عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-01-2019, 09:52 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow

حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد
قال الشيخ العثيمين / في الضياء اللامع في الخطب الجوامـع / ص : 702 : ليس من السنة أن نُحْدِث عيدًا لدخول السنة الهجرية أو نعتاد التهاني ببلوغه . ا . هـ .

قال الشيخ صالح الفوزان حيث سُئل عن التهنئة بالعام الهجري الجديد .
السؤال :
يقول : فضيلة الشيخ وفقكم الله ، يتبادل كثير من الناس التهاني بحلول العام الهجري الجديد ، فما حكم التهنئة بحلوله ، ومن العبارات قولهم : عام سعيد أو قولهم : وكل عام وأنتم بخير ، هل هذا مشروع ؟
فأجاب : لا نعرف لهذا أصلاً ، والتأريخ الهجري ليس المقصود منه هذا أن يجعل رأس السنة مناسبة وتُحيا ويصير فيها كلام وعيد وتهاني ، وإنما جُعِلَ التأريخ الهجري من أجل تمييز العقود فقط ، كما فعل عمر ـ رضي الله عنه ـ لما توسعت الخلافة في عهده ، صارت تأتيه كتب غير مؤرخة ، احتاج إلى أنه يضع تأريخًا تعرف به الرسائل وكتابتها ، استشار الصحابة ، فأشاروا عليه أن يجعل الهجرة مبدأ التأريخ الهجري ، وعدلوا عن التأريخ الميلادي ، مع أنه كان موجودًا في وقتهم ، وأخذوا الهجرة وجعلوها مبدأ تاريخ المسلمين لأجل معرفة الوثائق والكتابة فقط ، ليس من أجل أن تتخذ مناسبة ويتكلم فيها ، هذا يتدرج إلى البدع ا.هـ .

سؤال : إذا قال لي شخص : كل عام وأنتم بخير ، فهل هذه الكلمة مشروعة في هذه الأيام ؟
الجواب : لا ، ليست بمشروعة ولا يجوز هذا .ا . هـ .
انظر : الإجابات المهمة في المشاكل الملمة ص : 229 / تأليف : صالح بن فوزان الفوزان .

الحُجَج الشرعية :

والناظر إلى هذه المسألة يجد أن القول بالمنع يتأيد بعدة وجوه فمن ذلك :
1ـ أنها تهنئة بيوم معين في السنة يعود كل عام فالتهنئة به تُلحقه بالأعياد ، وقد نُهينا أن يكون لنا عيد غير الفطر والأضحى ، فتُمنع التهنئة من هذة .

2 ـ ومنها أن فيها تشبهًا باليهود والنصارى وقد أُمِرْنَا بمخالفتهم ، أما اليهود فيهنئون بعضهم برأس السنة العبرية والتي تبدأ بشهر تشري وهو أول الشهور عند اليهود ويحرم العمل فيه كما يحرم يوم البت ، وأما النصارى فيهنئون بعضهم البعض برأس السنة الميلادية .

3 ـ أن فيه تشبهًا بالمجوس ومشركي العرب ، أما المجوس فيهنئون بعضهم في عيد النيروز وهو أول أيام السنة عندهم ومعنى ( نيروز ) : اليوم الجديد ، وأما العرب في الجاهلية فقد كانوا يهنئون ملوكهم في اليوم الأول من محرم كما ذكر ذلك القزويني في كتابه : عجائب المخلوقات . وانظر لذلك كتاب : الأعياد وأثرها على المسلمين / للدكتور سليمان السحيمي .

4 ـ ومنها أن جواز التهنئة بأول العام الهجري الجديد يفتح الباب على مصراعيه للتهنئة بأول العام الدراسي ، وبيوم الاستقلال ، وباليوم الوطني وما شابه ذلك ، مما لا يقول به من أجاز التهنئة بأول العام ، بل إن جواز التهنئة بهذه أولى حيث لم يكن موجبها منعقدًا في زمن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ بخلاف رأس السنة .

