عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 08-27-2018, 01:21 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,225
قتال الترك
___________
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا قومًا نعالُهم الشعر (1) ، وحتى تقاتلوا التركَ (2) صغارَ الأعين حمرَ الوُجوه ، ذُلفَ الأنوف (3) كأن وجوهَهُمُ المجانُّ (4) المطْرَقة (5)" .
رواه البخاري ومسلم .
فتح الباري / ج : 6 / كتاب : المناقب / باب : 25 / حديث رقم : 3587 / ص : 699 .
( 1 )نعالهم الشعر : قال الحافظ في الفتح : أن هذا الحديث ظاهر في أن الذين ينتعلون الشعر
غير الترك .
( 2 )الترك عند العرب هم التتار الذين هم المغول ، وليس الترك الذين نعرفهم .
أشرطة الدار الآخرة .
( 3 ) ذلف الأنوف : قصر الأنف وانبطاحه .
( 4 )المجان : جمع مجن وهو : الترس .
( 5 )المطْرَقة : التي ألبست الأطرقة من الجلود ، وهي الأغشية .
ووردت هذه الكلمة في الفتح أيضًا : ج : 6 / ص : 122 :هكذا : المُطَرَّقة .
قيل : ومعناه تشبيه وجوه الترك بالترس لبسطتها وتدورها ، وبالمطْرَقة لغلظها وكثرة لحمها .

* قال النووي ـ رحمه الله ـ :
وقد وجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم صغار الأعين ، حمر الوجوه ، ذلف الأنف ، عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطْرقة ، ينتعلون الشعر ، فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا ، وقاتلهم المسلمون مرات .

ونسأل الله الكريم إحسان العاقبة للمسلمين في أمرهم وأمر غيرهم ، وسائر أحوالهم ، وإدامة اللطف بهم وصلى الله على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 329 .

______________

ست خلال بين يدي الساعة

* عن عوف بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال :
أتيتُ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة تبوك وهو في قُبَّةٍ من أَدَمٍ (1) .
فقال صلى الله عليه وسلم " اعْدُدْ ستًّا بين يدي الساعة ، موتي ثم فتح بيت المقدس ، ثم مُوتَانٌ (2) يأخذ فيكم كَقِعَاص (3) الغنمِ ، ثم استفاضَةُ المال (4) حتى يُعْطى الرجل مائةَ دينار فيظلّ ساخطًا ثم فتنة (5) لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر (6) فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غايةً (7) تحت كـل غايةٍ اثنا عشر ألفًا " .رواه البخاري .
فتح الباري / ج : 6 / كتاب : الجزية والموادعة / باب : 15 / حديث رقم : 3176 / ص : 320 .
( 1 )أَدَم : جِلْد .
( 2 )مُوتان : الموت الكثير الوقوع .
( 4 )كقعاص : هو داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة .
وقد قيل إن هذه الآية ظهرت في طاعـون عَمْوَاس في خلافة عمر ـ رضي الله عنه ـ وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس .

* طاعون عمواس : وقع ذلك في بلاد الشام بعد فتح بيت المقدس ؛ حيث انتشر مرض الطاعون سنة 18 هـ على المشهور ، في خلافة عمر ـ رضي الله عنه ـ وهو المعروف بطاعون عَمَواس . ومات فيه من الصحابة وغيرهم خلق كثير قرابة 25 ألف نسمة ، وممن مات فيه من الصحابة " معاذ بن جبل وامرأتاه وابنه " و " أبو عبيدة بن الجراح " ـ رضي الله عنهم ـ ،
..... ..... .
ـ عَمَواس : قرية بين الرملة وبيت المقدس ، نسب الطاعون إليها لكونه بدأ فيها .
وقيل لأنه عَمَّ الناس وتواسوا فيه .
المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 21 . مقدمة شرح صحيح مسلم .

