عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-16-2020, 11:09 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
root

يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كلَّه ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
"رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ"آل عمران 8.

°
ثم قال
" وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا"

قَوْلُهُ تَعَالَى" وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ " أَيْ: مَلَأَ وَأَحَاطَ بِهِ.

قال الضحاك عن ابن عباس: لو أن السموات السبع والأرضين السبع بُسِطن ثم وصلن بعضهن إلى بعض ما كُنَّ في سعة الكرسي إلا بمنزلة الحلقة في المفازة - أي الصحراء-.تفسير ابن كثير.
والكرسي: قال ابن عباس رضي الله عنهما " إنه موضع قدمي الله عز وجل " وهو بالنسبة للعرش أصغر بكثير ولهذا جاء في الحديث " ما السَّماوات السّبع في الكُرسيِّ إلَّا كحلقةٍ ملقاةٍ بأرضٍ فلاةٍ ، وفضلُ العرشِ على الكُرسيِّ كفضلِ تلك الفلاةِ على تلك الحلقةِ"الراوي :أبو ذر الغفاري-المحدث : الألباني-المصدر : التعليق على الطحاوية.
العرش في اللغة :سرير المَلِك .قال تعالى"
قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ " النمل: 41.

.وهذا يدل على كمال عظمته وسعة سلطانه، إذا كان هذه حالة الكرسي أنه يسع السماوات والأرض على عظمتهما وعظمة من فيهما، والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى، بل هناك ما هو أعظم منه وهو العرش، وما لا يعلمه إلا هو سبحانه، وفي عظمة هذه المخلوقات تتحير الأفكار وتَكِلّ الأبصار، وتُقَلْقَل الجبالُ ، فكيف بعظمة خالِقها ومُبْدِعُهَا، والذي أودعَ فيها من الحِكَمِ والأسرارِ ما أودع، والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا من غير تعب ولا نَصَب،وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا"أي:لا يثقله ،ولا يعجزه حفظهما ولا يتعبه أمرهما..
"
إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا"فاطر:41.
يخبر تعالى عن كمال قدرته، وتمام رحمته، وسعة حلمه ومغفرته، وأنه تعالى يمسك السماوات والأرض عن الزوال، فإنهما لو زالتا ما أمسكهما أحد من الخلق، ولعجزت قُدَرُهم وقواهُم عنهما.
ولكنه تعالى، قضى أن يكونا كما وُجِدَا، ليحصل للخلق القرار، والنفع، والاعتبار، وليعلموا من عظيم سلطانه وقوة قدرته، ما به تمتلئ قلوبُهم له إجلالًا وتعظيمًا، ومحبةً وتكريمًا، وليعلموا كمالَ حلمِهِ ومغفرتِهِ، بإمهالِ المُذْنِبِينَ، وعدم معالجتِهِ للعاصين، مع أنه لو أمر السماء لحصبتهم، ولو أذن للأرض لابتلعتهم، ولكن وسعتهم مغفرتُه، وحلمُهُ. تفسير السعدي .

الحَصَبُ : صَغار الحجارة. المعجم.
الكرسي :هو موضع قدمي الرحمن عز وجل على أصح الأقوال فيه ، والعرش: أكبر من الكرسي .
والعرش هو أعظم المخلوقات ، وعليه استوى ربنا استواءً يليق بجلاله ، ويحمله حملة من الملائكة عظام الخَلْق .

"الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى "طه:5.

أي : الرحمن على عرشه ارتفع وعلًا بكيفية يعلمها الله وتليق بجلاله .

قال تعالى " الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ"غافر:7.
والعرش لا يُقَدِّر قدرَهُ إلا الله تعالى.وعرش الرحمن هو أعظم المخلوقات ، وأوسعها .ووصف سبحانه العرش بالعِظَيمِ ،المجيد.
"وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ"التوبة / 129.
الذي هو أعظم المخلوقات‏.‏ وإذا كان رب العرش العظيم، الذي وسع المخلوقات، كان ربا لما دونه من باب أولى وأحرى‏.‏تفسير السعدي.
أي : هو مالك كل شيء وخالقه ؛ لأنه رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات ، وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما تحت العرش مقهورين بقدرة الله تعالى ، وعلمه محيط بكل شيء ، وقدره نافذ في كل شيء ، وهو على كل شيء وكيل" .
" تفسير ابن كثير " 2 / 405 .
"ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ" البروج / 15.
والمجد سعة الأوصاف وعظمتها.تفسير السعدي.
الإسلام سؤال وجواب .ومصادر أخرى.
....أُذِنَ لي أن أُحدِّث عن مَلَكٍ من ملائكةِ اللهِ، من حملةِ العرشِ : إنَّ ما بينَ شحمةِ أُذنهِ إلى عاتقِه، مسيرةُ سبعمائةِ عامٍ"الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود.
"ما الكرسيُّ في العرشِ إلَّا كَحلقةٍ من حديدٍ أُلْقيَت بينَ ظَهْري فلاةٍ منَ الأرضِ"الراوي : أبو ذر الغفاري - المحدث : الألباني - المصدر : شرح الطحاوية-الصفحة أو الرقم: 279- خلاصة حكم المحدث : صحيح.
ومما جاء في أخبار العرش، هذا المخلوق العظيم الذي فاق خلقُه خلق السموات والأرض: أنه قد اهتز احتفاء بأحد أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين عرجت روحه إلى السماء، ألا وهو الصحابي الجليل سعد بن معاذ -رضي الله عنه وأرضاه.
قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَجَنَازَةُ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ بيْنَ أَيْدِيهِمُ
" اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ."
صحيح مسلم.

