عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 05-28-2018, 02:59 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,225
Arrow


الـدرس الخامس عشر
مـن كتــاب
المختصــر في النحــو


بسم الله الرحمن الرحيم ،
والحمد لله رب العالمين ، وصلاة وسلامًا على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين .
مرحبًا بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الدورة العلمية المباركة .
وهذا هو الدرس الخامس عشر من دروس النحو من كتاب المختصر في النحو‹
وفي هذا الدرس نتعرف إن شاء الله تعالى على:
النعت .
والعطف .
والتوكيد .
والبدل .

قال المصنف عفا الله عنه :

النوع السابع : 《 النعت 》
وفيه خمس مسائل :

المسألة الأولى :
ما هو النعت ؟
النعت هو : وصف يوصف به ما قبله ويسمى بالصفة .

المسألة الثانية :
ما إعراب النعت ؟
قال : النعت يتبع المنعوت ، وهو الموصوف في :
الرفع .
والنصب .
والجر .
فإذا كان المنعوت مرفوعا جاء النعت مرفوعا .
وإذا كان المنعوت منصوبا جاء النعت منصوبا .
وإذا كان المنعوت مجرورا جاء النعت مجرورا .

ومن ذلك قوله :
جاءَ زيدٌ المجتهدُ .
وأكرمتُ زيدًا المجتهدَ .
ومررتُ بزيدٍ المجتهدِ .
فهنا إذا تأملت كلمة : ( المجتهد )
في هذه الأمثلة الثلاثة وجدتها :
مرة مرفوعة .
ومرة منصوبة .
ومرة مجرورة .

لماذا ؟
لأنها نعت ، والنعت كما قلت يتبع المنعوت في : [ الرفع ، والنصب ، والجر ]
فلما كان في المثال الأول المنعوت مرفوعا ، جاء النعت مرفوعا .
ولما كان المنعوت في المثال الثاني منصوبا ، جاء النعت منصوبا .
ولما كان المنعوت في المثال الثالث مجرورا ، جاء النعت مجرورا .

وعند الإعراب تقول في المثال الأول :
( جاءَ ) فعل ماض مبني على الفتح .
و ( زيدٌ ) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . و ( المجتهدُ ) نعت مرفوع بالضمة الظاهرة .
وهكذا تقول في باقي الأمثلة .

المسألة الثالثة :
هل يتبع النعت المنعوت في تعريفه وتنكيره ؟

يعني إذا كان المنعوت معرفة ،
فهل لا بد أن يكون النعت معرفة ؟

كذلك إذا كان المنعوت نكرة ،
فهل لا بد أن يكون النعت نكرة كذلك ؟
قال : نعم . النعت يتبع المنعوت في تعريفه وتنكيره .
فإذا كان المنعوت معرفة كان النعت معرفة .
وإذا كان المنعوت نكرة كان النعت نكرة .

كأن تقول :
جاءَ الرجلُ الكريمُ .
وجاءَ رجلٌ كريمٌ .
فهنا إذا تأملت كلمتي ( الكريم )
في هذين المثالين وجدتهما :
مرة معرفة .
ومرة نكرة .
المرة الأولى معرفة لأجل أن المنعوت وهو كلمة ( الرجل ) معرفة .
في المرة الثانية نكرة لأجل أن المنعوت هو كلمة ( رجل ) نكرة .
المسألة الرابعة :
هل يتبع النعت المنعوت في تذكيره وتأنيثه ؟
قال : نعم . النعت يتبع المنعوت في تذكيره وتأنيثه .
فإذا كان المنعوت مذكرا كان النعت مذكرا .
وإذا كان المنعوت مؤنثا كان النعت مؤنثا .

تقول :
فازَ طالبٌ مجتهدٌ .
وفازت طالبةٌ مجتهدةٌ .
فهنا في المثال الأول النعت وهو : ( مجتهد ) مذكر .
لماذا ؟ لأجل أن المنعوت مذكر .

وفي المثال الثاني النعت وهو : ( مجتهدة ) مؤنث .
لماذا ؟ لأجل أن المنعوت وهو : ( طالبة ) مؤنث .

