عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 07-18-2025, 02:37 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,353
Exclamation

"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا "23.
يقولُ تعالى مثبِّتًا نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ -يا محمَّدُ- الْقُرْآنَ تَنزِيلًا مُفَرَّقًا.
القرآن لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من السماء جملة واحدة ، بل كان ينزل مُفَرَّقًا حسب الحوادث والأحوال .وهذا لا خلاف فيه بين العلماء.
وقد جاءت الآيات تقرر ذلك بوضوح تام لا لبس فيه ، وتقرر حكمة النزول على تلك الصفة :قال تعالى " وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا"سورة الإسراء: 106.
فَرَقْنَاهُ :قال الحسن : معناه فَرَقْنَا به بينَ الحقِّ والباطلِ.
وقال الطبري في تفسيرهِ:اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار "فَرَقْناهُ" بتخفيف الراء من "فَرَقْناهُ" ، بمعنى: أحكمناه وفصلناه وبَيَّناه .
وذُكِرَ عنِ ابنِ عباسٍ، أنه كان يقرؤه بتشديد الراء " فَرَّقْناهُ" بمعنى: نزَّلْنَاه شيئًا بعد شيءٍ، آية بعد آية، وقصة بعد قصة.وأَوْلَى القراءتين بالصواب عندنا، القراءة الأُولَى، لأنها القراءة التي عليها الحجة مجمعة، ولا يجوز خلافها فيما كانت عليه مجمعة من أمر الدين والقرآن ، فإذا كان ذلك أولى القراءتين بالصواب، فتأويل الكلام: وما أرسلناك إلا مبشرًا ونذيرًا، وفصلناه قرآنا، وبيَّناه وأحكمناه، لتقرأه على الناس على مكث.ا.هـ.
عَلَى مُكْثٍ: أي على مهل وتُؤدة ليفهموه.قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله :عَلَى مُكْثٍ : أي - على مهل ، ليتدبروه ويتفكروا في معانيه ويستخرجوا علومه .
"
وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزيلاً " أي: شيئًا فشيئًا مفرَّقًا في ثلاث وعشرين سنَة .
انتهى من " تفسير السعدي " ص 468
وقال تعالى " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً"الفرقان: 32.
لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ :قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله : لأنه كلما نزل عليه شيء من القرآن ازداد طمأنينةً وثباتًا ، وخصوصًا عند ورود أسباب القلق ؛ فإن نزول القرآن عند حدوث السبب ، يكون له موقع عظيم ، وتثبيت كثير.ا.هـ.
ومما يؤكد نزول القرآن مُفَرقًا أيضًا : انقطاع الوحي في حادثة الإفْكِ الَّتي اتُّهِمتْ فيها أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها في عِرضِها بُهتانًا وكَذِبًا؛ ، وقد انتظر النبي صلى الله عليه وسلم نزول القرآن ؛ لعظيم وقع المصيبة بتهمة زوجه حتى نزل قوله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ " النور/ 11 .
" ........ فَوَاللَّهِ ما رَامَ مَجْلِسَهُ ولَا خَرَجَ أحَدٌ مِن أهْلِ البَيْتِ، حتَّى أُنْزِلَ عليه الوَحْيُ، فأخَذَهُ ما كانَ يَأْخُذُهُ مِنَ البُرَحَاءِ ، حتَّى إنَّه لَيَتَحَدَّرُ منه مِثْلُ الجُمَانِ مِنَ العَرَقِ في يَومٍ شَاتٍ، فَلَمَّا سُرِّيَ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَضْحَكُ، فَكانَ أوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بهَا أنْ قَالَ لِي: يا عَائِشَةُ، احْمَدِي اللَّهَ؛ فقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ، فَقَالَتْ لي أُمِّي: قُومِي إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: لا واللَّهِ، لا أقُومُ إلَيْهِ، ولَا أحْمَدُ إلَّا اللَّهَ، فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى" إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ"النور: 11. الآيَاتِ........" الحديث. الراوي : عائشة أم المؤمنين - صحيح البخاري.
أما الذي وقع الخلاف فيه ، فهو أول وأصل نزول القرآن : هل نزل مرة واحدة إلى السماء الدنيا ، ثم نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم مفرقًا ، أو كان نزوله على صفة واحدة ، مفرقًا حسب الوقائع ، كما سبق .
وسبب ذلك الخلاف هو فهم بعض الآيات التي تدل على نزول القرآن في وقت واحد ، مثل قوله تعالى " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"البقرة/ 185 ، وقوله تعالى " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ " القدر/ 1 ، مع تصريح ابن عباس رضي الله عنه بذلك الفهم .
عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما قالَ: أُنزِلَ القرآنُ في ليلةِ القدْرِ مِنَ السَّماءِ العُليا إلى السَّماءِ الدُّنيا جُملةً واحدةً، ثُمَّ فُرِّقَ في السِّنينَ قالَ: وتلا هذه الآيةَ"فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ"الواقعة: 75. قالَ: نَزَلَ مُتفرِّقًا."خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين -الراوي : سعيد بن جبير - المحدث : الحاكم- المصدر : المستدرك على الصحيحين -الصفحة أو الرقم : 3827 .
والأثر له ألفاظ متقاربة ، ومخارج متعددة ، ولذلك صححه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 9 / 4 ) وغيره .
وقد اختلف العلماء في هذا النزول على أقوال أشهرها قولان :
أولها : وهو قول الأكثر : أن القرآن قد نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ليلة القدر جملةً واحدة ، ثم نزل بعد ذلك منجَّمًا في ثلاث وعشرين سنة .
القول الثاني : أنه ابتُدئ إنزال القرآن في ليلة القدر ، ثم نزل بعد ذلك منجَّما في أوقات مختلفة حسب الحوادث والوقائع وحاجات الناس ، وبه قال التابعي الجليل الشعبي .
وهذا الخلاف – كما ترى – ليس له كبير أثر في واقع تنزيل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قيل إن هذا التنزيل سببه إظهار كرامة القرآن وعظيم منزلته في العالَم العلوي . موقع الإسلام سؤال وجواب .
" فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا" 24..
آثِمًا : والآثم: هو الفاجر بأقواله وأفعاله.- كَفُورًا: والكفور: هو الجاحد بقلبه ولسانه. فكل كفورٍ آثمٌ ، وليس كلُّ آثمٍ كفورًا ،
"وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا "
سورة النساء : 48.

"وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"البقرة: 283.
أُطلق على الشرك إثم وأطلق على معصية كتم الشهادة إثم.
فدلت هذه الآيات على أن هذا الإثم شامل لكل المعاصي،سواء المخرجة من الملة أم لا.
الكفور أخبث أنواع الآثام ، فخصه بالذكر تنبيهًا على غايةِ خبثهِ ونهايةِ بُعْدِهِ عنِ اللهِ .
فاصبر لحكم ربك القدري واقبله، ولحكمه الشرعي الديني فامض عليه، ولا تطع من المشركين من كان منغمسًا في الشهوات أو مبالغًا في الكفر والضلال.
اصبر لحكم اللّه الشرعي؛ فاصبر في كل ما حكم به ربك سواء كان ذلك تكليفًا خاصًا بك من العبادات والطاعات أو متعلقًا بالغير ، وهو التبليغ وأداء الرسالة ، حيث أُمِرَ بأن يُبلِّغ ما أُنزِل إليه من ربه، وللحكم الكوني : فاصبِرْ على ما تَلْقاه مِن أذًى في سَبيلِ ذلك، وعلى تأخيرِ نَصرِك بتحمل المشاق الناشئة من ذلك.
وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا :ولا تُطِعْ المعاندين الفاجرين بأقوالهم وأفعالهم ، الذين يريدون أن يصدوك عن سبيل الله ، أو الكافرين الجاحدين بقلوبهم وألسانتهم .
ونهيه صلى الله عليه وسلم عن طاعة الآثم والكفور وهو لا يطيع واحدًا منهما، إشارة إلى أن الناس – بالأولى- محتاجون إلى مواصلة الإرشاد ، لما رُكِّبَ في طباعهم من الشهوة الداعية إلى اجتراح السيئات، وأن أحدًا لو استغنى عن توفيق الله وإرشاده لكان أحق الناس بذلك هو الرسول المعصوم، ومن ثم وجب على كل مسلم ان يرغب إلى الله ويتضرع إليه في أن يصونه عن اتباع الشهوات، ويعصمه عن ارتكاب المحرمات، لينجو من الآفات، ويسلم من الزلات، ليلقى ربه أبيض الصحائف من السيئات.تفسير المراغي.
عن شهر بن حوشب قال: قُلتُ لأمِّ سلمةَ : يا أمَّ المؤمنينَ ما كانَ أَكْثرُ دعاءِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا كانَ عندَكِ ؟ قالَت : كانَ أَكْثرُ دعائِهِ : يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ قالَت : فقُلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ما أكثرُ دعاءكَ يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ ؟ قالَ : يا أمَّ سلمةَ إنَّهُ لَيسَ آدميٌّ إلَّا وقلبُهُ بينَ أصبُعَيْنِ من أصابعِ اللَّهِ ، فمَن شاءَ أقامَ ، ومن شاءَ أزاغَ .فتلا معاذٌ: رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا"خلاصة حكم المحدث : صحيح -الراوي : أم سلمة أم المؤمنين - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم.3522 .

أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ" أتحبُّونَ أن تجتَهِدوا في الدُّعاءِ، قولوا : اللَّهُمَّ أعنَّا على شُكْرِكَ وذِكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ."خلاصة حكم المحدث : صحيح -الراوي : أبو هريرة - المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند- الصفحة أو الرقم.1342..


رد مع اقتباس