عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 07-12-2017, 12:21 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,225
Lightbulb

التوكل على الله والاستعانة به


خلق جليل يضطر إليه العبد في أموره كلِّها دينيِّها ودنيويها، لأنَّه وإن كان الله تعالى قد أعطى العبد قدرة وإرادة تقع بها أفعاله الاختيارية، ولم يجبره على شيء منها، فإنَّه لا حول له ولا قوة إلا بالله، فإذا اعتمد بقلبه اعتماداً كلياً قوياً على ربه في تحصيل وتكميل ما يريد فعله من أمور دينه ودنياه، ووثق به أعانه وقوّى إرادته وقدرته، ويسّر له الأمر الذي قصده، وصرف عنه الموانع أو خففها، وتضاعفت قوة العبد وازدادت قدرته، لأنَّه استمد واستماح - في القاموس المحيط (310): «استمحته: سألته العطاء».- من قوة الله التي لا تنفد ولا تبيد.

والتوكل الحقيقي يطرد عن العبد الكسل، ويوجب له النشاط التام على الأمر الذي توكل على الله به، ولا يتصاعب شاقاً، ولا يستثقل أي عمل، ولا ييأس من النجاح وحصول مطلوبه، عكس ما يظنه بعض المنحرفين الذين لم يفهموا معنى التوكل، أو فهموه لكن إنكار القدر والقضاء صرفهم عن الحق، فحسبوا أنَّ التوكل يضعف الهمة والإرادة، وأساؤوا غاية الإساءة حيث ظنوا بربهم الظن السوء، فإنَّ الله أمر بالتوكل في آيات كثيرة.

وأخبر أنَّه من لوازم الإيمان ووعد المتوكلين: الكفاية وحصول المطلوب، وأخبر أنَّه يحبهم، وأنَّه لا يتم الدين إلا به، ولا تتم الأمور إلا به، فالدين والدنيا مفتقرات إلى التوكل.

قال تعالى"وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ "المائدة: 23 ، "فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ "هود: 123 ، "فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ "التوبة: 129 ، عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا " الأعراف: 89 ، "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ " الطلاق: 3 ، "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ "5".
وللتوكل فوائد عظيمة:
منها: أنَّه لا يتم الإيمان والدين إلا به، وكذلك لا تتم الأقوال والأفعال والإرادات إلا به.
ومنها: أنَّ من توكل على الله كفاه، فإذا وعد الله عبده بالكفاية إذا توكل عليه، عُلِمَ أنَّ ما يحصل من الأمور الدينية والدنيوية، وأحوال الرزق وغيرها بالتوكل أعظم بكثير مما يحصل إن حصل إذا انقطع قلب العبد من التوكل.
ومنها: أنَّ التوكل على الله أكبر سبب لتيسير الأمر الذي تُوكِّل عليه - لعل العبارة: «الذي تُوكِّل عليه فيه».- وتكميلِه وتتميمِه، ودفع الموانع الحائلة بينه وبين تكميله.
ومنها: أنَّ المتوكل على الله قد علم أنَّه اعتمد في توكله، واستند إلى من جميعُ الأمور كلِّها في ملكه، وتحت تصريفه وتدبيره، ومن جملتها: فعل العبد، فكلما فترت همته وضعف نشاطه أَمَدَّه هذا التوكل بقوة إلى قوته، وقد وثق بكفاية ربه، والوثوق والطمع في حصول المطلوب لا شك أنَّه من أعظم الأسباب الباعثة على الأعمال المرغبة فيها، وهذا أمر مشاهد معلوم.
ومنها: أنَّ المتوكل على الله حقيقة قد أبدى الافتقار التام إلى ربه، وتبرأ من حوله وقوته، ولم يعجب بشيء من عمله، ولم يتكل على نفسه لعلمه أنَّها ضعيفة مهينة، سريعة الانحلال، بل لجأ في ذلك إلى ربه، مستعيناً به في حصول مطلوبه.

وهذا هو الغنى الحقيقي، لأنَّه استغنى بربه وكفايته، وهو مع ذلك قد أبدى غاية المجهود، فتبين أنَّ التوكل لا ينافي القيام بالأسباب الدينية والدنيوية، بل تمامه بفعلها بقوة صادقة وهمة عالية، معتمدة على قوة القوي العزيز.


