عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-28-2019, 03:30 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Post


ثُم هَدَدَ- سبحانَه- كفارَ قريش بسوءِ المصيرِ، إِذَا ما استمرُّوا في إيذائِهم للمؤمنينَ، فقالَ- تعالى:

" إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ" البروج :10.

وقولُه: فَتَنُوا من الفتن، بمعنى الاختبار والامتحان. تقول: فتنتُ الذهبَ بالنارِ، أي: أدخلتُهُ في النارِ لتُعْلَم جودتُهُ من رداءَتِهِ، والمرادُ به هنا: التعذيبُ والتحريقُ بالنارِ.التفسير الوسيط.
*وقال ابنُ عطية في تفسيرِهِ :
"فَتَنُوا" مَعْنَاهُ: أَحْرَقُوا، وَفَتَنْتُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ فِي النَّارِ: أَحْرَقَتَهُمَا، وَالْفَتِينُ: حِجَارَةُ الْحُرَّةِ السُّودُ لِأَنَّ الشَّمْسَ كَأَنَّهَا أَحْرَقَتْهَا. وَمَنْ قَالَ إِنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ الْأَوَاخِرَ فِي قُرَيْشٍ جَعَلَ الْفِتْنَةَ الِامْتِحَانَ وَالتَّعْذِيبَ، وَيُقَوِّي هَذَا التَّأْوِيلَ بَعْضُ التَّقْوِيَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا ; لِأَنَّ هَذَا اللَّفْظَ فِي قُرَيْشٍ أَحْكَمُ مِنْهُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ قَدْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مَاتُوا عَلَى كُفْرِهِمْ، وَأَمَّا قُرَيْشٌ فَكَانَ فِيهِمْ وَقْتَ نُزُولِ الْآيَةِ مَنْ تَابَ بَعْدَ ذَلِكَ وَآمَنَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. تفسير ابن عطية.

والمراد بالذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات: كفار قريش، كأبي جهل وأمية ابن خلف.
وغيرهما، فقد عذبوا بلالًا، وعمار بن ياسر، وأباه وأمه سمية.
ويصح أن يُراد بهم جميع من عذبوا المؤمنين والمؤمنات، ويدخل فيه أصحاب الأخدود، وكفار قريش دخولا أوليًّا.
وجمع- سبحانه- بين عذاب جهنم لهم، وبين عذاب الحريق، لبيان أن العذاب لهم مضاعف، بسبب طغيانهم وشركهم.
فلهم في الآخرة عذاب - جهنم- ولهم نار أخرى زائدة على غيرها في الإحراق -عذاب الحريق.. التفسير الوسيط =

ثم بيَّنَ- سبحانه- بعد ذلك ما أعده للمؤمنينَ والمؤمناتِ من ثوابٍ وعطاءٍ كريمٍ فقال:
" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ"البروج :11.

لَمَّا ذَكَرَ عُقُوبَةَ الظَّالِمِينَ، ذَكَرَ ثَوَابَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا " بِقُلُوبِهِمْ "وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ" بِجَوَارِحِهِمْ "لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ"الَّذِي حَصَلَ لَهُمُ الْفَوْزُ بِرِضَا اللَّهِ وَدَارِ كَرَامَتِهِ.تفسير السعدي=
فإن الجنات في اللغة تعني البساتين لأنها تجن أي تستر ما فيها، والمراد بها هنا الجنة التي أعدها الله دار خلود لأوليائه، وهي مشتملة على كثير من البساتين.
والأنهار مجاري الماء الواسعة، وقيل المياه الجارية بها، وهذه الأنهار تجري من تحت مساكنها وأشجارها= إسلام ويب=


=وَظَاهِرُ الْآيَةِ الْعُمُومُ، فَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ الْمُحْرَقُونَ فِي الْأُخْدُودِ بِسَبَبِ إِيمَانِهِمْ دُخُولًا أَوَّلِيًّا، وَالْمَعْنَى: أَنَّ الْجَامِعِينَ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَعَمَلِ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أَيْ: لَهُمْ بِسَبَبِ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ جَنَّاتٌ مُتَّصِفَةٌ بِهَذِهِ الصِّفَةِ...... وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ" ذلِكَ" إِلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِمَّا أَعَدَّهُ اللَّهُ لَهُمْ، أَيْ: ذَلِكَ الْمَذْكُورُ "الْفَوْزُ الْكَبِيرُ" الَّذِي: لَا يَعْدِلُهُ فَوْزٌ وَلَا يُقَارِبُهُ وَلَا يُدَانِيهِ، وَالْفَوْزُ: الظَّفَرُ بِالْمَطْلُوبِ= فتح القدير للشوكاني =

" إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ" البروج :12.

