عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 10-15-2018, 04:19 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow

يقول تعالى "أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ" الملك : 20.

أي: ليس لكم من دونه من ولي ولا واقٍ، ولا ناصر لكم غيرالرحمن يستطيع أن يدفع عنكم عذاب الله .الاستفهام للإنكار ،والتوبيخ و التحدي والتعجيز، و"أَمْ" منقطعة بمعنى بل - تفيد الانتقال من حدثٍ إلى حدثٍ، أي بعد أن بين سبحانه حال الكفار وعدم تأملهم لهذا المخلوق الضعيف وهو الطير وكيف أنه خرق العادة الطبيعية ومهد له الطيران ، نقلنا إلى مشهد آخر من هذا المعين والناصر إذا حلَّ بكم العذاب، .
فلفت أنظارهم مرة أخرى إلى قوة بأسه، ونفاذ إرادته، وعدم وجود من يدفع عنهم إذا ما أنزل بهم عقابه.

والمراد بالجُندِ: الجنود الذين يهرعون لنصرة من يحتاج إلى نصرتهم .وجند لكم جاءت بالجملة الاسمية للدلالة على الثبات والدوام -أي دوام نفي الناصر من دون الله-، أي: ليس لكم من دونه من ولي ولا واقٍ، ولا ناصر لكم غيره .
=ومع أن السياق والآية تتكلم عن النصر وعن القوة والقهر والجبروت ،إلا أن الله سبحانه وتعالى ذكر اسم الرحمن فقال"
مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ".
وفي آيات أخرى مثل سورة الكهف قال تعالى "
وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا "الكهف 43.
وفي قصة قارون قال سبحانه "
فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ" القصص 81.
من يتتبع السياق يعلم الجواب :
في سورة الملك كان السياق فيها هو إظهار نعم الله على مخلوقاته السموات وما زينها به ، والطير وما مر بنا من نِعم في الآيات السابقة.... تتناسب مع الرحمة تقتضي الرحمة، أما في قصة قارون ، والحوار الذي حصل بين المؤمن والكافر في سورة الكهف فهي عقوبة وناسب هنا لفظ الجلالة.
"إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ"

" إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ أي في غرور من الشيطان يغرهم بأن العذاب لا ينزل بهم .تفسير البغوي= هنا=
الغُرُور : صفة في النفس تجعلها تعرض عن الحق جحودًا وعنادًا وجهلًا. أي ليس الكافرون إلا في غرور عظيم، وفي جهل تام، عن تدبر الحق، لأنهم زين لهم الشيطان سوء أعمالهم، فرأوها حسنة.تفسير الوسيط.هنا =
إن الكافرون في غرور وباطل لأنهم اغتروا بقوتهم النسبية المحدودة أمام قوة الخالق المتصرف في الكون كله .
لذلك كل من علق قلبه بالنصر أو بالعز أو بالتمكين أو بالرفعة بغير الله سبحانه وتعالى فهو مغرور .

لذلك قال تعالى" إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ.." آل عمران 160.
وقال تعالى"
إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" محمد 7.
وقال تعالى"
وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ" الحج 40.
فالتوكل من أعظم أسباب النصر،لذا قال موسى لقومه"
قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " الأعراف 128.
لذلك من يتأمل المعارك والغزوات التي خاضها عليه الصلاة والسلام ،في جميع المعارك كان الجيش الإسلامي أقل من جيوش الكفار والمشركين ،إلا في معركة واحدة،معركة حُنين.قال تعالى "
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ "التوبة 25.
انهزموا لأنهم أعجبوا بالكثرة وغرتهم كثرتهم ،فكل من طلب النصر من غير الله فإن الله سبحانه وتعالى سيخذله.
مجالس في تدبر سورة الملك - (17) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ / للشيخ أيمن شعبان = هنا =

"لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ‏"وهو اسم للمكان الذي كانت فيه الوقعة بين مكة والطائف‏.‏
‏"‏إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا‏"‏ أي‏:‏ لم تفدكم شيئا، قليلًا ولا كثيرًا ‏"‏وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ‏"‏ بما أصابكم من الهم والغم حين انهزمتم "‏بِمَا رَحُبَتْ‏"‏ أي‏:‏ على رحبها وسعتها "‏ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ‏"‏ أي‏:‏ منهزمين.
وذلك أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما فتح مكة، سمع أن هوازن اجتمعوا لحربه، فسار إليهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أصحابه الذين فتحوا مكة، وممن أسلم من الطلقاء أهل مكة، فكانوا اثني عشر ألفا، والمشركون أربعة آلاف، فأعجب بعض المسلمين بكثرتهم، وقال بعضهم‏:‏ لن نغلب اليوم من قلة‏.‏
فلما التقوا هم وهوازن، حملوا على المسلمين حملة واحدة، فانهزموا لا يلوي أحد على أحد، ولم يبق مع رسول اللّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا نحو مائة رجل، ثبتوا معه، وجعلوا يقاتلون المشركين، وجعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يركض بغلته نحو المشركين ويقول‏"‏أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب‏"‏ ولما رأى من المسلمين ما رأى، أمر العباس بن عبد المطلب أن ينادي في الأنصار وبقية المسلمين، وكان رفيع الصوت، فناداهم‏:‏ يا أصحاب السمرة، يا أهل سورة البقرة‏.‏
فلما سمعوا صوته، عطفوا عطفة رجل واحد، فاجتلدوا مع المشركين، فهزم اللّه المشركين، هزيمة شنيعة، واستولوا على معسكرهم ونسائهم وأموالهم‏.
‏.
‏تفسير السعدي = هنا=
والغزوة بتمامها في صحيح مسلم = هنا=

____________
"أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ" الملك : 21.

يتوجه الخطاب لمن يتوجه لغير الله من أصحاب الملك والجاه أو الآلهة الأخرى ، يتوجهون لهم بطلب النصرة والرزق - التي هي من مظاهر المُلك - أرأيتم إن منع الله عنكم النصر والرزق فمن يأتي بهما؟! .

قال ابن القيم -رحمه الله- في قوله تعالى" أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ " الآية "جمع سبحانه بين النصر والرزق، فإن العبد مضطر إلى من يدفع عنه عدوه بنصره، ويجلب له منافعه برزقه، فلابد له من ناصر ورازق، والله وحده هو الذي ينصر ويرزق فهو الرزاق ذو القوة المتين، ومن كمال فطنة العبد ومعرفته أن يعلم أنه إذا مسه الله بسوء لم يرفعه عنه غيره وإذا ناله بنعمة لم يرزقه إياها سواه"
إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان:1/34.

فقد تكفل الرزاق -سبحانه- برزق كل مخلوق، وذلك يشمل الإنسان والحيوان والجان، فتكفل برزق كل واحد من هؤلاء، وقسم له رزقه، قال سبحانه"وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" هود: 6، فيبعث إلى كل مخلوق من الرزق ما يُصلحه، حتى الذرّ في باطن الأرض، والطير في الهواء، والحيتان في الأعماق، والأجنّة في الأرحام، والحشرات في الصخور، فسبحان الرزاق العليم" = هنا=

أنواع الرزق : ما ينتفع به الإنسان وهو نوعان : رزق يقوم به البدن ، ورزق يقوم به الدين , والرزق الذي يقوم به البدن : هو الأكل والشرب واللباس والمسكن والمركوب وما أشبه ذلك , والرزق الذي يقوم به الدين : هو العلم ، والإيمان ، وكلاهما مراد بهذا الحديث . شرح الأربعين النووية ص 101 - 102.= هنا=

"أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ" أي: من هذا الذي إذا قطع الله رزقه عنكم يرزقكم بعده؟! أي: لا أحد يعطي ويمنع ويخلق ويرزق، وينصر إلا الله -عز وجل-، وحده لا شريك له، أي: وهم يعلمون ذلك، ومع هذا يعبدون غيره; ولهذا قال تعالى:
"بَلْ لَجُّوا"
أي: استمروا في طغيانهم وإفكهم وضلالهم
"فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ" أي: في معاندة، واستكبار، ونفور على إدبارهم عن الحق، أي لا يسمعون له ولا يتبعونه.
= هنا=


*الرزق الخفي:
*ومن الأرزاق رزق خفي، بأن يرزق الله العبد القناعة، فيقنع العبد في نفسه ويرضى بما أعطاه الله من مال وولد، وهذا ما مدح به النبي -صلى الله عليه وسلم- العبد الموفق، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال" قد أفلحَ من أسلمَ ، ورُزِقَ كفافًا ، وقنَّعَه اللهُ بما آتاهُ" .
الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-
الصفحة أو الرقم: 1054 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-
وفي الحديثِ: الفَوْزُ والفَلاحُ لِمَنْ أَسْلَمَ لله، ورَضِيَ بما قَسَمه الله له.
وفيه: أنَّ القَناعَةَ مِن أسبابِ الفَلَاحِ

