عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 11-19-2018, 03:46 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Post


"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ"الملك 28.
"قُلْ أَرَأَيْتُمْ "والاستفهام في قوله "أَرَأَيْتُمْ" للإنكار والتعجيب من سوء تفكيرهم،والرؤية علمية.

والمراد بالهلاك: الموت، وبالرحمة: الحياة والنصر بدليل المقابلة، وقد منح الله- تعالى- نبيَّهُ العمر المبارك النافع، فلم يفارق صلى الله عليه وسلم الدنيا إلا بعد أن بلَّغَ الرسالةَ، وأدى الأمانةَ، ودخل الناسُ في دينِ اللهِ أفواجًا، وكانت كلمتُهُ هي العُليا.
فقد أمر- سبحانه- رسوله صلى الله عليه وسلم للمرة الرابعة، أن يرد على ما كانوا يتمنونه بالنسبة له ولأصحابه.
لقد كان المشركون يتمنون هلاك النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يرددون ذلك في مجالسهم، وقد حكى القرآن عنهم ذلك في آيات منها قوله- تعالى"أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ" الطور 30.
"نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ "أي:
ننتظر ونصبر حتى تقع عليه حوادث الدهر وصروفه فيموت ويهلك كما هلك من قَبْله منَ الشعراء ، ويتفرق أصحابُه .
إِنَّهُمْ كَانُوا يَدْعُونَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ بِالْهَلَاكِ، وَقِيلَ: بَلْ كَانُوا يَتَآمَرُونَ بَيْنَهُمْ بِأَنْ يُهْلِكُوهُمْ بِالْقِتَالِ وَنَحْوِهِ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ: قُلْ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ هَذَا الَّذِي تُرِيدُونَ بِنَا وَتَمَّ ذَلِكَ فِينَا، أَوْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ رَحِمَنَا اللَّهُ فَنَصَرَنَا وَلَمْ يُهْلِكْنَا -تفسير ابن عطية = هنا - فنحن مؤمنون متربصون لإحدى الحسنيين: إما أن نهلك كما تتمنون، فننقلب إلى الجنة، أو نُرْحَم بالنُّصرةِ عليكم، أما أنتم فماذا تصنعون؟ من يجيركم- وأنتم كافرون- من عذاب أليم لا مفر لكم منه. تفسير الوسيط = ه
فأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: أَنْتُمْ وَإِنْ حَصَلَتْ لَكُمْ أُمْنِيَتُكُمْ وَأَهْلَكَنِي اللَّهُ وَمَنْ مَعِي، فَلَيْسَ ذَلِكَ بِنَافِعٍ لَكُمْ شَيْئًا، لِأَنَّكُمْ كَفَرْتُمْ بِآيَاتِ اللَّهِ، وَاسْتَحْقَقْتُمُ الْعَذَابَ، فَمَنْ يُجِيرُكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ قَدْ تَحَتَّمَ وُقُوعُهُ بِكُمْ؟تفسير السعدي = هنا =
مَنْ يُجِيرُكُمْ مِنَ الْعَذَابِ الَّذِي يُوجِبُهُ كُفْرُكُمْ عَلَى كُلِّ حَالٍ؟ تفسير ابن عطية = هنا =

_________________
*ثم أمره- سبحانه- للمرة الخامسة، أن يبين لهم أنه هو وأصحابه معتمدون على الله- تعالى- وحده، ومخلصون له العبادة والطاعة، فقال: قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا ...
رد مع اقتباس