والبَطْش: هو الأخذ بقوة وسرعة وعنف. أي: إن بطش ربك- أيها الرسول الكريم- بالظالمين والطغاة لبالغ نهاية القوة والعنف: فمر أصحابك فليصبروا على الأذى، فإن العاقبة الحسنة ستكون لهم وحدهم.التفسير الوسيط .

جُمْلَةُ "إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ" مُسْتَأْنَفَةٌ لخطاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مُبَيِّنَة لِمَا عِنْدَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الْجَزَاءِ لِمَنْ عَصَاهُ، وَالْمَغْفِرَةِ لِمَنْ أَطَاعَهُ، أَيْ: أَخْذُهُ لِلْجَبَابِرَةِ وَالظَّلَمَةِ شَدِيدٌ، وَالْبَطْشُ: الْأَخْذُ بِعُنْفٍ، وَوَصْفُهُ بِالشِّدَّةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ قَدْ تَضَاعَفَ وَتَفَاقَمَ، وَمِثْلُ هذه قوله"إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ" «هود :102» فتح القدير للشوكاني=

"
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ"البروج :13.
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ أي: يخلق الخلق أَوَّلًا فِي الدُّنْيَا وَيُعِيدُهُمْ أَحْيَاءً بَعْدَ الْمَوْتِ. كَذَا قَالَ الْجُمْهُورُ، وَقِيلَ: يُبْدِئُ لِلْكُفَّارِ عَذَابَ الْحَرِيقِ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ يُعِيدُهُ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَاخْتَارَ هَذَا ابْنُ جَرِيرٍ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
فتح القدير للشوكاني=

وحُذِفَ المفعول في الفعلين، لقصد العموم، ليشمل كل ما من شأنه أن يبدأ وأن يعاد من الخلق أو من العذاب أو من غيرهما.
التفسير الوسيط=
"وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ "
البروج :14.
أَيْ: بَالِغُ الْمَغْفِرَةِ لِذُنُوبِ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ لَا يَفْضَحُهُمْ بِهَا، بَالِغُ الْمَحَبَّةِ لِلْمُطِيعِينَ مِنْ أَوْلِيَائِهِ. قَالَ مُجَاهِدٌ: الْوَادُّ لِأَوْلِيَائِهِ، فَهُوَ فَعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ. وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: مَعْنَى الْوَدُودِ الرَّحِيمُ.
.فتح القدير للشوكاني=

اسم الله الودود:
وروده في القرآن الكريم
: ورد اسم الله تعالى الودود مرتين في القرآن الكريم: في قوله تعالى"وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ"هود:90، وقوله جلَّ وعلا"إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ . وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ"البروج:13-14.

المعنى اللغوي: الوُدُّ مصدر المودَّة، والودُّ هو الحبُّ يكون في جميع مداخل الخير. وَوَدِدْتُ الشيء أوَدُّ، وهو من الأمنية وشدة التعلُّق بحدوث الشيء، كما في قوله تعالى"يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ"البقرة من الآية:96، أي: يتمنى أن يعيش ألف سنة، وكقوله تعالى"يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ"البروج من الآية:11. قال ابن العربي: "اتفق أهل اللغة على أن المودَّة هي المحبة"، قال تعالى"وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً"الروم من الآية:21، ويأتي أيضًا بمعنى الملازمة مع التعلُّق، فالودد معناه الوتد؛ لثبوته ولشدة ملازمته وتعلقه بالشيء. ويأتي على معنى المعية والمرافقة والمصاحبة كلازم من لوازم المحبة. كما ورد عَنْ ابنِ عُمَرَ أنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ «إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ» صحيح مسلم.

