عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 12-08-2019, 08:19 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,221
Arrow

العشر الأواخر وليلة القدر


إن شهركم قد أخذ في النقصان فزيدوا أنتم في العمل ، فكل شهر فعسى أن يكون منه خلف ، وأما شهر رمضان فمن أين لكم . منه خلف .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ." .صحيح البخاري / 30 ـ كتاب : الصوم / 6 ـ باب : من صام رمضان ... / حديث رقم : 1901 / ص : 215 .


* عن عائشة ، قالت " كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ. " . سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / 6 ـ كتاب : الصوم عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم /72 ـ باب : ما جاء في ليلة القدر / حديث رقم :792 / ص : 194 . صحيح .

يُجَاوِرُ : تعني يعتكف .

* عن عائشة " كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ. "سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 2 ـ أول كتاب : الصلاة / 318 ـ باب :في قيام شهر رمضان / حديث رقم : 1376 / ص : 237 / صحيح .


وقد تضمن حديث عائشة ـ رضي الله عنها " ثلاثة أشياء ، كان يخص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر: َشَدّ المِئْزَر ، إحياء الليل بصلاة القيام ، إيقاظ الأهل للقيام .

كان إذا دخلَتِ العَشرُ الأَواخرُ مِن رمضانَ شَدَّ مِئزرَهوهذه إشارةٌ إلى اعتزالِ النِّساءِ، والمئزرُ هو ما يُلبَسُ مِنَ الثِّيابِ أسْفلَ البدَنِ، وقِيلَ: معناه: أنَّه اجْتهَدَ في العبادةِ زيادةً على عادتِه في غيرِه، فإنَّه يُقال: شدَّدْتُ في هذا الأمرِ مِئزري، أي: تشمَّرْتُ له وتَفرَّغْتُ. وأحيا ليله"، أي: بِالسَّهرِ للعبادةِ، "وأيقظَ أهلَه"، أي: أيقظَهم لِيصلّوا مِنَ اللَّيلِ.

فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجتهد ويعتكف تحسبًا وطلبًا لليلة القدر .
* عن أبي سعيد الخدري ؛ قال" اعتَكَفنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ العَشرَ الأوسطَ من رمضانَ ، فقالَ : إنِّي أريتُ ليلةَ القَدرِ فأُنسيتُها ، فالتمِسوها في العَشرِ الأواخرِ ، في الوترِ".سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / 7 ـ كتاب : الصيام / 56ـ باب : في ليلة القدر / حديث رقم : 1766 / ص : 306 / صحيح .



التماس ليلة القدر وعلاماتها :
* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنهـ اعْتَكَفَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ العَشْرَ الأوْسَطَ مِن رَمَضَانَ، يَلْتَمِسُ لَيْلَةَ القَدْرِ قَبْلَ أَنْ تُبَانَ له، فَلَمَّا انْقَضَيْنَ أَمَرَ بالبِنَاءِ فَقُوِّضَ، ثُمَّ أُبِينَتْ له أنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فأمَرَ بالبِنَاءِ فَأُعِيدَ، ثُمَّ خَرَجَ علَى النَّاسِ، فَقالَ: يا أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّهَا كَانَتْ أُبِينَتْ لي لَيْلَةُ القَدْرِ، وإنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بهَا، فَجَاءَرَجُلَانِ يَحْتَقَّانِ معهُما الشَّيْطَانُ، فَنُسِّيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ،" . صحيح مسلم / 13 ـ كتاب : الصيام / 40 ـ باب : فضل ليلة القدر ..... / حديث رقم : 217 ـ 1167 / ص : 282 .

فَقُوِّضَ :أزيل . رَجُلَانِ يَحْتَقَّانِ: يختصمان .

وفيه أن المنازعة والمخاصمة مذمومة ، وأنها سبب للعقوبة .

* عن عبد الله بن أُنَيس ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَأَرَانِي صُبْحَهَا أَسْجُدُ في مَاءٍ وَطِينٍ قالَ: فَمُطِرْنَا لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، فَصَلَّى بنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَانْصَرَفَ وإنَّ أَثَرَ المَاءِ وَالطِّينِ علَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ."صحيح مسلم /13 ـ كتاب : الصيام / 40ـ باب : فضل ليلة القدر ..... / حديث رقم : 218 ـ 1168 / ص : 282 .


