عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 06-18-2017, 07:48 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,224
Arrow

4دوامُ الْمُراقَبَةِ
التحَلِّي بدوامِ المراقَبَةِ للهِ تعالى في السرِّ والعَلَنِ سائرًا إلى ربِّك بينَ الخوفِ والرجاءِ فإنهما للمسلِمِ كالْجَناحَيْنِ للطائرِ
فأَقْبِلْ على اللهِ بكُلِّيَّتِكَ ولْيَمْتَلِئْ قلْبُك بِمَحبَّتِه ولسانُك بذِكْرِه والاستبشارِ والفرْحِ والسرورِ بأحكامِه وحُكْمِه سبحانَه


*شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : مفرغ

القارئ:
الأمر الرابع دوامُ الْمُراقَبَةِ .
التحَلِّي بدوامِ المراقَبَةِ للهِ تعالى في السرِّ والعَلَنِ سائرًا إلى ربِّك بينَ الخوفِ والرجاءِ فإنهما للمسلِمِ كالْجَناحَيْنِ للطائرِ.
فأَقْبِلْ على اللهِ بكُلِّيَّتِكَ ولْيَمْتَلِئْ قلْبُك بِمَحبَّتِه ولسانُك بذِكْرِه والاستبشارِ والفرْحِ والسرورِ بأحكامِه وحُكْمِه سبحانَه .
الشيخ:
نعم . فمن المهم دوام المراقبة لله وهذا من ثمرات الخشية أن الإنسان يكون مع الله دائما يعبد الله كأنه يراه يقوم للصلاة فيتوضأ وكأنه ينفذ قول الله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ"يقوم يتوضأ وكأنه ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يتوضأ ويقول من توضأ نحو وضوئي هذا كمال المراقبة وهذا أمر مهم وقوله:" يكون سائرًا بين الخوف والرجاء فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر". هذا أحد الأقوال في هذه المسألة
وهي هل الأولى للإنسان أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء أو يغلب جانب الخوف أو يغلب جانب الرجاء ؟
-
الإمام أحمد رحمه الله يقول : ينبغي أن يكون خوفه ورجائه واحدا فأيهما غلب هلك صاحبه
-
ومن العلماء من يفصل ويقول : إذا هممت بطاعة فغلب جانب الرجاء إنك إذا فعلتها قبل الله منك ورفعك بها درجات من أجل أن تقوى وإذا هممت بمعصية فغلب جانب الخوف حتى لا تقع فيها فعلى هذا يكون التغليب لأحدهما بحسب حال الإنسان
-
ومنهم من قال إنه بحسب الحال على وجه آخر فقال : أما في المرض فيغلب جانب الرجاء لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه "ولأنه إذا غلَّب في حال المرض جانب الخوف فربما يدفعه ذلك إلى القنوط من رحمة الله في حال الصحة يغلب جانب الخوف لأن الصحة مدعاة للفساد كما قال الشاعر الحكيم:
إن الشباب والفراغ والجدة = مفسدة للمرء أي مفسدة
يعني مفسدة عظيمة والذي أرى أن الإنسان يجب أن يعامل حاله بما تقتضيه الحال وأن أقرب الأقوال في ذلك أنه إذا عمل خيرا فليغلب جانب الرجاء وإذا هم بسيء فليغلب جانب الخوف هذا أحسن ما أراه في هذه المسألة الخطيرة العظيمة (طيب) إذا قال قائل تغليب جانب الرجاء هل يجب أن يكون مبنيًا على سبب صالح للرجاء أو يكون رجاء المفلسين ؟ الأول يعني إنسان مثلا يعصي الله دائما وأبدا ويقول رحمه الله واسعة هذا غلط لأن إحسان الظن بالله ورجاء الله لا بد أن يكون هناك سبب ينبني عليه الرجاء وإحسان الظن وإلا كان مجرد أمنية والتمني كما يقول عامة أهل نجد يعني العوام من أهل نجد يقولون : التمني رأس مال المفاليس، تعرفون المفاليس ؟ من هم؟ الذين ليس عندهم شيء (...) وعندي أموال وأشياء عظيمة (...) هكذا حكيت لنا والله أعلم هل تصح أم لا، لكن يعني حال الأولين وبلاهتهم يعني يمكن أن تكون هكذا والله أعلم . نعم .
هنا

*شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري:مفرغ
القارئ:
دوام المراقبة:
التحلي بدوام المراقبة لله تعالى في السر والعلن، سائراً إلى ربك بين الخوف والرجاء، فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر.
فأقبل على الله بكليتك، وليمتلئ قلبك بمحبته، ولسانك بذكره، والاستبشار والفرح والسرور بأحكامه وحكمه سبحانه.
الشيخ:
هذه الصفة الرابعة من صفات طالب العلم، حلية طالب العلم تقتضي أنَّ طالب العلم يستشعر أنَّ الله تعالى يراقبه ، فهو يراقب عملَه الظاهر ، وهو يراقب نيته ومقصده ؛ لأنَّ الله تعالى كما وصف نفسه بقوله"إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ"، وكما قال-سبحانه- في وصف نفسه"يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى"، من استشعر هذه الصفة وكانت صفةً ملازمةً له ، وصل إلى أعلى مراتب الدين وهي صفة الإحسان ، فإنَّ صفة الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، والمؤمن يتصف بهذه الصفة حال وجوده بين أيدي الناس وحال خَلوته ؛ لأنه يعلم أن الله- جل وعلا- مُطلع عليه في جميع أحوله"إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ"كذلك هذه الصفة تجعل المؤمن يستشعر الخوف ويستشعر الرجاء ، فهو يخاف على نفسه أن يعاقبه الله بسبب ذنوبه ، وهو في نفس الوقت يرجو من الله أن يسبغ عليه نعمه ، وأن يرحمه بسبب أنَّ الله كريم عفو رحيم مُتفضِّل ، فهو يخاف بسبب فِعل نفسِه ويرجو بسبب رحمة ربه ، "فإنهما- يعني الخوف والرجاء- للمسلم كالجناحين للطائر"، وهذا يدلك على خطأ من يقول : العبادة تكون بالمحبة ، بل لابد في العبادة من خوف ورجاء ومحبة.
قال"فأقبِل على الله بكُلِّيَّتِك"يعني : بجميعك ، من أقبل على الله فإنَّ الله سيكون له معينًا ، ومؤيدًا وناصرا ، من كان مع الله كان الله معه ،" إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ"،"وليمتلئقلبُك بمحبة الله"؛ لأنَّ هذا من القربات قال تعالى"وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ"،"وليمتلئ لسانك بذكر الله"، فإنَّ ذكر الله سبب من أسباب طمأنينة القلب التي يتمكن القلب بها من تحصيل العلم ، وذكر الله سبب من أسباب طرد الشياطين التي تلقي الوساوس في قلوب العباد ، وذكر الله سبب من أسباب إعانة الله للعبد كما قال سبحانه"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"، و قال"وأَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا ذَكَرَنِي ، فإن ذكرني فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ"، وهذا الوصف مما يُؤكَّد عليه خصوصا في زماننا هذا ، فإنَّ الإكثار من ذكر الله من أعظم أسباب تحصيل العلم ، وكلما كان الإنسان مُكْثرا لذكر الله كلما فتح الله ذهنه للفهم الصحيح ، وجعل قلبه يحوي العلم الكثير ، وبارك الله في شأنه كله ، وكلما أقل الإنسان من ذكر الله ، كلما ابتعدت عنه البركة ، ولذلك ليكن لطالب العلم أورادًا يومية ، وكلما خلا بنفسه اشتغل لسانُه بذكر الله وترك هذه الوساوس التي تُشغِل قلبَه في أوقات خلوته.
وإذا تأمل الإنسان الأمر بذكر الله ، وجد أنَّ الله جل وعلا لا يأمر بالذكر إلا ويصفه بصفة الكثرة ، كما قال سبحانه"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا"، بينما وصف المنافقين بأنهم كانوا"لَايَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا"، حينئذٍ إذا أراد الإنسان أن يُبارك له في وقته ، في شأنه ، فليُكْثِر من ذكر الله ،ومن أعظم أنواع الذكر:قراءة القرآن.
قال المؤلف أيضا من الأمور التي يتصف بها طالب العلم"الاستبشار والفرح والسرور بأحكام الله وحِكَمه سبحانه وتعالى"، فافرح بما أنعم الله عليك ، وافرح بإنزال هذا الكتاب ، وافرح ببعثة هذا النبي الكريم ، وافرح بأن تعلمت شيئًا من أحكام هذه الشريعة ، قال تعالى"قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"
هذا شيء من الصفات التي ذكرها المؤلف في حلية طالب العلم بما يتعلق بصفة طالب العلم في نفسه ، ولعلنا إن شاء الله - جل وعلا- أن نكمل بقية هذه الصفات في لقائنا القادم...
أسأل الله – جل وعلا- أن يرزقنا وإياكم الأخلاق الفاضلة ، اللهم اجعلنا ممن تأدب بآداب العلم ، اللهم ارزقنا علما نافعا وعملا صالحا ، اللهم إنا نسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين ، اللهم وفقنا لما تحب وترضى ، واجعل أعمالنا على البر والتقوى ، اللهم اجعلنا ممن عمل بعلمه فأكسبته علما آخر ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم وفق ولاة أمورنا لكل خير ، واجعلهم من أسباب الهدى والتقى والصلاح والسعادة ، هذا والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
°سؤال :أحسن الله إليكم شيخنا ....
الشيخ :إمام يصلي من أجل أن يؤثِّر على المأمومين . فنقول لماذا يؤثر؟ ، هل ليكون له مكانة؟ ، هل ليكون له منزلة؟ ، هل ليُثني عليه الناس ويقولوا ما أجمل صوته؟ ، حينئذٍ هذا رياءٌ وسمعة ، ومن سمَّعَّ سمَّعَّ الله به ، فيقال له يوم القيامة إنما قرأت ليقال قارئ فقد قيل ، وأما إن كان يريد أن يكون ذلك مؤثِّرا في قلوب المستمعين ليتوبوا إلى الله ويرجعوا إليه ويتركوا طاعة الشيطان ، ويتصفوا بصفة الإنابة إلى الله – جل وعلا- لا لحَظِّ نفسه وإنما يريد مصلحتهم هم ، فحينئذ هذا جائز بل يؤجر العبد عليه ، فإن الله – جل وعلا- قد أمر بالتذكير فقال"فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى".
سؤال :أحسن الله إليكم هذا سائل يقول ....كيف يكون التخلص من الرياء؟
الشيخ :التخلص من الرياء بأن يقصد الإنسان بعمله وجه الله والدار الآخرة. نسأل الله - جل وعلا- أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح ، هذا والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هنا