والفرق بين الحُبُّ والودُّ: أن الحب ما استقر في القلب، والودُّ ما ظهر على السلوك. فكل ودود مُحب، وليس كل مُحب ودود، وكل ودود أساسه مشاعر الحب في قلبه.

معنى الاسم في حق الله تعالى:
الودود في صفات الله بمعنى: الذي يودُّ عبادَهُ الصالحينَ ويحبهم".

والمعنى الثاني:أنه مودود بمعنى مفعول، أي:الذي يوده عبادُه ويحبونه
.
= هنا =

ومن عجائب ودِّهِ:أن تسبق محبته للعباد محبتهم له. فالله هو الذي يبتديء عباده بالمحبة، قال تعالى"فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ"المائدة من الآية:54.
يقول ابن الجوزي "سبحان من سبقت محبته لأحبابه؛ فمدحهم على ما وهب لهم، واشترى منهم ما أعطاهم، وقدم المتأخر من أوصافهم لموضع إيثارهم، فباهى بهم في صومهم، وأحب خلوف أفواههم، يا لها من حالةٍ مصونةٍ! لا يقدر عليها كل طالب، ولا يبلغ كنه وصفها كل خاطب" صيد الخاطر:1:28.
ومن عجائب ودِّهِ: أنه يتودد بنعمه لأهل المعاصي، ويقيم بها عليهم الحجة. ومن لطائف ودِّهِ: أنه لا يرفعه عن المذنبين، وإن تكررت ذنوبهم، فإذا تابوا منها وعادوا إليه شملهم بمحبته أعظم مما كانوا عليه. أليس الله يحب التوابين؟
"
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " سورة البقرة:222.
وتأمل سر اقتران هذين الاسمين فى قوله تعالى"إِنَّهُ هُوَ يُبْدِيءُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْودُود"البروج:13-14. تجد فيه من الرد والإنكار على من قال "لا يعود الودُّ والمحبة منه لعبده أبدًا، ما هو من كنوز القرآن ولطائف فهمه، وفى ذلك ما يُهَيِّج القلب السليم ويأْخذ بمجامعه ويجعله عاكفًا على ربِّه الذي لا إله إلا هو ولا ربُّ له سواه. عكوف المحب الصادق على محبوبِهِ الذي لا غنى له عنه، ولا بد له منه ولا تندفع ضرورته بغيره أبدًا" طريق الهجرتين:23:98. فالله هو الذي يبدأ بالمغفرة ويُعيدها مرةً أخرى. تذنب ثم تتوب إليه بصدق، فيغفر ويصفح، ليس هذا فحسب بل تزداد محبته لك، أفضل وأعظم مما كانت لك قبل ذلك.

اللَّهُ أفرَحُ بتوبةِ عبدِهِ مِن أحدِكُم ، سقَطَ على بعيرِهِ ، وقد أضلَّهُ في أرضِ فَلاةٍ"الراوي : أنس بن مالك - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 6309 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر=


إذا أردت أن يكون لك حظ عظيم من اسم الله تعالى "الودود"، فتودد إليه بالأعمال الصالحة. وإن وصلت إلى تلك المنزلة، ستنال محبة الله عزَّ وجلَّ وملائكته وسيُبسَط لك القبول في الأرض. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ. ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ» صحيح البخاري، قال تعالى" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا"مريم: 96، أي: سيجعل لهم محبة وودادًا في قلوب أوليائه، وقبولًا عند أهل السماء والأرض، وإذا أحبّهم الآخرون صار لهم في قلوبهم مكانةً وقدرًا، وتيسرت كثير من أمورهم، وحصل لهم من الخيرات والقبول والإمامة ما تقرّ به أعينهم، وتنشرح به صدورهم، وتسعد به حياتهم.هنا=
ولوْ لمْ يَكُنْ في مَحَبَّةِ اللَّهِ إلاَّ أنَّهَا تُنْجِي مُحِبَّهُ منْ عذابِهِ لكانَ يَنْبَغِي للعبدِ أنْ لا يَتَعَوَّضَ عنها بشيءٍ أبدًا، فَأَبْشِرْ فَإِنَّ الْلَّهَ تَعَالَىْ لَا يُعَذِّبُ حَبِيْبَهُ. = هنا =
"
ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ" البروج :15.