النصـيحـة
أخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ الدين النصيحة، كررها ثلاثاً، وفسّرها بأنَّها النصيحة لله، ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم - [- كما في حديث تميم بن أوس الداري رضي الله عنه المخرج في صحيح مسلم (رقم: 55).-.
وأخبر تعالى أنَّ النصيحة طريقة أنبيائه وأصفيائه، وأخبر أنَّ الحرج منفي عمن نصح لله ولرسوله. فالنصيحة لله هي القيام التام بحقوقه علماً وعملاً، ودعوة وتنفيذاً، والنصيحة لكتابه: الاجتهاد في معرفة ألفاظه ومعانيه، والعمل به والدعوة لذلك.
والنصيحة لرسوله: الإيمان به، ومحبته واتباعه، ونصر سنته، وتقديم هديه على هدي كلِّ أحد، والاجتهاد في كلِّ ما يحبه.
والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم: أن يحب لهم الخير، ويكره لهم الشر، ويسعى في ذلك بحسب مقدوره، فيعلّم جاهلهم، ويرشد منحرفهم، ويذكر غافلهم، ويعظ معرضهم ومعارضهم، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ويسلك كلَّ طريق فيه صلاح لإخوانه المسلمين، ويسعى في تأليف ذات بينهم، وفي إرشادهم على اختلاف طبقاتهم لمصالح دينهم ودنياهم، كلُّ أحد على حسب حاله.
وللنصيحة فوائد عظيمة:
منها:أنَّ الدين لا يتم إلا بها، بل هي الدين كما ذكره صلى الله عليه وسلم.
ومنها: أنَّ الناصح لله ولرسوله ولكتابه وللخلق نفسُ عملِ قلـبه هـذاواستعداده وتهيئته للنصيحة من أكبر الأعمال المقربة إلى رب العالمين، فما تقرّب أحد إلى الله بمثل توطين النفس على النصيحة الشرعية المذكورة، فالناصح في عبادة مستمرة إن قام أو قعد، أو عمل، أو ترك العمل.
ومنها: أنَّ من عجز عن العمل الديني إذا كان ناصحاً لله ولرسوله، ناوياً الخير إذا تيسر له، فإنَّه لا حرج عليه، ويشارك العاملين في عملهم، فإنَّما الأعمال بالنيات.
ومنها: أنَّ الله ييسر للناصح الصادق أموراً لا تخطر له على بال، وأنَّ الساعي في نفع المسلمين إذا كان قصده النصيحة، فإنَّه يفلح وينجح، فإنْ تم ما سعى له فعلاً وهو الغالب وإلا تمَّ أجرُهُ، فمن عجز عن بعض عمل قد شرع فيه تمّم له ذلك العمل. قال تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } [النساء: 100] .
ومنها: السلامة من الغش، فإنَّ من غشّ المسلمين في دينهم ودنياهم فليس منهم، والغش من أشنع الخصال القبيحة في حق القريب والبعيد، والمخالف والموافق.
فهذا القرآن العظيم يدعو إلى هذا الخلق الذي هو أفضل الأخلاق، وهو النصيحة التي أسس عليها دين الإسلام، وقام عليها بنيانه، وبان بها فضله على كلِّ شيء، فإنَّ النصح لكلِّ أحد محمود شرعاً وعقلاً وفطرة، وضده قبيح شرعاً وعقلاً وفطرة.
الصدق في الأقوال والأفعال وجميع الأحوال


قد أمر الله بالصدق ومدح الصادقين، وأخبر أنَّ الصدق ينفع أهله في الدنيا والآخرة، وأنَّ لهم المغفرة والأجر العظيم.

قال تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ "119:التوبة ، "وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ "33:الزمر ، "فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ "محمد: 21 ، "هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ "المائدة: 119 ، والآيات في مدح الصدق كثيرة جدًا.

والصدق يهدي إلى كلِّ برّ وخير، كما أنَّ الكذب يهدي إلى كلِّ شر وفجور. والصادق حبيب إلى الله، حبيب إلى عباد الله، معتبر في شرف دينه ودنياه، بل عنوانُ الشرف والاعتبار وعلوِ المنزلة الصدقُ.

وللصدق فوائد عظيمة: منها هذه الأمور العظيمة التي أشرنا إليها من امتثال أمر الله، وحصول الأجر والثواب العظيم والمغفرة، وأنَّ الصادق ينتفع بصدقه في الدنيا والآخرة، وأنَّه يدعو إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا في أعلى الدرجات وأرفع المقامات.

