عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 09-01-2019, 10:00 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
هل من السنة التوسعة على النفس

والأهل يوم عاشوراء ؟
اشتهر ذلك بين كثير من الناس استنادًا على الحديث الضعيف الآتي :
× *عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ : أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال :
" من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء وسعَ الله عليه سائر سنته " .
رواه البيهقي في الشعب وابن عبد البر ..... × وقال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ لم يصح .
من شروط تَقَوِّي الحديث بكثرة الطرق ، خلوها من متروك أو متهم .
وسائر طرق الحديث مدارها على متروكين أو مجهولين .
ومن الممكن أن يكونوا من أعداء الحسين ـ رضي الله عنه ـ ، الذين وضعوا الأحاديث في فضل الإطعام ، والاكتحال ، وغير ذلك يوم عاشوراء ؛ معارضة منهم للشيعة الذين جعلوا هذا اليوم يوم حزن على الحسين ـ رضي الله عنه ـ ... لأن قَتلَه كان فيه .
ولذلك جزم شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بأن هذا الحديث كذب ، وذكر أنه سُئِلَ الإمام أحمد عنه ، فلم يره شيئًا ، وأيد ذلك بأن أحدًا من السلف لم يستحب التوسعة يوم عاشوراء ، وأن لا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة .
وقد نقل المناوي عن المجد اللغوي أنه قال : ما يروى في فضل الصلاة والإنفاق والخضاب والادهان والاكتحال يوم عاشوراء ..... بدعة ابتدعها قتلة الحسين ـ رضي الله عنه ـ .
تمام المنة للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ص : 411 ، 412 .
الحزن يوم عاشوراء مظهر من مظاهر حزن الشيعة إذ أنهم في هذا اليوم يعذبون أنفسهم بشتى أنواع العذاب حزنًا على الحسين - يعذبون بالقيود وضرب أنفسهم بسلاسل من حديد حتى تسيل منهم الدماء ... ويعزون بعضهم ويلبسون الحداد- .
والفرح يوم عاشوراء مظهر من مظاهر كيد النواصب * أعداء الحسين ، فيعملون الحلوى ويظهرون الفرح.
* النواصب : الذين ناصبوا عليًا العداء .
والمشاعر الشرعية أنه يوم كان يصومه رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ويحث على صيامه كما ورد في الأحاديث الصحيحة السابق ذكرها ، شـكرًا لله على نجاة موسى ـ عليه السلام ـ وهلاك أعداء الله والشيعة الذين يحزنون اليوم على موت الحسين هم أنفسهم الذين خانوه وتخلوا عنه حتى لاقى ما لاقى .
مع ملاحظة أن مقتل الحسين ـ رضي الله عنه ـ صادف يوم عاشوراء ولا يوجد أي مسوغ شرعي للربط بين مقتل الحسين ويوم عاشوراء .