ـ عَمَْواس : لغتان : وردت بفتح العين وسكون الميم في :
لسان العرب / ج : 6 / حرف السين المهملة / وفصل العين المهملة ، وكذلك في صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب الفرائض / باب : ميراث الولاء / حديث رقم : 2208 ـ 2732 / ص : 116 .
ووردت بفتح العين وفتح الميم في :
صحيح مسلم / ج : 1 / مقدمة الشارح قال فيها : وعَمَواس بفتح العين والميم . ا . هـ .
( 4 )ثم استفاضة المال : أي كثرته ، وظهرت في خلافة عثمان عند تلك الفتوحات العظيمة .
( 5 )ثم فتنة ..... : قيل الفتنة المشار إليها هي التي دارت بين علي ومعاوية ـ رضي الله عنهما ـ وقال بعض المتأخرين هي " التلفاز " وفتنته . والله أعلم .
( 6 )هدنة مع بني الأصفر : الهدنة هي الصلح على ترك القتال بعد التحرك فيه .
بنو الأصفر : الروم .
( 7 )غايـة : أي رايـة .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 343 ، 344 .

* عن ذي مِخْبَرٍ ـ رجل من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" ستصالحون الروم صلحًا آمنًا فتغزون أنتم وهم عدوًّا من ورائكم فتنتصرون وتغنمون وتسلمون (1) ثم ترجعون (2) حتى تنزلوا (3) بمرج ذي تلول (4) ، فيرفعُ رجلٌ من أهل النصرانية الصليب فيقول : غلبَ الصليب ، فيغضب رجلٌ من المسلمين فيدقه ، فعندَ ذلك تغدرُ الروم ، وتجمعُ للملحمة " .
صحيح سنن أبي داود / ج : 3 / كتاب : الملاحم / باب : 1 / حديث رقم : 3607 / ص : 809 .
( 1 )وتسلمون : من السلامة ، أي : تسلمون من القتل والجرح في القتال . ا . هـ .
( 2 )ثم ترجعون : أي عن عدوكم .
( 3 )حتى تنزلوا : أي أنتم وأهل الروم .
( 4 )بمرج ذي تلول : مَرْج : أي الموضع الذي ترعى فيه الدواب . قاله السندي .
وفي النهاية أرض واسعة ذات نبات كثيرة .
ذو تُلول : بضم التاء ، جمع " تَل " بفتحها ـ أي بفتح التاء ـ ، وهو موضع مرتفع .
عون المعبود / شرح سنن أبي داود / ج : 11 / كتاب : الملاحم / باب : في أمارات الملاحم / الشرح / ص : 269 .


_____________
كثرة الفتن

* عن أبي سعيد قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف (1) الجبال ومواقع القَطْرِ (2) يفر بدينه من الفتن " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 14 / حديث رقم : 7088 / ص : 44 .صحيح الجامع ... / الهجائي / حديث رقم : 8029.
( 1 )شعف : الشعفة من كل شيء أعلاه .المعجم الوجيز / ص : 345 .
( 2 )القَطْر : المطر . القِطْر : النحاس والحديد الذائب . القُطْر : الناحية . المعجم الوجيز / ص : 507 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" ستكون فتنٌ القاعد فيها خيرٌ من القائم ، والقائم فيها خيرٌ من الماشي ، والماشي فيها خيرٌ من الساعي ، من تشرف لها تستشرِفْه ، فَمَن وَجدَ منها ملجأ أو معاذًا فلْيَعُذ به " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 9 / حديث رقم : 7081 / ص : 33 .

* عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " اكسِروا قِسِيَّكُمْ – يعني في الفتنة – واقطعوا أوتارَكم ، والزموا أجوافَ البيوت ، وكونوا فيها كالخَيِّر من ابن آدم " .
رواه الترمذي . صحيح . السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 1524 . نظم الفرائد / ج : 2 / ص : 509 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يَمُرَّ الرجلُ على القبرِ فيتمرغُ عليه ، ويقول يا ليتني كنتُ مكانَ صاحبِ هذا القبرِ . وليس به الدِّينُ إلا البلاءُ " .
رواه البخاري ومسلم . واللفظ لمسلم .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب 18 : لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبرالرجل ، فيتمنى أن يكون مكان الميت ، من البلاء / ص : 47 .

فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 22 / حديث رقم : 7115 / ص : 80 .

* أورد ابن حجر العسقلاني في شرح الحديث قول القرطبي :
ثم قال القرطبي " كأن في الحديث إشارة إلى أن الفتن والمشقة البالغة ستقع حتى يخف أمر الدِّين ، ويقل الاعتناء بأمره ، ولا يبقى لأحد اعتناء إلا بأمر دنياه " .
وتعقبه الطيبي بأن حمل الدِّينَ على حقيقته ، أي ليس التمني والتمرغ لأمر أصابه من جهة الدين بل من جهة الدنيا .

* وقال الشيخ مصطفى العدوي في الحاشية :
أي أن الحامل له على تمني الموت ليس الخوف على دينه وإنما هو كثرة الفتن والمحن وسائر الضراء ، لذلك عَظُمَ قدر العبادة أيام الفتنة .
رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 68 .

* عن معقل بن يسار رَفَعَهُ " العبادةُ في الهَرْجِ كهجرةٍ إليَّ "
رواه مسلم . أورده العسقلاني في الفتح / ج : 13 / ص : 81 .صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب : 14 / حديث رقم : 3220 / ص : 362 .

* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" يأتي على الناس زمان ، الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر " .
رواه الترمذي . السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 957 .
الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 75 .
الفتنة من قِبَلِ المشرق :
* عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قام إلى جَنْبِ المنبرِ فقال :
" الفتنة هاهنا ، الفتنة هاهنا ، من حيثُ يطلعُ قرنُ الشيطان . أو قال : قرن الشمس " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 16 / حديث رقم : 7092 / ص : 49 .
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه سمعَ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مستقبلٌ المشرقَ يقول " ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلعُ قرنُ الشيطان " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 16 / حديث رقم : 7093 / ص : 49 .
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال : ذكر النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" اللهمَّ بارِكْ لنا في شامِنَا ، اللهم بارِك لنا في يمننا " .
قالوا : يا رسول الله : وفي نجدنا (1) .
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا " .
قالـوا : يا رسولَ الله وفي نجدِنا .
فأظنه قال في الثالثة :
" هُناك الزلازلُ والفتن ، وبها يطلُعُ قرنُ الشيطان " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 16 / حديث رقم : 7094 / ص : 49 .
( 1 )نجدنا : نجد هي " العراق " .

* عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أن النبيِّ ـ صلى الله عليهوسلم ـ دعا ، فقال :
" اللهم بارِك لنا في مكتنا ، اللهم بارِك لنا في مدينتنا ، اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في صاعنا ، وبارك لنا في مُدِّنا " .
فقال رجلٌ : يا رسولَ الله ! وفي عراقِنا . فأعْرَضَ عنه ، فردَّدَها ثلاثًا ، كلُّ ذلك يقولُ الرجلُ : وفي عِراقِنا ، فَيُعْرِضُ عنه .
فقال صلى الله عليه وسلم :
" بها الزلازِلُ والفتنُ ، وفيها يطلُعُ قرنُ الشيطانِ " .
أخرجه أبو نُعيم في الحلية وغيره .

السلسلة الصحيحة / ج : 5 / حديث رقم : 2246 / ص : 302 . نظم الفرائد / ج : 2 / ص : 508 .

* قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ تعليقًا على هذا الحديث :
وإنما أفضتُ في تخريج هذا الحديث الصحيح وذِكْر طرقه وبعض ألفاظه ؛ لأن بعض المبتدعة المحاربين للسنة والمنحرفين عن التوحيد يطعنون في الإمام " محمد بن عبد الوَهَّاب " ـ رحمه الله ـ مُجَدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية ، ويحملون الحديث عليه باعتباره مِنْ بلاد " نجد " المعروفة اليوم بهذا الاسم وجهلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي المقصودة بهذا الحديث ، وإنما هي "العراق " كما دل عليه
أكثر طرق الحديث وبهذا قال العلماء قديمًا ، كالإمام الخطَّابي ، وابن حجر العسقلاني وغيرهم .

