 30.
*ثم أمر- سبحانه- نبيه صلى الله عليه وسلم للمرة السادسة، أن يذكرهم بنعمة الماء الذي يشربونه .
*ثُمَّ أَخْبَرَ عَنِ انْفِرَادِهِ بِالنِّعَمِ، خُصُوصًا الْمَاءَ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ مِنْهُ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ فَقَالَ: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا أَيْ: غَائِرًا/ وَالْمَاءُ الْغَوْرُ: الْغَائِرُ الذَّاهِبُ فِي الْأَرْضِ لَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ/.
فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ / وَالْمَعِينُ: النَّابِعُ الْفَائِضُ الْمُتَدَفِّقُ./ تَشْرَبُونَ مِنْهُ، وَتَسْقُونَ أَنْعَامَكُمْ وَأَشْجَارَكُمْ وَزُرُوعَكُمْ؟ وَهَذَا اسْتِفْهَامٌ بِمَعْنَى النَّفْيِ، أَيْ: لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ اللَّهِ تَعَالَى. - وحده، فعليكم أن تشكروه على نعمه، لكي يزيدكم منها.
وَالْمُلْكُ بِيَدِ اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. فَكَيْفَ لَوْ تَوَجَّهَتْ إِرَادَتُهُ إِلَى حِرْمَانِهِمْ مَصْدَرَ الْحَيَاةِ الْقَرِيبَ!
ثُمَّ يَدَعُهُمْ يَتَدَبَّرُونَ مَا يَكُونُ لَوْ أَذِنَ اللَّهُ بِوُقُوعِ هَذَا الْمَحْذُورِ!
تَمَّ تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُلْكِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.