عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 04-25-2018, 04:02 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,225
Post

رابعًا : الإيمان بالرسل

الإيمان بالأنبياء والرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان

ومعناه : الإيمان بمن سمى الله تعالى في كتابه من رسله وأنبيائه ، والإيمان بأن الله عز وجل أرسل رسلًا سواهم ، وأنبياء لا يعلم عددهم وأسماءهم إلا الله تعالى الذي أرسلهم .قال جل وعلا "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ.." .سورة غافر / آية : 78 .
وقال تعالى"وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ" .سورة فاطر / آية : 24 .
كتاب : الإيمان / ص : 46 .
الفرق بين النبي والرسول :
النبي : ذَكَر من بني آدم أوحى الله تعالى إليه بأمر .فإن أُمر بتبليغه إلى الناس فهو نبي ورسول.وإن لم يؤمر بتبليغه فهو نبي غير رسول . وعليه فكل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولًا .

*ومثال النبي فقط : يوشع بن نون صاحب موسى وفتاه ـ عليهما السلام ـ ، فقد نبأه الله تعالى ، وخلف موسى وهارون في بني إسرائيل ، وهو الذي غزا بيت المقدس وفتحها الله عليه .
* ومثال النبي الرسول : محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .عقيدة المؤمن / ص : 209 .

*الأنبياء والرسل المذكورون في القرآن :

المذكورون في القرآن الكريم من الأنبياء والرسل خمسة وعشرون ، وهم : آدم ، ونوح ، وإدريس ، وصالح ، وإبراهيم ، وهود ، ولوط ، ويونس ، وإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، وأيوب ، وشعيب ، وموسى ، وهارون ، واليسع ، وذا الكفل ، وداود ، وزكريا ، وسليمان ، وإلياس ، ويحيى ، وعيسى ، ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .

وقد ورد ذكر ثمانية عشر منهم في قوله تعالى "وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ *وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ*وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ " .سورة الأنعام / آية : 83 ـ 86 .

وورد ذكر الآخرين في مواضع من القرآن .
قال تعالى " وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ..." .سورة هود / آية : 50 ، سورة الأعراف / آية : 65 .
وقال تعالى " وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ..." .سورة هود / آية : 61 ، سورة الأعراف / آية : 73 .
وقال تعالى"وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ... " .سورة الأعراف / آية : 85 ، سورة هود / آية : 84 .
وقال تعالى " إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا ... " .سورة آل عمران / آية : 33 .
وقال تعالى " وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ " .سورة الأنبياء / آية : 85 . وقال تعالى "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ... " .سورة الفتح / آية : 29 .

فهؤلاء الرسل والأنبياء يجب الإيمان برسالتهم ونبوتهم تفصيلًا ، بمعنى أن الإنسان لو عرض عليه واحد منهم لم ينكر نبوته ، ولا رسالته إن كان رسـولًا ، فمن أنكر نبوة واحد منهم ، أو أنكر رسالة من بُعث منهم برسالة كَفَرَ .
وأما الأنبياء والرسل الذين لم يقصصهم القرآن علينا ، فقد أمرنا أن نؤمن بهم إجمالًا .
وليس لنا أن نقول برسالة أحد من البشر أو نبوته ما دام القرآن لم يذكره في عداد الأنبياء والرسل ، ولم يخبرنا به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .الإيمان / ص : 47 .

* أولو العزم من الرسل :
أولو العزم من الرسل ، كما ذكر كثير من العلماء ، خمسة هم :
محمد صلى الله عليه وسلم ، وإبراهيم ، وموسى ، ونوح ، وعيسى عليهم الصلاة والسلام .

معنى أولو العزم : أصل العزم في الأمر : الجد والاجتهاد فيه .
قال تعالى "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ..."
سورة الأحقاف / آية : 35 .
وجاء في القرآن بيان عددهم وأسمائهم معًا قال تعالى "وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ.." .سورة الأحزاب / آية : 7 .


