"إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا" 10..
إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا: معنى الخوف من الله تعالى هو: استشعار عظمته والوقوف بين يديه، وأنه يعلم سر العبد وجهره،فإذا علم المؤمن أن الأنفاس تُعَد عليه، وأن الحفظة الكاتبين يراقبون أعماله،"مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ق: 18. وأنه حيثما حلَّ مُتابع، وأن طريق الهروب من الله مسدود، ولا حيلة له إلا الاستسلام والانقياد والإقبال على طاعة الله، والاستفادة من المهلة الممنوحة له، إذ لا يدري متى يتخطفه الموت، ويصير إلى ما قدم.
"وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"لقمان:34.
"كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ" آل عمران: 185.
إذا عَلِمَ كلَّ ذلك تولَّد عنده خوف الله وعاش معنى الخوف، وكان من الخاشعين الموقنين، الذين لا يرى الشك إلى قلوبهم سبيلاً، ولا تنتهي عزائمُهم ولا تفتر قواهُم، ولا تكسل جوارحُهم؛ لأن تفكيرَهُم مُنصبٌ على كَسبِ الخير، وجمع ما يمكن من أسباب العبور إلى دار الكرامة، وهم منشغلون بأهوال موقف الحساب وعرض الأعمال، وترقب نتائج أعمالهم في الدنيا، فهم فيها غرباء يمشون بأجسادهم وأنظارهم مقبلة على الآخرة، لا يستكثرون أعمال البر، ولا يحتقرون المعاصي؛ لأنهم لا يأمنون مكر الله تعالى، قال عز من قائل: فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ "الأعراف:99.
جعلنا الله وإياك من الذين يرجون رحمته ويخافون عذابه.. آمين .مقتبس من إسلام ويب.. عَبَسَ الْيَوْمُ: اِشْتَدَّ . - يَوْمٌ قَمْطَرِيرٌ :- : شَدِيدٌ وَعَسِيرٌ.
أي: ويقول الأبرار عند تقديم الطعام لهؤلاء : إنا نخاف من ربنا يومًا، تعبس فيه الوجوه، من شدة هوله، وعظم أمره، وطول بلائه.
وقيل وصف اليوم بهذا الوصف - عَبُوسًا - على سبيل المجاز في الإسناد، والمقصود وصف أهله بذلك.عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها:أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَتعَوَّذُ مِن ضِيقِ المقامِ يومَ القيامةِ:فعن عاصم بن حميد قال: سألتُ عائشةَ ماذا كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يفتتحُ بِهِ قيامَ اللَّيلِ قالت لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني عنْهُ أحدٌ قبلَكَ كانَ يُكبِّرُ عشرًا ويحمدُ عشرًا ويسبِّحُ عشرًا ويستغفرُ عشرًا ويقولُ اللَّهمَّ اغفر لي واهدني وارزقني وعافني ويتعوَّذُ من ضيقِ المقامِ يومَ القيامةِ"خلاصة حكم المحدث : صحيح -الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه -
" ويتعوَّذُ من ضيقِ المقامِ يومَ القيامةِ"، أي: الأهوالِ الَّتي تحدُثُ فيه.
"فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا" 11..
فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ :
أي: فدَفَع اللهُ عن الأبرارِ شرَّ يَومِ القيامةِ ، والفاء في قوله: فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ.. للتفريع على ما تقدم ولبيان ما ترتب على إخلاصهم وسخائهم من ثواب.
أي: فترتب على وفائهم بالنذور، وعلى خوفهم من عذاب الله-تبارك وتعالى- وعلى سخائهم وإخلاصهم، ترتب على كل ذلك أن دفع الله-تبارك وتعالى- عنهم شر ذلك اليوم أي: آمنهم مما خافوا منه يوم القيامة. ففي يوم القيامة من المشاهد، والمواقف، والأهوال ما هو كاف لفزع، وخوف أي شخص، حتى لو كان قد بُشر من قبل بالنجاة، حيث يتغير نظام الكون بشكل لم يألفه الإنسان، فتدنو الشمس من الخلائق قدر ميل، وتبدل الأرض غير الأرض، وتطوَى السماوات كطي السجل للكتب، ويؤتى بالنار ولها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها، الى غير ذلك من المشاهد المفزعة، وقد أشار سبحانه إلى شدة الهول في ذلك اليوم فقال:
"يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ"الحج:2.
قال القرطبي رحمه الله : المعنى في الآية: فلا خوف عليهم فيما بين أيديهم من الآخرة ولا هم يحزنون على ما فاتهم من الدنيا. وقيل: ليس فيه دليل على نفي أهوال يوم القيامة وخوفها على المطيعين لما وصفه الله تعالى ورسوله من شدائد القيامة، إلا أنه يخففه عن المطيعين وإذا صاروا إلى رحمته فكأنهم لم يخافوا، والله أعلم. انتهى.
