عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 11-06-2018, 04:15 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,225
Arrow

31- اللجوءُ إلى اللهِ تعالى في الطَّلَبِ والتحصيلِ :
شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
*لا تَفْزَعْ إذا لم يُفْتَحْ لك في علْمٍ من العلومِ ؛ فقد تَعاصَتْ بعضُ العُلومِ على بعضِ الأعلامِ المشاهيرِ ، ومنهم مَن صَرَّحَ بذلك كما يُعْلَمُ من تَرَاجِمِهم، ومنهم : الأَصْمَعِيُّ في عِلْمِ العَروضِ1 والرُّهاويُّ المحدِّثُ في الْخَطِّ ، وابنُ صالحٍ في الْمَنْطِقِ ، وأبو مسلِمٍ النحويُّ في عِلْمِ التصريفِ2 والسيوطيُّ في الْحِسابِ ، وأبو عُبيدةَ ، ومحمَّدُ بنُ عبدِ الباقي الأنصاريُّ ، وأبو الحسَنِ القَطيعيُّ ، وأبو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ زِيادٍ الفَرّاءُ ، وأبو حامدٍ الغزاليُّ ، خَمْسَتُهُم لم يُفْتَحْ لهم بالنحوِ .
الشيخ:
لكن هذا لا يضر... ما دمنا نطلب الفقه لا يضرنا أن نتكلم بكلام أو ألا نعرف النحو. لكن لا شك إذا تكلم بكلام مطابق للغة العربية فإن كلامَهُ يكون مقبولا محبوبا للنفس، والإنسان الذي يعرف العربية أكره ما يسمع أن يتكلم الإنسان ويلحن، يكره الكلام من هذا الرجل كراهية عظيمة.
فإن عجزت عن فن فالجأ إلى الله عز وجل، ومر علينا في خلاف الأدباء أن أحد أئمة النحو- إذا لم يكن الكسائي- فهو مثله، طلب النحو وعجز عن إدراكه في يوم من الأيام رأى نملة تريد أن تصعد بطعام لها من الجدار فكلما صعدت سقطت ثم تأخذ هذا الطعام وتمشي ثم تسقط ثم تصعد وربما كل مرة تقول: أرفع قليلا حتى اقتحمت العقبة وتجاوزته، فقال: إذا كانت هذه تحاول وتفشل عدة مرات ولكنها استمرت حتى انتهى أمرها، فرجع إلى علم النحو وتعلمه حتى صار من أئمته.
فأنت تحاول، لا تقول عجزت هذه المرة، تعجز هذه المرة، لكن المرة الثانية يقرب لك الأمر.


