05-01-2019, 07:30 PM
|
|
غفر الله لها
|
|
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,263
|
|
فقه الاستغفار
فقه الاستغفار
الاستغفار هو : طلب المغفرة، والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها.قاله:الحافظ ابن رجب في كتابه جامع العلوم والحكم عند شرح حديث أنس رضي الله عنه، وهو الحديث الثاني والأربعون.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى" فإن الله يستر على من يغفر له ومن لا يغفر له "، وهذا من فقهه رحمه الله، فالله ستير يحب الستر، وكم يستر على قوم لا يتوبون ولا يستغفرون، وإنما يمهلهم ويملي لهم، إما لأجْل أن يتوبوا وأن يستغفروا ويراجعوا أنفسَهم، وإما استدراجًا، فالفرصة لهم سانحة، والله هو العليم بما عملوا وبما سيعملون وبما سينتهي إليه أمرهم ومآلهم، فالمقصود أن الله يستر على من يغفر له ومن لا يغفر له، فليس الستر خاصًا بالمستغفرين.
قال"ولكن الستر لازم مسماها أو جزؤه"، يعني أن الستر جزء من المغفرة، ولا شك في أنه إذا غفر له فقد ستره في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما.
قال: وحقيقتها، يعني: حقيقة المَغْفِرَة "وقاية شر الذنب، ومنه المِغْفَر لمِاَ يقي الرأسَ من الأذى" والمغفر يوضع على الرأس في الحرب ليتقي به الفارس ضرب السيوف أو النبال أو الرماح.
قال"والستر لازم لهذا المعنى، وإلا فالعمامة لا تسمى مغفرًا"، فالعمامة تستر الرأس ولا تسمى مِغْفَرًا؛ لأنها لا تقي الأذى ولا تنفع حال الضرب. =هنا =
فالمداومة على الاستغفار "مغفرة للذنوب، وتكفير للسيئات: قال تعالى" وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا" النساء: 110. ودققوا في هذا التعبير القرآني" يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا" لماذا التعبير بالوجدان هنا؟! قال: لأن التائب المستغفر يجد أثر المغفرة في نفسه أولًا بكراهة الذنب وذهاب داعيته، ثم يجد بعد ذلك أثر الرحمة بالرغبة في الأعمال الصالحة التي تطهر النفس وتزيل الدّرن منها. إذن الاستغفار هو دواؤك الناجع وعلاجك الناجح من الذنوب والخطايا، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار دائمًا وأبدًا بقوله «يا أيُّها النَّاسُ استَغفِروا ربَّكم وتوبوا إليهِ فإنِّي أستَغفِرُ اللَّهَ وأتوبُ إليهِ في كلِّ يومٍ مئةَ مرَّةٍ أو أَكْثرَ مِن مئةَ مرَّةٍ» الراوي : رجل من المهاجرين - المحدث : ابن حجر العسقلاني - المصدر : الأمالي المطلقة- الصفحة أو الرقم: 255 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =
"واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً."الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري- المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 6307 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
كلما وقعت في ذنب بادر إلى التوبة والاستغفار واجعل لنفسك وردًا يوميًا أقله في اليوم مائة مرة كما فعل رسول.
والمداومة على الاستغفار يجلب الخيرات والبركات ويدفع البلاء:فالاستغفار سبب لنزول الغيث والإمداد بالأموال والبنين ونبات الأشجار وتوفر المياه، وزيادة القوة، قال تعالى عن نبيه نوح عليه السلام أنه قال لقومه"فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا" نوح:10-12.
وقال عن هود عليه السلام أنه قال لقومه"وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ"هود:52.
" أي إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه، كثر الرزق عليكم، وأسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم من بركات الأرض، وأنبت لكم الزرع، وأدر لكم الضرع، وأمدكم بأموال وبنين، أي: أعطاكم الأموال والأولاد، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار، وخللها بالأنهار الجارية بينها .
والمداومة على الاستغفار سبب للفلاح والفوز:
*ففي سنن ابن ماجه بسند جيد عن النبي أنه قال"طوبَى لِمَن وُجِدَ في صَحيفَتِه استِغفارًا كثيرًا"الراوي : عبدالله بن بسر - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 3093 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر- .
