عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-29-2018, 08:26 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,221
Post

فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ (19) فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ * (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24)
التفسير:

أَقْسَمَ سبحانَهُ ببعضِ مخلوقاتِهِ ،عَلَى أنَّ مشيئتَهُ نافذةٌ ، وقضاءَهُ لا يُرَدّ ، وحُكْمَهُ لا يتخلفُ. تفسير الوسيط=
"فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ"الانشقاق : 16.
"لَا" زَائِدَةٌ، وَالتَّقْدِيرُ: فَأُقْسِمُ، وَقِيلَ: "لَا" رَدًّا عَلَى أَقْوَالِ الْكُفَّارِ، وَابْتَدَأَ الْقَوْلَ: أُقْسِمُ، وَقَسَمُ اللَّهِ تَعَالَى بِمَخْلُوقَاتِهِ هُوَ عَلَى جِهَةِ التَّشْرِيفِ لَهَا وَتَعْرِيضُهَا لِلْعِبْرَةِ، إِذِ الْقَسَمُ بِهَا مُنَبِّهٌ مِنْهَا.تفسير ابن عطية .

أَقْسَمَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِآيَاتِ اللَّيْلِ، فَأَقْسَمَ بِالشَّفَقِ الَّذِي هُوَ بَقِيَّةُ نُورِ الشَّمْسِ، الَّذِي هُوَ مُفْتَتَحُ اللَّيْلِ. تفسير السعدي.=
*قال صلى الله عليه وسلم"وقْتُ الظُّهرِ إذا زالَتِ الشَّمسُ، وكان ظِلُّ الرَّجلِ كطولِه، ما لَم يَحضُرِ العصرُ، ووقتُ العَصرِ ما لَم تصفَرَّ الشَّمسُ، ووقتُ صلاةِ المغرِبِ ما لَم يَغِبِ الشَّفَقُ، ووقتُ صلاةِ العِشاءِ إلى نِصفِ اللَّيلِ الأوسَطِ، ووقتُ صلاةِ الصُّبحِ مِن طُلوعِ الفَجرِ، ما لَم تَطلُعِ الشَّمسُ، فإذا طلَعتِ الشَّمسُ فأمسِكْ عن الصَّلاةِ؛ فإنَّها تَطلُعُ بين قرنَيْ شَيطانٍ". الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 612 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =

"وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ" الانشقاق : 17.
وَ"وَسَقَ" مَعْنَاهُ: جَمَعَ وَضَمَّ.تفسير ابن عطية .
وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ أَيِ:
وَاللَّيْلِ وَمَا جَمَعَ مِمَّا سَكَنَ وَهَدَأَ فِيهِ مِنْ ذِي رُوحٍ كَانَ يَطِيرُ ، أَوْ يَدِبُّ نَهَارًا . تفسير الطبري =

"
وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ"الانشقاق : 18.

إِذَا اجْتَمَعَ وَاسْتَوَى،و تَكَامَلَ نُورُهُ وَأَبْدَرَ جَعَلَهُ مُقَابِلًا لِلَّيْلِ
*واتساق القمر : اجتماع ضيائِهِ ونورِهِ ، وهو افتعال من الوسق . وهو الجمع والضم ، وذلك يكون في الليلة الرابعة عشرة من الشهر .
أي : أقسم بالحُمْرَةِ التى تظهر في الأفق العربي- الشفق- ، بعد غروبِ الشمسِ ، وبالليلِ وما يضمه تحت جناحِهِ من مخلوقاتٍ وعجائبٍ لا يعلمها إلا اللهُ تعالى ، وبالقمر إذا ما اجتمع نوره ، واكتمل ضاؤه ، وصار بدرا متلألِئًا . وفي القسم بهذه الأشياء ، دليلٌ واضحٌ على قدرةِ اللهِ تعالى الباهرةِ ، لأن هذه الأشياء تتغيرُ من حالٍ إلى حالٍ ، ومن هيئةٍ إلى هيئةٍ . . فالشفقُ حالةٌ تأتي فى أعقابِ غروبِ الشمسِ ، والليلُ يأتي بعدَ النهارِ ، والقمرُ يكتملُ بعدَ نقصانٍ . . وكلُّ هذه الحالات الطارئة ، دلائل على قدرةِ اللهِ تعالى . تفسير الوسيط
=
"

لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ "الانشقاق : 19.

وقوله- سبحانه- لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ جواب القسم- كما سبق أن أشرنا-.
والمراد بالركوب: الملاقاة والمعاناة، والخطاب للناس، والطبق جمع طبقة، وهي الشيء المساوي لشيء آخر، والمراد بها هنا: الحالة أو المرتبة، وعن بمعنى بعد.
أي: وحق الشفق، والليل وما وسق، والقمر إذا اتسق.. لتلاقن- أيها الناس- أحوالًا بعد أحوال، هي طبقات ومراتب في الشدة، بعضها أصعب من بعض، وهي الموت، وما يكون بعده من حساب وجزاء يوم القيامة.تفسير الوسيط =
وقال الشيخ السعدي في تفسيرِهِ:
أَطْوَارًا مُتَعَدِّدَةً وَأَحْوَالًا مُتَبَايِنَةً، مِنَ النُّطْفَةِ إِلَى الْعَلَقَةِ، إِلَى الْمُضْغَةِ، إِلَى نَفْخِ الرُّوحِ، ثُمَّ يَكُونُ وَلِيدًا وَطِفْلًا وَمُمَيِّزًا، ثُمَّ يَجْرِي عَلَيْهِ قَلَمُ التَّكْلِيفِ، وَالْأَمْرُ وَالنَّهْيُ، ثُمَّ يَمُوتُ بَعْدَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُبْعَثُ وَيُجَازَى بِأَعْمَالِهِ، فَهَذِهِ الطَّبَقَاتُ الْمُخْتَلِفَةُ الْجَارِيَةُ عَلَى الْعَبْدِ، دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ هُوَ الْمَعْبُودُ، الْمُوَحَّدُ، الْمُدَبِّرُ لِعِبَادِهِ بِحِكْمَتِهِ وَرَحِمْتِهِ، وَأَنَّ الْعَبْدَ فَقِيرٌ عَاجِزٌ، تَحْتَ تَدْبِيرِ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ، وَمَعَ هَذَا، فَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ. تفسير السعدي =