5 ـ ومنها أن القول بجواز التهنئة يفضي إلى التوسع فيها فتكثر رسائل الجوال وبطاقات المعايدة ـ وإن سموها بطاقات تهنئة ـ وعلى صفحات الجرائد ووسائل الإعلام ، وربما صاحب ذلك زيارات للتهنئة واحتفالات وعطل رسمية كما هو حاصل في بعض الدول ، وليس لمن أجاز التهنئة وعدَّها من العادات حُجة في منع هذا إذا اعتاده الناس وأصبح عندهم من العادات ، فَسَدُّ هذا الباب أولى .

6ـ ومنها أن التهنئة بالعام الهجري الجديد لا معنى لها أصلاً إذ الأصل في معنى التهنئة تجدد نعمة أو دفع نقمة ، فأي نعمة حصلت بانتهاء عام هجري ؟ والأولى هو الاعتبار بذهاب الأعمار ونقص الآجال ، ومن العجب أن يهنئ المسلمون بعضهم بعضًا بالعام المنصرم وقد احتل العدو فيه أراضيهم وقتل إخوانهم ونهب ثرواتهم فبأي شيء يهنئون أنفسهم ؟ !
وعليه فالقول بالمنع أولى وأحرى ، وإن بدأك أحدٌ بالتهنئة فالأولى نُصحه وتعليمه لأن رد التهنئة فيه نوع إقرار له ، وقياسها على التحية قياس مع الفارق ! ، لكن لما كانت المسألة اجتهادية فلا ينبغي أن يشتد النكير فيها ، فلا إنكار في مسائل الاجتهاد . والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .بقلم الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف

أهمية التقويم الهجري في حياة المسلم
هل لنا أن ننظم حياتنا بأي تقويم لو كان هذا يغني فلم فعل عمر ـ رضي الله عنه ـ والصحابة ذلك ؟ لِم لم يكتفوا بالتقويم الميلادي الموجود فعلاً ؟
نحيا مع مقتطفات من هذه الكلمات الذهبية لنتعرف على الحكمة من ذلك :
عباد الله : وإن مما يؤسف له أن لا يَقْدُرَ بعض المسلمين لهذا التأريخ قدره ، وأن يستبدلوا به تأريخًا آخر ، بأن يجعلوه معتمدًا في معاملاتهم كافة ، وهذا خطر عظيم ربما غُفِلَ عنه ، فإن التاريخ الميلادي لا يمكن أن يحل محل التاريخ الهجري لما بينهما من تباين يمس الدين والهوية ، ولأنَّ التأريـخ الهجـري تأريـخ مرتبـط بالديـن وُضِع من أجله ، فبالأشهر القمرية تربط أحوال الزكاة ، وآجال الديون والرهان ، وعِدَد الطلاق ومُدَد الحِدَاد والإيلاء وغير ذلك ؛ ولذا قال تعالى :
{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ منازِلَ لِتَعْلَمُواْ عدَدَ السنِينَ وَالْحِسابَ ...}.سورة يونس آية :5 .
فإن من أكبر الجنايات على الهوية الإسلامية أن يستبدل بتأريخها الديني تأريخًا أجنبيًّا عن دينها وثقافتها ، بل ذلك امتداد لطمس هذه الهوية ، والارتماء في أحضان التبعية ، فإن في الاعتزاز بالثوابت والموروثات الدينية والثقافية ـ والتي منها التأريخ الهجري ـ إبقاء على كيان الأمة .
سؤال :
هل التأريخ بالتأريخ الميلادي يعتبر من موالاة الكفار ؟
الجواب :
الحمد لله لا يعتبر موالاة ، لكن يعتبر تشبهًا بهم . والصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كان التأريخ الميلادي موجودًا في عصرهم ، ولم يستعملوه ، بل عدلوا عنه إلى التأريخ الهجري .
وضعوا التأريخ الهجري ولم يستعملوا التأريخ الميلادي مع أنه كان موجودًا في عهدهم ، هذا دليل على أن المسلمين يجب أن يستقلوا عن عادات الكفار وتقاليد الكفار ، لا سيما وأن التأريخ الميلادي رمز على دينهم ، لأنه يرمز إلى تعظيم ميلاد المسيح والاحتفال به على رأس السنة ، وهذه بدعة ابتدعها النصارى ، فنحن لا نشاركهم ولا نشجعهم على هذا الشيء .
وإذا أرّخنا بتاريخهم فمعناه أننا نتشبه بهم . وعندنا والحمد لله التأريخ الهجري الذي وضعه لنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ الخليفة الراشد بحضرة المهاجرين والأنصار ، هذا يغنينا . ا . هـ .
فضيلة الشيخ : صالح الفوزان في كتاب : المنتقى 1 / 257 .
* * * * *