وفي الحديث القدسي يقول سبحانه"يا عبادي ! إِنكُمْ تُخْطِئونَ بالليلِ والنهارِ وأنا أغفِرُ الذنوبَ جميعًا ، فاستغفروني أغفرْ لكم ،."الراوي : أبو ذر الغفاري - المحدث : مسلم- المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 2577 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-
الاستغفار: يدفع العقوبة ويدفع العذاب قال الله تعالى"وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ".الأنفال 33. عباد الله: والاستغفار معناه طلب المغفرة من الله بمحو الذنوب، وستر العيوب، ولا بد أن يصحبه إقلاع عن الذنوب والمعاصي. وأما الذي يقول: أستغفر الله بلسانه، وهو مقيم على المعاصي بأفعاله فهو كذاب لا ينفعه الاستغفار. قال الفضيل بن عياض – رحمه الله : استغفار بلا إقلاع توبة الكذابين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله" الاستغفار يخرج العبد من الفعل المكروه إلى الفعل المحبوب، من العمل الناقص إلى العمل التامّ، ويرفع العبدُ من المقام الأدنى إلى الأعلى منه والأكمل، فإنَّ العابد لله والعارف بالله في كلِّ يوم، بل في كلِّ ساعة، بل في كلّ لحظة يزداد علمًا بالله وبصيرةً في دينه وعبوديته بحيث يجد ذلك في طعامه وشرابه ونومه ويقظته وقوله وفعله. ويرى تقصيره في حضور قلبه في المقامات العالية وإعطائها حقّها. فهو يحتاج إلى الاستغفار آناء الليل وأطراف النهار، بل هو مضطرٌّ إليه دائمًا في الأقوال والأحوال، في الغوائب والمشاهد، لما فيه من المصالح وجلب الخيرات ودفع المضرّات، وطلب الزيادة في القوّة في الأعمال القلبية والبدنيّة اليقينية الإيمانية "مجموع الفتاوى . اهـ.
*ولأجل أهمية الاستغفار كثرت نصوص الكتاب والسنة التي تحض على كثرة الاستغفار وتُبَيِّن فضلَهُ وعظيمَ ثمرتِهِ.
مما يدل على شرف وظيفة الاستغفار وعلو مكانته أنه أتى في كثير من النصوص مقترنًا بكلمة التوحيد.
قال تعالى " فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ " سورة محمد: 19 . فبدأ بالعلم قبل القول والعمل، وقدم التوحيد الذي هو أصل الأصول، وأمر بالاستغفار الذي هو سبب لحصول المحبوب، ودفع المرهوب، فمن عرف سر هاتين الكلمتين، لا إله إلا الله واستغفر الله، أحبهما وأكثر منهما، وتعلق بهما،وداوم عليهما.
فالتوحيد يمحو الشرك والاستغفار يمحو شُعَب الشرك التي هي المعاصي والذنوب، التوحيد يُذهِبُ أصل الشرك والاستغفار يمحو فروعه .
قال ابن تيمية : أبلغ الثناء أن تقول: لا إله إلا الله، وأبلغ الدعاء أن تقول: أستغفر الله. ابن تيمية في الفتاوى.
ومن شرف الاستغفار جَعَلَهُ اللهُ تبارك وتعالى أحد وظائف الملائكة الكرام:قال تعالى:
" الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ "غافر: 7.
*والاستغفار وسيلة إلى تدارك التقصير، ووسيلة لجبر تقصير الإنسان في شكر نعم الله تعالى عليه، وجعله وسيلة أيضًا لجبر التقصير الذي يحصل في الطاعات والعبادات.وحثنا الشرع الشريف على الإكثار من الاستغفار في خواتيم الأعمال؛ لأن العمل مهما يكن فإن الإنسان لابد فيه من تقصير أو غفلة، فجعل الشرع الاستغفار عقب الفراغ من الأعمال الصالحة كي يجبر ما طرأ عليها من تقصير، فمثلًا شرع الاستغفار بعد الإفاضة من عرفات والفراغ من الوقوف بها فقال عز وجل" ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"البقرة:199.
والمراد بالإفاضة هنا أي إلى منى يوم العاشر من ذي الحجة ، حيث يقوم الحاجُّ بإكمال أعمال حجهم التي هي خاتمة أعماله .
*وأيضًا الاستغفار شُرِعَ بعد التسليم من الصلاة:
"كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، إذا انصرف من صلاتِه ، استغفر ثلاثًا ."الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 591 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر-
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر الله ثلاث مرات ثم قال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام"صحيح سنن الترمذي / كتاب أبواب الصلاة / باب ما يقول إذا سلم من الصلاة/ صححه الشيخ الألباني.