سُئل شيخُ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ عما يفعَلَهُ الناسُ في يوم عاشوراء مِن الكُحْلِ ، والاغْتِسَالِ ، والحِنَّاءِ والمُصَافَحَةِ ، وطَبْخِ الحُبُوبِ وإظْهار السُّرور ، وغير ذلك ... هل لذلك أصلٌ ؟ أم لا ؟
الجواب :
الحمد لله ربِّ العالمينَ ، لم يرد في شيءٍ مِن ذلك حديثٌ صحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا عن أصحابهِ ، ولا اسْتَحَبَّ ذلك أحدٌ مِن أئِمَّةِ المُسْلِمِينَ لا الأئِمَّةِ الأربعةِ ولا غيرهم ، ولا رَوَى أهلُ الكُتُبِ المُعْتَمدَةِ في ذلك شيئًا ، لا عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا الصحابة ، ولا التابعين ، لا صحيحًا ولا ضعيفًا ، ولكن رَوَى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل ما رَوَوْا أن مَن اكتَحَل يومَ عاشوراء لم يَرْمَدْ مِن ذلك العام ، ومَن اغْتَسَلَ يوم عاشوراء لم يَمْرَضْ ذلك العام ، وأمثال ذلك ... وَرَوَوْا في حديثٍ موضوعٍ مكذُوبٍ على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ { أنه مَن وسَّعَ على أهله يوم عاشوراء وسَّع اللهُ عليهِ سائرَ السَّنةِ } . وروايَةُ هذا كُلِّه عن النبي كَذِبٌ .
ثم ذكر رحمه الله ملخصًا لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث ومقتل الحسين وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال :
فصارت طائفةٌ جاهلة ظالمةٌ : إما مُلْحِدَةٌ منافقةٌ ، وإما ضالةٌ غاويَةٌ ، تُظهرُ مُوالاتَهُ أهل بَيْتهِ ، تتَّخِذُ يوم عاـوراء يوم مأتَمٍ وحُزنٍ ونياحَةٍ ، وتُظهر فيه شعارَ الجاهليَّةِ مِن لَطمِ الخُدودِ ، وشَقِّ الجُيُوبِ ، والتَّعَزِّي بعزاء الجاهِلِيَّةِ ... وإنشادِ قصائدِ الحُزْنِ ، وروَايَـةِ الأخْبَار التي فيها كَذبٌ كثيرٌ والصِّدْقُ فيها ليس فيه إلاَّ تجديدُ الحُزنِ ، والتَّعَصبُ ، وإثارةُ الشَّحناءِ والحَرْبِ ، وإلقاءُ الفتنِ بين أهل الإسلام ، والتَّوسُّلُ بذلك إلى سبِّ السابقينَ الأوَّلين ... وشرُّ هـؤلاءِ وضررُهُـم على أهل الإسلام لا يُحصِيهِ الرجلُ الفصيحُ في الكلام .
فعارض هؤلاء قومٌ إما مِن النَّواصبِ المُتَعَصِّبينَ على الحسين وأهل بيتهِ ، وإما مِن الجُهَّالِ الذين قابلوا الفاسدَ بالفاسدِ ، والكذبَ بالكذبِ ، والشرَّ بالشَّرِّ ، والبدعة بالبدعة ، فوضعوا الأثار في شعائر الفَرَحِ والسُّرورِ يوم عاشوراءَ كالاكْتِحالِ والاختِضابِ ، وتَوسيعِ النفقات على العِيالِ ،
وطَبْخِ الأطعمةِ الخارجةِ عن العادة ، ونحـو ذلك مما يُفعَلُ في الأعيادِ والمواسمِ ، فصار هؤلاءِ يتَّخذُونَ يوم عاشوراء موسمًا كمواسم الأعيادِ والأفراحِ ، وأولئك يتخِذونهُ مأتمًا يُقيمونَ فيه الأحزانَ والأفراحَ ، وكلا الطائفتينِ مُخطِئَةٌ خارجةٌ عن السُّنَّةِ .الفتاوى الكبرى لابن تيمية . سؤال هام :
في بلدنا بعض العادات التي خرجنا وجدناها في بعض المناسبات ، يعني في عيد الفطر يعملون الكعك والبسكويت ، وأيضًا في السابع والعشرين من رجب يحضرون اللحوم والفاكهة والخبز ، كذلك في النصف من شعبان وفي مولد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحضرون الحلوى والعرائس وغيرها في شم النسيم ، يحضرون البيض والبرتقال والبلح ، وكذلك في عاشوراء يحضرون اللحم والخبز والخضروات وغيرها ، ما حكم الشرع يا شيخ محمد في هذا العمل في نظركم ؟
الجواب :
نعم ، أما ظهور الفرح والسرور في أيام العيد ، عيد الفطر أو عيد الأضحى ، فإنه لا بأس به إذا كانت من حدود الشرعية ، ومن ذلك أن يأتي الناس بالأكل والشرب وما أشبه هذا ، وقد ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل " ، يعني بذلك الثلاثة الأيام التي بعد عيد الأضحى ، وكذلك في العيد أيضًا الناس يضحون ويأكلون من ضحاياهم ويتمتعون بنعم الله عليهم ، وكذلك في عيد الفطر لا بأس بإظهار الفرح والسرور ما لم يتجاوز الحد الشرعي ، أما إظهار الفرح في ليلة السابع والعشرين من لرجب أو في ليلة النصف من شعبان أو في يوم عاشوراء ، فإنه لا أصل له وينهى عنه ولا يحضر إذا دعي الإنسان إليه ، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ، فأما ليلة السابع والعشرين من رجب فإن الناس يدعون إنها ليلة المعراج التي عرج بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها إلى الله عز وجل ، وهذا لم يثبت من الناحية التاريخية وكل شيء لم يثبت فهو باطل ، والبناء على الباطل باطل أو والمبني على الباطل باطل ، ثم على تقدير ثبوت أن تلك الليلة ليلة السابع والعشرين فإنه لا يجوز أن يحدث فيها شيئًا من شعائر الأعياد أو شيئًا من العبادات ؛ لأن ذلك لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فـإذا كان لم يثبت عن من عُـرجَ به ، ولم يثبت عن أصحابه الذين هم أولى الناس به ، وهم أشد الناس حرصًا على سنته واتباع شريعته ،فكيف يجوز لنا أن نحدث ما لم يكن على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه ؟
وأما ليلة النصف من شعبان فإنه لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تعظيمها شيء ولا في إحيائها بالصلاة والذكر ، ولا بالأكل والفرح وشعائر الأعياد .
وأما يوم عاشوراء فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سئل عن صومه ؟ فقال : يكفر السنة الماضية ـ التي قبله ـ ، وليس في هذا اليوم شيء من شعائر الأعياد ، وكما أنه ليس فيه شيء من شعائر الأعياد فليس فيه شيء من شعائر الأحزان أيضًا ، فإظهار الحزن وإظهار الفرح في هذا اليوم كلاهما خلاف السُنة ، ولم يرد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا صومه مع استحباب أن نصوم يوم قبله حتى نخالف اليهود الذين كانوا يصومونه وحده .
مقتطفات من أقوال الشيخ العثيمين .
* * * * *