قطوف من خطبة للشيخ العثيمين
أيها المسلمون : سمعتم ما عانى المسلمون السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار في التحرِّي عن ابتداء التأريخ والتقويم الإسلامي العربي ، ورأيتم اختلافهم واستقرارهم على هذا الرأي الحميد وهذا يدلُّ على أنه يجب على المسلمين أن يعتنوا بتأريخهم وأن يعتنوا بتقويمهم وألا يكونوا أذنابًا لغيرهم يؤرِّخون بتاريخ غيرهم ؛ فإن هذا بلا شك من الذل والخنوع . وإن من المؤسف حقًا أن يعدل أكثر المسلمين اليوم عن التأريخ الإسلامي الهجري إلى تأريخ النصارى الميلادي الذي لا يمتُ إلى دين الإسلام بصلة ؛ ولئن كان لبعضهم ـ أي : لبعض هؤلاء المسلمين الذين كانوا يؤرِّخون بالتأريخ الميلادي ـ شبهة من العذر حين استعمر بلادهم النصارى وأرغموهم على أن يتناسوا تأريخهم الإسلامي الهجري ، فليس لهم الآن أي عذر في البقاء على تأريخ النصارى الميلادي ؛ لأن الله تعالى بنعمته أزالَ عنهم كابوس المستعمرين وظلمهم وغشمهم ، ولقد سمعتم ما قيل من أن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كَرهوا التأريخ بتاريخ الفُرس والروم .
أيها المسلمون ، إن التأريخ وإن التقويم شعارُ الأمة ، فإذا تناست الأمة هذا الشعار فهو تناسٍ لشخصيتها ومقوّماتها التاريخية .
أيها المسلمون ، إنَّنا في هذه الأيام نستقبل عامًا جديدًا إسلاميًّا هجريًّا شهورُه الشهور الهلالية التي قال الله عنها في كتابهِ المبين { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} .سورة التوبة آية : 36 .
هذه الشهور الاثنا عشر هي الشهور التي جعلها الله تعالى مواقيت للعالم كلهم ، قال تعالى { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ... } . سورة البقرة / آية : 189 .
[ ... قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ ... ] .سورة البقرة / آية : 189 .
أيُّ الناس ؟ إنها مواقيت للناس كلهم بدون تخصيص ، لا فرقَ بين عرب وعجم ؛ وذلك لأنها علامات محسوسة ظاهرة كلّ أحد يعرف بها دخول الشهر وخروجه ، فمتى رُؤِيَ الهلال من أول الليل دخلَ الشهرُ الجديد وخرج الشهر السابق ، قال الله عزَّ وجل { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَكواْ عدَدَ السنِينَ وَالْحِسابَ ...}.سورة يونس آية :5 .
إن هذه الشهور المبنيَّة على أمر محسوسٍ ليست كالشهور الإفرنجية شهورًا وهميَّة غير مبنيَّة على مشروع ولا معقول ولا محسـوس بل هي شهور اصطلاحية مختلفة بعضُها يبلغ واحدًا وثلاثين يومًا وبعضها يبلغ تسعة وعشرين يومًا وبعضها بين ذلك ، ولا يُعلم لهذا الاختلاف سبب حقيقيّ معقول أو محسوس او ديني ؛ ... . ا . هـ .