المسألة الخامسة :
هل يتبع النعت المنعوت في [ إفراده ، وتثنيته ، وجمعه ] ؟
قال : نعم . النعت يتبع المنعوت في :[ إفراده ، وتثنيته ، وجمعه ]
فإذا كان المنعوت مفردا كان النعت مفردا .
وإذا كان المنعوت مثنى كان النعت مثنى .
وإذا كان المنعوت جمعا كان النعت جمعا .

ومن ذلك قولك :
رأيتُ زيدًا البطلَ .
ورأيتُ الزيدَيْنِ البَطلَيْنِ .
ورأيتُ الرجالَ الأبطالَ .

إذا تأملت النعت في المثال الأول وهو : ( البطل ) وجدته مفردا .
لماذا ؟ لأجل أن المنعوت مفرد .
إذا تأملت النعت في المثال الثاني وهو : ( البطلين ) وجدته مثنى .
لماذا ؟ لأجل أن المنعوت وهو : ( الزيدين ) مثنى .
وإذا تأملت النعت في المثال الثالث وهو : ( الأبطال ) وجدته جمعا .
لماذا ؟ لأجل أن المنعوت وهو : ( الرجال ) جمع .

إذن نستطيع أن نلخص درس النعت في أمرين :
الأول : تعريفه .وهو وصف يوصف به ما قبله ويسمى بالصفة .

الثاني : اتّباعُهُ للمنعوت . النعت يتبع منعوته وهو موصوف في :
رفعه .
ونصبه .
وجره .
وتعريفه .
وتنكيره .
وتذكيره .
وتأنيثه .
وإفراده .
وتثنيته .
وجمعه .

وقد استثنى النُّحَاةُ أشياء قد ذكرتها في الكتاب يمكنك الرجوع إليها .


ثم قال المصنف عفا الله عنه :

النوع الثاني : 《 العطف 》
وفيه أربع مسائل :

المسألة الأولى :
ما هو العطف ؟
وما هي حروفه ؟
قال : العطف هو تابعٌ يتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف .
يعني يأتي بينه وبين متبوعه حرف من حروف العطف .
وحروف العطف تسعة وهي [ الواو ، الفاء ، ثم ، أو ، أم ، بل ، لا ، لكن ، حتى ] .

المسألة الثانية :
ما هي معاني حروف العطف ؟
أما الواو : معناها مطلق الجمع .
تقول مثلا : ( جاء زيدٌ وبكرٌ )
أي جاءا معا لا مزية لأحدهما على الآخر .

وأما الفاء : معناها الترتيب والتعقيب .
تقول : ( جاءَ زيدٌ فبكرٌ )
أي جاء عقبه بِلا مُهلة .

أما ثم : فمعناها الترتيب مع التراخي .
تقول : ( جاء زيدٌ ثم بكرٌ )
أي جاء بكر عقب زيد بمُهلةٍ .

أما أو : فمعناها الشك أو التخيير أو الإباحة .
تقول مثلا : ( جاء زيدٌ أو عمروٌ )
فهنا أشك ، هل جاء زيد أو عمرو ؟

تقول أيضا : ( تزوجْ هندًا أو أختَها )
فهنا أخيرك : تزوج هندًا أو أختها .

تقول : اِشرَبْ ماءً أو لبنًا

يعني أبيح لك هذا أو ذاك .

وأما أم : فمعناها طلب التعيين بعد همزة الاستفهام .
تقول : أكلتَ اللحمَ أم الخبزَ ؟

هنا يريد المتكلم من المخاطَب أن يعين له ما أكله اللحم أم الخبز .

وأما بل : فمعناها إثبات الحكم لما بعدها ونفيه عما قبلها .
ويشترط لها :
ألا يسبقها استفهام .
وأن يكون ما بعدها مفردًا .
مثل : ( إذْ قامَ زيدٌ بلْ عمروٌ )
فهنا أثبت المتكلم القيام لعمرو ونفاه عن زيد .

وأما لا : فمعناها نفي الحكم عما بعدها وإثباته لما قبلها .
تقول : ( قام زيدٌ لا عمروٌ )
هنا أثبت المتكلم القيام لزيد ونفاه عن عمرو .

