عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 06-07-2017, 12:34 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow


" وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا " الكهف:28

وفيه درس عظيم : أن الإنسان بحاجة إلى التذكير وإن كان قوياً فالمصباح مع المصباح أكثر إنارة للطريق والمصباح الواحد قد تضعف إنارته في أي لحظة ولو كان قوياً .والحذر الحذر فقد يغتر الإنسان ويشعر بأنه لا حاجة إلى التذكير أو يغفل عن ذلك فيحتاج إلى التنبيه مهما بلغ .فذلك من الزاد والتزود في السير إلى الله والدار الآخرة .وفيه تربية للنفس على الافتقار والضعف والتواضع .
*

"يُرِيدُونَ وَجْهَهُ "أي مخلصين له في أقوالهم وأفعالهم .
أهل الفضل والعقول الراجحة والقلوب النيرة بنور الله وهديه ، وهذه صفات قوة وتكون سبباً في القوة .والإخلاص من أعظم أسباب القوة وبه تكون الفتوحات والبركات .


والذكر يعطي الإنسان قوة في إيمانه وبدنه وتحمله المتاعب والمصائب ويعينه على طاعة الله ويحفظه من المعاصي والشرور وقد ذكر ابن القيم رحمه الله مائة فائدة للذكر في وابله الصيب .

وفي الآية درس عظيم وهو الوصية بملازمة أهل الإخلاص وحسن السريرة والطوية ، فبملازمتهم يكون الفلاح والنجاح والتربية والتزكية والسير على خطاهم والاقتفاء بآثارهم...ونيل بركة صلاحهم والتأثر بهم .ولذا كان لزامًا على الإنسان أن يبحث في هذه الدنيا على من يعينه على أمر دينه من صديق صالح وزوجة صالحة والفتاة كذلك تبحث عن زوج صالح يعينها على أمر دينها.

وهذا فيه درس عملي وتطبيقي بالمباشرة في الملازمة لأهل الذكر والإخلاص لأن ذلك أبلغ في التأثير من الدروس النظرية . فالحذر كل الحذر من التعالي واحتقار الآخرين فقد يستفيد الإنسان ممن هو دونه منصبًا وجاهًا وعلمًا ونسباً وشرفًا ، فالمسألة أعظم من كل ذلك وهي تحقيق الإخلاص والعبودية لله والافتقار إليه وملازمة ذكره ..

وفيه درس آخر وهو : تحذير من العزلة ولاسيما من يخشى عليه من العزلة والانفراد فلم يأمر الله نبيه بترك أهل الدنيا والانعزال عموماً بل أمر بمجالسة و مخالطة أهل الصلاح والذكر .
وفيه درس : وهو أن الإنسان قد يتأثر سلبًا فتدخله الشهوة والشبهة بمجالسة من هو دونه علمًا وإيمانًا وسلوكًا وتربية وسنًا وولاية وهذا أمر مشاهد وواقع بين الأخ وأخيه والصديق وصديقه والزوجة وزوجها .فالحذر الحذر .
رد مع اقتباس