الموضوع: قواعد عقدية
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-02-2021, 09:20 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Post قواعد عقدية

قواعد عقدية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

وَصِيَّتِي لِكُلِّ الدُّعَاةِ إِلَى اللهِ أَنْ يُرَكِّزُوا فِي الَمقَامِ الأَوَّلِ عَلَى نَشْرِ العَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ وَتَصْحِيحِهَا فِي القُلُوبِ، وَأَلَّا يَشْغَلَنَّهُمْ عَنْ تَقْرِيرِهَا شَاغِلٌ، وَلَا صَارِفٌ.
وَسَوْفَ نُغَرِّدُ ابْتِدَاءً مِنَ اليَوْمِ بِجُمَلٍ مِنَ القَوَاعِدِ العَقَدِيَّةِ وَالَمسَائِلِ العَقَدِيَّةِ فِي بَيَانِ مَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، رَحِمَ اللهُ أَمْوَاتَهُمْ، وَثَبَّتَ أَحْيَاءَهُمْ:
- القَاعِدَةُ الأُولَى:
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ لَا يَأْخُذُونَ مُعْتَقَدَهُمْ إِلَّا مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَالعَقْلُ عِنْدَهُمْ وَسِيلَةٌ لِفَهْمِ النَّقْلِ، فَلَا أُصُولَ أُخْرَى يُسَاقُ مِنْهَا الُمعْتَقَدُ.
- القَاعِدَةُ الثَّانِيَةُ:
أَهْلُ السُّنَّةِ لَا يَفْهَمُونَ الكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِنُصُوصِ العَقَائِدِ خَاصَّةً إِلَّا عَلَى فَهْمِ سَلَفِ الأُمَّةِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، فَكُلُّ فَهْمٍ يُخَالِفُ فَهْمَ سَلَفِ الأُمَّةِ فِي العَقِيدَةِ وَالعَمَلِ، فَهُوَ فَهْمٌ بَاطِلٌ، وَرَأْيٌ عَاطِلٌ، فَأَصَحُّ الفُهُومِ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ هُوَ فَهْمُ الصَّحَابَةِ، فَلَا نَعْدُوهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ.
- القَاعِدَةُ الثَّالِثَةُ:
أَهْلُ السُّنَّةِ لَا يُقْحِمُونَ عُقُولَهُمْ فِي أُمُورِ الغَيْبِ، بَلْ يَقِفُونَ عِنْدَ حُدُودِ الدَّلِيلِ، فَلَا يَتَخَوَّضُونَ بِعُقُولِهِمْ فِي اسْتِكْشَافِ مَا وَرَاءِ الغَيْبِ.
- القَاعِدَةُ الرَّابِعَةُ:
أَهْلُ السُّنَّةِ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ لَا يَتَعَارَضُ نَقْلٌ صَحِيحٌ مَعَ عَقْلٍ صَرِيحٍ، وَأَنَّ النُّصُوصَ لَا تَأْتِي بِمَا يَتَعَارَضُ مَعَ العَقْلِ، وَلَكِنَّهَا تَأْتِي تَارَةً بِمُحَارَاتِ العُقُولِ.
- القَاعِدَةُ الخَامِسَةُ:
أَهْلُ السُّنَّةِ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ العَقْلَ يُدْرِكُ حُسْنَ الأُمُورِ وَقُبْحَهَا، وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ لَا حَقَّ لَهُ فِي تَشْرِيعِهَا، فَهُوَ فِي التَّشْرِيعِ تَابِعٌ لِلنَّصِّ.
- القَاعِدَةُ السَّادِسَةُ:
الُمسْلِمُونَ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ العِبَادَةَ حَقٌّ صِرْفٌ مَحْضٌ للهِ تَعَالَى، لَا تُصْرَفُ لَا لَملَكٍ مُقَرَّبٍ، وَلَا لِنَبِيٍّ مُرْسَلٍ، وَلَا لِوَلِيٍّ صَالِحٍ، فَضْلاً عَنْ غَيْرِهِمْ.
