عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 08-05-2018, 12:44 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Arrow

"وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ" 5 .

لما نفى سبحانه عن السماء في خلقها النقص ،بيّنَ كمالَها وزينتَها فقال"وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا" أي السماء القريبة منا .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسير الآية: ولقد جمَّلْنَا " السَّمَاءَ الدُّنْيَا " التي ترونها وتليكم " بِمَصَابِيحَ " وهي: النجوم، على اختلافها في النور والضياء، فإنه لولا ما فيها من النجوم، لكانت سقفًا مظلمًا، لا حُسن فيه ولا جَمال.
ولكن جعل اللهُ هذه النجوم زينة للسماء، وجمالًا، ونورًا وهداية يُهْتَدَى بها في ظلمات البر والبحر، ولا ينافي إخباره أنه زين السماء الدنيا بمصابيح،.....
"وَجَعَلْنَاهَا " أي: المصابيح " رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ " الذين يريدون استراق خبر السماء، فجعل الله هذه النجوم، حراسة للسماء عن تلقف الشياطين أخبار الأرض، فهذه الشُّهُب التي تُرمَى من النجوم، أعدها اللهُ في الدنيا للشياطين، " وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ " في الآخرة " عَذَابِ السَّعِيرِ " لأنهم تمردوا على اللهِ، وأضَلُّوا عبادَهُ، ولهذا كان أَتْبَاعُهم من الكفار مثلهم، قد أعد الله لهم عذاب السعير.ا.هـ .هنا=

أي: جعلنا للشياطين هذا الخزي في الدنيا، وأعتدنا لهم عذاب السعير في الآخرة .
أي أعددنا للشياطين عذاب السعير وهو طبقة في جهنم ، أشد طبقات النار حرارة وتوقدًا فإن جهنم طبَقَات .
وعذاب السعير هو أشد الحريق،نسأل الله العافية .

من أهل العلم من قال: إن السعير إحدى دركات النار, وقد سلف أن منهم من قال: هناك الحطمة, وجهنم, والسعير, ولظى, إلى غير ذلك.هنا- سلسلة التفسير للشيخ مصطفى العدوي.
وفي قوله سبحانه" وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ" ما يدل على ما سلف التأكيد عليه مرارًا أن النار مخلوقة, فأعتدنا معناها: أعددنا, وأعددنا فعل ماضٍ.
قال تعالى"
النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ "غافر 46.
وقد جاء في السنة ما يؤكد هذا:

"أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: إن أحدَكم إذا مات، عُرِضَ عليه مقعدُه بالغداةِ والعشيِّ، إن كان من أهلِ الجنةِ فمن أهلِ الجنةِ ، وإن كان من أهلِ النارِ فمن أهلِ النارِ، فَيُقالُ: هذا مقعدُك حتى يبعثَك اللهُ يومَ القيامةِ."الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 1379 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية-


-قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" اشتَكَتِ النارُ إلى ربها ، فقالتْ : ربِّ أكلَ بعضي بعضًا ، فأذِنَ لها بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشتاءِ ونَفَسٍ في الصيفِ ، فأشدُّ ما تجدونَ من الحرِّ ، وأشدُّ ما تجدون من الزَّمْهَرِيرِ"
الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3260- خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر-

