ترجمة الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد
ولد الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد في قرية كفر الحمام بمحافظة الشرقية سنة 1318 هـ / 1900 م، ونشأ في كنف والده العالم الأزهري الشيخ عبد الحميد إبراهيم الذي كان من رجال القضاء والفتيا، فدفع به إلى من يحفظه القرآن ويعلمه مبادئ القراءة والكتابة، حتى إذا انتهى من ذلك التحق بمعهد دمياط الديني حين كان والده قاضيًا بفارسكور ودمياط، ثم انتقل إلى معهد القاهرة لما انتقل والده لتقلد منصب المفتي لوزارة الأوقاف، وظل بالأزهر حتى حصل على شهادة العالمية النظامية مع أول فرقة دراسية تنال هذه الدرجة وفق طريقة دراسية منتظمة، وذلك في سنة 1344هـ = 1925.
وظهرت مواهب الشيخ الجليل مبكرًا، وهو في طور الدراسة، وكان لنشأته في بيت علم وفقه أثر في ذلك، فقد شب وهو يرى كبار رجال العلم والقضاء يجتمعون مع أبيه في البيت ويتطارحون مسائل الفقه والحديث واللغة، فتاقت نفس الصغير إلى أن يكون مثل هؤلاء؛ فأكب على القراءة والمطالعة تسعفه نفس دءوبة وذاكرة واعية وهمة عالية، وطموح وثاب،
هنا
والأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد جمع بين التأليف والتحقيق، ويعد من ذوي الإنتاج الغزير في هذين المجالين، وإنتاجه في مختلف علوم العربية من نحو وصرف وبلاغة وتفسير وحديث وفقه، وغير ذلك.
وقد عُيِّن الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية، وكان له في مجلسه جولات علمية تدل على عمق علمه، وسعة اطلاعه، وحميته السليمة على الدين.
وله من المؤلفات:
1– الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية. 2– أحكام المواريث في الشريعة الإسلامية. 3– تصريف الأفعال.
ونذكر من الكتب التي حققها:
1– شرح ابن عقيل. 2– شرح قطر الندى لابن هشام. 3– شرح شذور الذهب لابن هشام. 4– أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك لابن هشام. 5– مغني اللبيب لابن هشام. 6– شرح الأشموني على ألفية ابن مالك.7– الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحاة الكوفيين والبصريين لابن الأنباري. 8– الإيضاح في علوم البلاغة للخطيب القزويني. 9– الموازنة بين أبي تمام والبحتري للآمدي. 10– العمدة لابن رشيق. 11- جواهر الألفاظ، لقدامة بن جعفر. 12- أدب الكاتب، لابن قتيبة. 13- مقالات الإسلاميين، للأشعري. 14- الفَرْق بين الفِرَق، للبغدادي. 15- يتيمة الدهر، للثعالبي. 16- مجمع الأمثال، للميداني. 17- نفح الطيب، للمقَّري. 18- مروج الذهب، للمسعودي.
19- الموافقات لأصول الأحكام، للشاطبي.
20- زهر الآداب، للحصري.وغير ذلك كثير مما أحصاه الأستاذ عبد السلام هارون في الاحتفال بتأبينه.
مجلة المجمع ج 32.
قال عنه الأستاذ الشيخ محمد علي النجار وهو يستقبله بالمجمع:
"لقد قيل في الطبري: إنه كالقارئ الذي لا يعرف إلا القرآن، وكالمحدث الذي لا يعرف إلا الحديث، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه، وكالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو، وكالمحاسب الذي لا يعرف إلا الحساب، وكذلك يقال في الشيخ محمد محيى الدين عبد الحميد:إنه كالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه، وكالمحَدِّث الذي لا يعرف إلا الحديث، وكالمتكلم الذي لا يعرف إلا الكلام؛ وآية ذلك ما ألَّفه وأخرجه من الكتب في هذه الفنون."
وقال عنه الأستاذ عبد السلام هارون يوم تأبينه*:
"إني – وأنا من أقرب الناس إليه، ومن أعرفهم بقدره – لا أستطيع إلا أن أستعلن عجزي عن تبيان فضله ومآثره؛ إلا أن أصنع في ذلك كتابًا أظل أنمقه دهرًا. ولكني أراني قد ألقيت شيئًا من الضوء على حياته الحافلة المباركة المفعمة بالتوفيق، الهادفة إلى الخدمة والإسعاد لبني وطنه المصري، ووطنه الإسلامي، ووطنه الإنساني". (مجلة المجمع ج 32.
هنا
تأبينه*تأبين"اسم"مصدر أبَّنَ
خُطْبة تُلْقى تكريمًا لميِّت ، مقال يُلقى في ذكرى شخص ما ، حديث يمتدح شخصًا ميِّتًا.
حفل تأبين: حفل يُقام عادة بمناسبة وفاة أحد الأعلام في المجتمع للإشادة بمآثره ومناقبه هنا
وفاته
ظل الشيخ محمد محيي الدين منكبًا على عمله في تحقيق كتب التراث لا يعوقه مرض أو مسئوليات منصب، أو عضوية المجامع عن مواصلة طريقه حتى لقي الله في 25 ذو القعدة 1392هـ الموافق 30 ديسمبر 1972، تاركًا هذا الإنتاج الخصب الذي لا تزال تنتفع بما فيه الأجيال، ويتعجب الإنسان كيف اتسع عمره لإخراج هذا العدد من الكتب المتنوعة في التخصص، الكثيرة في العدد، المختلفة في الأحجام، ولكنه فضل الله يؤتيه من يشاء.
هنا