ومن عُرف تحريه للصدق ارتفع مقامه عند الخلق، كما كان مرتفعًا عند الخالق واطمأن الناس لأقواله وأفعاله، وصار له مرتبة عالية في الشرف، وحسن الاعتبار والثناء الجميل، وأمن الناس من بوائقه ومكره وغدره.

ففي جميع المقامات الدينية والدنيوية لا تجد الصادق إلا في الذروة العليا، إن كان في مقام الإفتاء والتعليم والإرشاد لم يعدل الناس بقوله لقول أحد، واطمأنوا إلى إرشاداته وتعليمه وتفهيمه، لأنَّه مؤسس على الصدق، وإن شهد شهادة عامة أو شهادة خاصة ثبتت الأحكام بشهادته، وإن أخبر بخبر خاص أو عام وثق الناس لخبره وعظّموه واحترموه، حتى لو أخطأ في شيء من ذلك لوجدوا له محملاً صالحاً، وإن عامل الناس معاملة دنيوية ببيع أو شراء وإجارة أو تجارة أو حق من الحقوق الكبيرة والصغيرة، تسابق الناس إلى معاملته واطمأنوا لذلك غير مرتابين.

وحسبك بهذا الخُلُق الذي يخضع لحسنه وكماله ألبّاء الرجال، ويعترف بكماله أهل الفضل والكمال، فهو من جملة البراهين على صدق الرسول، وكمال ما جاء به من هذا الدين القيّم الذي هذا الخلق العظيم من أخلاقه، وكلُّ أخلاقه على هذا النمط، والله أعلم.

الشجـاعـة


هذا الخلق العظيم قد أمر الله به في آيات كثيرة، وهي آيات الجهاد كلِّها. وأثنى على أهله وأخبر أنَّه طريق الرسل وساداتِ الخلق، ونهى عن ضده وهو الجبن والفشل والخوف من الخلق في سبيل جهاد الدعوة، وفي سبيل جهاد السلاح.

وهذا الخلق الجليل قد يكون غريزة مع العبد، ويتقوى بموجبات الإيمان، وقد يحتاج العبد إلى التمرن عليه، وسلوك الطرق المعينة على ذلك. فالشجاعة قوة القلب وثباته، وطمأنينته في المقامات المهمة، والأحوال الحرجة وكلٌّ يحتاج إليه، وخصوصاً الرؤساء الذين تناط بهم المهمات والأمور، فحاجتهم إليه ضرورية.

وقد دعا القرآن إليه ودعا إلى كلِّ وسيلة تعين عليه، فأمر بخوفه وحده، وأن لا يخشى العبد الخلق، فمتى قصر العبد خوفه على الله وحده، وعلم أنَّ الخلق لن يقدروا على نفعه ولا ضره إلا بمشيئة الله قوي قلبه، ثم إذا توكل على الله وقوّى اعتماده عليه ازدادت قوة قلبه، كما قال تعالى عن خيار الخلق "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "173:آل عمران .

ثم إذا علم ما يترتب على القوة في الدين والشجاعة من الأجر والثواب ازدادت قوته وتضاعفت شجاعته، كما نبه الله على هذه الحالة بقوله"إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ "النساء: 104

وكلما تأمل الخلقَ وعرف أحوالهم وصفاتهم، وأنَّهم ليس عندهم شيء من النفع، ولا من النصرة والدفع، وأنَّ مَدْحَهم لا يغني عن العبد شيئاً، وذمهم لا يضره شيئًا، وأنهم مع ذلك لا يريدون لك الخير إلا لمصالحهم، عرف أنَّ تعليق القلب بهم خوفاً وهيبة، وخشية ورغبًا ورهبًا، ضائع بل ضار، وأنَّه يتعين على العبد أن يعلق خوفه ورجاءه، وطمعه وخشيته بالله وحده، الذي عنده كلُّ شيء، وهو الذي يريد لك الخير من حيث لا تريده لنفسك، ويعلم من مصالحك ما لا تعلم، ويوصل إليك منها ما لا تقدر عليه ولا تريده.

ومن دواعي الشجاعة أن يعرف العبد أنَّ الجبن مرض وضعف في القلب، يترتب عليه التقاعد عن المصالح وتفويت المنافع، ويسلط عليه الضعفاء ويتشبه صاحبه بالخَفِرات من النساء.