- القَاعِدَةُ السَّابِعَةُ:
الُمسْلِمُونَ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ مَنْ سَوَّى غَيْرَ اللهِ بِاللهِ فِيمَا هُوَ مِنْ خَصَائِصِ اللهِ فَقَدْ وَقَعَ فِي الشِّرْكِ الأَكْبَرِ، وَهَذِهِ قَاعِدَةٌ يُعْرَفُ بِهَا حَقِيقَةُ الشِّرْكِ.
- القَاعِدَةُ الثَّامِنَةُ:
أَهْلُ السُّنَّةِ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ كُلَّ مَا كَانَ وَسِيلَةً لِلشِّرْكِ الأَكْبَرِ، فَشِركٌ أَصْغَرُ إِنْ وَصَفَتْهُ الأَدِلَّةُ بِأَنَّهُ شِرْكٌ؛ كَالحَلِفِ بِغَيْرِ اللهِ، وَقَوْلِ: «مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ».
- القَاعِدَةُ التَّاسِعَةُ:
أَهْلُ السُّنَّةِ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُقْرَنَ مَعَ اللهِ تَعَالَى غَيْرُهُ فِي أُمُورِ العِبَادَةِ وَالَمشِيئَةِ، فَلَا يُقْرَنُ مَعَ اللهِ غَيْرُهُ فِيهَا بِوَاوِ العَطْفِ.
- القَاعِدَةُ العَاشِرَةُ:
أَهْلُ السُّنَّةِ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ الحُكْمَ كَوْنًا وَشَرْعًا للهِ تَعَالَى، فَكَمَا أَنَّهُ لَا يَحْكُمُ فِي كَوْنِهِ إِلَّا هُوَ، فَكَذَلِكَ لَا يَحْكُمُ فِي شَرْعِهِ إِلَّا هُوَ جَلَّ وَعَلَا.
- القَاعِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ:
الُمسْلِمُونَ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ الغَيْبَ الُمطْلَقَ إِلَّا اللهُ تَعَالَى، ويَعْتَقِدُونَ أَنَّ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَحَدًا يَعْلَمُ الغَيْبَ الُمطْلَقَ غَيْرَ اللهِ تَعَالَى فَهُوَ كَافِرٌ.
- القَاعِدَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ:
الُمسْلِمُونَ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ الُمدَبِّرَ وَالُمتَصَرِّفَ فِي هَذَا الكَوْنِ إِنَّمَا هُوَ اللهُ تَعَالَى، فَلَا يَمْلِكُ مِنَ التَّدْبِيرِ فِيهِمَا مَعَهُ مَلَكٌ، وَلَا نَبِيٌّ، وَلَا وَلِيٌّ.
- القَاعِدَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ:
الأَصْلُ فِي التَّمَائِمِ الَمنْعُ، فَأَمَّا التَّمَائِمُ الشِّرْكِيَّةُ فَمُتَّفَقٌ عَلَى تَحْرِيمِهَا، وَأَمَّا مِنَ القُرْآنِ فَفِيهَا خِلَافٌ، وَالحَقُّ مَنْعُهَا؛ لِعُمُومِ الأَدِلَّةِ، وَسَدًّا لِلذَّرِيعَةِ.
- القَاعِدَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ:
الأَصْلُ فِي التَّبَرُّكِ التَّوْقِيفُ، فَلَا يَجُوزُ التَّبَرُّكُ بِذَاتٍ، وَلَا بِزَمَانٍ، وَلَا بِمَكَانٍ إِلَّا إِذَا دَلَّ دَلِيلٌ صَحِيحٌ عَلَى جَوَازِ التَّبَرُّكِ بِذَلِكَ، وَإِلَّا فَالأَصْلُ الَمنْعُ.
- القَاعِدَةُ الخَامِسَةَ عَشْرَةَ:
البَرَكَةُ الثَّابِتَةُ بَرَكَتَانِ:
* بَرَكَةٌ ذَاتِيَّةٌ مُنْتَقِلَةٌ.
* وَبَرَكَةٌ مَعْنَوِيَّةٌ لَازِمَةٌ.