* عن أبى سلمة . قال تذاكَرَنا ليلة القدر . فأتيت أبا سعيد الخدرى ـ رضي الله عنه ـ وكان لي صديقًا . فقلتُ : أَلَا تَخْرُجُ بنَا إلى النَّخْلِ نَتَحَدَّثُ، فَخَرَجَ، فَقالَ: قُلتُ: حَدِّثْنِي ما سَمِعْتَ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في لَيْلَةِ القَدْرِ، قالَ: اعْتَكَفَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ الأُوَلِ مِن رَمَضَانَ واعْتَكَفْنَا معهُ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقالَ: إنَّ الذي تَطْلُبُ أمَامَكَ، فَاعْتَكَفَ العَشْرَ الأوْسَطَ، فَاعْتَكَفْنَا معهُ فأتَاهُ جِبْرِيلُ فَقالَ: إنَّ الذي تَطْلُبُ أمَامَكَ، فَقَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَطِيبًا صَبِيحَةَ عِشْرِينَ مِن رَمَضَانَ فَقالَ: مَن كانَ اعْتَكَفَ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلْيَرْجِعْ، فإنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، وإنِّي نُسِّيتُهَا، وإنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في وِتْرٍ، وإنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي أسْجُدُ في طِينٍ ومَاءٍ، وكانَ سَقْفُ المَسْجِدِ جَرِيدَ النَّخْلِ، وما نَرَى في السَّمَاءِ شيئًا، فَجَاءَتْ قَزَعَةٌ، فَأُمْطِرْنَا، فَصَلَّى بنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى رَأَيْتُ أثَرَ الطِّينِ والمَاءِ علَى جَبْهَةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَرْنَبَتِهِ تَصْدِيقَ رُؤْيَاهُ." الراوي : أبو سعيد الخدري -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 813 - خلاصة حكم المحدث : صحيح

كان مسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مبنيًا كهيئة العريش ، عمده من جذوع النخل وسقفه من جريدها الملبد بالطين . فالمساجد بالطاعة فيها لا بالتشييد والزخرفة


* ..... قال أخبَرَنا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم" أنَّها تطلُعُ يومَئذٍ لا شُعاعَ لها)) رواه مسلم

لا شُعَاعَ لهاأي: تَطلُع الشَّمسُ صبيحةَ هذه الليلةِ لا شُعاعَ لها، فيَنتشِرُ ضَوءُها بلا شُعاعٍ كما يُضيءُ القَمرُ بلا شُعاعٍ.


"ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ ، طَلِقَةٌ ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ"الراوي : عبدالله بن عباس-المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5475 -خلاصة حكم المحدث : صحيح.


"ليلةٌ سَمْحةٌ طَلْقةٌ"، أي: سَهلةٌ طيِّبةٌ، "لا حارَّةٌ، ولا باردةٌ"، أي: مُعتدِلةُ الجَوِّ ليس فيها حَرٌّ، ولا بَردٌ يؤذي، "تُصبِحُ الشَّمسُ صَبيحتَها ضَعيفةً"، بمعنى ضَعيفةِ الضَّوءِ، يَسهُلُ النَّظرُ إليها دون أنْ تَكسِرَ البَصرَ، "حَمراءَأي: لَونُ قُرصِها يميلُ إلى الحُمرةِ أكثرَ مِن الصَّفارِ، ولا يَلزَمُ مِن تخلُّفِ العَلامةِ عَدمُ وُقوعِ اللَّيلةِ؛ فقد يُخفيها اللهُ سُبحانَه على مَن يشاءُ .الدرر .


قال تعالى عن ليلة القدر "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ " سورة القدر / آية : 3 .

"إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ " سورة الدخان / آية : 3 .

" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىظ° مَطْلَعِ الْفَجْرِ " سورة القدر.


تفسير السورة من تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدِى / ص :860 :

وسميت ليلة القدر، لعظم قدرها وفضلها عند الله، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الأجل والأرزاق والمقادير القدرية. ثم فخم شأنها، وعظم مقدارها فقال"وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ"أي: فإن شأنها جليل، وخطرها عظيم.

" لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ"أي: تعادل من فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها، خير من العمل في ألف شهر خالية منها، وهذا مما تتحير فيه الألباب، وتندهش له العقول، حيث من تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى، بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عمر رجل معمر عمرًا طويلًا، نيفًا وثمانين سنة.

"تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا"أي: يكثر نزولهم فيها .

" بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ " أي تنزل الملائكة إلى الأرض في تلك الليلة بأمر ربهم من أجل كل أمر قدره الله وقضاه في تلك السنة إلى السنة القابلة .

"سَلَامٌ هِيَ " أي: سالمة من كل آفة وشر، وذلك لكثرة خيرها.

"حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ"أي: مبتداها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر . وقد تواترت الأحاديث في فضلها، وأنها في رمضان، وفي العشر الأواخر منه، خصوصًا في أوتاره، وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة.
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعتكف، ويكثر من التعبد في العشر الأواخر من رمضان، رجاء ليلة القدر والله أعلم.
ا . هـ .
ويستحب أن يجتهد فيها في الدعاء ويدعو فيها لما روي عن عائشة ؛ أنها قالت : يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعوقالَ "تقولينَ اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي" الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3119 خلاصة - حكم المحدث : صحيح.

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ."الراوي : أبو هريرة-المحدثالبخاري-المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 1901 -خلاصة حكم المحدث : صحيح.


رد مع اقتباس