ومن فوائد الشجاعة: امتثال أمر الله وأمر رسوله، والاتصاف بأوصاف أهل البصائر من أولي الألباب.

ومن فوائد ذلك: أنَّه بحسب قوة القلب يُنزل الله عليه من المعونة والسكينة ما يكون أكبر وسيلة لإدراك المطالب والنجاة من المصاعب والمتاعب.

ومن فوائده: أنَّه يتمكن صاحبه من إرشاد الخلق ونفعهم على اختلاف طبقاتهم بالحكمة والموعظة الحسنة. وأما الجبان فإنَّه يفوته خير كثير، وتمنعه الهيبة من بركة علمه وإرشاده ونصحه للعباد.

ومنها: أنَّ الشجاعة تنجي العبد من كثير من الشدائد، وتوجب له السكينة إذا مرت النوائب والمصائب، فيقابلها بما يحبه الله من الصبر والثبات واحتساب الأجر. وأمَّا الجبان فإنَّه إذا اعترته هذه الأمور انماع وذهل مصالحه، وتنوعت به الأفكار الضارة، فعملت معه المصائب والشدائد عملها الأليم، وفوّتته الخيرات والثواب الجسيم.

وهذا الخُلُق الحميد من جملة الأخلاق الفاضلة التي تتولَّد من هذا الخُلُق الجامع وهو:
الصـبـر


هو الأساس الأكبر لكلِّ خُلُقٍ جميلٍ، والتنزه من كلِّ خُلُقٍ رذيلٍ، وهو حبس النفس على ما تكره، وعلى خلاف مرادها طلبًا لرضى الله وثوابه، ويدخل فيه الصبر على طاعة الله، وعن معصيته، وعلى أقدار الله المؤلمة. فلا تتم هذه الأمور الثلاثة التي تجمع الدين كلَّه إلا بالصبر.

فالطاعات خصوصًا الطاعات الشاقة، كالجهاد في سبيل الله، والعبادات المستمرة كطلب العلم والمداومة على الأقوال النافعة، والأفعال النافعة [لا تتم] -- ما بين المعكوفتين زيادة يقتضيها السياق.- إلا بالصبر عليها، وتمرين النفس على الاستمرار عليها وملازمتها ومرابطتها، وإذا ضعف الصبر ضعفت هذه الأفعال، وربما انقطعت.

وكذلك كفّ النفس عن المعاصي وخصوصًا المعاصي التي في النفس داعٍ قويٌّ إليها، لا يتم الترك إلا بالصبر والمصابرة على مخالفة الهوى وتحمُّل مرارته.

وكذلك المصائب حين تنزل بالعبد ويريد أن يقابلها بالرضى والشكر والحمدِ لله على ذلك لا يتم ذلك إلا بالصبر واحتساب الأجر، ومتى مرَّن العبد نفسه على الصبر ووطّنها على تحمُّل المشاق والمصاعب وجدّ واجتهد في تكميل ذلك، صار عاقبته الفلاح والنجاح، وقلّ من جدّ في أمر تطلبه واستصحب الصبر إلاّ فاز بالظفر.

وقد أمر الله بالصبر وأثنى على الصابرين، وأخبر أنَّ لهم المنازل العالية والكرامات الغالية في آيات كثيرة من القرآن، وأخبر أنَّهم يوفون أجرهم بغير حساب. وحَسْبُك من خلقٍ يسهِّل على العبد مشقة الطاعات، ويهوِّن عليه ترك ما تهواه النفوس من المخالفات، ويسليه عن المصيبات، ويُمِدُّ الأخلاق الجميلة كلَّها، ويكون لها كالأساس للبنيان.
ومَتَى علم العبد ما في الطاعات من الخيرات العاجلة والآجلة، وما في المعاصي من الأضرار العاجلة والآجلة، وما في الصبر على المصائب من الثواب الجزيل، والأجر الجميل، سهل الصبر على النفس، وربما أتت به منقادة مستحلية لثمراته. وإذا كان أهل الدنيا يهون عليهم الصبر على المشقات العظيمة لتحصيل حطامها، فكيف لا يهون على المؤمن الموفق الصبر على ما يحبه الله لحصول ثمراته، ومتى صبر العبد لله مخلصاً في صبره كان الله معه، فإنَّ الله مع الصابرين بالعون والتوفيق والتأييد والتسديد.







رد مع اقتباس