*فيا أيُّها الطالِبُ ! ضاعِف الرَّغبةَ ، وافْزَعْ إلى اللهِ في الدعاءِ واللجوءِ إليه والانكسارِ بينَ يَدَيْهِ .وكانَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى ، كثيرًا ما يَقولُ في دعائِه إذا اسْتَعْصَى عليه تفسيرُ آيةٍ من كتابِ اللهِ تعالى : ( اللَّهُمَّ يَا مُعَلِّمَ آدَمَ 3وإبراهيمَ عَلِّمْنِي ، ويا مُفَهِّمَ سليمانَ4 فَهِّمْنِي. فيَجِدُ الْفَتْحَ في ذلك ) .
الشيخ:
وهذا من باب التوسل بأفعال الله، والتوسل بأفعال الله جائز، لأن التوسل جائز وممنوع، وإن شئت فقل: مشروع وغير مشروع.
التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته وأفعاله من المشروع، وكذلك التوسل إلى الله تعالى بذكر شكوى الحال وأنه مفتقر إليه، والتوسل إلى الله بالإيمان به، والتوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح، والتوسل إلى الله تعالى بدعاء من يرجي استجابة دعاءه.كل هذا مشروع.
آفاق التيسير
شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري:
القارئ :
قال المؤلف غفر الله له ولشيخنا :
31- اللجوءُ إلى اللهِ تعالى في الطَّلَبِ و التحصيلِ :
لاتَفْزَعْ إذا لم يُفْتَحْ لك في علْمٍ من العلومِ ؛ فقد تَعاصَتْ بعضُ العُلومِ على بعضِ الأعلامِ المشاهيرِ ، ومنهم مَن صَرَّحَ بذلك كما يُعْلَمُ من تَرَاجِمِهم ، ومنهم : الأَصْمَعِيُّ في عِلْمِ العَروضِ والرُّهاويُّ المحدِّثُ في الْخَطِّ ، وابنُ صالحٍ في الْمَنْطِقِ ، وأبو مسلِمٍ النحويُّ في عِلْمِ التصريفِ والسيوطيُّ في الْحِسابِ ، وأبو عُبيدةَ ، ومحمَّدُ بنُ عبدِ الباقي الأنصاريُّ ، وأبو الحسَنِ القَطيعيُّ ، وأبو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ زِيادٍ الفَرّاءُ ، وأبو حامدٍ الغزاليُّ ، خَمْسَتُهُم لم يُفْتَحْ لهم بالنحوِ .
فياأيُّها الطالِبُ ! ضاعِف الرَّغبةَ ، وافْزَعْ إلى اللهِ في الدعاءِ واللجوءِ إليه والانكسارِ بينَ يَدَيْهِ .وكانَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى ، كثيرًا ما يَقولُ في دعائِه إذا اسْتَعْصَى عليه تفسيرُ آيةٍ من كتابِ اللهِ تعالى : (اللَّهُمَّ يَا مُعَلِّمَ آدَمَ وإبراهيمَ عَلِّمْنِي ، ويا مُفَهِّمَ سليمانَ فَهِّمْنِي. فيَجِدُ الْفَتْحَ في ذلك) .
الشيخ :
هذا الأدب متعلق بصعوبة بعض المسائل أو بعض الفنون ، هل تكون عائقا لطالب العلم عن مواصلة العلم ، نقول : لا، لماذا؟
لأنه أولا : طلب العلم لله ، فمقصوده الأساسي هو الأجر والثواب ، وهذا حاصل على كل حال ولو لم يفهم العلم.
ثانيا : كيف نعالج ، أو ثانيا نقول : العلم مسائل متعددة ، وفنون مختلفة ، فإذا استعصى عليك فن وفهمت غيره ، أو استعصت عليك مسألة وفهمت غيرها ، فحينئذ أنت قد حصّلت ولا لوم عليك في ذلك.
ماذا نفعل عند استعصاء بعض العلوم والفنون؟
أولا : نواصل العلم والتعلم في بقية العلوم وبقية المسائل ، وهذه المسألة التي استشكلت علينا نتركها ، حتى يأتي وقت فهمها ، فكونك تريد فهم مسألة ، فتعيقك عن فهم بقية المسائل ، ليس من العقل في شيء ، فاتركها حتى يأتي سبيل فهمها.
الثاني : الاتصال بالعلماء الفاهمين الناصحين ، فهم سيشرحون لك هذه المسألة ، ويبيّنونها لك.
الثالث : مراجعة كتب أهل العلم الأخرى ، فإنها تسهّل لك الفهم ، إذ قد يُعبّر الإنسان ، وقد يتكلم الإنسان بجملة غير مفهومة في موطن ، ويتكلم إنسان آخر عن هذا المعنى في كتاب آخر بأسلوب واضح سهل.
الأمر الرابع : التوكل على الله وحسن اللجوء إليه ، بأن يعلمك ويفهمك ، والله قد وعد بإجابة الداعين ، ومما يتعلّق بهذا طلب العبد من ربّه جل وعلا أن يزيده من العلم ، كما قال تعالى : {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}
قال المؤلف : (لا تفزع) يعني لا تحزن ولا يصدّنك عن طلب العلم كونك لم تفهم علما من العلوم ، مالم تفهمه تجاوزه إلى غيره.
ولهذا نجد بعض الأئمة عَسُر عليه فهم بعض العلوم ، فلم يصدّهم ذلك عن التعلم ، بل أصبحوا أئمة علماء مشهورين في فنون أخرى غير الفنون التي استعصت عليهم ، وقد ذكر المؤلف نماذج لهذا ، وحينئذ على طالب العلم أن يتقرّب إلى الله بالسؤال والتضرع بين يديه أن يفهّمه ما استشكل عليه ، وكان من الأدعية : "اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين"توقف 5 وكم من إمام عرضت لهم مثل هذه المسائل ، وعرضت عليهم إشكالات فلجؤوا إلى الله ، وإلى الصلاة ، فسهّل لهم ما استعصى عليهم.
وقد قال ابن عمر: مكثت سنين في حفظ سورة البقرة 6، لم ينقص هذا من مكانته بل هم من علماء الأمة.
وقال الإمام أحمد : جلست تسع سنوات أدرس وأبحث.
وماذاك إلا أنه استعصى عليهم العلم فقلّبوا النظر فيه وكرّروه وأعادوه حتى فهموه ، نعم.

