عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-11-2019, 08:42 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,213
Post إنَّ القبرَ أوَّلُ مَنازلِ الآخرةِ ، فإن نجا منهُ ، فما بعدَهُ أيسرُ منهُ

إنَّ القبرَ أوَّلُ مَنازلِ الآخرةِ ، فإن نجا منهُ ، فما بعدَهُ أيسرُ منهُ



قال أبو الحسن عبيد الله المباركفوري – رحمه الله - :
" إن القبر أول منزل" أي : فهو أقرب شيء إلى الإنسان ، وأيضًا شدته أمارة للشدائد كلها .
" من منازل الآخرة "وَمِنْهَا عرْصةُ الْقِيَامَةِ عِنْدَ الْعَرْضِ ، وَمِنْهَا الْوُقُوفُ عِنْدَ الْمِيزَانِ ، وَمِنْهَا الْمُرُورُ عَلَى الصِّرَاطِ ، وَمِنْهَا الْجَنَّةُ أَوِ النَّارُ.

"فَإِنْ نَجَا" أَيْ خُلِّصَ الْمَقْبُورُ " مِنْهُ " أَيْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ .
" فَمَا بَعْدَهُ " أَيْ مِنَ الْمَنَازِلِ " أَيْسَرُ مِنْه"ُ أَيْ أَسْهَلُ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ عَلَيْهِ ذَنْبٌ لَكُفِّرَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ .
" وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ " أَيْ لَمْ يَتَخَلَّصْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَلَمْ يُكَفِّرْ ذُنُوبَهُ بِهِ وَبَقِيَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِمَّا يَسْتَحِقُّ الْعَذَابَ بِهِ.
" فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْه"ُ لِأَنَّ النَّارَ أَشَدُّ الْعَذَابِ وَالْقَبْرُ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النِّيرَانِ.
تحفة الأحوذي.

" وإن لم ينج منه " أي : لم يخلص من عذاب القبر ، ولم يكفر ذنوبه ، وبقي عليه شيء مما يستحق العذاب به .
" فما بعده أشد منه " ؛ لأن النار أشد العذاب ، فما يحصل للميت في القبر : عنوان ما سيصير إليه .
" مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح " 1 / 229 .الإسلام سؤال وجواب .



عَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ، قَالَ" كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى، حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ:تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَلا تَبْكِي، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ " الْقَبْرُ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ، فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ ". قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ "
الراوي : هانئ مولى عثمان - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه-الصفحة أو الرقم: 3461 - خلاصة حكم المحدث : حسن= الدرر =

الشرح:
القبرُ أوَّلُ منازلِ الآخِرةِ، وعذابُ القَبرِ ثبَت بنُصوصٍ مُتواترةٍ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد عَلِمَ الصحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم هذا جيدًا.
في هذا الحديثِ يَقولُ التَّابعيُّ هانِئٌ مولَى عُثمانَ بنِ عفَّانَ رَضِي اللهُ عنه "كان عُثمانُ بنُ عفَّانَ إذا وقَف على قبرٍ يَبْكي حتَّى يَبُلَّ لِحيتَه"، أي: مِن شدَّةِ الدُّموعِ وانْهِمارِها، "فقيلَ له: تُذكَرُ الجنَّةُ والنَّارُ فلا تَبْكي"، أي: لا تَبْكي مِن خوفِ النَّارِ أو الاشتياقِ إلى الجَنَّةِ، "وتَبْكي مِن هذا؟!"، أي: مِن الخوفِ من دخولِ القَبْرِ.
فقال عُثمانُ رَضِي اللهُ عنه مُفسِّرًا لسبَبِ بُكائِه عِندَ القبرِ: "إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: إنَّ القبرَ أوَّلُ مَنزِلٍ مِن مَنازِلِ الآخِرةِ"، أي: أوَّلُ مَنازِلِها في السُّؤالِ والحِسابِ والثَّوابِ أو العِقابِ، "فإنْ نَجا مِنه" أي: مِن الحسابِ والعقابِ فيه، "فما بَعْدَه"، أي: مِن الْمَنازِلِ مِن حشْرٍ وعرْضٍ، ومُرورٍ على الصِّراطِ ونحْوِه، "أيْسَرُ مِنه"، أي: لو أنَّه كان مِن الْمُنَعَّمين في القبرِ ففي ذلك دَلالةٌ على نَجاتِه مِن باقي المنازِلِ الأُخْرى حتَّى يَدخُلَ الجنَّةَ، أو بمعنًى آخَرَ: كان ضَمانًا واستِبْشارًا في دخولِ الجنَّةِ، "وإن لم يَنجُ منه"، أي: شَمِلَه عذابُ القبرِ ونال مِنه، "فما بَعْدَه أشَدُّ مِنه"، أي: كان لذلك دَلالةٌ على أنَّه لن يَنجُوَ مِن باقي مَنازِلِ الآخرةِ.
قال عُثمانُ رَضِي اللهُ عنه: وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "ما رأَيتُ مَنظَرًا قَطُّ إلَّا والقبرُ أفظَعُ منه"، أي: ما رأيتُ منظَرًا وهو ذو هَوْلٍ وفَظاعَةٍ إلَّا كان القَبرُ ذا منظَرٍ أشَدَّ مِنه. وعبَّر بالمنظَرِ عن الموضِعِ مُبالَغةً، كيف لا وهو بَيْتُ الوَحْدةِ والغُربةِ والوَحْشةِ والدُّودِ والانْقِطاعِ عن الأعمالِ الصَّالحةِ. والتزوُّدُ بالطاعاتِ والعملِ الصَّالحِ والتَّضرُّعِ إلى اللهِ تعالى في الدنيا، من أعظمِ الأسبابِ التي تُنجِّي منَ العذابِ، وتُثبِّتُ المرءَ عِندَ السؤالِ في القبرِ.
وفي الحديثِ: التَّرهيبُ مِن عذابِ القبْرِ.
وفيه: إثباتٌ لعَذابِ القبرِ ونَعيمِه
.= الدرر =


*ولما كان ما بعد القبر أيسر منه لمن نجا فإن العبد المؤمن إذا رأى في قبره ما أعد الله له من نعيم يقول
"ربِّ أقِمِ السَّاعةَ ، ربِّ أقِمِ السَّاعةَ ، حتَّى أرجِعَ إلى أهلي ومالي" الدرر =

* والعبد الكافر الفاجر إذا رأى ما أعد الله له من العذاب الشديد فإنه يقول على الرغم مما هو فيه من عذاب:
"ربِّ لا تُقِمِ السَّاعةَ" الدرر =
لأن الآتي أشدُّ وأفظع.القيامة الصغرى لعمر سليمان الأشقر.هنا =
رد مع اقتباس