06-12-2017, 07:33 PM
|
|
غفر الله لها
|
|
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,266
|
|
المتن
"وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"سورة هود، الآية: 6،"يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ"سورة التغابن، الآية:4.
* ومثال ثالث: "الرحمن" اسم من أسماء الله تعالى متضمن للرحمة الكاملة، التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، "لله أرحم بعباده من هذه بولدِها"رواه البخاري، كتاب الأدب (5999)، ومسلم، كتاب التوبة (2754).يعني أم صبي وجدته في السبي فأخذته وألصقته ببطنها وأرضعته، ومتضمن أيضًا للرحمة الواسعة التي قال الله عنها"وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ"سورة الأعراف، الآية:156، وقال عن دعاء الملائكة للمؤمنين"رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا"سورة غافر، الآية: 7.
والحُسن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل اسم على انفراده،ويكون باعتبار جمعه إلى غيره،فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمالٌ فوقَ كمالٍ.
الشرح
أسماءُ الله كلها حُسنى على انفرادٍ ،وقد ينضافُ إلى هذا الحُسن-الذى اكتسبه الاسم اكتاسبًا- ذاتيًا- ينضاف إليه حُسنٌ آخر بانضمامه إلى غيره ،فيكون من مجموع الاسمين كمالٌ آخر، وهذا كثيرٌ في القرآن ، فكثيرًا مايقرن الله تعالى بين اسمين وتجد في ضم أحدهما إلى الآخر كمالاً لايحصل بانفراد أحدهما عن الآخر.
المتن
مثال ذلك: "العزيز الحكيم". فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيراً. فيكون كل منهما دالاً على الكمال الخاص الذي يقتضيه، وهو العزة في العزيز، والحكمُ والحكمةُ في الحكيمِ، والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظلمًا وجَوْرًا وسوء فعل، كما قد يكون من أعزاء المخلوقين، فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم، فيظلم ويجور ويسيء التصرف. وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمتِه فإنهما يعتريهما الذل.
الشرح
مثال "العزيز" و "الحكيم" يقرن الله بينهما كثيرًا، ويستفاد من قرن "العزيز" بـ "الحكيم" فائدة عظيمة ، وهي أن عزته مقرونة بالحكمة، لأن العزة وحدها قد ينتجعنها سوء التصرف والظلم والجَوْر،كما لو وجدنا مَلِكًا عزيزًا في مُلْكِه لايعارضه أحدٌ،تجد هذا الملِك إن لم يهده الله تعالى تجده؛لكمال سلطانه وعزته؛ يبطش ويجور ولا يبالِي ، لأنه ليس بحكيم .
كذلك أيضًا من الناس من يكون حكيمًا ؛لكن ليسعنده عزة وغلبَة، فهو ذو حكمة ؛ ولهذا تراه يتصرفتصرفًا حسنًا ؛ويضع كل شيء بموضعه، ولكن ليس عنده قوة أو عزة يمضي بها ما أراد .
والله عز وجل "عزيز حكيم "فعزته مقرونة بالحكمة؛وحكمته مقرونة بالعزة، وباقتران الاسمين بعضهما إلى بعض يحصل كمالٌ آخر وهوعزةٌ في حِكمة وحِكمةٌ في عزة.
|