وَمَعْنَى ذُو الْعَرْشِ: ذُو الْمُلْكِ وَالسُّلْطَانِ كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ عَلَى سَرِيرِ مُلْكِهِ . وَقِيلَ: الْمُرَادُ خَالِقُ الْعَرْشِ = فتح القدير للشوكاني=
وقيل:
أَيْ: صَاحِبُ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الَّذِي مِنْ عَظَمَتِهِ، أَنَّهُ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَالْكُرْسِيَّ، فَهِيَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْعَرْشِ كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ فِي فَلَاةٍ، بِالنِّسْبَةِ لِسَائِرِ الْأَرْضِ، وَخَصَّ اللَّهُ الْعَرْشَ بِالذِّكْرِ، لِعَظَمَتِهِ، وَلِأَنَّهُ أَخَصُّ الْمَخْلُوقَاتِ بِالْقُرْبِ مِنْهُ تَعَالَى، وَهَذَا عَلَى قِرَاءَةِ الْجَرِّ، يَكُونُ الْمَجِيدُ نَعْتًا لِلْعَرْشِ، وَأَمَّا عَلَى قِرَاءَةِ الرَّفْعِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ نَعْتًا لِلَّهِ . وَالْمَجْدُ سِعَةُ الْأَوْصَافِ وَعَظَمَتُهَا. تفسير السعدي =
أَيْ صَاحِبُ الْعَرْشِ الْمُعَظَّمِ الْعَالِي عَلَى جَمِيعِ الْخَلَائِقِ.تفسير ابن كثير ، الذي لا يعرف كنهه إلا هو- سبحانه-، وهو
وَ الْمَجِيدُ : فِيهِ قِرَاءَتَانِ الرَّفْعُ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِلرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ وَالْجَرُّ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِلْعَرْشِ وَكِلَاهُمَا مَعْنًى صَحِيحٌ
.تفسير ابن كثير .
"
فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ "البروج :16.

وَقَوْلُهُ "فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ " يَقُولُ : هُوَ غَفَّارٌ لِذُنُوبِ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا تَابَ وَأَنَابَ مِنْهَا ، مُعَاقِبٌ مَنْ أَصَرَّ عَلَيْهَا وَأَقَامَ ، لَا يَمْنَعُهُ مَانِعٌ ، مِنْ فِعْلٍ أَرَادَ أَنْ يَفْعَلَهُ ، وَلَا يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ حَائِلٌ ؛ لِأَنَّ لَهُ مُلْكَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
تفسير الطبري=
وقيل "فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ" أَيْ: مِنَ الْإِبْدَاءِ وَالْإِعَادَةِ.فتح القدير للشوكاني.
"
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ* فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ"البروج :18.17.
ثم ساق- سبحانه- بعد ذلك، ما يدل على شدة بطشه، ونفاذ أمره .
هَذَا تَوْقِيفٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَعْنَى: فَاجْعَلْ هَؤُلَاءِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُخَالِفُونَكَ وَرَاءَ ظَهْرِكَ وَلَا تَهْتَمَّ، فَقَدِ انْتَقَمَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ أُولَئِكَ الْأَقْوِيَاءِ الْأَشِدَّاءِ فَكَيْفَ بِهَؤُلَاءِ؟ تفسير ابن عطية=