أي: استِبْشارًا وفَرَحًا بقُدومِ رُوح سَعْدٍ، وإشعارًا بِفضلِه.

وقفة عقدية:يجب إمرار أحاديث الصفات كما جاءت ، وكذا ما يتعلق بها من أمور الغيب ؛ فروى الآجري في "الشريعة" 3/ 1146: عن " الْوَلِيد بْن مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ , وَالثَّوْرِيَّ , وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ , وَاللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ: عَنِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي فِيهَا الصِّفَاتُ؟ فَكُلُّهُمْ قَالَ" أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا تَفْسِيرٍ " وفي رواية : " أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا كَيْفِيَّةٍ " . رواه البيهقي في "الاعتقاد" ص/ 118 .

فنؤمن بأن الرحمن على العرش استوى ، ونؤمن بأن العرش اهتز حقيقة لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه ، وقد ورد في بعض الأثر : أن ذلك من فرح الرب تعالى ، على ما سبق ، ولا يقال : كيف استوى الرحمن على العرش ؟ كما لا يقال : كيف اهتز العرش لموت سعد ؟ وإنما نُمرّ ذلك ونؤمن به بلا كيف ، ولا تأويل ، ولا تشبيه ولا تمثيل.
واهتزاز العرش ، وأطيط السماء ، ونحو ذلك : ليس من صفة الرحمن جل جلاله ، كما نبهنا ، وإنما هو من صفة العرش المخلوق .
قال الذهبي رحمه الله :
" وَلَيْسَ لِلأَطِيطِ مَدْخَلٌ فِي الصِّفَاتِ أَبَدًا ؛ بَلْ هُوَ كَاهْتِزَازِ الْعَرْشِ لِمَوْتِ سَعْدٍ ، وَكَتَفَطُّرِ السَّمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَنَحْو ذَلِك " انتهى من "العلو" 107. .الإسلام سؤال وجواب .
كان حبان بن العرقة لعنه الله، رمى سعدًا بسهم فأصاب أكحله فحسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم كيًّا بالنار فاستمسك الجرح، وكان سعد قد دعا الله أن لا يميته حتى يقر عينه من بني قريظة، وذلك حين نقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من العهود، والمواثيق، والذمام، ومالوا عليه مع الأحزاب‏.‏
فلما ذهب الأحزاب وانقشعوا عن المدينة، وباءت بنو قريظة بسواد الوجه، والصفقة الخاسرة في الدنيا والآخرة، وسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحاصرهم كما تقدم، فلما ضيق عليهم وأخذهم من كل جانب، أنابوا أن ينزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحكم فيهم بما أراد الله، فرد الحكم فيهم إلى رئيس الأوس‏.‏
وكانوا حلفاءهم في الجاهلية وهو‏:‏ سعد بن معاذ، فَرَضُوا بذلك، ويقال‏:‏ بل نزلوا ابتداءً على حكم سعد، لِمَا يرجون من حنوه عليهم، وإحسانه وميله إليهم، ولم يعلموا بأنهم أبغض إليه من أعدادهم من القردة والخنازير، لشدة إيمانه وصديقيته رضي الله عنه وأرضاه‏.‏
فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان في خيمة في المسجد النبوي، فجيء به على حمار تحته إكاف قد وطئ تحته لمرضه، ولما قارب خيمة الرسول صلى الله عليه وسلم أمر عليه السلام من هناك بالقيام له‏.‏
قيل‏:‏ لينزل من شدة مرضه، وقيل‏:‏ توقيرًا له بحضرة المحكوم عليهم، ليكون أبلغ في نفوذ حكمه، والله أعلم‏.‏
فلما حكم فيهم بالقتل، والسبي، وأقر الله عينه، وشفى صدره منهم، وعاد إلى خيمته من المسجد النبوي صحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، دعا الله عز وجل أن تكون له شهادة، واختار الله له ما عنده، فانفجر جُرحه من الليل، فلم يزل يخرج منه الدم حتى مات رضي الله عنه‏.‏
قال ابن إسحاق‏:‏ فلما انقضى شأن بني قريظة انفجر بسعد بن معاذ جرحه، فمات منه شهيدًا‏.‏ ‏ج/ص‏:‏ 4/ 146‏.

°وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا : أَيْ: لَا يُثْقِلُهُ وَلَا يَشُقُّ عَلَيْهِ، يُقَالُ: آدَنِي الشَّيْءُ أَيْ أثقلني، حِفْظُهُما، أي: حفظ السموات وَالْأَرْضِ، وَهُوَ الْعَلِيُّ: الرَّفِيعُ فَوْقَ خَلْقِهِ، وَالْمُتَعَالِي عَنِ الْأَشْيَاءِ وَالْأَنْدَادِ، وَقِيلَ: الْعَلِيُّ بِالْمُلْكِ وَالسَّلْطَنَةِ، الْعَظِيمُ: الْكَبِيرُ الَّذِي لَا شَيْءَ أَعْظَمُ منه.

° " وَهُوَ الْعَلِيُّ "والعلي من أسماء الله الحسنى ، كما قال تعالى " وَهُوَ الْعَليُّ الْعَظِيمُ"سورة البقرة / آية : 255 .
الذي له العلوّ التام المطلق من جميع الوجوه ، فيشمل علوّ الذات : بمعنى أنه مستوٍ على عرشه عالٍ على خلقه ، ويشمل علوّ القهر: بمعنى أن كل شيء تحت سلطانه وقدرته ، فهو الذي قهر الأشياء بجلاله وعظمته .

وقد جمع بينهما-أي بين العلو والقهر- في قوله تعالى " وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ" سورة الأنعام / آية : 18 .
ويشمل : علو القدر والمكانة والشأن
لكمال صفاته. : قال تعالى " وَمَا قَدَرُواْ اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ"سورة الأنعام / آية : 91 .

°" الْعَظِيمُ" من أسماء الله الحسنى .
الذي تتضائل عند عظمته جبروت الجبابرة، وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة، فسبحان من له العظمة العظيمة والكبرياء الجسيمة والقهر والغلبة لكل شيء.

معنى الاسم في حق الله تعالى: العظيم هو الذي يعظمه خلقه ويهابونه ويتقونه، فله سبحانه وتعالى صفة العظمة في كل شيء، فهو عظيم في ذاته، عظيم في أفعاله، عظيم في صفاته، وكل ما كان من دونه سبحانه وتعالى فصغير"، لو مُلِأَ قلبُكَ بهذه المعاني - فإنها تحفظك أن تخاف ما سواه سبحانه، ولم تخاف وليس في الكون عظيم غيره؟ فلا يُعَظَّمُ أحدٌ مثله فهو وحده ذو العظمة والجلال في ملكه وسلطانه. - قال الأصفهاني "العظمة صفة من صفات الله لا يقوم لها خلق، والله تعالى خلق بين الخلق عظمة يعظم بها بعضهم بعضًا، فمن الناس من يُعَظَّمُ لمالٍ، ومنهم مَنْ يُعَظَّمُ لفضلٍ، ومنهم مَنْ يُعَظَّمُ لعلمٍ،ومنهم مَنْ يُعَظَّمُ لسلطانٍ، ومنهم مَنْ يُعَظَّمُ لجاهٍ، وكلُّ واحدٍ مِنَ الخلقِ إنما يُعَظَّمُ بمعنى دون معنى؛ أما الله عز وجل فيعظم في الأحوال كلها".هنا-
فهذه الآية العظيمة فيها هذه الصفات العظيمة، ولهذا صارت أفضل آية في كتاب الله، وأعظم آية في كتاب الله؛ لكونها اشتملت على هذه المعاني العظيمة والأوصاف العظيمة للرب ، وأنه الحي القيوم، وأنه لا معبود بحق سواه، وأنه كامل الحياة لا تعتريه سنة ولا نوم، وأنه المالك لكل شيء، وأنه العالم بكل شيء، وأنه لَا يَئُودُهُ حِفْظُ مخلوقاتِه ولا يَشُقُّ عليه ذلك، بل هو القادر على كل شيء ، وأن كرسيه قد وسع السماوات والأرض ، وأنه لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه لكمال قدرته وكمال عظمته، وأنه العلي العلو المطلق،وهو العظيم الذي لا أعظم منه.
.الشيخ :ابن باز.ومصادر أخرى.
رد مع اقتباس