وبنحو هذا أجاب الرازي وأبو حيان وابن عادل في تفاسيرهم، وللألوسي جواب آخر يعتمد على التفريق بين خوف المكروهوخوف الجلال، حيث يقول: قال بعض الكبراء: خوف المكروه منفي عنهم مطلقًا، وأما خوف الجلال ففي غاية الكمال... وذكر بعض الناس أن العدول عن لا خوف لهم أو عندهم إلى لا خوف عليهم للإشارة إلى أنهم قد بلغت حالهم إلى حيث لا ينبغي أن يخاف أحد عليهم.انتهى.
وَلَقَّاهُمْ: أي: أكرمهم وأعطاهم ، نَضْرَةً : حُسْنًا وبهاءً ونورًا في وُجوهِهم ، وَسُرُورًا: وبهجة وفَرَحًا في قُلوبِهم. فجمع لهم بين نعيم الظاهر والباطن ، وذلك أن القلب إذا سُرَّ استنار الوجه.
"وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا "12.
وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا :وجزاهم بما صبروا على طاعة الله، فعملوا ما أمكنهم منها، وعن معاصي الله، فتركوها، وعلى أقدار الله المؤلمة، فلم يتسخطوها.
أنواع الصبر: الصبر على طاعة الله ، والصبر على اجتناب محارم الله ، والصبر على أقدار الله، والأقدار إما أن تكون مؤلمة، وإما أن تكون ملائمة، وفي الصبر على القدر المؤلم الخير الكثير.
جَنَّةً وَحَرِيرًا: جزاهم لصبرهم هذا منزلًا رحبًا ، وعيشًا رغدًا جامع لكل نعيم، سالم من كل مُكدر ومُنَغص، ولباسًا حسنًا،ففي الآخرة يلبسون الحرير؛ لأنهم لم يلبسوه في الدنيا لتحريم الله لها.
لم يلبسوا الحرير في الدنيا فلبسوه في الآخرة؛ لأنهم التزموا حدود الله، والتزموا قول الرسول صلى الله عليه وسلم"مَن لَبِسَ الحَرِيرَ في الدُّنْيَا فَلَنْ يَلْبَسَهُ في الآخِرَةِ. "الراوي : أنس بن مالك - صحيح البخاري.
قال ابن أبي ليلى أنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ حُذَيْفَةَ، فَاسْتَسْقَى فَسَقَاهُ مَجُوسِيٌّ، فَلَمَّا وضَعَ القَدَحَ في يَدِهِ رَمَاهُ به، وقالَ: لَوْلَا أنِّي نَهَيْتُهُ غيرَ مَرَّةٍ ولَا مَرَّتَيْنِ -كَأنَّهُ يقولُ: لَمْ أفْعَلْ هذا- ولَكِنِّي سَمِعْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: لا تَلْبَسُوا الحَرِيرَ ولَا الدِّيبَاجَ، ولَا تَشْرَبُوا في آنِيَةِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، ولَا تَأْكُلُوا في صِحَافِهَا؛ فإنَّهَا لهمْ في الدُّنْيَا، ولَنَا في الآخِرَةِ."الراوي : حذيفة بن اليمان - صحيح البخاري.
شرح الحديث: لا تَلْبَسُوا الحَرِيرَ ولَا الدِّيبَاجَ: وهو نوعٌ مِنَ الحريرِ من أفضَلِه وأنفَسِه، وذلك التحريمُ خاصٌّ بالرِّجالِ إن كان لَبِسَه مِن غيرِ عُذرٍ، " ولَا تَشْرَبُوا في آنِيَةِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ "،" ولَا تَأْكُلُوا في صِحَافِهَا" جمعُ صَحفةٍ، وهي الآنيةُ الكبيرةُ التي تُوضَعُ فيها الأطعِمةُ، وعلَّل ذلك النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأنَّها للكُفَّارِ في الدُّنيا، -وليس معناه أنها مباحةٌ لهم، ولكنَّهم يجترؤون على مخالفةِ أمرِ اللهِ فيها لكُفْرِهم- وللمسلِمين في الآخرةِ مُكافأةً على تَرْكِها في الدُّنيا، ويُمْنَعُها أولئك جَزاءً لهم على مَعصِيَتِهم باستعمالِها.
وفي الحَديثِ: تَكرارُ الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المنكَرِ.
وفيه: الشِّدَّةُ في الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المنكَرِ لِمن يُباحُ له ذلك من ولاةِ الأُمورِ ونَحوِهم.
وفيه: فضيلةُ حُذَيفةَ بنِ اليَمانِ رَضِيَ اللهُ عنه بشِدَّتِه في الحَقِّ، والتزامِه أمْرَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونَهْيَه. الدرر السنية.
"مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا"13.
مُّتَّكِئِينَ:الاتكاء: التمكن من الجلوس، في حال الرفاهية والطمأنينة.
الْأَرَائِكِ: والأرائك هي السرر التي عليها اللباس المزين.
وَلَا زَمْهَرِيرًا : والمُرادُ بالزَّمهريرِ شِدَّةُ البرْدِ.
