عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-07-2020, 05:42 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,225
Post شروط لا إله إلا الله Conditions of Laa ilaaha illa-Allaah -Les conditions de : « il n’y a pas de dieu en dehors d’Allah ».

شروط لا إله إلا الله

Conditions of Laa ilaaha illa-Allaah

Les conditions de « il n’y a pas de dieu en dehors d’Allah ».

السؤال

أرجو توضيح شروط لا إله إلا الله"العلم واليقين ...الخ" .

نص الجواب
الحمد لله
قال الشيخ حافظ الحكمي في منظومته سلم الوصول :

العلم واليقين والقبول ***** والانقياد فادر ما أقول
والصدق والإخلاص والمحبة ***** وفقك الله لما أحبه

الشرط الأول "العلم" بمعناها المراد منها نفيًا وإثباتًا المنافي للجهل بذلك ، قال الله تعالى "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ " محمد: 19. وقال تعالى"إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ" الزخرف: 86. أي بلا إله إلا الله " وَهُمْ يَعْلَمُونَ " بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم . وفي الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة " .

الشرط الثاني " اليقين " بأن يكون قائلها مستيقنًا بمدلول هذه الكلمة يقينًا جازمًا ، فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن ، فكيف إذا دخله الشك ، قال الله عز وجل "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ" الحجرات:15. فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا ، أي لم يشكوا ، فأما المرتاب فهو من المنافقين . وفي الصحيح من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله ، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة " وفي رواية "لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيُحجب عن الجنة ". وفيه عنه رضي الله عنه من حديث طويل أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه بنعليه فقال " من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة " الحديث ، فاشترط في دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقنًا بها قلبه غير شاك فيها ، وإذا انتفى الشرط انتفى المشروط .

الشرط الثالث "القبول " لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه ، وقد قص الله عز وجل علينا من أنباء ما قد سبق من إنجاء من قَبِلها وانتقامه ممن ردها وأباها قال تعالى احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ * وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ " الصافات:22.إلى قوله "إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ" وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ " الصافات:35 .فجعل الله علة تعذيبهم وسببه هو استكبارهم عن قول لا إله إلا الله ، وتكذيبهم من جاء بها ، فلم ينفوا ما نفته ولم يثبتوا ما أثبتته ، بل قالوا إنكارًا واستكبارًا " أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ*وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ"ص: 7:5. فكذبهم الله عز وجل ورد ذلك عليهم على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فقال "بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ"الصافات:37. ... ثم قال في شأن من قبلها" إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ. فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ* فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ "الصافات :40 : 43. وفي الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير . وأصاب منها طائفة أُخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تُنبت كلأً ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه مابعثني الله به فعلم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذللك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أُرسلت به " .

الشرط الرابع " الانقياد " لما دلت عليه المنافي لترك ذلك ، قال الله عز وجل "وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى"لقمان:22. أي بلا إله إلا الله "وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ "لقمان:22. ومعنى يُسلم وجهه أي ينقاد ، وهو محسن موحد ، ومن لم يسلم وجهه إلى الله ولم يك محسنًا فإنه لم يستمسك بالعروة الوثقى ، وهو المعني بقوله عز وجل بعد ذلك "وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا"لقمان:23. وفي حديث صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جِئت به" وهذا هو تمام الانقياد وغايته .

والخامس "الصدق " فيها المنافي للكذب ، وهو أن يقولها صدقاً من قلبه يواطىء قلبه لسانه ، قال الله عز وجل" أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ "العنكبوت:3،2. وقال في شأن المنافقين الذين قالوها كذبًا "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ . يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ .فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ"البقرة:10:8.
وفي الصحيحين من حديث معاذ بن جبل رضي لله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله صدقًا من قلبه إلا حرمه الله على النار".

والسادس" الإخلاص" وهوتصفية العمل عن جميع شوائب الشرك قال تبارك وتعالى "أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ" الزمر:3.وقال " قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي" الزمر:14. وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه أو نفسه " ...

والسابع "المحبة " لهذه الكلمه ولما اقتضته ودلت عليه ولأهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها وبغض ما ناقض ذلك ، قال الله تعالى "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للَّهِ"البقرة:165. فأخبر الله تعالى أن الذين آمنوا أشد حبًا لله ؛ وذلك لأنهم لم يشركوا معه في محبته أحدًا كما فعل مدعوا محبته من المشركين الذين اتخذوا من دونه أنداداً يحبونهم كحبه ، وفي الصحيحين من حديث أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " .
والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد .


المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد
رد مع اقتباس