عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04-25-2018, 12:14 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,225
Arrow

عقبات في طريق قبول الأعمال
يعرض للعامل إذا عمل عملاً صالحًا كالصلاة، والصيام، والصدقات ونحوها ثلاث آفات.
= رؤية العمل.
= طلب العِوَض عليه
= رضاه به وسكونه إليه.
= فالذي يخلِّصه من رؤية عمله: مطالعته لمنةِ الله عليه، وتوفيقه له، وأنه من الله وبه لا من العبد.
= والذي يخلِّصه من طلب العوض عليه: علمه بأنه عبد محض مملوك لسيده، لا يستحق على الخدمة أجرة، فإن أعطاه سيده شيئًا من الأجرة والثواب فهو إحسان وإنعام ورحمة من سَيِّدِهِ لا عِوضًا عن العمل.
= والذي يخلِّصه من رضاه بعمله وسكونه إليه: مطالعة عيوبه، وتقصيره في عمله وما فيه من حظ النفس والشيطان، وعلمه بعظيم حق الله، وأن العبد أعجز وأضعف من أن يقوم به على الوجه الأكمل، نسأل الله الإخلاص والعون والاستقامة. مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة ص: 412.
وقد لا يُقْبَلُ العمل وإن كان كثيرًا في نظر صاحبه، إما لِعُجبٍ، أو رياءٍ، أو غرورٍ، أو منةٍ صاحَبِتْ ذلك العمل، فكانت سببًا لِرَدِّهِ، قال تعالى"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى"البقرة: 264.
°ولنحذر حبوط العمل بالمنَّ بما استُخْلِفْنَا فيه :
قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى"البقرة 264.
فإن مما يبطل العمل أيها المؤمنون المن والأذى بالطاعات،
فاتقوا الله عباد الله واشهدوا مِنَّةَ اللهِ عليكم أن هداكم للإيمان ،قال تعالى " وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "النور 21.

المتصدق في ظِلِّ الله تعالى يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ،وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ،وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ». رواه البخاري- كتاب الرقاق، باب البكاء من خشية الله، حديث: ‏6124‏، ومسلم- كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة، حديث: ‏1774 ‏..
إذا تصدق العبد وعلم الله منه أنه لا يريد بصدقته إلا وجه الله تعالى، لا يريد رياء ولا سُمْعة ،ولم يَعْقُب صدقته َمنًّا ولا أذَى ،كان يوم القيامة في ظِلِّ الله تعالى ،يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ، ومن أمارات الإخلاص المبالغة في إخفاء الصدقة.الألوكة

°إذًا فليس الشأن في العمل الصالح القيام به فَحَسْب، إنما الشأن في المحافظة على العمل مما يفسده ويحبطه، فالرياء وإن دق مفسد للعمل، وهو أبواب كثيرة لا تحصر، وكون العمل غير مقيد باتباع السنة محبط للعمل، والمن به على الله تعالى بقلبه مفسد له، وأذى الخلق منقص له، وتعمد مخالفة أوامر الله والاستهانة بها مبطل له ونحو ذلك. مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة ص: 412

*كيفية المحافظة على الأعمال الصالحة

وهذا لا يكون إلا بحسن الأخلاق فلو كانت أعمال العبد كالجبال وهو يؤذي الناس فهو خاسر؛ لأن الناس يأخذون حسناته يوم القيامة.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ، قَالَ "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟" قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: "إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ".صحيح مسلم 4/ 1997، رقم 59-2581.
ولا ينبغي للمؤمن أن يحتقر العمل وإن كان قليلاً
، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ-رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- "لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ".
صحيح مسلم4/ 2026، رقم 144-2626

*وقال صلى الله عليه وسلم "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا ،يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا ،يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ "الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 6478 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر -
فقد يُقبل العمل مهما كان قليلاً ويكون سببًا لدخول الجنة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- "غُفِرَ لِامرَأةٍ مُومِسةٍ، مرَّت بِكَلبٍ عَلى رَأسِ رَكِيٍّ، يَلهَثُ، قال: كاد يَقتَلُه العَطَشُ، فنَزَعَت خُفَّها، فأَوثَقتْه بِخِمارِها، فنَزَعَت له مِنَ الماءِ، فغُفِر لَها بذلكَ.". الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-
الصفحة أو الرقم: 3321 - خلاصة حكم المحدث- الدرر -
رِكيٍّ، أي: بئرٍ، يَلهَثُ، يعني: يُخرِجُ لِسانَه منَ العَطشِ يَكادُ يَموتُ منه.

= قال الشاعر: خلِّ الذنوبَ صغيرها وكبيرها ذاك التُّقَى، واصنع كمَاشٍ فوقَ أرضِ الشوكِ يحذر ما يرى، لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى.
يقول الحافظ ابن حجر-رحمه الله- "ينبغي للمرء أن لا يزهد في قليل من الخير أن يأتيه، ولا في قليل من الشر أن يجتنبه، فإنه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها، ولا السيئة التي يسخط عليه بها" فتح الباري 11/ 321، ."هنا= كتاب الواعظ -شروط قبول العمل - خطبة.ومصادر أخرى .

