عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 06-13-2017, 06:27 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,233
Arrow

المتن
القسم الثالث: من جعلوا المعنى المتبادر من نصوص الصفات معنى باطلاً، لا يليق بالله وهو التشبيه،
الشرح
أنا قلتُ لكم فيما سبق أنه ينبغي أن نُبدل بالتشبيه التمثيل لكن نحنُ كتبنا هذا قبل أن يتبين لنا الأولوية.فالأولى كل ما جاءكم التشبيه أن تجعلوا بدلاً منه التمثيل لأن هذا هو الموجود في القرآن"ليس كمثله شيء" ولأن التشبيه معنىً يحتمل حقًا وباطلاً فنفيهُ بدون تفصيل فيه نظر؛ لأنه مامن شيئين موجودين إلا وقد اشتبها في بعض الوجوه.على كل حال خذوا هذه قاعدة لكم سواء في الفهم أو في الكتاب أو في أي شيءٍ؛ أن تجعلوا بدل التشبيه التمثيل.
المتن
ثم إنهم من أجل ذلك أنكروا ما دلت عليه من المعنى اللائق بالله، وهم أهل التعطيل سواء كان تعطيلهم عامًا في الأسماء والصفات، أم خاصًا فيهما، أو في أحدهما، فهؤلاء صرفوا النصوص عن ظاهرها إلى معاني عينوها بعقولهم، واضطربوا في تعيينها اضطرابًا كثيرًا، وسموَا ذلك تأويلاً، وهو في الحقيقة تحريف.
الشرح
هؤلاء هم الشر وهو الذي ألف علماء السُنة- رحمهم الله-الكتب الكثيرة في الرد عليهم. لماذا؟ لأن نفورالناس عن الطائفة الثانية وهم أهل التمثيل؛ نفورهم أمرٌمعلومٌ بالفطرة. يعني حتى العامي لوتقول له أنتَ مِثلُ الله واللهُ مِثلك فما يقبل. فلهذا تجد كلام السلف في الرد على المُمثِلة قليلاً ؛لكن المحنة والبلاء في أهل التأويل أو بالأصح في أهل التحريف الذين يُسمّون أنفسهم أهل التأويل هؤلاء هم البلاء؛ وهم الذين أتعبواالعلماء في الرد.يقول شيخُ الإسلام: إنَّ هؤلاء أشدُ ضررًا من الفلاسفة وأحق بالرد ؛لأن الفلاسفة أيضًا بُطلانُ قولِهم معلومٌ بالفطرة فنفورالناس منهم أعظمُ. لكن هؤلاءِ يأتون بزخارف من القول يُموهون بها على العامة فيَقبلُ الناسُ قولهَم. وهؤلاءِ أشدُ ؛ولكنهم كما قال-رحمه الله-:هؤلاء لاللإسلام نصروا ولا للفلاسفةِ كسروا ؛فهم ما نفعوا الناس بل ضروهم أكثر. لهذا ينبغي أننا نضع البال في البحث عن هؤلاء لا من حيث استدلالهم ولا من حيث الرد عليهم. هؤلاء يقولون:إن الظاهر المتبادر من نصوص الصفات معنى لايليقُ بالله وهو التشبيه ؛ثم لما جعلوا هذا هو الظاهر ذهبوا يُحرفون النصوص من أجله. قالوا مثلاً"لِمَا خلقتُ بيدي"كلمة بيدي ظاهرها إثباتُ اليد والتشبيه ظاهرها التشبيه لأنهم يوافقون المُشَبِّه في أنه لايُعقل من هذه الأشياء إلاماكان مُشابهًا للمشاهَدِ.لمَّا اعتقدوا هذه العقيدة الفاسدة قالوا إذًا ماذا نصنع؟ هل نؤمن بها على هذا الظاهر؟ إذا آمنا بها على هذا الظاهر وافقنا المُشبهة ؛إذًا يجب أن نُأولها إلى معنىً يتناسب مع عقولنا ؛فنقول:المُرادُ باليد النعمة أو القوة ؛والمراد من الاستواء الاستيلاء ؛والمراد بالنزول إلى السماء الدنيا نزول الأمر أو الرحمة أو ماأشبه ذلك ؛ليش؟ قالوا:لأننا لايُمكن أن نقرها على ظاهرها وهوالتشبيه فيجب أن نُأوِّلها؛وكلُ نَصٍ أوهم التشبيه؛أوِّله أو فوِّضه ورُم تنزيهًا.هذه قاعدة عندهم قالوا: إما أن نُأوِّل أونفوض ونقول – إذا سُئلنا عن آيات الصفات- واللهِ مانعلمُ عنها شيئًا أبدًا.