وجهلوا أيضًا أن كون الرجل مِنْ بعض البلاد المذمومة لا يستلزم أنه هو مذموم أيضًا إذا كان صالحًا في نفسه ، والعكس بالعكس ..... فكم في مكة والمدينة والشام مِنْ فاسق وفاجر ، وفي العراق من عالم وصالح .

وما أحكم قول " سلمان الفارسي " " لأبي الدرداء " حينما دعاه أنْ يهاجر مِنَ العراق إلى الشام " أما بعد ؛ فإن الأرض المُقَدَّسَة لا تُقَدِّس أحدًا ، وإنما يُقَدِّس الإنسانَ عملُهُ " . ا . هـ .
القُدْسُ : الطُّهْرُ . المعجم الوجيز / ص : 492 .

وورد في " نُظُم الفرائد " :
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه سمع النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مستقبل المشرق يقول :
" ألا إن الفتنة هاهنا ، ألا إن الفتنة هاهنا - قالها مرتين أو ثلاثًا - ، من حيثُ يَطْلُعُ قرنُ الشيطانِ - يُشيرُ صلى الله عليه وسلم بيده إلى المشرِقِ ، وفي روايةٍ : العراقِ " .
وهو من حديث ابن عمر ، وله عنه طرق .
نظم الفرائد / ج : 2 / باب : أين ظهر أول الفتن / ص : 506 .صحيح / السلسلة الصحيحة للألباني / ج : 5 / حديث رقم : 2494 / ص : 653 .

o فائـــدة :
قلـت : أي الشـيخ الألبانـي : في السلسلة / ج : 5 / ص : 656 .
قلتُ : وطرق الحديث متضافرة على أن الجهة التي أشار إليها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما هي المشرق ، وهي على التحديد " العراق " كما رأيتَ في بعض الروايات الصريحة ، فالحديث عَلَمٌ من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ،فإن أول الفتن كان من قِبَلِ المشرق ، فكان ذلك سببًا للفرقة بين المسلمين ، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة ، كبدعة التشيع والخروج ونحوها .

وقد روى البخاري :
* عن ابن أبي نُعْم قال :
شهدت ابن عمر وسأله رجل من أهل العراق عن مُحْرِم قتل ذبابًا .
فقال : يا أهل العراق ! تسألوني عن محرم قتل ذبابًا ، وقد قتلتم ابن بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " هما ريحانتاي من الدنيا " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 7 / كتاب : المناقب / ( 22 ) ـ باب : مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما / حديث رقم : 3753 / ص : 119 .

* عن أبي نُعْم قال :
" كنت شاهدًا لابن عمر وسألَهُ رجل عن دم البعوض .
فقال : ممَّن أنت ؟ قال : من أهل العراق . قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض ، وقد قَتَلُوا ابن النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وسمعتُ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " هما ريحانتايَ من الدنيا " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 10 / كتاب : الأدب / باب : 18 / حديث رقم : 5994 / ص : 440 .

* قال ابن حجر في الفتح : ج : 10 / ص : 441 في شرح هذا الحديث:
والذي يظهر أن ابن عمر لم يقصد ذلك الرجل بعينه ، بل أراد التنبيه على جفاء أهل العراق وغلبة الجهل عليهم بالنسبة لأهل الحجاز ، ولا مانع أن يكون بعد ذلك أفتى السائل عن خصوص ما سأل عنه لأنه لا يحل له كتمان العلم إلا إن حمل السائل متعنتًا .
ويؤكد ما قلته أنه ليس في القصة ما يدل على أن السائل المذكور كان ممن أعان على قتل الحسين . ا . هـ .
وهناك مزيد من ذلك بنفس المرجع لمن أراد الاستزادة .
السلسلة الصحيحة / ج : 5 / ص : 656 .