ولمزيدٍ من المُحاسَبَة ورفع الهِمَّة، والأخذ بالعزائم؛ فهذه وقفةٌ مع آيةٍ من كتاب الله .
آيةٌ في كتاب الله تُلينُ القلوبَ القاسية .. وتُوقِظُ النفوسَ الغافِلة .. آيةٌ تستدعِي التأمُّل، وتدعُو إلى التفكُّر .. آيةٌ في كتاب الله شابَت منها رؤوسُ الأتقياء .. ووجِلَت لها قلوبُ الأولياء .. وذرَفَت لها دموعُ الخائِفِين .. واقشعرَّت منها جلودُ الوجِلِين.
فلله درُّهم! ما أعظمَ تدبُّرهم للقرآن .. وأشدَّ تأثُّرهم بمواعِظِه .. ووقوفهم عند زواجِرِه.
إنها قولُ الله – عزَّ شأنُه -"وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ"الزمر: 47.
لقد عظُمَ خوفُ السلَف منها: فهذا محمد بن المُنكَدر لما حضَرَته الوفاة جزِع، فدعَوا له أبا حازِم ليُخفِّفَ عنه من جزَعِه، فقال له ابنُ المُنكَدر: “إن الله يقول"وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ"، فأخافُ أن يبدُوَ لي من الله ما لم أكن أحتسِب. فجعل يبكِيَان”. فقال أهلُ ابن المُنكَدر: دعوناكَ لتُخفِّف عنه، فزِدتَّه جزَعًا.
وقيل لسُليمان التيميِّ: أنت أنت، ومن مثلُك؟! فقال: “مَهْ! لا تقولوا هذا، لا أدري ما يبدُو لي من الله، سمعتُ الله يقول "وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ".
وعن سُفيان أنه قرأَها، فقال: “ويلٌ لأهل الرياء، ويلٌ لأهل الرياء، هذه آيتُهم! هذه قصَّتُهم”.
وقال مُقاتل: “ظهر لهم حين بُعِثُوا ما لم يحتسِبُوا في الدنيا أنه نازِلٌ بهم في الآخرة”.
وقال السُّديُّ: “ظنُّوا أن أعمالَهم حسنات فبدَت لهم سيئات”.
فلنحذر مخالفة أمر الله وتلبيس الشيطان علينا أعمالنا ، وتزيين الباطل على أنه حق،قال تعالى "
وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوايَحْتَسِبُونَ"47"الزمر
وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون من أجل ما روي فيه ما رواه منصور عن مجاهد قال : عملوا أعمالا توهموا أنها حسنات فإذا هي سيئات . وقاله السدي . وقيل : عملوا أعمالا توهموا أنهم يتوبون منها قبل الموت فأدركهم الموت قبل أن يتوبوا ، وقد كانوا ظنوا أنهم ينجون بالتوبة . ويجوز أن يكونوا توهموا أنه يغفر لهم من غير توبة ف بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون من دخول النار . وقال سفيان الثوري في هذه الآية : ويل لأهل الرياء ، ويل لأهل الرياء ، هذه آيتهم وقصتهم . وقال عكرمة بن عمار : جزع محمد بن المنكدر عند موته جزعًا شديدًا ، فقيل له : ما هذا الجزع ؟ قال : أخاف آية من كتاب الله وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون فأنا أخشى أن يبدو لي ما لم أكن أحتسب .تفسير القرطبي=هنا=.