فَالأُولَى كَذَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالثَّانِيَةُ كَرَمَضَانَ وَالَمسْجِدِ الحَرَامِ.
- القَاعِدَةُ السَّادِسَةَ عَشْرَةَ:
الأَصْلُ فِي التَّطَيُّرِ الَمنْعُ، وَيَحْكُمُ عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ بِأَنَّهُ شِرْكٌ أَكْبَرُ، إِنِ اعْتَقَدَ أَنَّ مَا تَطَيَّرَ بِهِ هُوَ الفَاعِلُ بِذَاتِهِ، وَإِنِ اعْتَقَدَهُ مُجَرَّدَ سَبَبٍ فَشِرْكٌ أَصْغَرُ.
- القَاعِدَةُ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ:
لَا يُحْلَفُ إِلَّا بِاللهِ أَوْ صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ، فَالحَلِفُ بِالَمخْلُوقَاتِ شِرْكٌ مَهْمَا عَظُمَتْ مَنْزِلَةُ هَذَا الَمخْلُوقِ، فَيَكُونُ أَكْبَرَ مَعَ التَّعْظِيمِ وَيَكُونُ أَصْغَرَ بِدُونِهِ.
- القَاعِدَةُ الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ:
مَنْ تَبَرَّكَ بِمَا لَا دَلِيلَ عَلَيْهِ، فَإِنِ اعْتَقَدَ أَنَّ مَا تَبَرَّكَ بِهِ هُوَ مَنْ وَضَعَ البَرَكَةَ بِذَاتِهِ، وَأَحْدَثَهَا، فَهَذَا شِرْكٌ أَكْبَرُ، وَإِنِ اعْتَقَدَهُ مُجَرَّدَ سَبَبٍ فَشِرْكٌ أَصْغَرُ.
- القَاعِدَةُ التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ:
لَا يَجُوزُ فِعْلُ عِبَادَةٍ للهِ فِي مَكَانٍ يُفْعَلُ فِيهِ جِنْسُهَا لِغَيْرِ اللهِ، فَلَا نُصَلِّي فِي مَكَانٍ يُصَلَّى فِيهِ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَا نَذْبَحُ للهِ فِي مَكَانٍ يُذْبَحُ فِيهِ لِغَيْرِهِ.
- القَاعِدَةُ العِشْرُونَ:
النَّذْرُ تَعَبُّدٌ، فَمَنْ صَرَفَهُ لِغَيْرِ اللهِ، فَقَالَ: «نَذْرٌ لِلسَّيِّدِ البَدَوِيِّ، أَوْ لِلْوَلِيِّ الفُلَانِيِّ، أَوْ لِلقَبْرِ الفُلَانِيِّ»، فَهُوَ شِرْكٌ أَكْبَرُ، وَكَفَّارَتُهُ النُّطْقُ بِالشَّهَادَةِ.
- القَاعِدَةُ الوَاحِدَةُ وَالعِشْرُونَ:
الأَسْبَابُ مُؤَثِّرَةٌ لَا بِذَاتِهَا، فَقَوْلُهُمْ: «مُؤثِّرَةٌ»، رَدٌّ عَلَى مُعَطِّلَةِ الأَسْبَابِ، وَقَوْلُهُمْ: «لَا بِذَاتِهَا»، رَدٌّ عَلَى مُشْرِكِيَّةِ الأَسْبَابِ.
- القَاعِدَةُ الثَّانِيَةُ وَالعِشْرُونَ:
حَقِيقَةُ التَّوَكُّلِ هِيَ الجَمْعُ بَيْنَ كَمَالِ اعْتِمَادِ القَلْبِ عَلَى اللهِ تَعَالَى، وَفِعْلِ الأَسْبَابِ الَمشْرُوعَةِ الُمتَاحَةِ، فَلَيْسَ تَفْوِيضًا فَقَطْ، وَلَا فِعْلَ أَسْبَابٍ فَقَطْ.
