الموضوع: قطف الفوائد
عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 07-22-2022, 06:32 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,216
Post

قوله تعالى"وتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"المائدة: الآية 2.رغَّب الله سبحانه في التعاون على البر والتقوى؛ لأن في التقوى رضا الله تعالى، وفي البر رضا الناس، ومَن جمَع بين رضا الله تعالى ورضا الناس؛ فقد تمت سعادته، وعمَّت نعمته. التفسير المحرر.الدرر السنية.

قال صلى الله عليه وسلم" رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ -أحَدَهُما أوْ كِلَيْهِما- فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ."
الراوي : أبو هريرة -صحيح مسلم

يعني: مات عاقًّا لهما، وقد قال الله جلَّ وعلا" إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا" الآية :الإسراء:23، ومعنى رغم: أرغم الله أنفه، يعني: ألصقه بالرّغام، وهو التُّراب، وهو دعاء عليه بالخيبة.
فالواجب على كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ العناية بأمر الوالدين، وأن تُخصّ الأم بمزيد عنايةٍ؛ لعظيم تعبها ومشقَّتها على هذا الولد: في حمله، ورضاعه، وتربيته، فمشقَّتها أعظم من مشقة الأب، ولهذا صار حقُّها أعظم، فالواجب على الولد أن يعتني بهما جميعًا، وأن يخُصَّ الوالدة بمزيد عنايةٍ في برِّها.
وزوجة الأب ليس لها حقّ الأم، زوجة الأب لها الصلة من باب الإكرام، يعني: تقديرًا للأب، من باب مُراعاة خاطر الأب؛ لأنَّها من باب إكرام صديق الأب.

قال مالك بن ربيعة أبو أسيد الساعدي: بينَما أَنا جالسٌ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، إذ جاءَه رجلٌ منَ الأنصارِ فقالَ: هل بقِيَ مِن برِّ والديَّ شيء بعدَ موتِهِما ؟ ، قالَ: نعَم ، خصالٌ أربعٌ: الصَّلاةُ عليهِما والاستغفارُ لَهُما ، و إنفاذُ عَهْدِهِما بعدَ موتِهما ، وإِكْرامُ صديقِهِما ، وصِلةُ الرَّحمِ الَّتي لا رَحمَ لَكَ إلَّا مِن قِبَلِهِما"الراوي : مالك بن ربيعة أبو أسيد الساعدي - المحدث : ابن حجر العسقلاني - المصدر : الفتوحات الربانية-الصفحة أو الرقم : 4/106 - خلاصة حكم المحدث : حسن
فإكرام صديقهما من برِّهما، وزوجة الأب ، وزوجة الجد، وزوجة الابن إكرامهن من البر، وزوج الأم كذلك إكرامه من برِّ الأم.
رد مع اقتباس