* * * * *
ما يُسن في شهر الله المحرم
يُسن في هذا الشهر الإكثار من الصيام وخاصة يوم عاشوراء .
قال الإمام مسلم في صحيحه :
حدثني قتيبة بن سعيد ٍ ، قال : حدثنا أبو عَوَانَة ، عن أبي بِشْرٍ ، عن حُميد بن عبد الرحمن الحِمْيَريِّ ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسُولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " أفضلُ الصيام بعدَ رمضانَ شَهرُ اللهِ المحَرَّمُ وأفضَلُ الصلاةِ بعدَ الفريضةِ صلاةُ الليلِ " .
صحيح مسلم / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 38 ) ـ باب : فضل صوم المحرم / حديث رقم : 202 ـ ( 1163 ) / ص : 280 .
قوله صلى الله عليه وسلم :
" أفضلُ الصيام بعدَ رمضانَ شَهرُ اللهِ المحَرَّمُ " تصريح بأنهُ أفضل الشُّهور للصومِ ، وقد سبق الجواب عن إكثار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مِن صوم شعبان دون المحرم ، وذكرنا فيه جوابين :
أحدهما : لعلَّهُ علمَ فضلهُ في آخر حياته ، والثاني : لعلهُ كان يَعرض فيه أعذار ، مَن سَفرٍ أو مرضٍ أو غيرهما .
قوله صلى الله عليه وسلم :
" وأفضَلُ الصلاةِ بعدَ الفريضةِ صلاةُ الليلِ " فيه دليل لِما اِتَّفقَ العُلماء عليه أن تَطوُّع الليل أفضل مِـن تطوع النهار ، وفيه حُجَّةٌ لأبي إسحاق المَرْوَزيِّ مِن أصحابنا ومَن وافقهُ أن صلاة الليل أفضل من السُّنن الرَّاتِبة ، وقال أكثر أصحابنا : الرَّواتِب أفضل ، لأنها تُشْبه الفرائِض ،
والأوَّل أقوى وأوفقُ للحديث . والله أعلم .شرح النووي للحديث بصحيح مسلم .
وللصوم فضائل لو اجتمعت مع فضيلة الزمان لرجونا فوزًا عظيمًا ، فالصيام من أفضل الأعمال .
وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها ؛ إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدَعُ شهوته وطعامه من أجلي ، للصائم فرحتان ؛ فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك " .
صحيح مسلم " متون " / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 30 ) ـ باب : فضل الصيام / حديث رقم : 164 ـ ( 1151 ) / ص : 275 .
والصيام لا مثيل له :

* عن أبي أمامة ، قال : أتيتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ؛ فقلتُ : مُرني بأمرِ آخذه عنك ، قال : " عليك بالصوم ؛ فإنه لا مِثلَ له " .
سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 22 ) ـ كتاب : الصيام / ( 43 ) ـ باب :الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب / حديث رقم : 2220 / ص : 351 / صحيح .
* عن أبي أمامة قال : قلتُ : يا رسول اللهِ مُرني بأمر ينفعني الله به ، قال : " عليك بالصيام ، فإنه لا مثل له " .


سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 22 ) ـ كتاب : الصيام / ( 43 ) ـ باب :الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب / حديث رقم : 2221 / ص : 351 / صحيح .
الصيام لا عدل له :
* عن أبي أمامة ، أنه سأل رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أيُّ العمل أفضلُ ؟ . قال : " عليك بالصوم ، فإنه لا عِدْلَ له " .
سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 22 ) ـ كتاب : الصيام / ( 43 ) ـ باب :الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب / حديث رقم : 2222 / ص : 351 / صحيح .
* * * * *
رد مع اقتباس