ومعلومٌ أن التأويل أفضل من التفويض لأن المُأوِّل يقول:أنا أثبتُ للنصوص معنىً ما أقول إنها كلماتٌ كالحروفِ الهجائيةِ بل أثبت لها معنى فأنا خيرٌ منك أيها الأمي.أنت أمِّيٌ.-يا من قال الله فيكم- "ومنهم أميون لايعلمون الكتابَ إلاأمانِيَّ"ولهذا سمى أهل التأويل أنفسهم أهل العقل ؛والثانية –أهل التفويض- على رأيهم؛ دجاج مايفهموا شيئًا؛ تسألهم عن أي شيء؛يقولون: واللهِ ماندري "
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ" إيش معناه؟قال:والله ما أعرف معناه.استوى على العرش قال: ماشي؛ استولى على العرش قال: ماشي.إيش معناها؟ قال:أنا أفوض الأمر إلى الله ولهذا لجأوا إلى القول الباطل"طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم"وهذا من جهلهم.هل في الجهل سلامة؟ مافيه سلامة .نقول ماتدري؟ إن كنت ما تدري تعلَّم، أما أن تسكت في أعظم الأمور أمورالعقيدة وتقول ماتدري ؛مافيه سلامة تعلَّم إن كنتَ ماتدري,هم يقولون نعم نتعلم ولكن على طريقة الخلف ؛وهي التأويل؛ولهذا قالوا طريقة الخلف أعلم وأحكم.ونحنُ نشهدُ باللهِ أنهم إذا كانوا يعتقدون أن طريقة السلف هي التفويض ؛ أن طريقة الخلف أعلم وأحكم ؛مافى شك,اللي يثبت للنصوص معنى ولو كان تأويلاً يُمكن أن يحتمله اللفظ في بعض السياق نقول هو أعلم وأحكم من رجل أمي مايدري إيش يقول..طيب المهم ياجماعة هؤلاء هم الخطر وهم الذين يقولون:ظاهر النصوص التشبيه فيجب أن نُأوِّلها إلى معنىً لايستلزم التشبيه على زعمهم مع أنه والحمدُ لله ؛كل آية يُأوِّلونها إلى معنىً فِرارًا من التشبيه فإنه يلحقهم التشبيه فيكونون قد وقعوا فيما فروا منه وزادوا على ذلك التحريف تحريف الكلم عن مواضعه وتعطيل الله عما يجب له.مثلاً إذا قالوا المراد باليد القوة قلنا:هل للإنسان قوة؟ سيقولون:لأ ماله قوة إذا قالوا لأ قلنا:اسمع"اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةًً" الروم 54.وأنت الآن مالك قوة؟ لك قوة إذا كان لك قوة فعلى قاعدتِك إثباتُكَ القوة َللهِ تشبيهٌ صح ولا لأ؟ إذا قال استوى على العرش يعني استولى عليه نقول:هل الإنسان يستولي ولاما يستولي؟ يستولي وليُّ الأمرفيستولي على الأمر.إذا كان يستولي وأنت قُلتَ: استوى معناها استولى فقد أثبتَ للهِ صفةً للمخلوق مثلها وحينئذٍ تكون مُشَبِهًا.فكلُ شيءٍ يلجأ إليه هؤلاء من تحريفِ النصوص عن ظاهرها فإنهم يقعون في مثل ما فروا منه بالإضافة إلى تعطيلِ الله ممايجبُ له وتحريفِ كلامِهِ وكلام الرسول- صلى الله عليه وسلم-عن ظاهره والحمدُ لله.
رد مع اقتباس