وأما لكن : فمعناها تقرير حكم ما قبلها وإثبات ضده لما بعدها .
ويشترط لها :
أن يسبقها نفي .
وألا تقترن بالواو .
تقول : ( ما قام زيدٌ لكن عمروٌ )
هنا أثبت المتكلم القيام لعمرو ونفاه عن زيد .

وأما حتى : فمعناها الغاية والتدريج في انقضاء الحكم .
تقول : ( أكلتُ السمكةَ حتى رأسَها )
أي تدرجت في أكلها حتى أكلت رأسها .

وقد تأتي ( حتى ) حرف جر كما في قوله تعالى :
" سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ " فهنا في هذه الآية ( حتى ) حرف جر .

المسألة الثالثة :
ما هي أركان جملة العطف ؟
ما إعراب كل ركن ؟

جملة العطف تتكون من ثلاثة أركان :
معطوف عليه .
وحرف العطف .
ومعطوف .
أما المعطوف عليه : فيكون قبل حرف العطف .
وأما حرف العطف فيأتي بين المعطوف عليه والمعطوف .
وأما المعطوف فيأتي بعد حرف العطف .

والمعطوف عليه يعرب حسب موقعه في الجملة .
أما حرف العطف يعرب حرفا مبنيا لا محل له من الإعراب .
وأما المعطوف فيتبع المعطوف عليه في : [ الرفع ، والنصب ، والجر ، والجزم ]
فإذا كان المعطوف عليه مرفوعا كان المعطوف مرفوعا .
وإذا كان المعطوف عليه منصوبا كان المعطوف منصوبا .
وإذا كان المعطوف عليه مجرورا كان المعطوف مجرورا .
وإذا كان المعطوف عليه مجزوما كان المعطوف مجزوما .

ومن ذلك قولك : ( فازَ زيدٌ وعمروٌ )
فهنا ( زيدٌ ) هو المعطوف عليه .
وحرف العطف هو : ( الواو )
و ( عمروٌ ) هو : المعطوف .

و تقول مثلا : ( أشرب الماءَ أو العصيرَ )
فهنا ( الماء ) هو : المعطوف عليه .
حرف العطف هو : ( أو ) .
والمعطوف هو : ( العصير )

ومن ذلك أيضا قولك : ( اجتهد أحمدُ بل إبراهيمُ )
فهنا المعطوف عليه ( أحمدُ ) .
وحرف العطف : ( بل ) .
والمعطوف : ( إبراهيمُ ) .

المسألة الرابعة :
وضح إعراب المعطوف عليه بالأمثلة :
تقول : ( أحبُّ اللبنَ أو اللحمَ )

عند الإعراب تقول :
( أحبُّ ) فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : ( أنا ) .
و ( اللبنَ ) مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة .
و ( أو ) حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
و ( اللحمَ ) معطوف على اللبن منصوب بالفتحة الظاهرة .

و تقول أيضا : ( المسلمونَ عظماءُ لا الكفارُ )

فعند الإعراب تقول :
( المسلمون ) مبتدأ مرفوع بالواو نيابة عن الضمة ، لأنه جمع مذكر سالم .
و ( النون ) عوض عن التنوين الحادث في الاسم المفرد : مسلم .
( عظماءُ ) خبر مرفوع بالضمة الظاهرة .
و ( لا ) حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
و ( الكفارُ ) معطوف على المسلمون مرفوع بالضمة الظاهرة .

إذن نستطيع أن نلخص درس العطف في أربعة أمور :
الأول : تعريفه . هو تابع يتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف .
الثاني : حروفه . الواو ، الفاء ، ثم ، أو ، أَمْ ، بل ، لا ، لكن ، حتى

الثالث : أركانه .
معطوف عليه .
وحرف عطف .
ومعطوف .