فقال: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ. فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ.
والاستفهام هنا: للتقرير والتهويل. والمراد بالجنود: الجموع الكثيرة التي عتت عن أمر ربها، فأخذها- سبحانه- أخذ عزيز مقتدر، وقوله: فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ بدل من الجنود.
والمراد بفرعون وثمود: ملؤهما وقومهما الذين آثروا الغي على الرشد، والضلالة على الهداية، والباطل على الحق. أى: لقد بلغك- أيها الرسول الكريم- حديث فرعون الذي طغى وبغى، واتبعه قومه في طغيانه وبغيه، وحديث قوم صالح- عليه السلام- وهم الذين كذبوا نبيهم. وآذوه، وعقروا الناقة التي نهاهم عن أن يمسوها بسوء.
وكيف أنه- سبحانه- قد دمر الجميع تدميرًا شديدًا، جزاء كفرهم وبغيهم.
وخصَّ- سبحانه- جندَ فرعونَ وثمود بالذكرِ، لأنهم كانوا أشدَّ من غيرِهِم بغيًا وظلمًا، ولأنهم كانت قصصُهُم معروفةً لأهلِ مكة أكثر من غيرِهِم.
=التفسير الوسيط=
"بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ"
البروج :19.
أَيْ: لَا يَزَالُونَ مُسْتَمِرِّينَ عَلَى التَّكْذِيبِ وَالْعِنَادِ، لَا تَنْفَعُ فِيهِمُ الْآيَاتُ، وَلَا تُجْدِي لَدَيْهِمُ الْعِظَاتُ. تفسير السعدي =

وَكَانَ فِرْعَوْنُ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي الْهَلَاكِ ، فَدَلَّ بِقِصَّتِهِ وَقِصَّةِ ثَمُودَ عَلَى أَمْثَالِهِمَا مِنْ قِصَصِ الْأُمَمِ الْمُكَذِّبِينَ وَهَلَاكِهِمْ ." بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا" أَيْ مِنْ قَوْمِكَ ، " فِي تَكْذِيبٍ " حَسَدًا لَكَ ، لَمْ يَعْتَبِرُوا بِمَا جَرَى لِمَنْ قَبْلَهُمْ حِينَ كَذَّبُوا أَنْبِيَاءَهُمْ .
" وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ"
البروج :19.

أَيْ: قَدْ أَحَاطَ بِهِمْ عِلْمًا وَقُدْرَةً . تفسير السعدي =
فـ هُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْزِلَ بِهِمْ مَا أَنْزَلَ بِفِرْعَوْنَ وَثَمُودَ وَمَنْ كَانَ مُحَاطًا بِهِ ، فَهُوَ مَحْصُورٌ فِي غَايَةٍ لَا يَسْتَطِيعُ دَفْعًا ، وَالْمَعْنَى : دُنُوُّ هَلَاكِهِمْ ، وَلَمَّا ذَكَرَ أَنَّهُمْ فِي تَكْذِيبٍ ، وَأَنَّ التَّكْذِيبَ عَمَّهُمْ حَتَّى صَارَ كَالْوِعَاءِ لَهُمْ ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ كَذَّبُوهُ وَكَذَّبُوا مَا جَاءَ بِهِ وَهُوَ الْقُرْآنُ ، أَخْبَرَ تَعَالَى عَنِ الَّذِي جَاءَ بِهِ وَكَذَّبُوا فَقَالَ : "
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ" البروج :20.
أَيْ: لَا مَذَمَّةَ فِيهِ.
تفسير ابن عطية. : وَسِيعُ الْمَعَانِي عَظِيمُهَا، كَثِيرُ الْخَيْرِ وَالْعِلْمِ= تفسير السعدي =
أَيْ بَلِ الَّذِي كَذَّبُوا بِهِ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ، وَمَجَادَتُهُ : شَرَفُهُ عَلَى سَائِرِ الْكُتُبِ بِإِعْجَازِهِ فِي نَظْمِهِ وَصِحَّةِ مَعَانِيهِ ، وَإِخْبَارِهِ بِالْمُغَيَّبَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ فِي مَحَاسِنِهِ .التفسير الكبير المسمى البحر المحيط=

"فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ" البروج :21.فاللوح المحفوظ هو الكتاب الذي كتب اللهُ فيه مقاديرَ الخلقِ قبلَ أن يخلقَهم.إسلام ويب=


مَحْفُوظٍ مِنَ التَّغْيِيرِ وَالزِّيَادَةِ وَالنَّقْصِ، وَمَحْفُوظٌ مِنَ الشَّيَاطِينِ، وَهُوَ: اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ الَّذِي قَدْ أَثْبَتَ اللَّهُ فِيهِ كُلَّ شَيْءٍ.
وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى جَلَالَةِ الْقُرْآنِ وَجَزَالَتِهِ، وَرِفْعَةِ قَدْرِهِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى.
تم بحمد الله
رد مع اقتباس