عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 06-07-2017, 01:57 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
افتراضي

مجلس 62

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
قال تعالى : "وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا *"
الكهف: 83.
قوله تعالى: "وَيَسْأَلُونَكَ" سواء من يهود أو من قريش أو من غيرهم.
"عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ" أي: صاحب القرنين، وكان له ذكر في التاريخ، وقد قال اليهود لقريش: اسألوا محمداً عن هذا الرجل؛ فإن أخبركم عنه فهو نبي، ولماذا سمي بذي القرنين؟ قيل: معناه ذي الملك الواسع من المشرق والمغرب، فإن المشرق قرن والمغرب قرن، كما قال النبي صلّى الله عليه وسلّم عن المشرق: «حيث يطلع قرن الشيطان» 1، فيكون هذا كناية عن سعة ملكه، وقيل: ذي القرنين لقوته، ولذلك يعرف أن الفحل من الضأن الذي له قرون يكون أشد وأقوى، وقيل: لأنه كان على رأسه قرنان كتاج الملوك، والحقيقة أن القرآن العظيم لم يبين سبب تسميته بذي القرنين، لكن أقرب ما يكون للقرآن العظيم «المالك للمشرق والمغرب»، وهو مناسب تماماً؛ حيث قال النبي صلّى الله عليه وسلّم عن الشمس إنها: «تطلع بين قرني شيطان» .
{ {قُلْ} } لمن سألك: { {سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا} } وليس كل ذكره بل ذكراً منه، ثم قصَّ الله القصة:
تفسير العثيمين
1 إذا طلَع حاجبُ الشمسِ فدَعوا الصلاةَ حتى تَبرُزَ ، وإذا غاب حاجبُ الشمسِ فدَعوا الصلاةَ حتى تَغيبَ ، ولا تَحَيَّنوا بصلاتِكم طُلوعَ الشمسِ ولا غُروبَها ، فإنها تَطلُعُ بينَ قرني شيطانٍ ، أوِ الشيطانِ . لا أدري أيَّ ذلك قال هشامٌ .
الراوي: عبدالله بن عمر- المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3272 - خلاصة حكم المحدث:صحيح
الدرر السنية
-

ذكَر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : " اللهمَّ بارِكْ لنا في شامِنا ، اللهمَّ بارِكْ لنا في يَمَنِنا " . قالوا : يا رسولَ اللهِ ، وفي نَجدِنا ؟ قال : " اللهمَّ بارِكْ لنا في شامِنا ، اللهمَّ بارِكْ لنا في يَمَنِنا " . قالوا : يا رسولَ اللهِ ، وفي نَجدِنا ؟ فأظنُّه قال في الثالثةِ : " هناك الزلازِلُ والفِتَنُ ، وبها يَطلُعُ قرنُ الشيطانِ " .
الراوي: عبدالله بن عمر- المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7094- خلاصة حكم المحدث:
صحيح
الدرر السنية

قال الإمام الخطابي (ت : 388) كما حكى عنه الحافظ ابن حجر (13/47) : نجد من جهة المشرق ، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها ، وهي مشرق أهل المدينة .ا.هـ.هنا

وقال القرطبي في شرح مسلم في تعليقه على الحديث
وقيل : المرادُ بهذا الحديث : ما ظهَرَ بالعراق من الفتنِ العظيمة ، والحروبِ الهائلة ؛ كوقعةِ الجَمَل ، وحروبِ صِفِّين ، وحَرُورَاء ، وفِتَنِ بني أميَّة ، وخُرُوجِ الخوارج ؛ فإنَّ ذلك كان أصلُهُ ، ومنبعُهُ العراقَ ومَشْرِقَ نَجْد ، وتلك مساكنُ ربيعةَ ومُضَرَ إذْ ذاك ، والله أعلم.هنا


وقال الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله - في تخريجه لكتاب فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن الربعي (ص26) : فيستفاد من مجموع طرق الحديث أن المراد من نجد في رواية البخاري ليس هو الإقليم المعروف اليوم بهذا الاسم ، وإنما هو العراق ، وبذلك فسره الخطابي والحافظ ابن حجر العسقلاني ... وقد تحقق ما أنبأ به عليه السلام ، فإن كثيرا من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق ... فالحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم وأعلام نبوته .ا.هـ.هنا
-فالمراد بنجد: هو جهة العراق، وهذا لا يعني ذماً لتلك الجهة مطلقاً، ولا ذما لكل من سكنها، بل إن من كان من أهلها وصبر على ما يحصل فيها من ابتلاء، ونجاه الله تعالى من الفتن التي تحصل فيها، فهو من خير الناس، إن شاء الله تعالى.
وإن أعلام الأمة من مقرئين ومحدثين وفقهاء وزهاد وأئمة في كل فن وكل باب من البر من تلك البلاد لا يحصون كثرة، ولله الحمد.


هنا
"إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا "

قوله تعالى: { {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ} } وذلك بثبوت ملكه وسهولة سيره وقوته.
{ {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} } أي شيئاً يتوصل به إلى مقصوده، وقوله: { {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} } لا يعم كل شيء؛ لكن المراد من كل شيء يحتاج إليه في قوة السلطان، والتمكين في الأرض، والدليل على هذا أن «كل شيء» بحسب ما تضاف إليه، فإن الهدهد قال لسليمان عليه السلام عن ملكة اليمن سبأ: {{وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}} [النمل: 23] ، ومعلوم أنها لم تؤت ملك السموات والأرض، لكن من كل شيء يكون به تمام الملك، كذلك قال الله تعالى عن ريح عاد: {{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ}} [الأحقاف: 25] ، ومعلوم أنها ما دَمَّرت كل شيء، فالمساكن ما دُمِّرت كما قال تعالى: {{فَأَصْبَحُوا لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ}} [الأحقاف: 25] .
* * *
{{فَأَتْبَعَ سَبَبًا *}}.
قوله تعالى: { {فَأَتْبَعَ سَبَبًا *} } أي: تبع السبب الموصل لمقصوده فإنه كان حازماً، انتفع بما أعطاه الله تعالى من الأسباب؛ لأن من الناس من ينتفع، ومن الناس من لا ينتفع، ولكن هذا الملك انتفع { {فَأَتْبَعَ سَبَبًا *} } وجال في الأرض.
* * *
رد مع اقتباس