عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-03-2020, 01:16 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,266
root

يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كلَّه ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
"رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ"آل عمران 8.

ومن تمام حياته وقيوميته أن :
° لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ:
والسِّنَة النُّعَاس.

نفي "السِّنَة والنوم يتضمن كمال الحياة، والقيومية، وهذه من صفات الكمال.

السِّنَةُ : النُّعَاسُ، وَهُوَ النَّوْمُ الْخَفِيفُ، وَالْوَسْنَانُ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ، يُقَالُ مِنْهُ: وَسِنَ يسن وسنا وسنة، والنَّوم هو: الثقل المزيل للقوة والعقل.
نَفَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْ نَفْسِهِ النَّوْمَ لِأَنَّهُ آفَةٌ وَهُوَ مُنَزَّهٌ عَنِ الْآفَاتِ، وَلِأَنَّهُ تُغَيُّرٌ وَلَا يَجُوزُ عَلَيْهِ التَّغَيُّرُ.
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ"إِنَّ اللَّهَ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ ولكنّه يخفض القسط ويرفعه يرفع إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ" صحيح مسلم . وَرَوَاهُ الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَقَالَ"حِجَابُهُ النَّارُ"
فمن أحسن ما قيل في هذا الأمر ما جاء في كتاب الكليات لأبى البقاء الكفوي حيث قال: و" السِنَةٌ " بالكسر والتخفيف ابتداء النعاس في الرأس فإذا خالط القلب صار نوما، وفي قوله تعالى: لا تأخذه سنة ولا نوم. المنفي أولا إنما هو الخاص وثانيًا العام، ويعرف ذلك من قوله "لَا تَأْخُذُهُ" أي لا تغلبه، فلا يلزم من عدم أخذ السنة التي هي قليل من نوم أو نعاس عدم أخذ النوم، ولهذا قال"وَلَا نَوْمٌ" بتوسط كلمة " لا " تنصيصا على شمول النفي لكل منهما، لكن بقي الكلام في عدم الاكتفاء بنفي أخذ النوم، قال بعضهم: هو من قبيل التدلي من الأعلى إلى الأدنى كقوله تعالى: لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون. وقيل هو من قبيل الترقي فالقائل بالتدلي نظر إلى سلب السنة لأنه أبلغ من سلب النوم ...اهــ
وقال ابن عاشور في تفسيره:
ونفي السِّنَة عن الله تعالى لا يغني عن نفي النوم عنه، لأن من الأحياء من لا تعتريه السنة فإذا نام نام عميقا، ومن الناس من تأخذه السنة في غير وقت النوم غلبة، وقد تمادحت العرب بالقدرة على السهر، قال أبو كبير:
فأتت به حوش الفؤاد مبطنا* سهدا إذا ما نام ليل الهوجل. إسلام ويب.


° لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ: من مَلك وإنسي وجني، وحيوان، وجماد، ونبات" وَمَا تَحْتَ الثَّرَى " أي: الأرض، فالجميع مِلْك لله تعالى، عبيد مدبرون، مسخرون تحت قضائه وتدبيره، ليس لهم من الملك شيء، ولا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا.تفسير السعدي.
له سبحانه الْمُلْكُ التام من جميع الوجوه،المُلك غير المِلك ،لكن المُلك هو التصرف في المِلك :فالمِلك امتلاك الشيء لكن قد لايستطيع التصرف في مِلْكِهِ كما هو مشاهد ،فالملوك ، والسلاطين ، ملكهم غير تام ؛ لأنه لا يعم المملوكات كلها ، ومعرض للزوال ، وملك الله هو الملك الحقيقي قال الله تعالى "فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " المؤمنون : 116. أما القدرة المطلقة التامة على التصرف فيه هو المُلْك، فهو سبحانه بيده تصريف الخلق جميعًا بإرادته ؛بأمره. فإرادة الله هي النافذه أبدًا.
يخبر تعالى أنه بيده المُلك أي هو المتصرف في جميع المخلوقات بما يشاء ،يخلق ما يشاء، ويعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، ويغني من يشاء ، ويفقر من يشاء ، ويحيي ويميت ويعطي ويمنع بحكمته.


° لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ"
أي: هو المالك وما سواه مملوك وهو الخالق الرازق المدبر وغيره مخلوق مرزوق مدبر لا يملك لنفسه ولا لغيره مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض فلهذا قال:

° مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ"
أي: لا أحد يشفع عنده بدون إذنه، فالشفاعة كلها لله تعالى، ولكنه تعالى إذا أراد أن يرحم من يشاء من عباده أذن لمن أراد أن يكرمه من عباده أن يشفع فيه، لا يبتدئ الشافع قبل الإذن.

الشفاعة في الشرع :هي: طلب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم – أو غيره – من الله في الدار الآخرة حصول منفعة لأحد من الخلق.
ويدخل تحت هذا التعريف جميع أنواع الشفاعات الخاصة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وغيره، كالشفاعة العظمى وهي طلب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من ربه إراحة الناس من الموقف بمجيئه لفصل القضاء، ويدخل كذلك شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول أهل الجنة الجنة، وشفاعته في تخفيف العذاب عن أبي طالب، وشفاعة الشفعاء في رفع الدرجات في الجنة، وكذا الشفاعة في إخراج قوم من النار, وإدخالهم الجنة. الحياة الآخرة لغالب عواجي:
1/283.
*ويشترط لقبوله الشفاعة في الآخرة ما يلي:
في ذلك اليوم لا تنفع الشفاعة أحدًا من الخلق، إلا إذا أذن الرحمن للشافع، ورضي عن المشفوع له، ولا يكون ذلك إلا للمؤمن المخلص. -أن يأذن المشفوع عنده -وهو الله سبحانه وتعالى- للشافع -وهو النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره- وأن يقبل شفاعته، فهو وحده سبحانه صاحب الشفاعة ومالك أمرها يقول تعالى" مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ"البقرة: 255.

الشفاعة التي تكون في الآخرة فهي نوعان : النوع الأول: الشفاعة الخاصة، وهي التي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة لا يشاركه فيها غيره من الخلق وهي أقسام :
أولها: الشفاعة العظمى ـ وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياه وحقيقة هذه الشفاعة هي أن يشفع لجميع الخلق حين يؤخر الله الحساب فيطول بهم الانتظار في أرض المحشر يوم القيامة فيبلغ بهم من الغم والكرب ما لا يطيقون ،فيشفع لهم في فصل القضاء .

ثانيها : الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة.

ثالثها : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب.

رابعها : شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب.

النوع الثاني: الشفاعة العامة، وهي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم ويشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين وهي أقسام:.

أولاها: الشفاعة لأناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها
ثانيها: الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوه.

ثالثها: الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة.

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد .

°ثم قال " يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ "أي: ما مضى من جميع الأمور " وَمَا خَلْفَهُمْ"أي:ما يستقبل منها، فعلمه تعالى محيط بتفاصيل الأمور، متقدمها ومتأخرها، بالظواهر والبواطن، بالغيب والشهادة، والعباد ليس لهم من الأمر شيء ولا من العلم مثقال ذرة إلا ما علَّمَهم تعالى، ولهذا قال:

° وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ"
فهم لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما أطلعهم عليه ، أما هو - سبحانه - فهو العالمُ بأحوالِ عبادِهِ كلِّهم ماضيها ولاحقِها، يعلمُ أحوالَهم وما صدر منهم وما ماتوا عليه وما لهم في الآخرة، يعلم كل شيء سبحانه وتعالى.الشيخ :ابن باز.
فسبحانه يعلم ما في صحاري الأرض من رمال ، وعدد ما في بحار الدنيا من قطرات ، وعدد ما في الأشجار من ورقات وعدد ما في الأغصان من ثمار ، وما في السنابل من حبوب .
وعلمه سبحانه محيط بالأمس واليوم والغد ، بالظاهر والباطن ، بالدنيا والآخرة .

فالمشهود والغيب لديه سواء ، والقريب والبعيد ، والقاصي والداني . سبحانك ربي ما أعظم شأنك !

"قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"آل عمران: 29.
أخبر - سبحانه - عن سعة علمه لما في النفوس خصوصًا، ولما في السماءِ والأرضِ عمومًا، وعن كمالِ قدرتِه، ففيه إرشادٌ إلى تطهيرِ القلوبِ واستحضارِ علمِ اللهِ - في - كل وقت فيستحِي العبدُ من ربِّهِ أنْ يرى قلبَهُ محلًّا لكلِ فكرٍ رديءٍ، بل يشغل أفكارَهُ فيما يُقَرِّبُ إلى اللهِ .تفسير السعدي.


.الشيخ :ابن باز.
رد مع اقتباس