* ومن جميل الرزق أن يُغني الله عبدَه بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه، وهذا ما علّمه النبي -عليه الصلاة والسلام- أمته أن يحرصوا عليه، فعَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه- أنَّ مُكاتبًا جاءَهُ فقالَ : إنِّي قد عَجزتُ عَن كتابتي فأعنِّي ، قالَ : ألا أعلِّمُكَ كلِماتٍ علَّمَنيهنَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ لو كانَ عَليكَ مثلُ جَبلِ صيرٍ دينًا أدَّاهُ اللَّهُ عَنكَ ، قالَ : قُل : اللَّهمَّ اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ ، وأغنِني بِفَضلِكَ عَمن سواكَ"الراوي : علي بن أبي طالب - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 3563 - خلاصة حكم المحدث : حسن- الدرر-
"اللَّهمَّ اكْفِني بحَلالِك عن حَرامِك"، أي: قَنِّعْني بالحَلالِ وسُقْهُ إليَّ منه في كلِّ شيْءٍ؛ حتَّى لا أحتَاجَ معه إلى الحَرامِ، "وأغْنِني بفضْلِك عمَّن سِواكَ"، مِن الخلْقِ؛ حتَّى لا أحتاجَ إليهِم، ولا أُنزِلَ حاجَتي بأحَدٍ منهم.
وفي الحَديثِ:
الحَثُّ على ردِّ السَّائلِ ردًّا حسَنًا إذا لم يكُنْ لك ما تُعطِيه.
وفيه: تنبِيهُ العالِمِ للمُتعَلِّمِ، وتَذكِيرُه بما يَحتاجُ إليه.
وفيه: أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى كافٍ عبْدَه المؤمِنَ. الدرر-


عباد الله: إذا رزق الله العبد العلم النافع والإيمان الصحيح، والرزق الحلال، والقناعة بما أعطاه الله منه، فقد تمت أموره، واستقامت أحواله الدينية والبدنية، وهذا النوع من الرزق هو الذي مدحته النصوص النبوية، واشتملت عليه الأدعية النافعة، ومن لا يملكه فهو الفقير فعلًا الذي يُرثَى له.= هنا= ومصادر أخرى لتخريج وتحقيق الأحاديث.

عباد الله: احذروا المعاصي فإنها تذهب ببركة الأرزاق والأبدان، واعلموا أن الإيمان والتقوى سببان عظيمان للحصول على الأرزاق والبركات، وأن الكفر والفجور سببان عظيمان لنقص الأرزاق ومحق البركات، قال الملك الوهاب -سبحانه-"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"الأعراف: 96.

أَصْلُ البَرَكةِ؛ النَّماءُ والزِّيَادةُ, وكَثرَةُ الخيرِ ودوامُهُ؛ فالبركةُ ما كَانتْ في صَغيرٍ إلا كبَّرَتْهُ، ولا في قَليلٍ إلاَّ كثَّرَتْهُ، ولا في كَثيرٍ إلا نَفَعَتْهُ وأبْقَتْهُ؛ لا غِنَى لأَحَدٍ عن بَركةِ اللهِ.
ومن أسباب البركة:

*صلة الأرحام:

"مَن أحبَّ أن يبسُطَ لَه في رزقِه ، ويُنسَأَ لَه في أثَرِه ، فليَصِلْ رَحِمَهُ"الراوي : أنس بن مالك - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 5986 - خلاصة حكم المحدث :صحيح- الدرر-
أي: مَن أَحَبَّ أنْ يُوسِّعَ اللهُ عليه رزْقَه ويُؤخَّرَ له في أَجلِه فَلْيصِلْ رَحمَه، ومعنى تأخيرِ الأجَلِ وزيادةِ العُمرِ، هو الزِّيادةُ بِالبركةِ فيه والتَّوفيقِ لِلطَّاعاتِ وعمارةِ أوقاتِه بما يَنفعُه في الآخرةِ، وصيانتِه عَنِ الضَّياعِ في غيرِ ذلك.- الدرر-

*شكر النعم:
الأرزاق تزيد بالشكر، وتنقص بعدمه، وهو الكفران والمعاصي، قال سبحانه"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"إبراهيم: 7، وهكذا تذهب الأرزاق والخيرات، وتُنزَع البركات، ويحل المحق والفساد بسبب المعاصي.
*الصدقة:
ومن أسباب البركات التي توجب على العباد الرحمات والنفقات والصدقات:

ما من يومٍ يصبحُ العبادُ فيه، إلا ملَكان ينزلان، فيقول أحدُهما : اللهم أعطِ مُنفقًا خلفًا، ويقول الآخرُ : اللهم أعطِ مُمسكًا تلفًا ".الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 1442 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -


*التبكير:
من أسباب حصول البركة؛ التبكير بالأعمال والتجارات وطلب العلم وغير ذلك وقضاؤها أول النهار، قال -عليه الصلاة والسلام "
الَّلهمَّ باركْ لأمَّتي في بُكُورِها" الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه-
الصفحة أو الرقم: 1833 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -


*الدعاء بالبركة:
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا ما يسأل الله تعالى البركة :
"اللَّهمَّ بارِكْ لي في ديني الَّذي هوَ عِصمةُ أَمري ، وفي آخِرَتي الَّتي فيها مَصيري ، وفي دُنْيايَ الَّتي فيها بَلاغي ، واجعَل حياتي زِيادةً لي في كلِّ خَيرٍ ، واجعَلِ الموتَ راحةً لي مِن كلِّ شرٍّ"
الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند -الصفحة أو الرقم: 247 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -
العناصر مقتبسة من = هنا =

هذا حديثٌ جامِعٌ لأَنواعِ الخَيْرِ كُلِّها يَشتَمِلُ على دُعاءٍ شامِلٍ، لِمُتطلَّبَاتِ الدُّنيا والآخِرَةِ، وهو مِن جَوامعِ الكَلِمِ الَّتي أُوتيَها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. وفيه بَدَأَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالأَهَمِّ، وهُو الدعاءُ بإصلاحِ الدِّينُ، ووَصَفَ الدِّين بأنَّه عِصمةُ الأَمْرِ؛ فبِه يَعتَصِمُ الإنسانُ مِن كُلِّ شرٍّ، وصَلاحُ الدِّينِ يَكونُ بِالإخلاصِ لِلهِ والمُتابعَةِ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
ثُمَّ سألَ بَعدَ ذلك إصلاحَ الدُّنيا لَه، ثُمَّ ذَكَرَ العُذْرَ في سُؤالِه إِصْلاحَها؛ بأنْ قالَ"الَّتي فيها مَعاشِي" يَعنِي: الَّتي أَعيشُ فِيها لأَعْبُدَك، ومِنَ المعاشِ: الكَسْبُ والسَّعيُ في الأَرْضِ لاستِجْلَابِ الرِّزقِ، ويَكونُ ذلك عِبادةً للهِ عزَّ وجلَّ إذا احتَسَب العبدُ الأجْرَ، واستعانَ به على الطَّاعةِ. ثُمَّ قال" وأَصلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فيها مَعادِي"، فرَتَّبَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الآخِرَةَ بَعدَ الدُّنيا، ثُمَّ قال"واجْعَلِ الحياةَ زِيادةً لي في كُلِّ خيرٍ" اجعْلها سَببَ زِيادةٍ، أزْداد فيها مِن الأَعمالِ الصَّالحةِ، "واجْعَلِ الموتَ راحةً لي مِن كُلِّ شرٍّ"، بأن تَختِمَ لي بالخاتمةِ الحَسنةِ وتَجعَلَ الموتَ خَيرًا مِن الحَياةِ التي لا تَخْلو عَنْ شَرٍّ وبَلاءٍ؛ فأتَخلَّصَ به مِن كلِّ شرِّ الدُّنيا ومَشقَّتِها، ولا يُصيبني شَرُّ عذابِ القبرِ وفِتنته، ولا شَرُّ النارِ، فأستريح في الجَنَّةِ . الدرر=


ولنحذر الإملاء ولا نغتر به:
قال تعالى " وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ " آل عمران :178.
ما يتمتع به الأشرار في الدنيا من متع إنما هو استدراج لهم، وقوله "نُمْلِي لَهُمْ" من الإملاء وهو الإمهال والتخلية بين العامل والعمل ليبلغ مداه.
يقال: أملى فلان لفرسه إذا أرخى له الطول ليرعى كيف شاء..
ويطلق الإملاء على طول المدة ورغد العيش.
والمعنى: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ، بتطويل أعمارهم، وبإعطائهم الكثير من وسائل العيش الرغيد هو، "خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ "كلا. بل هو سبب للمزيد من عذابهم، لأننا "إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا" إِثْمًا بكثرة ارتكابهم للمعاصي "وَلَهُمْ" في الآخرة " عَذابٌ مُهِينٌ" أى عذاب ينالهم بسببه الذل الذي ليس بعده ذل والهوان الذي يتصاغر معه كل هوان. = هنا =
نسأل الله العافية لنا ولكم .
رد مع اقتباس