وشُرِعَ في ختام المجالس:
"أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ إذا جلسَ مجلسًا أو صلَّى تَكلَّمَ بِكلماتٍ فسألتْهُ عائشةُ عنِ الْكلماتِ ؟ فقالَ إن تَكلَّمَ بخيرٍ كانَ طابعًا عليْهنَّ إلى يومِ القيامةِ وإن تَكلَّمَ بغيرِ ذلِكَ كانَ كفَّارةً لَهُ : سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ ، أستغفرُكَ وأتوبُ إليْكَ "الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 1343 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
*وشرع الاستغفار في ختم المجالس حيث أمر النبي عندما يقوم الإنسان من المجلس أن يقول: "إنْ تَكَلَّمَ بِخَيْرٍ كان طَابِعًا عليهِنَّ إلى يومِ القيامةِ ، وإنْ تَكَلَّمَ بشرٍّ كان كَفَّارَةً لهُ : سبحانَكَ اللهمَّ وبحمدِكَ ، لا إلهَ إلَّا أنتَ ، أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ" .لراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم: 1518- خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -
*وشُرع للمتوضئ أن يختم وضوءه بالتوبة فإنَّ أحسن ما ختمت به الأعمال التوبة والاستغفار ، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِى مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِى مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ" الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 55 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -
مَنْ تَوضَّأ فأحسنَ الوضوءَ ، ثمَّ قالَ : أشهدُ أن لا إلَه إلَّا اللَّهُ وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه فتِّحت لَه ثمانيةُ أبوابِ الجنَّةِ يدخلُ من أيِّها شاءَ"الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح النسائي-الصفحة أو الرقم: 148 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
الشرح:
رَحمةُ اللهِ واسعةٌ، ومُكافأةُ اللهِ عزَّ وجلَّ لِعبادِه تَأتي مِن أقلِّ القليلِ، والوضوءُ عِبادةٌ وطَهارةٌ، وهو شرْطٌ لأفضلِ الأعمالِ وهي الصَّلاةُ، وقد جَعل اللهُ فيه فضلًا عظيمًا.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "مَنْ توضَّأَ فأحسَنَ الوُضوءَ"، أي: أتمَّه على هَدْيِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ وأتَى به على الوَجهِ الأكملِ فيه، وأعْطَى كلَّ عُضوٍ حقَّه مِن الماءِ، وهو الإسباغُ مع مُراعاةِ الآدابِ بِلا إسرافٍ، "ثمَّ قال"، أي: بعدَ الانتهاءِ والفَراغِ من وُضوئِه "أشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ"، أي: لا مَعبودَ بحقٍّ إلَّا اللهُ، "وأشهدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه"، وقد وُصِفَ بالعُبوديَّةِ الَّتي هي غايةُ التَّذلُّلِ والخضوعِ؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان أتْقَى الخَلقِ على الإطلاقِ، ولم يَبلغْ أحدٌ مَبلغَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن التَّذلُّلِ والخُضوعِ لِمولاه، والإضافَةُ فيه للتَّشريفِ، وهي إشارةٌ إلى كَمالِ مَرتبتِه في مَقامِ العُبوديَّةِ بالقيامِ في أداءِ حقِّ الرُّبوبيَّةِ، "فُتِحَت له ثمانيةُ أبوابِ الجنَّةِ يَدخُلُ من أيِّها شاء"، أي: إلَّا كان الجزاءُ له في الآخرَةِ أن تُفتَحَ له أبوابُ الجنَّةِ يَختارُ أيَّ الأبوابِ يَدخُلُ منها؛ وهذا لِمزيدِ التَّأكيدِ في حُصولِ ثوابِ الجنَّةِ له.
وفي الحديث: الحثُّ على إحسانِ الوُضوءِ.
وفيه: الفضلُ العَظيمُ للدُّعاءِ بالشَّهادتَيْن عَقْبَ الانتهاءِ منَ الوضوءِ.
وفيه: إثباتٌ للجنَّةِ أنَّ لها أبوابًا، وأنَّ بعضَ النَّاسِ تُفتَحُ له كلُّها تَكريمًا.= الدرر =
من صيغ الاستغفار
من صِيغ الاستغفار في الكتاب العزيز:
في كتاب الله آياتٌ كثيرة تبيِّن لنا صِيغَ الاستغفار، منها:
- قوله - تبارك وتعالى "ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ "آل عمران: 147.
