عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-19-2017, 03:20 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
تعريف التفسير
أولاً : التفسير في اللغة:
قيل هي من " الفَسْرُ " بمعنى البيان والكشف ، وفسر الشيء يفسِره بالكسر و يفسره بالضم فسرا و فسره وفسَّرَه أبانه ووضحه ، وفسر القول إذا كشف المراد عن اللفظ المشكل
لسان العرب لابن منظور مادة " فسر " ، ج5/555 ، مختار الصحاح ج 1/ 211، وتهذيب اللغة للأزهري ج 12/407 .

وقد اشتهرت لفظة التفسير مقرونة بالقرآن الكريم ، حتى أصبحت هذه اللفظة إذا أطلقت فقيل التفسير أريد به العلم الموضح لمعاني القرآن الكريم ،..
المفردات للراغب ص 382
في الاصطلاح : تعددت أقوال العلماء في تعريف التفسير اصطلاحاً بين مختصر في تعريفه على توضيح المعاني ، ومعرفة مراد الله تعالى من خلال كلامه ، وبين متوسع في التعريف حتى أدخل ضوابطه ، ومهمة المفسر كذلك ،
وعرفه ابن عاشور بقوله : التفسير في الاصطلاح :
" هو اسم للعلم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن
وما يستفاد منها باختصار أو توسع "التحرير والتنوير ج 1 / 3 .

- أنواع التفسير :
التفسير له نوعان: التفسير بالمأثور و التفسير بالرأي :
أ- التفسير بالمأثور(الرواية): و هو التفسير بالأثر أي الذي يعتمد فيه المفسر على ما صح من الآثار الواردة في الآية فيذكرها، ولا يجتهد في بيان معنى من غير دليل. و هو الذي يعتمد التالي:
1- تفسير القرآن بالقرآن.
2- تفسير القرآن بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3- تفسير القرآن بما نقل عن الصحابة و التابعين.
وهو الأصل في التفسير ، ومراعاته علامة الصواب، وقاعدة لضبط التجديد في فهم القرآن.و يجب الأخذ به، ولا يجوز العدول عنه إذا صح.
مع ملاحظة أن تفسير الصحابة و التابعين إذا لم يكن من باب الرواية عن النبي صلى الله عليه و سلم أي مما مجاله الرأي و الاجتهاد ولم يكن فيه إجماع منهم فهو غير ملزم ,و قد يكون اختلافهم اختلاف تنوع كما ورد في تفسير "الصراط المستقيم" بـ: الإسلام و القرآن و السنة و سنة الراشدين, وقد يكون اختلاف تضاد مثل تفسير" الهمزة و اللمزة" فقد بحثت في أكثر من ثلاثين تفسيراً فلم أخرج بطائل إذ الآراء الواردة عن السلف كثيرة و متضاربة و أخيراً ترجح لدي رأي المفسر النسفي و هو مروي عن مقاتل- بعد الرجوع إلى نفس لفظة "اللمز" في مواطن أخرى من القرآن: في سورة التوبة(و منهم من يلمزك في الصدقات)و "الذين يلمزون المطوعين .." و في سورة الحجرات"و لا تلمزوا أنفسكم" و ما ورد في أسباب نزولها في الصحيح- أن الهُمزة: المغتاب, و اللُمزة: الذي يعيب الناس في وجوههم أو حضورهم.
و من أمثلته: 1- تفسير ابن أبي حاتم ت:287 هـ, 2- الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي"ت: 911 هـ ".
ب- التفسير بالرأي-الدراية- و هو على التحقيق قسمان: محمود و مذموم
1 -المذموم: أن يفسِّر المفسِّرُ بمجرد الرأي من غير أهلية و لا يرجع إلى التفسير بالمأثور و لذا فهو درجات أقلها جرماً أن يكون متمكناً من اللغة العربية و علومها (أي عنده بعض الأهلية) فيتجرأ على التفسير دون الرجوع إلى المأثور و شر منه من يقتحم حمى التفسير و ليس لديه أدنى مؤهل و شر منه من يفعل ذلك اتباعاً أو نصرة لباطل كما تفعل بعض الفرق الضالة... و هذا القسم هو المقصود بالآثار الواردة في ذم التفسير بالرأي و منها: عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار " أخرجه الترمذي و قال:حديث حسن و صححه الشيخ أحمد شاكر... و ما ورد عن السلف في التهيب من التفسير القصد منه الخوف من القول على الله بغير علم أو خشية الخطأ مثل قول الصديق رضي الله عنه:" أي أرض تقلني و أي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم!!!" و قال مسروق: "اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله" مثل :*تفسير الكشاف فيما يتعلق منه بآراء الزمخشري الإعتزالية و* مثل تفاسير بعض الشيعة كتفسير الطبرسي(مجمع البيان) فقد ورد فيه في تفسير قوله تعالى:"إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة"(البقرة/67) (أن البقرة :هي عائشة).قاتلهم الله..

2 -المحمود: أن يكون المفسِّرُ مؤهلا و يكون التفسير بالمأثور بين يديه ثم يعمل رأيه و يجتهد في الترجيح و الاستنباط و هذا هو التفسير الذي يجب اعتماده فهو يجمع بين اعتماد الأصل(المأثور) العاصم من الزلل وإعمال (الرأي) بالانفتاح على العصر و علومه ... الأمر الذي يضمن استمرار تفاعل القرآن مع الواقع و مواكبته للعصر كما قال تعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" (فصلت 53) و في رأيي أن هذا القسم هو الغالب على كتب التفسير مثل: *"تفسير القرآن العظيم "لابن كثير , و*تفسير الطبري *و تفسير القرطبي ,و* تفسير فتح القدير للشوكاني, و*تفسير روح المعاني للألوسي.
رد مع اقتباس