الرابع : إعرابه .
المعطوف يتبع المعطوف عليه في : الرفع ، والنصب ، والجر ، والجزم



ثم قال المصنف عفا الله عنه :

النوع التاسع : 《 التوكيد 》
وفيه ثلاث مسائل :

المسألة الأولى :
ما هو التوكيد ؟
التوكيد هو : تابع يُذكر في الكلام لنفع ما قد يتوهمه السامع مما ليس مقصودا ، ويقال له : ( التأكيد )

المسألة الثانية :
التوكيد ينقسم قسمين . وضح ذلك مع ذكر أمثلة على ما تقول :

ينقسم التوكيد قسمين :
القسم الأول : توكيد لفظي وهو تكرار الكلمة نفسها أو مرادفها سواء كان [ اسما ، أو فعلا ، أو حرفا ]

ومن ذلك تقول : ( قامَ زيدٌ زيدٌ )
هنا ( زيدٌ ) الثانية توكيد

وتقول : قامَ قامَ زيدٌ

هنا : قامَ :الثانية توكيد ل: قامَ : الأولى .

وتقول : لا لا عرفتُ الحقَّ

فلا : الثانية توكيد ل( لا ) الأولى .
هذه الأمثلة الثلاثة كررت الكلمة نفسها .

و تقول أيضا : جاءَ حضرَ زيدٌ

فهنا ( حضرَ ) توكيد لجاء .
ولكن هنا لم تكرر الكلمة نفسها ولكن جيء بالمرادف .
مرادف كلمة ( جاء ) : حضر .
فهذا يسمى : بالتوكيد اللفظي .

أما القسم الثاني فهو : التوكيد المعنوي .
وهو رفع الشك عن المتبوع بلفظ مخصوص مثل :
نفس ، عين ، كل ، جميع ، أجمع ، كِلا ، كلتا
ويجب أن يتصل كل منها بضمير يطابق المؤكد .

فإن كان المؤكد مفردا كان الضمير مفردا ، وكذلك لفظ التوكيد .
تقول مثلا :
جاءَ الطالبُ نفسُه .
وحضرَ الطالبُ عينُه .

أما إذا كان المؤكد مثنى كان الضمير مثنى .
تقول :
جاء الطالبان أنفُسُهُما .
وحضر الأبوان أعيُنُهُما .

وإذا كان المؤكد جمعا كان الضمير جمعا ، و كذلك لفظ التوكيد .
تقول :
جاء الرجال أنفُسُهُم .
وحضر القوم أعيُنُهُم .
فهنا التوكيد في هذه الأمثلة كلها هو : كلمة [ نفس ، أو عين ] وقد أضيف إليها ضمير يطابق المؤكد .

فإذا كان المؤكد مفردا أُتِيَ بضمير مفرد .
وإذا كان مثنى أُتيَ بضمير المثنى .
وإذا كان جمعا أُتيَ بضمير الجمع .

من ذلك أيضا تقول :
جلسَ زيدٌ نفسُهُ .
و تكلمَ الأميرُ عينُه .
وجاءَ القومُ كلهُم .
وفازَ المسلمون أجمعون .
ونجح الطالبان كلاهما .
ففي هذه الأمثله التوكيد هو : [ نفسه ، وعينه ، وكلهم ، وأجمعون ، وكلاهما ]

ثم قال المسألة الثالثة :
ما إعراب التوكيد ؟

قال التوكيد يتبع المؤكد في :
الرفع .
والنصب .
والجر .
فإذا كان المؤكد مرفوعا جاء التوكيد مرفوعا .
وإذا كان المؤكد منصوبا جاء التوكيد منصوبا .
وإذا كان المؤكد مجرورا جاء التوكيد مجرورا .

ويعرب الضمير المتصل بلفظ التوكيد المعنوي : في محل جر مضاف إليه .
تقول مثلا : جاءَ محمدٌ محمدٌ
فمحمد : الثانية هذه تعرب : توكيدا لفظيا ، مرفوعا بالضمة الظاهرة .
لماذا مرفوع بالضمة الظاهرة ؟ لأجل أن المؤكد مرفوع بالضمة .

وتقول أيضا : ( أكرمتُ محمدًا محمدًا )
( محمدًا ) الثانية هذه تعرب : توكيدا لفظيا منصوبا بالفتحة الظاهرة .

وتقول : ( مررتُ بمحمدٍ محمدٍ )
( فمحمدٍ ) الثانية تعرب : توكيدا لفظيا مجرورا بالكسرة الظاهرة .

إذن متى كان المؤكد مرفوعا كان التوكيد مرفوعا .
ومتى كان منصوبا كان التوكيد منصوبا .
ومتى كان مجرورا كان التوكيد مجرورا .