آفاق التيسير

1- تعريف العَروض: العَروض: على وزن فَعُول، كلمة مؤنثة، تعني القواعد التي تدل على الميزان الدقيق الذي يُعرفُ به صحيح أوزان الشعر العربي من فاسدها.هنا
2-عِلْمِ التصريفِ
في الاصطلاح : فهو تحويل الأصل الواحد إلى أمثلة مختلفة لمعان مقصودة ، لا تحصل تلك المعاني إلا بهذا التغيير . وذلك كتحويل المصدر " قطْع " إلى الفعل الماضي " قطع " ، والمضارع " يقطع " ، والأمر : اقْطَعْ " ، وغيرها مما يمكن أن نتوصل إليه من مشتقات تتصرف عن الكلمة الأصل كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، وغيرها ،
3-{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة31

4 -فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ}الأنبياء79
5-سؤال :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله جميعا لمن هو قريب من العلماء أرجو عرض سؤالى عليهم وسؤالى هو:
هل هذا الدعاء فيه تعدٍّ على الله - عز وجل - وهل ورد عن النبي - صل الله عليه وسلم -: (اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين اللهم اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك وقلوبنا بخشيتك وأسرارنا بطاعتك إنك نعم المولى ونعم النصير وحسبنا الله ونعم الوكيل)؟

هذه إجابة فضيلة الشيخ عثمان بن عبد الله السالمي اليمني عن هذا
تفريغ جواب الشيخ - حفظه الله - :

هَذَا فِيه تَعَدٍّ ، نَعَمْ . تقول أَنّه يُعطيك فَهْمَ النبِيِّينَ ، هذا فيه منزلةٌ عاليةٌ ، وكذلك حِفْظ المرسَلِين ، وهكذا حِفْظ الملائكة المقَرَّبِين ، في هذا تَعَدٍّ .
لكن قُلْ : اللَّهُمَّ ارزُقْنِي عِلْمًا نَافِعًا وَعَمَلًا صَالِحًا ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي - مَثَلًا - مِثْلَ عِلْمِ السَّلَفِ كَعِلْمِ الزُّهْرِي ، عِلْم الصَّحَابَة - مَثَلًا - مِثْلَ عِلْمِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ أَوْ عِلْمًا مِثْل عِلْمِ البُخَارِيّ .. مُمكن .
أما تَقُول : فَهْمَ الأَنْبِياء ! هَذَا فِيهِ تَطَاوُل كَثِير .
هنا
وهنا

6-
أثر ابن عمر : فقد ذكره الإمام مالك في " الموطأ " ( 479 ) أَنَّهُ بَلَغَهُ " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مَكَثَ عَلَى سُورَةِ الْبَقَرَةِ ثَمَانِيَ سِنِينَ يَتَعَلَّمُهَا " ، والبلاغ يعني : أنه مقطوع الإسناد في أوله ، وعليه : فيكون الأثر ضعيفاً .
وقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه بإسناد صحيح متصل أنه مكث أربع سنين في تعلُّم سورة البقرة ، وهو ما رواه ابن سعد في " الطبقات الكبرى " ( 4 / 164 ) قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا أبو المليح عن ميمون " أن ابن عمر تعلَّم سورة البقرة في أربع سنين " .
الإسلام سؤال وجواب
رد مع اقتباس