°إجابات على أسئلة طلاب الدورات العلمية بالمعهد / الشيخ عبد العزيز الداخل

السؤال الأول :لم أفهم هذه الفقرةـ بارك الله فيكمـمن موضوع دوام المراقبة

اقتباس:
إذا قال قائل تغليب جانب الرجاء هل يجب أن يكون مبنيا على سبب صالح للرجاء أو يكون رجاء المفلسين ؟
الأول يعني إنسان مثلا يعصي الله دائما وأبدا ويقول رحمه الله واسعة هذا غلط
لأن إحسان الظن بالله ورجاء الله لا بد أن يكون هناك سبب ينبني عليه الرجاء وإحسان الظن وإلا كان مجرد أمنية والتمني كما يقول عامة أهل نجد يعني العوام من أهل نجد يقولون : التمني رأس مال المفاليس، تعرفون المفاليس ؟ من هم؟ الذين ليس عندهم شيء (...) وعندي أموال وأشياء عظيمة (...) هكذا حكيت لنا والله أعلم هل تصح أم لا،
لكن يعني حال الأولين وبلاهتهم يعني يمكن أن تكون هكذا والله أعلم . نعم .

الجواب :المقصود أن الرجاء الذي ينفع صاحبه هو الذي يصاحبه العمل وبذل الأسباب، وأما الرجاء مع القعود عن بذل الأسباب فهو عجز مذموم، كما روي في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي وابن ماجه وغيرها من حديث أبي بكر بن أبي مريم الغساني عن ضمرة بن حبيب عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم"الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله" وابن أبي مريم ضعيف، والمعنى صحيح، فإن العجز هو ترك بذل الأسباب مع إمكانها.
فالذي يتمنى حصول الخير ولا يبذل أسبابه إنما هو عاجز متمنّي
إذا منَّتك نفسك نيل خير = ولم تبذل له سبباً مؤتَّى
فما تبني وإن أجهدتَ فكراً = سوى حلم يزول إذا صحوتَا
وهذه الأماني هي رؤوس أموال المفاليس، والمفلس هو الذي لا مال له، والإفلاس الذي لا حيلة للإنسان فيه ليس عيباً، وإنما المعيب أن يسترسل في الأماني الباطلة التي تجهد فكره، وتضيع وقته، وتصدّه عن العمل النافع، كما قال أحدهم فيما حكاه الجاحظ في كتاب الحيوان:
إذا تمنَّيت مالاً بتّ مغتبطًا = إن المنى رأس أموال المفاليس
لولا المنى متُّ من همّ ومن حَزَنٍ = إذا تذكَّرت ما في داخل الكيس
وقد جعل الله للمؤمن من حسن الظن به والتوكل عليه والالتجاء إليه ما يغنيه عن الأماني الباطلة إذا أعيته الحيل وتقطعت به الأسباب المادية، فإن سبب الله لا ينقطع.

السؤال الثاني :
إن الشباب والفراغ والجدة=مفسدة للمرء اي مفسدة
مامعنى كلمة الجدة؟
الجواب :الجِدَة : الغنى وكثرة المال.

هنا
رد مع اقتباس