"
فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ "الانشقاق : 20.
اسْتِفْهَامُ إِنْكَارٍ . أَيْ فَمَاذَا يَمْنَعُهُمْ مِنَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ.
والفاء في قوله- تعالى- بعد ذلك: فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ. لترتيب ما بعدها من الإنكار والتعجيب على ما قبلها، و «ما» للاستفهام الإنكاري. أي: إذا كان الأمر كما وضحنا لك- أيها الرسول الكريم- من أن البعث حق، ومن أن المستحق للعبادة هو الله- تعالى- وحده.. فأي شيء يمنع هؤلاء الكافرين من الإيمان، مع أن كل الدلائل والبراهين تدعوهم إلى الإيمان.تفسير الوسيط =

"
وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ "الانشقاق : 21.
وَمَا لَهُمْ إِذَا قَرَأَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتِ الرَّحْمَنِ وَكَلَامَهُ وَهُوَ هَذَا الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ إِعْظَامًا وَإِكْرَامًا وَاحْتِرَامًا = تفسير ابن كثير =
وقال الشيخ السعدي في تفسيرِهِ:

وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ أَيْ: لَا يَخْضَعُونَ لِلْقُرْآنِ، وَلَا يَنْقَادُونَ لِأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ = هنا =


صليتُ مع أبي هريرة العتمةَ، فقرأ " إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ " . فسجد، فقلتُ له، قال : سجدتُ خلفَ أبي القاسمِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فلا أزال أسجدُ بها حتى ألقاه .الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 766- خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر-
يَحكي أبو رافِعٍ رضي الله عنه أنَّه صلَّى مع أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه "العَتمةَ"، أي: صَلاةَ العِشاءِ؛ لأنَّها تُصلَّى في وقتِ العَتمةِ، أي: في ظُلمةِ اللَّيلِ فَقَرَأَ أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه"إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ"، فسَجَدَ، أي عِندَ قولِه تعالى"وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ"، فسَألَه أبو رافِعٍ عن حُكمِها، فأجابَه: سَجَدْتُ خَلْفَ أبي القاسِمِ صلَّى الله علَيه وسلَّم فَلا أزالُ أسجُد بها حتَّى ألقاه، أي: مُدَّة حياتِي.الدرر=

"
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ"الانشقاق : 22.

أَيْ مِنْ سَجِيَّتِهِمُ التَّكْذِيبُ وَالْعِنَادُ وَالْمُخَالَفَةُ لِلْحَقِّ = تفسير ابن كثير = = تفسير ابن كثير =
من التعجيب من عدم إيمانهم مع ظهور كل الأدلة على وجوب الإيمان، إلى الإخبار عنهم بأنهم مستمرون على كفرهم، أي: ليس هناك أي مانع يمنع الكافرين من الإيمان، بعد أنْ قامت جميعُ الشواهدِ على صدقِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، بلِ الحق أنَّ هؤلاءِ الكافرينَ إنما استمرُّوا على كفرِهِم بسببِ عنادِهِمْ وحسدِهِمْ للرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على ما آتاه الله- تعالى- من فضله، وتكذيبهم للحق عنادًا وجحودًا.تفسيرالوسيط =

"وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ"الانشقاق : 23. قَالَ مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ يَكْتُمُونَ فِي صُدُورِهِمْ- تفسير ابن كثير =
وقال صاحب الوسيط: والمقصود به التهديد والوعيد.
ومعنى «يوعون» يضمرون ويخفون ويسرون
= هنا =

وقال ابن عطية في تفسيرِهِ:
وَ"يُوعُونَ" مَعْنَاهُ: يَجْمَعُونَ مِنَ الْأَعْمَالِ وَالتَّكْذِيبِ وَالْكُفْرِ، كَأَنَّهُمْ يَجْعَلُونَهَا فِي أَوْعِيَةٍ، تَقُولُ: وَعَيْتُ الْعِلْمَ وَأَوْعَيْتُ الْمَتَاعَ، وَجَعَلَ تَعَالَى الْبِشَارَةَ فِي الْعَذَابِ لَمَّا صَرَّحَ بِهِ، وَإِذَا جَاءَتْ مُطْلَقَةً فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الْخَيرِ.تفسير ابن عطية =

"فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" الانشقاق : 24.

تَفْرِيعٌ عَلَى جُمْلَةِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ .

وَفِعْلُ بَشِّرْهُمْ مُسْتَعَارٌ لِلْإِنْذَارِ وَالْوَعِيدِ عَلَى طَرِيقَةِ التَّهَكُّمِ ;
لِأَنَّ حَقِيقَةَ التَّبْشِيرِ الْإِخْبَارُ بِمَا يَسُرُّ وَيَنْفَعُ ، فَلَمَّا عُلِّقَ بِالْفِعْلِ عَذَابٌ أَلِيمٌ كَانَتْ قَرِينَةُ التَّهَكُّمِ كَنَارٍ عَلَى عَلَمٍ = تفسير التحرير والتنوير =
فالمراد به- أي المراد بالتبشير - هنا التهكم بهم ،بدليل توعدهم بالعذاب الأليم .
= تفسير الوسيط =
رد مع اقتباس