عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-10-2018, 01:31 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,225
Arrow

الشيخ الألباني: أن هناك طائفة من المسلمين اليوم منتشرون في كثير من البلاد الإسلام , وهم الذين يسمون بالقرآنيين , بالقرآنيين , وآنفا قبل أن آتيكم كان عندي أخ من إخواننا إبراهيم هذا أبو عمر , قال لي بأنه لقي شابًا جاء من أمريكا , فقال في أثناء الحديث أنه لا يؤمن إلا بالقرآن , وهذا نعرفه وأنا في دمشق قبل نحو عشرين سنة التقيت مع فرد شاب في حلب يدعي هذه الدعوة , قلت له هل تصلي ؟ قال نعم أصلي , قوم لشوف صلي , صلى افتتح الصلاة بدعاء من عنده , قلت له من أين جئت بهذا الدعاء ؟ ثم هذه الكيفية في الجملة لا هي في القرآن ولا هي في السنة التي أنت كفرت بها , وحقيقة الأمر أن ادعاء أن القرآن هو فقط المرجع الوحيد وليس للسنة دخل في بيان القرآن فهو كفر في القرآن , الذي يقول بأني لا أؤمن إلا بالقرآن هو يكفر بالقرآن ,ذلك أن القرآن مما قال فيه رب الأنام " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"النحل 44, وأنزلنا إليك الذكر لتبين , ها نحن ذكرنا آنفا الصلوات الخمس وكيف أنها تنقسم إلى أقسام , من أين أخذت هذه الأقسام , لا شيء منها بهذا التوضيح في القرآن الكريم , لكن هو بيان الرسول عليه الصلاة والسلام , الذي أشار الله إليه في الآية السابقة " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ " أي أن هذه الآية تعني أن بيان الرسول عليه السلام ينقسم إلى قسين بين لفظي وهو تبليغ القرآن للأمة , تبليغ القرآن للأمة والبيان الآخر هو بيان بمعنى التفصيل , بمعنى التفصيل ولذلك جاء حديث الرسول عليه السلام الصحيح وأنا بهذه المناسبة أقول ينبغي انتقاء هذه الأحاديث وتقديمها لطلابكم هناك حتى تستقيم العقيدة الصحيحة ويعرفون قدر السنة وأهمية الرجوع إليها مع القرآن الكريم , ذكرت حديثا وهو قوله عليه الصلاة والسلام " لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ أَمْرٌ مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ لا أَدْرِي مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ "
"
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ، لَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَان عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ ،...".صحيح سنن أبي داود
, ذلك لأن الله يقول في القرآن الكريم "
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4" النجم .إذا السنة علم من العلوم يجب أن يؤخذ من أهل الإختصاص فيه , وكل من قال هذا صحيح وهذا ضعيف نقول له هل أنت عالم بعلم الحديث ؟ إن إدعى ذلك نقول هات نشوف أثبت صحة هذا الحديث بطريقة علماء الحديث الأصل هو السند كما تعلمون الأصل في معرفة الأحاديث الصحيحة من الضعيفة إنما هو السند , المنزلة الثانية أو المرتبة الثانية في النقد هو نقد المتن الذي يسمى في الإصطلاح العصري اليوم بالنقد الداخلي , يسمون نقد الأسانيد بالنقد الخارجي ونقد المتون في الإصطلاح الحديثي بالنقد ايش؟ الداخلي , هذا النقد الداخلي إذا ما سلط عليه عقول البشر أصبح القرآن الكريم محل إنتقاد , لأن القرآن الكريم لا يؤمن به الكفار مثلا , فلو قيل للكافر قصة ضرب موسى للحجر وإنبثق منه اثنا عشر عينا وضربه للبحر فكان كل فرق كالطود العظيم , هذه الأشياء لا يؤمن بها الكفار وسيقولون هذا غير صحيح مع أنه ثابت بالقران الكريم وبطريق التواتر , القرآن الكريم لا يخضع لنقد مطلقا وإنما ينبغي على المسلمين أن يفهموه وهذه المناسبة نتعرض لذكرها أيضا بطريقتين اثنتين سبقت الإشارة آنفا إليها وهي الرجوع إلى بيان الرسول عليه الصلاة والسلام , " " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ" , أنتم تعلمون مثلا مسطرا في كتب الفقه بعض الأحكام لا نجدها في القرآن الكريم مثلا تحريم البنت من الرضاعة , هذا ليس مذكورا في القرآن الكريم لكنه مذكور في الحديث , بل الأحاديث الصحيحة , ومن أصحها قوله عليه السلام : ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) , هذا الحديث هو من بيان الرسول عليه السلام الذي ذكر في القرآن "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ " , ثم ضم الرسول الكريم هذا التحريم المذكور في حديثه ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) , هنا يظهر أهمية إنما حرم رسول الله مثل ما حرم الله , إذا رجعنا الآن وفهمنا أن الذين يدعون بأنهم لا يؤمنون بشيء من السنة إنما القرآن , فهم كفروا بالقرآن , لأن القرآن يأمرنا بالرجوع إلى الرسول عليه السلام في عديد من الآيات الكريمة التي ذكرنا بعضها آنفا ومن ذلك : " فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) " بدكم تصلوا في المسجد ؟
السائل : إن شاء الله
الشيخ : إذا كل من يزعم بأنه مسلم ولكنه لا يؤمن إلا بالقرآن فليس مسلما , لأنه كفر بكثير من نصوص القرآن وعلماء المسلمين كما تعلمون جميعا يقولون " من أنكر حرفًا من القرآن فليس بمسلم " فكيف إذا أنكر كثيرا من الآيات التي تتضمن الرجوع إلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
مقطع من ملف صوتي للشيخ محمد ناصر الدين الألباني هنا-
رد مع اقتباس