لَمَّا ذَكَر اللهُ تعالى طعامَهم ولِباسَهم؛ وصَفَ مَساكِنَهم، وأيضًا لَمَّا ذَكَر اللهُ تعالى أنَّه كفاهم المَخُوفَ، وحَبَاهم الجنَّةَ؛ أتْبَعَه حالَهم فيها وحالَها، فقال دالًّا على راحتِهم الدَّائِمةِ، ومفصِّلًا نعيمَ أهلِ الجنَّةِ: مُتَّكِئينَ في راحةٍ ورَفاهيَةٍ على السُّررِ المُغَطَّاةِ بقُبَّةٍ مِن الثِّيابِ الفاخِرةِ،لا يَرونَ في الجنَّةِ شَمْسًا والمراد بالشمس : حر أشعتها فيُؤذيَهم حَرُّها، ولا بَرْدًا شَديدًا ، بل جَوّ واحد معتدل دائم يناسب النعيم الذي هم فيه.
"وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا" 14.
وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا : ومن نعيمَ أهلِ الجنَّةِ أيضًا ظلال أشجار الجنة قريبة منهم، ومحيطة بهم، زيادة في إكرامهم.
وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا : وسُهِّلَ لهم قَطْفُ ثمارِها تذليلًا، بحيث إن القاعد منهم والقائم والمضطجع، يستطيع أن يتناول هذه الثمار اللذيذة بدون جهد أو تعب.
وبعد أن وصف جانبًا من طعامهم ولباسهم ومسكنهم - وصف شرابهم وأوانيه فقال:
"وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا "15.
ويدور عليهم الخدم بأواني الطعام الفضيَّة، وأكواب الشراب من الزجاج، كَانَتْ: والمراد بالكينونة في قوله-تبارك وتعالى- كانَتْ قَوارِيرَا.. أنها تكونت ووجدت على هذه الصفة. قَوَارِيرَا: القوارير: جمع قارورة وهي في الأصل إناء رقيق من الزجاج النقي الشفاف، توضع فيه الأشربة وما يشبهها، فتستقر فيه.فالأكواب من الزجاج النقي الشفاف.
"قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا"16 .
أي: مادتها من فضة، وهي على صفاء القوارير، وهذا من أعجب الأشياء، أن تكون الفضة الكثيفة من صفاء جوهرها وطيب معدنها على صفاء القوارير الزجاجية.والمراد تكونت جامعة بين صفاء الزجاجة وشفيفها، ولون الفضة وبياضها.
قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا : أي: قدرها السقاة من الخدم، الذين يطوفون عليهم على قدر ما يحتاج إليه الشاربون من أهل الجنة، من دون زيادة ولا نقصان . لأنها لو زادت نقصت لذتها، ولو نقصت لم تف بِرِيِّهِم.
وقيل: قدرها الشاربون لها من أهل الجنة على مقدار حاجتهم، بمقدار يوافق لذاتهم، فأتتهم على ما قدَّرُوا في خواطرِهم.الوسيط. وتفسير السعدي.
"وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا"17.
ويُسْقَى هؤلاء الأبرار المُكَرَّمون كأسًا من خمر ممزوجة بالزنجبيل.
وكانت العرب تستلذ من الشراب ما يمزج بالزنجبيل لطيب رائحته ; لأنه يحذو اللسان ، ويهضم المأكول ، فَرُغِّبوا في نعيم الآخرة بما اعتقدوه نهاية النعمة والطيب .
عن ابنِ عبَّاسٍ رضيَ الله عنهُما قال : ليسَ في الجنَّةِ شيءٌ مِمَّا في الدُّنيا إلَّا الأسماءُ" خلاصة حكم المحدث : صحيح -الراوي- المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب .
وصف الله تعالى خمر الآخرة بما يخالف خمر الدنيا ، فقال : يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ * لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ" الصافات/45-47 .
فوصف الله تعالى خمر الآخرة بأنها :بيضاء ، لذة للشاربين ، بخلاف خمر الدنيا ، فإنها كريهة عند الشرب .لَا فِيهَا غَوْلٌ :الغَولُ: وجَعُ البَطنِ، ليس فيها ضرر ما كخمر الدنيا.
وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ: ولا بسببها يسكرون و تُنزع عقولهم، بخلاف خمر الدنيا التي تُذهب عقولَهم.
وفي سورة الواقعة "لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا" أي : لا يصيبهم منها صُداع.انظر : "تفسير سورة الصافات" للشيخ ابن عثيمين :ص 107-109 .
أي: لا تَذهَبُ عُقُولُهم، وذَلِكَ أنَّ المَقصُودَ مِنَ الخَمرِ إنَّما هو اللَّذَّةُ المُطْرِبةُ، وهي الحالةُ المُبهِجةُ الَّتي يَحصُلُ بها سُرُورُ النَّفسِ، وهذا حاصِلٌ كامِلٌ تامٌّ في خَمرِ الجَنَّةِ، فأمَّا ذَهابُ العَقلِ بحيثُ يَبقى شارِبُها كالحيَوانِ والمَجنُونِ، فهذا نَقصُ إنَّما يَنشَأُ عَن خَمْرِ الدُّنيا، فأمَّا خَمرُ الجَنَّةِ فلا تُحدِثُ لِشارِبها شيئًا مِن هذا، وإنَّما تُحدِثُ السُّرُورَ والِابتِهاجَ فهي من نعيمِ الجنةِ المبهج.