ومن الأمثلة أيضا تقول :
جاءَ الأميرُ نفسُهُ .
و رأيتُ الأميرَ نفسَهُ .
وسلمتُ على الأميرِ نفسِهِ .
فهنا كلمة : ( نفسه ) :
في المثال الأول أتت مرفوعة لأجل أن المؤكد مرفوع .
وأتت منصوبة في المثال الثاني لأجل أن المؤكد منصوب .
وأتت مجرورة في المثال الثالث لأجل أن المؤكد مجرور .

وتعرب في المثال الأول : توكيدا معنويا مرفوعا بالضمة الظاهرة .
و ( الهاء ) ضمير مبني على الضم في محل جر مضاف إليه .

وفي المثال الثاني تعرب : توكيدا معنويا منصوبا بالفتحة الظاهرة .
و ( الهاء ) ضمير مبني على الضم في محل جر مضاف إليه .
وتعرب في المثال الثالث :
توكيدا معنويا مجرورا بالكسرة الظاهرة .
و ( الهاء ) ضمير مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه .


ثم قال المصنف عفا الله عنه :

النوع العاشر : 《 البدل 》
وفيه ثلاث مسائل :

المسالة الأولى :
ما هو البدل ؟
البدل هو : تابع مُمَهَّدٌ له بذكر كلمةٍ قبلَهُ غيرِ مقصودةٍ لِذاتها .

تقول مثلا : ( الفاروقُ عمرُ عادلٌ )
فهنا كلمة : ( عمر ) بدل .
لماذا ؟ لأجل أنه جيء قبلها بكلمة مهَّدَتْ لها وهي : ( الفاروقُ )

و تقول مثلا : ( أكلتُ الطعامَ ثُلُثَهُ )
كلمة : ( ثلثه ) هنا بدل .
لماذا ؟ لأجل أنه جيء قبلها بكلمة مهدت لها وهي : ( الطعام ) .

المسألة الثانية :
ما إعراب البدل ؟
قال : البدل يتبع المُبدَلَ منه في [ الرفع ، والنصب ، والجر ، والجزم ]
فإن كان المبدلُ منه مرفوعا جاء البدل مرفوعا .
وإذا كان المبدل منه منصوبا جاء البدل منصوبا .
وإذا كان المبدل منه مجرورا جاء البدل مجرورا .
وإذا كان المبدل منه مجزوما جاء البدل مجزوما .

تقول مثلا :
جاء الأميرُ زيدٌ .
ورأيتُ الأميرَ زيدًا .
وسلمتُ على الأميرِ زيدٍ .
فهنا إذا تأملت كلمة : ( زيد ) في الأمثلة الثلاثة وجدتها مرة مرفوعة ومرة منصوبة ومرة مجرورة .
لماذا ؟ لأجل أن المبدل منه :
في المثال الأول مرفوع لذلك أتت مرفوعة .
وفي المثال الثاني منصوب لذلك أتت منصوبة .
وفي المثال الثالث مجرور لذلك أتت مجرورة .

ومن ذلك أيضا قولك : ( مَنْ يَشكُرْ رَبَّهُ يَسْجُدْ لَهُ يَفُزْ )
فكلمة : ( يَفُزْ ) هذه بدل .
والمبدل منه هنا ( يَسْجُدْ ) .
فهنا أتى البدل وهو : ( يفز ) مجزوما ..
لأجل أن المبدل منه وهو : ( يسجد ) مجزوم .

المسألة الثالثة :
ينقسم البدل أربعة أقسام وضح ذلك ، مع ذكر أمثلة على ما تقول :
قال : ينقسم البدل أربعة أقسام وهي :
القسم الأول : بدل الكل من الكل : أن يكون البدل مطابقا للمبدل منه .

مثال :
جاءني محمدٌ أخوك .
و تكلمَ الخليفةُ عمرُ .

فهنا البدل كل من الكل :
محمد هو أخوك .. و أخوك هو محمد .
عمر هو الخليفة .. والخليفة هو عمر .
فهذا يسمى ببدل الكل من الكل أو البدل المطابق .