- القَاعِدَةُ الثَّالِثَةُ والعِشْرُونَ:
الاعْتِمَادُ عَلَى الأَسْبَابِ شِرْكٌ فِي التَّوْحِيدِ، وَتَعْطِيلُهَا عَنْ سَبَبِيَّتِهَا قَدْحٌ فِي الشَّرْعِ وَالعَقْلِ، وَالجَمْعُ بَيْنَهُمَا هُوَ الَمأْمُورُ بِهِ شَرْعًا وَعَقْلًا.
- القَاعِدَةُ الرَّابِعَةُ وَالعِشْرُونَ:
لَا يَجُوزُ رَبْطُ الحَوَادِثِ الأَرْضِيَّةِ بِأَمْرٍ حَصَلَ فِي السَّمَاءِ إِلَّا بِدَلِيلٍ، وَلَا رَبْطُ شَيْءٍ حَدَثَ فِي الأَرْضِ بِأَمْرٍ حَدَثَ فِي السَّمَاءِ إِلَّا بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ أَوْ قَدَرِيٍّ.
- القَاعِدَةُ الخَامِسَةُ وَالعِشْرُونَ:
الكَوَاكِبُ لَا تَأْثِيرَ لَهَا فِي حَوَادِثِ الأَرْضِ، لَا تَأْثِيرَ اسْتِقْلَالٍ وَخَلْقٍ، وَلَا تَأْثِيرَ سَبَبِيَّةٍ، فَاعْتِقَادُ الأَوَّلِ شِرْكٌ أَكْبَرُ، وَاعْتِقَادُ الثَّانِي شِرْكٌ أَصْغَرُ.
- القَاعِدَةُ السَّادِسَةُ وَالعِشْرُونَ:
خَلَقَ اللهُ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثٍ:
1- زِينَةً لِلسَّمَاءِ.
2- وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ.
3- وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا.
فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيهَا غَيْرَ ذَلِكَ، فَقَدْ أَخْطَأَ وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ.
- القَاعِدَةُ السَّابِعَةُ وَالعِشْرُونَ:
الذَّبْحُ بِنِيَّةِ التَّقَرُّبِ لِلْمَذْبُوحِ لَهُ، وَتَعْظِيمِهِ عِبَادَةٌ لَا يَجُوزُ صَرْفُهَا لِغَيْرِ اللهِ تَعَالَى، فَلَا يُذْبَحُ تَعَبُّدًا لَا لَملَكٍ، وَلَا لِنَبِيٍّ، وَلَا لِوَلِيٍّ، وَلَا غَيْرِهِ.
- القَاعِدَةُ الثَّامِنَةُ وَالعِشْرُونَ:
لَا تَكُونُ الرُّقْيَةُ شَرْعِيَّةً إِلَّا إِنْ كَانَتْ بِكَلَامِ اللهِ، وَالأَدْعِيَةِ وَالتَّعْوِيذَاتِ الُمبَاحَةِ، وَبِاللِّسَانِ العَرَبِيِّ مَعَ اعْتِقَادِ أَنَّهَا مُجَرَّدُ سَبَبٍ مِنَ الأَسْبَابِ.
- القَاعِدَةُ التَّاسِعَةُ وَالعِشْرُونَ:
كُلُّ مَنِ اسْتَعَانَ بِالشَّيَاطِينِ وَالجِنِّ اسْتِعَانَةَ تَعَبُّدٍ وَخُضُوعٍ، فَهُوَ مُشْرِكٌ، فَالسِّحْرُ وَالكَهَانَةُ وَالشَّعْوَذَةُ إِنْ كَانَتْ تَتَضَمَّنُ ذَلِكَ، فَصَاحِبُهَا كَافِرٌ مُشْرِكٌ.
- القَاعِدَةُ الثَّلَاثُونَ:
لَا يَجُوزُ طَلَبُ الأَمْرِ الَمقْصُودِ مِمَّنْ يَدَّعِي مَعْرِفَةَ الأُمُورِ بِأَسْبَابٍ خَفِيَّةٍ، وَبِنَاءً عَلَيْهِ، فَلَا يَجُوزُ الَمجِيءُ لِلْكَهَنَةِ وَالسَّحَرَةِ وَالعَرَّافِينَ وَالُمشَعْوِذِينَ.
رد مع اقتباس