عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 11-17-2018, 05:52 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow


"
فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ " الملك : 27 .

ثم بَيَّنَ - سبحانه- حالهم عندما يرون العذاب الذي استعجلوه فقال:
"فَلَمَّا رَأَوْهُ "
فَلَمَّا :ظرف بمعنى حين. الهاء تعود إلى العذاب.

و"رَأَوْهُ" مستعمل في المستقبل وجيء به بصيغة الماضي لتحقق الوقوع، كما في قوله- تعالى" أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ..."النحل: 1.
"
زُلْفَةً" أي: قريبًا منهم ، فالزلفى: القربة"مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى"الزمر:3 ، .... الزلفى: القربة.لكي تقربنا إلى الله قربة. وهو اسم أقيم في مقام المصدر ، كأنه قال : إلا ليقربونا إلى الله تقريبًا ويشفعوا لنا عند الله.تفسير البغوي= هنا =

و"زُلْفَةً" اسم مصدر لأزلف إزلافًا، بمعنى القُرب. ومنه قوله- تعالى" وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ "... أي: قُرِّبَت للمتقين، وهو حال من مفعول رَأَوْهُ.
ويتزلف فلان إلى فلان. أي: يتقرب فلان إلى فلان.

"فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً" أي: لما رأوا هذا اليوم والعذاب قريبًا.

أي: فلما رأوا قُرب ما وُعِدُوا به من العذابِ وزهوقِ باطلِهِم.


"سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا"أي: جاءها ما يسوءها.
"وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ" "وَقِيلَ "أي: لهم تبكيتًا.
" تَدَّعُونَ"إما من الدعاء أو من الادّعاء.
بمعنى: تدْعُون وتسألون، فإنكم كنتم كما تقولون"رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ"ص:16، وكنتم تقولون "اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ"الأنفال:32 ، فمن العلماء من قال: تدّعون بمعنى: تدْعُون، ومنهم من قال: تدّعون: هنا بمعنى: تكذبون، "وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ" أي: تكذبون.
سلسلة التفسير الشيخ مصطفى العدوي = هنا = و

تفسير القرآن الكريم - للشيخ محمد إسماعيل المقدم = هنا =
والمعنى:
يَعْنِي أَنَّ مَحَلَّ تَكْذِيبِ الْكَفَّارِ وَغُرُورِهِمْ بِهِ حِينَ كَانُوا فِي الدُّنْيَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمَ الْجَزَاءِ، وَرَأَوُا الْعَذَابَ مِنْهُمْ زُلْفَةً أَيْ: قَرِيبًا، سَاءَهُمْ ذَلِكَ وَأَفْظَعَهُمْ، وَأَقْلَقَهُمْ، فَتَغَيَّرَتْ لِذَلِكَ وُجُوهُهُمْ، وَوُبِّخُوا عَلَى تَكْذِيبِهِمْ، وَقِيلَ لَهُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ، فَالْيَوْمَ رَأَيْتُمُوهُ عَيَانًا، وَانْجَلَى لَكُمُ الْأَمْرُ، وَتَقَطَّعَتْ بِكُمُ الْأَسْبَابُ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا مُبَاشَرَةُ الْعَذَابِ. .تفسير السعدي = هنا =
رد مع اقتباس