عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 06-07-2017, 12:41 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Post

إن كثيرًا من الناس حينما يأتي الحديث عن التحذير من مجالسة أصدقاء السوء والهوى يظن أن ذلك الحديث هو موجه للمراهقين وحدثاء السن والعقول والصغار من بنين وبنات وهو مفهوم خاطئ ...ولذا اغتر كثير من الناس بنفسه فتأثر وانزلق في كثير من المخاطر وتأثر وتلوث بالشهوات والشبهات التي تقذف في القلوب بسبب مجالسة أهل الأهواء والشبه خطافة والقلوب ضعيفة .
"وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"الأنعام 103

قال ابن سعدي "الخوض هو التكلم بما يخالف الحق، من تحسين المقالات الباطلة، والدعوة إليها، ومدح أهلها، والإعراض عن الحق، والقدح فيه وفي أهله " ولاشك أن الشريعة لها مغزى عظيم في النهي عن المجالسة من تشرب الباطل وتلبيس الحق والتشكيك فيه وقذف الشبه والشبه تخطف بالقلوب ومناصرة أهل الباطل وظنهم أنهم على الحق بمجالستهم ..
من جاور الشر لايأمن عواقبه --- كيف الحياة مع الحيات في سفط
ياساميًا : إياك إياك أن تمنح قلبك وعقلك ليضرب ويقتل بمعاول الهدم .
ثم يأتي التحذير"
وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ " لا تنصرف وتتجاوزهم -أي أهل الذكر- لأهل الدنيا والبهرجة والصور وأشرافها وأغنيائها "
تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" لأجل زينة الدنيا .
أخي المتدبر : اعلم علم يقين لاشك فيه ولا ارتياب بل حق يقين وعين يقين أن العبرة بما عليه أهل الذكر لا أهل الدنيا ..والنفس حينما تقبل على أهل الدنيا تضعف وتتعلق
بالدنيا وتشرئب النفوس لها وترتفع الأعناق وتمتد الأيدي إليها ويعلق التفكير بها ثم يضعف في سيره .والتحذير كل التحذير ممن تغره نفسه فيظن أن لن يفتن بالدنيا وأهل الدنيا .. وكم من مفتون وقع في الفتنة وهو لا يشعر فاغتر وضعف وفتن فأصيبت مقاتله عياذاً بالله .
وتجد قومًا ...ما إن يفكروا في الطريق إلى الثراء أو انتظار مرتبة عالية أو رئاسية أو الحصول على وظيفة مرموقة فيبدأ التفكير الشيطاني أو شياطين الإنس يأزونه أزًا ويقنعونه بأن ذلك لن تصل إليه إلا إذا بدأت تتنازل عن كثير من أمور دينك وأن في ذلك مصلحة عظمى للدين والبلد ..فيبدأ يغير من سلوكياته التي تصنفه للرآئي بأنه مستقيم ومن أهل الصلاح حتى يكون له قبول لدى أهل الدنيا وفي مجالسهم وحينئذ يبدأ مسلسل التنازلات والانهزامية وإذا بدأ فكيف يقف ؟؟ ولا تعجب حينئذ حين المناقشة والمجادلة في إيجاد التبريرات وقوتها وإلباسها بلباس المصالح والمفاسد وغير ذلك .
فهل يوجد عند الإنسان أعظم وأغلى وأعز من دينه ؟ لكي يبيعه في أقرب سوق لبيع المبادئ وعند أدنى هزة لأجل لعاعة ومتاع دنيا عياذًا بالله .بل المصيبة أن يوجد مزاد وتصويت لبيع المبادئ .في زمن المنهزمين والضعفاء والجبناء
تراه يشفق من تضييع درهمه وليس يشفق من دين يضيعه
هنا
أسئلة للتدبر
لماذا قال تعالى : واصبر ولم يقل وصبر بالشدة على الباء ؟
ولماذا قابل الصبر مع الذين يدعون ربهم بمعصية من أغفلنا قلبه.. فقال ولا تطع من أغفلنا قلبه ؟
وهل يدل ذلك على أنك تحتاج في صبرك إلى غيرك حتى قال تعالى : اصبر نفسك مع... ؟
وهل يدل على أن تمام الطاعة لله تعالى صبرك مع الذين يدعون ربهم ؟ ووضوح المعصية في طاعة من أغفلنا... ؟
ثم لماذا لما وصف الذين يدعون ربهم لم يستعمل واو العطف فقال : يدعون... يريدون... ولم يقل : يدعون... ويريدون... ؟ فلما تكلم عن من أغفلنا قلبه.. قال.. أغفلنا... واتبع... وكان ؟
ولماذا قال تعالى : أغفلنا قلبه ولم يقل : غفل قلبه... ؟
ولماذا قال تعالى : واتبع هواه، ولم يقل : وأتبعناه هواه كما قال أغفلنا قلبه ؟
ولماذا قال تعالى واصبر نفسك.. ولم يقل اصبر قلبك ؟
ثم لماذا ذكر العينين فقال ولا تعد عيناك عنهم ؟


يغفر الله لي ولكم
ملتقى أهل التفسير
هنا

الأخوة في الله .. حقوق وواجبات
رد مع اقتباس