- وقوله" رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "آل عمران: 16.
- وقوله" رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ "المؤمنون: 109.
- وقوله"وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ" المؤمنون: 118.
- وقوله" رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "التحريم: 8.
- وقوله" رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا" نوح: 28.
وغير ذلك مِن صيغ الاستغفار الواردة في الكتاب المبين.
*من صِيغ الاستغفار في السُّنة:
جاءتِ السُّنة النبويَّة الصحيحة بذِكْر عدَّة صِيغ للاستغفار؛ منها الآتي:
سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ:
عَنْ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ "اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ" قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ."الراوي : شداد بن أوس - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 6306 - خلاصة حكم المحدث :صحيح- شرح الحديث - الدرر السنية =
ومعنى سيد الاستغفار أي أنه يسود ويتقدم كل صيغ الاستغفار الأخرى في الفضيلة والرتبة , وهذا مقرر من كلام من لا ينطق عن الهوى. هنا
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قَوْلُهُ سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ قَالَ الطِّيبِيُّ : لَمَّا كَانَ هَذَا الدُّعَاءُ جَامِعًا لِمَعَانِي التَّوْبَةِ كُلِّهَا اسْتُعِيرَ لَهُ اسْمُ السَّيِّدِ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ الرَّئِيسُ الَّذِي يُقْصَدُ فِي الْحَوَائِجِ وَيُرْجَعُ إِلَيْهِ فِي الْأُمُورِ هنا
قد اشتمل هذا الحديث من المعارف الجليلة ما استحق لأجلها أن يكون سيّد الاستغفار .
فإنه صدره باعتراف العبد بربوبية الله "اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي"، ثم ثناها بتوحيد الإلهية بقوله :" لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ". ثم ذكر اعترافه بأن الله هو الذي خلقه وأوجده ولم يكن شيئا ، فهو حقيق بأن يتولى تمام الإحسان إليه بمغفرة ذنوبه، كما ابتدأ الإحسان إليه بخلقه .= هنا =
وفي هذا الحديث دلالة على أن الاستغفار يمحو الذنوب سواء كانت كبائر أو صغائر، فإن الفرار من الزحف من الكبائر.
لكن مما ينبغي أن يعلم هنا أن المراد بالاستغفار ما اقترن به ترك الإصرار، فهو حينئذ يعد توبة نصوحًا تَجُب ما قبلها، أما إن قال المرء بلسانه: أستغفر الله، وهو غير مقلع عن ذنب، فهو داع لله بالمغفرة، كما يقول: اللهم اغفر لي، وهذا طلب من الله المغفرة ودعاء بها، فيكون حكمه حكم سائر الدعاء لله، ويرجى له الإجابة.هنا =
*عنِ ابنِ عمرَ، قالَ: إن كنَّا لنعدُّ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في المَجلِسِ الواحدِ مائةَ مرَّةٍ" ربِّ اغفر لي، وتُب عليَّ، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ "الراوي : عبدالله بن عمر- المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 1516- خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
"من قالَ: أستَغفرُ اللَّهَ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هوَ الحيَّ القيُّومَ، وأتوبُ إليهِ، غُفِرَ لَهُ، وإن كانَ قد فرَّ منَ الزَّحفِ"الراوي : زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم - المحدث :الألباني - المصدر : صحيح أبي داود- الصفحة أو الرقم: 1517 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
"عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ"الراوي : أبو بكر الصديق - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 6326 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
* عن أبي موسى الأشعري عبدالله بن قيس ،عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه كانَ يَدْعُو بهذا الدُّعَاءِ: رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ."الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 6398 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =
"أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ دخلَ المسجدَ ، إذا رجلٌ قد قَضى صلاتَهُ وَهوَ يتشَهَّدُ ، فقالَ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ يا اللَّهُ بأنَّكَ الواحدُ الأحدُ الصَّمدُ ، الَّذي لم يَلِدْ ولم يولَدْ ولم يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، أن تغفِرَ لي ذُنوبي ، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: قَد غَفرَ اللَّهُ لَهُ ، ثلاثًا".الراوي : محجن بن الأدرع - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح النسائي -الصفحة أو الرقم: 1300 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =
|