عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-13-2022, 10:48 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,221
Arrow

هل الخلاف رحمة :

قال غير واحد من العلماء أن الخلاف رحمة ، وقد ذكروا فيه حديثًا عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ" اختلاف أمتي رحمة " (2) .
وهو لا يصح سندًا ولا متنًا ، بل هو منكر ضعيف ، وإنما هو كلام بعض العلماء ، وليس معنى ذلك عندهم أن الاختلاف نفسه رحمة ، بل الكتاب والسنة يذمان الاختلاف .
( 2 ) قال عنه الشيخ الألباني في صفة صلاة النبي / تحت عنوان شبهات وجوابها / ص : 59 : لم أقف له ـ أي الحديث ـ على سند صحيح ، ولا ضعيف ، ولا موضوع . ا . هـ .
قال تعالى " ... وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ... " .سورة هود / آية : 118 ، 119 .

* عن العرباض بن سارية ، قال : وعظنا رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يومًا بعد صلاة الغداة موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب ، فقال رجل : إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله ؟ قال " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإنْ عبدٌ حبشي ، فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرًا ، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عَضُّوا عليها بالنَّوَاجِذ " . سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 39 ) ـ كتاب : العلم عن رسول الله / ( 16 ) ـ باب :ماجاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع / حديث رقم : 2676 / ص : 603 . صحيح .
وقال ابن مسعود : " الخلاف شر " .
* قال أبو داود : حدثنا مُسَدَّد ، أن أبا معاوية وحفص بن غِيَاثٍ حدَّثاهم- حدَّثاه (1)
ـ وحديث أبي معاوية أتم ـ عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، قال : صلى عثمان بمنى أربعًا ، فقال عبد الله (2) : صليتُ مع النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ركعتين ، ومع أي بكر ركعتين ، ومع عمر ركعتين ـ زاد عن حفص : ومع عثمان صدرًا من إمارته ، ثم أتمها ـ زاد مِنْ هاهنا عن أبي معاوية : ثم تفرقت بكم الطرق ، فلوَدِدتُ أنَّ لي من أربع ركعات ركعتين متقبلتين . قال الأعمش : فحدثني معاوية بن قُرةَ عن أشياخه أن عبد الله - أي عبد الله بن مسعود .-صلى أربعا ، قال : فقيل له : عِبتَ على عثمان ثم صليت أربعًا ؟ ! قال : الخلاف شر . "سنن أبي داود [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 5 ) ـ أول كتاب المناسك / ( 76 ) ـ باب : الصلاة بمنى / حديث رقم : 1960 / ص 341 / صحيح .
* وعن الزهري ، قال : أن عثمان َ بنَ عفانَ أتمَّ الصلاةَ بمنىً من أجل الأعراب ، لأنهم
كثُرُوا عامَئِذٍ ، فصلى بالناس أربعًا ليعلمهم أن الصلاة أربع ٌ . المصدر السابق / حديث رقم : 1964 / ص : 342 / حسن .
ورد في عون المعبود / ج : 5 / كتاب المناسك / ( 76 ) باب : الصلاة بمنى/ ص : 306 : وحديث أبي معاوية أتم ---> هذه مقولة أبي داود .
( عن الأعمش ) ---> أي يروي أبو معاوية وحفص عن الأعمش .
( زاد ) ---> أي مُسَدّد .
( من ها هنا ) ---> أي من قوله الآتي " ثم تفرقت " إلى آخره .
( ثم تفرقت بكم الطرق ) ---> أي اختلفتم ، فمنكم من يُقْصِر ، ومنكم من لا يُقْصِر .
( فلوددت ) ---> أي فلتمنيت ، غرضه ووددت أن عثمان صلى ركعتين بدل الأربع كما كان النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وصاحباه يفعلونه .
وفيه كراهة مخالفة ما كانوا عليه . كذا في عمدة القارئ .
وقال الحافظ في فتح الباري : قال الداوادي : خشي ابن مسعود أن لا يجزي الأربع فاعلها وتبع عثمان كراهية لخلافه ، وأخبر بما يعتقده . ا . هـ .
فالخلاف شر ، ولكن مقصود هؤلاء العلماء الذين قالوا الاختلاف رحمة .
فليس المقصود أن الاختلاف نفسه رحمة أو أنه مطلوب شرعًا كما يظن من لا يفهم كلام أهل العلم ، وإنما المعنى أن أصحاب هذا الاختلاف لا يعذبون طالما بذلوا وسْعَهم في معرفة الحق ، كل حسب علمه وقدرته ، والحق فيه واحد لا يتعدد . فقه الخلاف بين المسلمين للشيخ ياسر برهامي / ص : 36 / بتصرف .
* فعن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر" . صحيح البخاري . متون / ( 96 ) ـ كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة / ( 21 ) ـ باب : أجر الحاكم إذاأصاب أو أخطأ / حديث رقم : 7352 / ص : 853 .
وكما دل عليه القرآن الكريم بالثناء على داود وسليمان مع تصويب سليمان ـ عليهما السلام ـ قال تعالى " ... فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْمًا ... ". سورة الأنبياء / آية : 79 .
رد مع اقتباس