نظرات عقدية حول أحداث هذا اليوم العظيم
هذا يوم نجى الله فيه التوحيد والطاعة على الاستكبار والاستعلاء والتجبر . نجاة من غير عُدة ولا عِداد ولكن بتوحيد رب الأرباب .
ففي قصة موسى ـ عليه السلام ـ لأبلغ عبرة لمن أراد النجاة في الدنيا والآخرة .
فهذه جيوش الطغيان تلاحقه ومن اتبعه حتى إذا أيقنوا بالهلاك وشارفوا على الموت ، نجاهم الله وأغرق المستعلين في الأرض بغير الحق ، لتبقى معجزة خالدة وعبرة لمن أراد الاعتبار .
فمن أراد النجاة والنصر ولو من غير عُدة ولا عداد فليستمسك بحبل الله وليطع الله والرسول ـ لى الله عليه وسلم ـ .
هذا يوم انتصار إصرة العقيدة على إصرة القرابة والانتماء القومي . فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أولى بموسى من قومه . والمسلمون ، كذلك إنما كان ولاؤهم لله ومعقودًا بالإيمان .
فليكن ولاؤنا في شتى مجالات الحياة ؛ لله .
هذا يوم من صامه كان مقتديًا بسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شيء مستحب .
فكان حَرِيًا به ومن باب أولى له ، يتبعه في الواجبات والفرائض .
هذا يوم تاب الله فيه على قوم ، فعساه أن يتوب فيه علينا
صيام التاع معه فيه مفارقة لأهل الكتاب ومخالفة لهم .
قال أبو داود في سننه : حدثنا عثمان بن أبي شَيْبَة ، قال : حدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن ثابت ، قال : حدثنا حان بن عطية ، عن أبي منيب الجرشي ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " من تشبه بقوم فهو منهم " .
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / ( 26 ) ـ كتاب : اللباس / ( 5 ) ـ باب :في لبس الشهرة / حديث رقم : 4031 / التحقيق : حسن صحيح / ص : 721 .
هذا يوم يذكرنا بأن الخير كله في الاتباع والشر كله في الابتداع فقد فُرد بالصيام ، فلا يجوز إفراده بقيام ولا غيره من العبادات لأنه مما لم يثبت . والأصل في العبادات التوقف حتى يرد الدليل الصحيح .

هذا اليوم ليس بيوم عيد يُستقبل بمظاهر الفرحة تُلبس فيه أفخر الملابس ، وتُصنع فيه أشهى الأطعمة والحلوى ( البليلة المسماة بالعاشوراء ؛ في بعض البلدان ) وتظهر فيه الزينة والسرور كما يفعل النواصب .

وفي المقابل هو ليس بيوم مأتم ولا ندب ولا نياحة كما يفعل الشيعة حزنًا مدعًا لمقتل الحسين ؛ الذي صادف وقوعه في عاشوراء ، وهو عليه السلام منهم براء .

نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان ، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى .
ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين ، ويجعلنا هينين لينين للحق وللخلق .

عن ابن مسعود أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " حُرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس "
مسند أحمد / مسند المكثرين من الصحابة / مسند عبد الله بن مسعود ـ رضي الله تعالى عنه ـ .وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته / حديث رقم : 3135 .
* * * * *
رد مع اقتباس