الشرح:ذكرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ النَّارَ اشتكَتْ إلى ربِّها، فكانَت شِدَّةُ الحرِّ مِنْ وهَجِها وفَيْحِها، وجعلَ اللهُ فيها بقُدرتِه إدراكًا حتَّى تَكلَّمَتْ، فأذِنَ لها في كلِّ عامٍ بنفَسَينِ، والنَّفَسُ هو ما يخرجُ منَ الجَوفِ ويدخلَ فيه مِنَ الهواءِ؛ نفَسٍ في الشتاءِ، ونفَسٍ في الصَّيفِ. وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ عذابَ النَّارِ منه ما هو حَرٌّ، ومنه ما هو بَرْدٌ.- الدرر-
نسأل الله العافية
*وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" قال العلماء في تفسير قوله تعالى وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ .." : أي : جعلنا شُهُابَهَا الذي ينطلق منها ،......
فالشُّهُب : نيازك تنطلق من النجوم .
وهي كما قال أهل الفلك : تنزل إلى الأرض ، وقد تحدث تصدعًا فيها ، أما النجم فلو وصل إلى الأرض لأحرقها " انتهى ."القول المفيد على كتاب التوحيد" / 227 .
قال قتادة:
" خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثٍ : جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ ، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ، وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا ؛......." .رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم.
وذكره البخاري عنه في صحيحه :4/107، معلقًا مجزومًا به .
والمقصود بجعلها رجومًا للشياطين أنه يخرج منها شُهب من نارٍ ، فتصيب هذه الشياطين ، ولا يعني جعلها رجومًا أنها بذواتها يُقذف بها ، كما قال تعالى " إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ " الصافات / 10 . فالذي يصيب هذه الشياطين من تلك النجوم هي تلك الشُّهُب التي تخرج منها .ويدل على ذلك ما ورد في الحديث " فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ الْمُسْتَمِعَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بِهَا إِلَى صَاحِبِهِ فَيُحْرِقَهُ" يدل على أن شهاب النار يخرج من تلك النجوم فيصيب تلك الشياطين ."الإسلام سؤال وجواب .

الحديث بتمامه:عن أبي هريرة رضي الله عنه ،قال:قال رسول صلى الله عليه وسلم"إذا قضَى اللهُ الأمرَ في السَّماءِ، ضرَبَتِ الملائكةُ بأجنِحَتِها خُضْعانًا لقولِه؛ كالسِّلسِلةِ على صَفوانٍ - قال عليٌّ: وقال غيرُه: صَفوانٍ يَنفُذُهم ذلك - فإذا فُزِّع عن قُلوبِهم، قالوا: ماذا قال ربُّكم؟ قالوا للَّذي قال: الحقَّ، وهو العلِيُّ الكَبيرُ، فيَسمَعُها مُستَرِقُو السَّمعِ، ومُستَرِقُو السَّمعِ هكذا واحِدٌ فوْقَ الآخَرِ - ووصَف سُفيانُ بيَدِه، وفرَّج بينَ أصابِعِ يدِه اليُمنى؛ نصَبَها بعضَها فوقَ بَعضٍ -فربَّما أدرَك الشِّهابُ المستمِعَ قبلَ أن يَرميَ بها إلى صاحِبِه فيَحرِقُه، وربَّما لَم يُدرِكْه حتَّى يَرميَ بها الَّذي يَليه، إلى الَّذي هو أسفَلَ مِنه، حتَّى يُلْقوها إلى الأرضِ - وربَّما قال سُفيانُ: حتَّى تَنتهيَ إلى الأرضِ - فتُلْقَى على فَمِ السَّاحِرِ، فيَكذِبُ معها مِائةَ كَذْبَةٍ، فيُصدَّقُ فيَقولون: ألَم يُخبِرْنا يومَ كذا وكذا يَكونُ كذا وكذا، فوجَدْناه حقًّا؟ للكلمَةِ الَّتي سُمِعَتْ مِن السَّماءِ. حدَّثَنا علِيُّ بنُ عبدِ اللهِ، حدَّثَنا سُفيانُ، حدَّثنا عَمرٌو، عن عِكرمَةَ، عن أبي هُريرةَ: إذا قَضى اللهُ الأمرَ، وزاد: والكاهِنِ، وحدَّثَنا سُفيانُ فقال: قال عَمرٌو: سمِعتُ عِكرمَةَ: حدَّثنا أبو هُريرةَ قال: إذا قضَى اللهُ الأمرَ، وقال: على فَمِ السَّاحِرِ، قلتُ لِسُفيانَ: أأنتَ سَمِعتَ عَمرًا قال: سمِعتُ عِكرمَةَ، قال: سمعتُ أبا هُريرةَ؟ قال: نعَم، قلتُ لسُفيانَ: إنَّ إنسانًا روَى عنك: عن عمرٍو، عن عِكرمَةَ، عن أبي هُريرةَ، ويرفَعُه: أنَّه قرَأ: فُرِّغ، قال سُفيانُ: هكذا قرَأ عمرٌو، فلا أدرِي: سمِعه هكذا أم لا، قال سُفيانُ: وهي قِراءتُنا.الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 4701 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية-
رد مع اقتباس