القسم الثاني : بدل البعض من الكل . أي يكون البدل جزءًا من المبدل منه .
وهنا يجب في هذا البدل أن يضاف إلى ضمير عائد إلى المبدل منه .
مثال :
تحدثتُ مع الطلابِ نصفِهِمْ .
و نظفتُ البيتَ بابَهُ .
فهنا البدل يسمى : بدل البعض من الكل أو الجزء من الكل .
لأن النصف جزء من الطلاب والباب جزء من البيت لذلك يسمى : ببدل البعض من الكل .

أما القسم الثالث فهو : بدل الاشتمال . أي يربط البدل والمبدل منه رابط غير الجزئية والكلية .
ويجب في هذا البدل أن يضاف إلى ضمير عائد إلى المبدل منه .
تقول مثلا :
أكرمتُ زيدًا ولدَهُ .
ونفعني زيدٌ علمُهُ .

فهنا إذا تأملت الكلمتين : ( ولدَهُ ) ( وعلمُهُ )
وجدت كل واحدة منهما يربط بينها وبين المبدل منه رابط . وهذا الرابط غير الجزئية والكلية .
وأضيف إلى البدل ضمير ( الهاء ) و هذا يعود إلى المبدل منه : ( زيد ) . لذلك يسمى : بدل اشتمال .

القسم الرابع : بدل الغلط .
أي يذكر المتكلم كلمة غلطا ثم يذكر المراد .
كأن يقول :
رأيتُ زيدًا الكتابَ .
وجلسَ قامَ زيدٌ .
فهنا كلمة : ( الكتاب ) و كلمة : ( قام ) بدل غلط .
لأن المتكلم أراد في المثال الأول أن يقول ( رأيت الكتاب ) فأخطأ وقال : ( زيدا ) ثم قال : ( الكتاب )

كذلك في المثال الثاني أراد المتكلم أن يقول :( قام زيد ) فأخطأ وقال ( جلس ) ثم قال : ( قام زيد )

هنا فائدة :
هذه الأنواع الأربعة التي ذكرتها في هذا الدرس وهي :
النعت .
والعطف .
والتوكيد .
والبدل .
تسمى بالتوابع . وهي ما تتبع ما قبلها في الإعراب : رفعا ، ونصبا ، وجرا .

إذن نستطيع أن نلخص درس البدل في ثلاثة أمور :
الأول : تعريفه . وهو تابع ممهد له بذكر كلمة قبله غير مقصودة لذاتها .
أما أقسامه : فالبدل أربعة أقسام :
بدل الكل من الكل .
وبدل البعض من الكل .
وبدل الاشتمال .
وبدل الغلط .

وأما إعرابه : فالبدل يتبع المبدل منه في : الرفع ، والنصب ، والجر ، والجزم



أسئــلة الــدرس

الســؤال الأول :
ضع كل كلمة من الكلمات الآتية في جملة مفيدة بحيث تكون ( نعتا ) واضبطه بالشكل :
المجتهد .
مثمرة .
العاملون .

الســـؤال الثــاني :
ضع كل كلمة من الكلمات الآتية في جملتين بحيث تكون في إحداهما معطوفة وفي الأخرى معطوفا عليه
المجتهد .
سعداء .
الصالح .
الســــؤال الثــالث :ضع كل كلمة من الكلمات الآتية في جملة بحيث تكون ( توكيدا ) ثم اضبطها بالشكل :
العالم .
الفائز .
نفسه .
سكت .
عينه .

الســـؤال الرابـــع :
ضع كل كلمة من الكلمات الآتية في جملة بحيث تكون ( بدلا ) ثم اضبطها بالشكل :
الإمام .
الفتاة .
أخوك .
القلم .

الســـؤال الخــامس :
أعرب الجمل الآتية :
الأولى : البنت المهذبة محبوبة .
الثانية : إن العلم النافع مثمر .
الثالثة : ما ذاكرت الفقه لكن العقيدة .
الرابعة : قام الأستاذ ثم الطالب .
الخامسة : رأيت السلطان نفسه .
السادسة : سكت صمت الطلاب .
السابعة : بعت الشجرة ثمرتها .
الثامنة : كانت أم المؤمنين عائشة حجة في الحديث .

نكتفي بهذا القدر والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
رد مع اقتباس