عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-07-2018, 01:18 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Post دلائل الصدق في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

دلائل الصدق في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم
المجلس الثامن
شرح حلية طالب العلم

متن حلية طالب العلم:

الْخَصْلَةُ الجامعةُ لِخَيْرَي الدنيا والآخِرةِ " مَحَبَّةُ اللهِ تعالى ومَحَبَّةُ رسولِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وتَحقيقُها بتَمَحُّضِ المتابَعَةِ وقَفْوِ الأثَرِ للمعصومِ .قال اللهُ تعالى"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ" آل عمران : 31.وبالجُملةِ فهذا أَصلُ هذه الْحِلْيَةِ ، ويَقعانِ منها مَوْقِعَ التاجِ من الْحُلَّةِ .فيا أيُّها الطُّلابُ ها أنتم هؤلاءِ تَرَبَّعْتُم للدَّرْسِ وتَعَلَّقْتُمْ بأنْفَسِ عِلْقٍ ( طَلَبِ العلْمِ ) فأُوصِيكُمْ ونَفْسِي بتَقْوَى اللهِ تعالى في السرِّ والعَلانيةِ فهي العُدَّةُ ، وهي مَهْبِطُ الفضائلِ ، ومُتَنَزَّلُ الْمَحَامِدِ وهي مَبعثُ القوَّةِ ومِعراجُ السموِّ والرابِطُ الوَثيقُ على القُلوبِ عن الفِتَنِ فلا تُفَرِّطُوا .
الشيخ:
لا شك أن المحبة لها أثر عظيم في الدفع والمنع إذ أن المحب يسعى غاية جهده في الوصول إلى محبوبه فيطلب ماذا؟ يطلب ما يرضيه وما يقربه منه ،ويسعى غاية جهده في اجتناب ما يكرهه محبوبه ويبتعد عنه، ولهذا ذكر ابن القيم في روضة المحبين أن كل الحركات مبنية على المحبة كل حركات الإنسان، وهذا صحيح لأن الإرادة لا تقع من شخص عاقل إلا بشيء يرجو نفعه أو دفع ضرره، وكل إنسان يحب ما ينفعه ويكره ما يضره، فالمحبة في الواقع هي القائد والسائق إلى الله عز وجل تقود الإنسان وتسوقه.

إضافة من غير كلام الشيخ:
دلائل الصدق في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم
إن محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصل عظيم من أصول الدين، فلا إيمان لمن لم يكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين .ولكن السؤال هنا : كم من الناس يدعي محبة النبي عليه الصلاة والسلام وهو كاذب في دعواه ؟ ما أكثر المتشدقين بحبه المدعين تعظيمه وتوقيره في قلوبهم ، ولكن هذه الدعوى لا تثبت عند تمحيصها وتنقيتها .
فمن هم المحبون حقًا له صلى الله عليه وسلم ؟ من هم أولى الناس بشفاعته يوم القيامة ؟ من هم رفقاؤه في الجنة ؟

إن أقوامًا من هذه الأمة يأتون يوم القيامة والآمال تحدوهم أن يلتقوا بالنبي الكريم وينالوا شفاعته ويشربوا من حوضه في يوم الحر الشديد ، يوم القيامة فيطردون عنه ويبعدون والعياذ بالله .
واسمع إن شئت لما رواه البخاري :عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي".صحيح البخاري.

إن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ليست مجرد كلمات ومدائح يتغنى بها المنشدون في الموالد والمناسبات من غير أن يكون لهذه الكلمات أي أثر من عمل واتباع لمن يزعم محبته وتعظيمه ، ليس والله ذاك هديـَه ولا هدي أصحابه ولا من تبعهم بإحسان .
إن التقرب إلى الله وطلب مرضاته والاقتداء برسوله لا ينال بالرقص والطرب العابث ، ولا بالترنيمات البدعية التي يزعم أصحابها أنهم محبوه صلوات الله وسلامه عليه .
إننا حين ندعو إلى الوسطية في إعطاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم المكانة اللائقة به من غير جفاء ولا غلو إننا حين ننادي بذلك فإنما نحن متبعون له لا مبتدعون .

ومن مقتضيات المحبة الصادقة له صلى الله عليه وسلم :أنه لا يجوز في أي حال من الأحوال أن يقدم قول أحد من البشر على قوله صلى الله عليه وسلم .
وجاء في "سير أعلام النبلاء " للإمام الذهبي عن الحسن البصري –رحمه الله- أنه كان إذا ذكر حديث حنين جذع يوم بكى على فراق النبي عليه السلام - الحديث في البخاري - يقول "يا معشر المسلمين ، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقًا إلى لقائه؛ فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه
"كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقومُ إلى لَزقِ جِذعٍ يخطُبُ إليهِ ، فأتاهُ رجلٌ روميٌّ فقالَ له : ألا أصنَعُ لكَ مِنبَرًا تجلِسُ عليهِ ؟ فصَنع له هذا المنبَرَ الَّذي تَرونَ ، فلمَّا فقَدهُ الجِذعُ حنَّ كما تَحنُّ النَّاقَةُ إلى ولَدِها ، فأتاهُ فوَضَع يدَه علَيهِ فسكَنَ ، فأمَرَ به أن يُحفَرَ له ويُدفَنَ"
الراوي : أبو سعيد الخدري -المحدث : ابن حجر العسقلاني -المصدر : موافقة الخبر الخبر- الصفحة أو الرقم: 1/237 -خلاصة حكم المحدث : حسنالدرر = شرح الشيخ العثيمين:
وانظر إلى الذين كرهوا ما أنزل الله كيف قال الله تعالى"ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ "صارت نتيجتهم الكفر لأنهم كرهوا ما أنزل الله فالمحبة كما قال الشيخ هي الجامعة لخيري الدنيا والآخرة أما محبة الرسول عليه الصلاة والسلام فإنها تحملك على متابعته ظاهرا وباطنا لأن الحبيب يقلد محبوبه حتى في أمور الدنيا تجده يقلد محبوبه تجده مثلا يقلده في اللباس في الكلام حتى في الخط نحن نذكر بعض الطلبة في زماننا لما كنا نطلب كان يقلدون الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي في خطه مع إن خطه رحمه الله ضعيف ما تكاد تقرأه لكن من شدة محبتهم له. فالإنسان كلما أحب شخصًا حاول أن يكون مثله في خصاله فإذا أحببت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن هذه المحبة سوف تقودك إلى اتباعه صلوات الله وسلامه عليه ،ثم ذكر الآية التي يسميها علماء السلف يسمونها آية المحنة يعني الامتحان لأن قومًا ادعوا أنهم يحبون الله فقال الله تعالى"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي"والجواب؟..."قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي"
الجواب المتوقع فاتبعوني تصدقوا في دعواكم لأن الآن الشرط والمشروط"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي"تصدقوا في دعواكم أنكم تحبون الله ،لكن جاء الجواب"اتبعوني يحببكم الله"إشارة إلى أن الشأن كل الشأن أن يحبك الله عز وجل هذا هو الثمرة وهو المقصود وإلا لكان "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي"يعني تصدقوا في دعواكم لكن جاءت"يُحْبِبْكُمُ اللهُ"لأن هذا هو الثمرة فالشأن كل الشأن أن الله يحبك جعلنا الله وإياكم من أحبابه لا أن تحب الله لأن كل إنسان يدعي ذلك وربما يكون ظاهرك محبة الله لكن في قلبك شيء لا يقتضي أن الله يحبك فتبقى غير حاصل على الثمرة .

اللهم صل عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا .

عبدالله بن محمد العسكر .صيد الفوائد = هنا =
رد مع اقتباس