* عن المقداد بن الأسود ـ رضي الله عنه ـ قال :
وايم الله (1) لقد سمعتُ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" إن السعيد لَمَنْ جُنِّبَ الفتـنُ - قالها ثلاثًا - وَلَمَنِ ابْتُلِيَ فصبر ، فواها (2) " .
رواه أبو داود . صحيح سنن أبي داود / ج : 3 / كتاب : الفتن / ( 2 ) ـ باب : في النهي عن السعي في الفتنة /حديث رقم : 3585 / ص : 803 . صحيح الجامع ... / حديث رقم : 1633 .
( 1 )وايم الله : كلمة قسم ، همزتها وصل .المعجم الوجيز / ص : 31 .
( 2 )فواها " واها " : كلمة يقولها المتأسف على الشيء والمتعجب منه .
الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 46 .

العزلة ومتى تكون :
مما سبق يتبين أنه عند وقوع الفتن يتعين الاعتزال وعدم الخوض فيها ونبذ الاختلاف .
* وقال النووي :
المختار تفضيل المخالطة لمن لا يغلب على ظنه أنه يقع في معصية ، فإن أشكل الأمر فالعزلة أولى . ا . هـ .
* وقال غيره :
يختلف ـ الأمر ـ باختلاف الأشخاص ، فمنهم من يتحتم عليـه أحد الأمرين ومنهم من يترجح . فمن يتحتم عليه المخالطة ، من كان له قدرة على إزالة المنكر ، فيجب عليه إما عينًا وإما كفاية بحسب الحال والإمكان . وهذا حيث لا يكون هناك فتنة عامة .
فإن وقعت ، ترجحت العزلة لما ينشأ فيها غالبًا من الوقوع في المحذور وقد تقع العقوبة بأصحاب الفتن فتعم من ليس من أهلها كما قال تعالى :
" وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً ... ". سورة الأنفال / آية : 25 .
الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 49 .

* عن عبد الله بن عمرو ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" كيف بكم وبزمان يوشِكُ أنْ يأتِيَ ، يُغَرْبَلُ الناسُ فيهِ غربلةً ، وتبقى حُثالةٌ مِنَ الناسِ ، قد مَرِجَتْ (1) عُهُودُهم وأماناتُهُم ، فاختلفوا ، وكانوا هكـذا ؟ " . وشبَّك بين أصابِعِهِ . قالوا :
كيف بنا يا رسول الله ! إذا كان ذلك ؟ . قال صلى الله عليه وسلم " تأخذونَ بما تعرفون . وتَدَعون ما تُنكِرون . وتُقْبِلُون على خاصَّتِكُم (2) . وتذرون أمرَ عوامِّكُم " .
صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / ( 10 ) ـ باب : التثبت في الفتن /حديث رقم : 3196 /ص : 354 . السلسلة الصحيحة : 205 .
( 1 ) مَرِجَت : أي اختلفت وفسدت .
( 2 )على خاصتكم : أي على من يختص بكم من الأهل والخدم ؛ أو على إصلاح الأحوال المختصة بأنفسكم .
حاشية صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / ص : 354 .

* عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" كيف أنْتَ ؛ يا أبا ذرٍّ ! ومَوْتًا يصيب الناس حتى يُقَّوَّمَ البيتُ بالوصيف (1) ( يعني القبر ) . قلت ما خار الله لي ورسوله ، أو قال : الله ورسوله أعلم .
قـال صلى الله عليه وسلم " تصبَّر " .
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " كيف أنتَ ، وجُوعًا يصيبُ الناسَ حتى تأتِيَ مسجِدَكَ فلا تستطيع أن ترجِعَ إلى فِرَاشِـكَ . ولا تستطيع أن تقومَ مـن فِراشِكَ إلى مسجِدكَ ؟ " .
قال : قلتُ : الله ورسوله أعلم - أو ما خار الله لي ورسوله .
قال صلى الله عليه وسلم " عليك بالعِفَّةِ " .
ثم قال " كيف أنت وقتلًا يصيبُ الناسَ حتى تُغْرَقَ حجارةُ الزيتِ (2) بالدَّمِ ؟ " . قلت : ما خار الله لي ورسوله .
قال صلى الله عليه وسلم " الْحَقْ بمن أنت منه (3) " .
قال ، قلت : يا رسول الله ! أفلا آخذ بسيفي فأضربَ به مَنْ فعل ذلك ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم " شارَكتَ القومَ إذًا . ولكِنِ ادْخُلْ بيتَكَ " .
قلت : يا رسول الله ! فإن دُخِلَ بيتي ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" إن خَشِيتَ أن يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ (4) ، فَأَلْقِ طرَفَ رِدَائِكَ على وجهِكَ فيبوء بإثمِهِ وإثمِكَ ، فيكونَ منْ أصحابِ النارِ " .

صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب : 10 / حديث رقم : 3197 / ص : 355 ـ الإرواء / حديث رقم : 2451 .
وورد في حاشية صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / ص : 355 :
( 1 ) حتى يُقَوَّمَ البيت بالوصيف : من التقويم ، المراد بالبيت القبر .
وبالوصيف : الخادم والعبد . أي يكون العبد قيمة القبر بسبب كثرة الأموات .
وقيل : المراد بالبيت المتعارف .
والمعنى : أن البيوت تصير رخيصة لكثرة الموت وقلة من يسكنها فيباع البيت بعبد .
( 2 ) حجارة الزيت : موضع بالمدينة في الحرة ، سمي بها لسواد الحجارة كأنها طليت بالزيت ، أي الدم يعلوحجارة الزيت ويسترها لكثرة القتلى ، وهذا إشارة إلى وقعة الحرة التي كانت زمن يزيد .
( 3 ) بمن أنت منه : أي : بأهلك وعشيرتك .
( 4 ) يبهرك شعاع السيف : أي : إن غلبك ضوء السيف وبريقه ، فغط وجهك حتى يقتلك .
ا . هـ .

بعض ما جاء في الشام وأهله :

* ..... عن ابن أبي قتيلة عن ابن حوالة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" سيصير الأمر إلى أن تكوـوا جنودًا مجندة ، جند بالشام ، وجند باليمـن ، وجند بالعراق " .
قـال ابن حوالـة : خر لي (1) يا رسول الله إن أدركت ذلك .
فقال صلى الله عليه وسلم " عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده ، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غُدُركم فإن الله توكل لي بالشام وأهله " .
أخرجه الإمام أحمد رحمه الله . صحيح لغيره .الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 437 .
( 1 ) خر لي : أي اختار لي .

* وورد في حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة ص : 437 :
وهذا الحديث محمول على أزمنة مخصوصة وليس على إطلاقه فإذا ظهرت فتن بالشام يخشى المسلم منها على دينه فحينئذ يشرع له الفرار منها .
ولاشك أن اللجوء إلى مكة والمدينة في زمن الدجال أولى من اللجوء إلى الشام ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
" ..... وإنه - أي الإسلام- يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها " .
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعا فقال :
" اللهم بارك لنا في مكتنا ، اللهم بارك لنا في مدينتنا ، اللهم بارك لنا في شامنا ، وبارك لنا في صاعِنَا ، وبارك لنا في مُدِّنا " .
فقال رجل : يا رسول الله ! وفي عراقنا . فأعرض عنه ، فرددهـا ثلاثًا ، كلُّ ذلك يقولُ الرجل : وفي عراقنا ، فَيُعْرِضُ .
فقال صلى الله عليه وسلم " بها الزلازلُ والفتنُ ، وفيها يطْلُعُ قرنُ الشيطانِ " .
أخرجه أبو نُعيم في الحلية وغيره .السلسلة الصحيحة / ج : 5 / حديث رقم : 2246 / ص : 302 .
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ : قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .
رد مع اقتباس