°يا عبد الله! ما ظنُّك بعبدٍ عمِلَ أعمالاً ظنَّها صالِحة، ونسِيَ ما كان منه من معاصٍ، حسِبَه هيِّنًا، وبدَا له من الله ما لم يكن يحتسِب.
احذَروا ذنوبَ الخلَوات؛ فقد جاء في “سنن ابن ماجه” عن ثوبان – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أنه قال: «لأعلمنَّ أقوامًا من أمَّتي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ أمثالِ جِبال تِهامةَ بيضاء، فيجعلُها الله هباءً منثورًا»، قال ثوبان: يا رسول الله! صِفهم لنا وجلِّهم، لا نكون منهم ونحن لا نعلَم. قال «أما إنهم إخوانُكم، قومٌ من جِلدَتكم، ويأخذون من الليل كما تأخُذون، ولكنَّهم أقوامٌ إذا خلَوا بمحارِم الله انتهَكُوها» قال في “الزوائد” “إسنادُه صحيح، ورجالُه ثقات”.
قال سالم مولى أبي حُذيفة – مُعلِّقًا على هذا الحديث -: “خشيتُ أن أكون منهم، ثم قال: لعلَّهم كانوا إذا عرَضَ لهم شيءٌ من الحرامِ أخذُوه، فأذهبَ الله أعمالَهم.
احذَروا الغرورَ والأمانِي، ومدَّ الحِبال في المعاصِي .. إياكم واستِصغارَ الذنوب .. إياكم ومُحقَّرات الذنوب، "وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ"النور: 15.
يقول أنسٌ – رضي الله عنه “إنكم تعمَلون أعمالاً هي في أعيُنِكم أدقُّ من الشعَر، كنَّا نعُدُّها على عهد رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم – من المُوبِقات” رواه البخاري.
تأمَّلوا – رحمكم الله -، تأمَّلوا فيما يُحبِطُ الأعمال، ويأكلُ الحسنات؛ من الحسد، والرياء، والسُّمعة، والغِيبَة، والنَّميمة، والكِبر، والظُّلم، والعُجب، وأكل الحرام، وتقطيعِ الأرحام، والإسرافِ في المآكل والمشارِب والولائِم والمطاعِم، وإدمان السهر على غير طاعة الله، والإغراق والانهِماك في وسائل الإعلام ومواقع التواصُل بما لا يُفيد، والتكلُّف في تصنيفِ الخلق؛ مما يُمرِئُ الأبدان، ويُهلِكُ القلوب، ويُفسِدُ العقول، ويُشقِي النفوس، ويُشغِلُ عن الطاعة، ويصرِفُ عن النافع، ويُبعِدُ عن الجادَّة، ويُضيِّعُ المسؤوليَّات.
إن من العقل والحِكمة والحَصَافَة وحُسن المُحاسَبَة: النظرَ الجادَّ في هذا الزمان ومُستجدَّاته.
"وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ"الزمر: 47. زمنٌ كثُرَت فيه المُشغِلات، وتنوَّعَت فيه الصوارِف، وتكاثَرَت فيه المُلهِيات؛ بل لقد التبَسَ الحقُّ بالباطل لدى بعض الفِئام، ولاسيَّما في ميادين الفِكر والثقافة.
يموجُ العصرُ بألوانٍ من المُخالفات، وما تبُثُّه وسائلُ الإعلام والتواصُل بمقروئِها ومسموعِها ومُشاهَدها من أنواع المُحرَّمات؛ في العقائد والسلوك، وألوان الجرائم والإجرام، ممن زُيِّن له سوءُ عملِه فرآه حسنًا، وممن ضلَّ سعيُه في الحياة الدنيا وهم يحسَبُون أنهم يُحسِنون صُنعًا.
إن من أعظم المظاهِر الصارِفة والصادَّة: الانبِهارَ بمظاهر المادَّة والعُمران، والانصِرافَ والزُّهدَ في حقائق الإيمان، وعلوم القرآن والسنَّة.=هنا=

من أحسنَ الظنَّ بالله أحسنَ العمل. يقول ابن عونٍ – رحمه الله -: “لا تثِق بكثرة العمل؛ فإنك لا تدري أيُقبَلُ منك أم لا، ولا تأمَن ذنوبَك؛ فإنك لا تدري هل كُفِّرَت أم لا، عملُك مُغيَّبٌ عنك كلُّه لا تدري ما الله صانعٌ فيه”.الكاتب:فضيلة الشيخ الدكتور/صالح بن حميد

"قال اللهُ : ثلاثةٌ أنا خصمهم يومَ القيامةِ : رجلٌ أعطى بي ثم غدرَ ، ورجلٌ باع حرًّا فأكل ثمنَه ، ورجلٌ استأجرَ أجيرًا فاستوفى منهُ ولم يُعْطِه أجرَه"الراوي : أبو هريرة - المحدث البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 2227- خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر -

*شرح الحديث:

في هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ المولى عزَّ وجلَّ عن ثلاثةِ أصنافٍ منَ النَّاسِ يَفعلون من الأفعالِ ما يَستوجبُ خُصومةَ اللهِ تعالى يومَ القِيامَةِ.
أوَّلُهم: رجلٌ أعطى باللهِ ثُمَّ غَدَرَ، يَعني: أعطَى العهدَ واليَمينَ باسمِ اللهِ، ثُمَّ غَدَرَ بهذا العَهْدِ ونَقَضَه، ولم يَفِ بيَمينِه وعَهدِه.
والثاني: رَجلٌ باع حُرًّا وهو يَعلَمُ أنَّه حُرٌّ. وإنَّما عَظَّمَ الإثمَ فيمَنْ باع حُرًّا؛ لأنَّ المسلمينَ أَكفَاءٌ في الحُرمةِ والذِّمَّةِ، وللمُسلمِ على المسلمِ أن يَنصُرَه ولا يَظلِمُه، وأنْ يَنصَحَه ولا يُسلِمَه، وليس في الظُّلمِ أعظمُ من أن يَستَعبِدَه أو يُعَرِّضَه لذلك، ومَن باع حُرًّا فقد مَنَعَه التَّصرُّفَ فيما أباح اللهُ له، وأَلْزَمَه حالَ الذِّلَّةِ والصَّغارِ، فهو ذَنبٌ عظيمٌ لذلك.
والثالثُ: رَجلٌ استأجَرَ أجيرًا، فاستَوْفَى منه العَمَلَ الَّذي استأجَرَه من أَجْلِه، ولم يُعطِه أَجْرَه؛ لأنَّ الأجيرَ وَثِقَ بأمانَةِ المُؤَجِّرِ، فإن خان الأمانةَ تَولَّى اللهُ جَزاءَه.-الدرر -
رد مع اقتباس