* يجب علينا أن نؤمن بأن الله بعث رسله إلى الخلق لتبشيرهم وإنذارهم .تبشيرهم برضوان الله وثوابه وجنته ، إنْ آمنوا به سبحانه وبرسله وأطاعوه .
وإنذارهم من غضب الله إن كفروا وعصوا .قال عز وجل "وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ" سورة الأنعام / آية : 48 ، 49 .

* ويجب علينا أن نؤمن بأن جميع هؤلاء الرسل بعثهم الله لتحقيق غرض أساسي وهو " عبادة الله " عز وجل ، وتوحيده .
قال تعالى"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" .سورة الأنبياء / آية : 25 .

* كما يجب أن نؤمن بأن رسل الله جميعًا كانوا رجالًا من البشر . قال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ..." .سورة الأنبياء / آية : 7 .

* ويجب أن نؤمن أن الله سبحانه لم يخصهم بطبائع أخرى غير الطبائع البشرية ، وإنما اختارهم الله سبحانه من الرجال الذين يأكلون ويشربون ، ويمشون في الأسواق ، وينامون ، ويجلسون ويضحكون ، ولهم أزواج وذرية ، ويتعرضون للأذى ، وتمتد إليهم أيدي الظلمة ، وينالهم الاضطهاد ، وأنهم يموتون ، وقد يقتلون بغير حق ، وأنهم يتألمون ويصيبهم المرض وسائر الأعراض البشرية التي لا تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية بين الخلق .
وقد دل على ذلك كثير من النصوص منها :
قوله تعالى "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ". سورة آل عمران / آية :144

وقوله تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ...." . سورة الفرقان / آية : 20 .

وقوله تعالى "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً..".سورة الرعد / آية : 38 .

وكان صلى الله عليه وسلم يمرض ويتألم ، وكان يصيبه الحر والبرد والجوع والعطش والغضب والتعب ..... .
* يجب أن نؤمن بأن الله أيدهم بالمعجزات الباهرات ، والآيات الظاهرات ، الدالة على صدقهم فيما جاءوا به من عند ربهم تبارك وتعالى .
والمعجزات هي : ما يجريه الله على أيدي رسله وأنبيائه من خوارق العادات التي يتحدُّون بها العباد .
فنؤمن بكل ما ذكر في القرآن الكريم منها ، وبما وردت فيه الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

يجب أن نؤمن بأن الله فضَّل بعض الرسل على بعض .
لقوله تعالى "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ" . سورة البقرة / آية : 253
نؤمن بأن أفضلهم وأفضل البشر على الإطلاق نبينا محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم قال " أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ، وأَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنْه القَبْرُ، وأَوَّلُ شافِعٍ وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ. " . رواه مسلم / ج : 4 . ذكره الشيخ مقبل رحمه الله في كتابه : الشفاعة / ص : 34 .
ويجب أن نؤمن أن رسولنا ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ هو خاتم الأنبياء .
لقوله تعالى "مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ.." .سورة الأحزاب / آية : 40 .
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم
"
مَثَلِي ومَثَلُ الأنْبِياءِ مِن قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنَى بُيُوتًا فأحْسَنَها وأَجْمَلَها وأَكْمَلَها، إلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِن زاوِيَةٍ مِن زَواياها، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ ويُعْجِبُهُمُ البُنْيانُ فيَقولونَ: ألّا وضَعْتَ هاهُنا لَبِنَةً فَيَتِمَّ بُنْيانُكَ فقالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَكُنْتُ أنا اللَّبِنَةَ." . متفق عليه . واللفظ لمسلم .
ويجب أن نؤمن بتجريد متابعة الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
قال تعالى "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ..".سورة آل عمران / آية : 31 .
وقال تعالى "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"سورة النساء / آية : 65 .
يجب أن نؤمن بأنه صلوات الله وسلامه عليه مبعوث للناس جميعًا .
قال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"سورة سبأ / آية : 28
رد مع اقتباس