#1
|
||||
|
||||
أسباب سجود السهو
أسباب سجود السهو
السؤال
متى يشرع للمصلي أن يسجد للسهو في صلاته ؟. نص الجواب الحمد لله من رحمة الله بعباده ، ومن محاسن هذا الدين الكامل أن شرع لعباده جبر النقص والخلل الذي يدخل عليهم في عباداتهم ، ولا يستطيعون التحرز منه على الوجه التام ، إما بنوافل العبادات ، أو الاستغفار ، أو نحو ذلك . ومما شرعه الله لعباده جبرًا لنقص طرأ على صلاتهم ، سجود السهو ؛ غير أنه إنما شرع لجبر أمور خاصة ، وليس كل شيء يجبره السهو ، أو يشرع له . وقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن أسباب سجود السهو ، فأجاب فضيلته بقوله : سجود السهو في الصلاة أسبابه في الجملة ثلاثة : 1- الزيادة . 2- والنقص . 3- والشك . فالزيادة : مثل أن يزيد الإنسان ركوعًا أو سجودًا ، أو قيامًا أو قعودًا . والنقص : مثل أن ينقص الإنسان ركنًا ، أو ينقص واجبًا من واجبات الصلاة . والشك : أن يتردد كم صلى : ثلاثًا أم أربعًا ، مثلًا . أما الزيادة فإن الإنسان إذا زاد الصلاة ركوعاً أو سجودًا أو قيامًا أو قعودًا ، متعمدًا ، بطلت صلاته ؛ لأنه إذا زاد فقد أتى بالصلاة على غير الوجه الذي أمره به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "رواه مسلم 1718 . أما إذا زاد ذلك ناسيًا فإن صلاته لا تبطل ، ولكنه يسجد للسهو بعد السلام . ودليل ذلك حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – حين سلم النبي صلى الله عليه وسلم من الركعتين في إحدى صلاتي العشي ، إما الظهر وإما العصر ، فلما ذكروه أتى صلى الله عليه وسلم بما بقى من صلاته ، ثم سلم ، ثم سجد سجدتين بعدما سلم . رواه البخاري 482 ومسلم 573 . وحديث ابن مسعود – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم الظهر خمسًا ، فلما انصرف. قيل له : أزيد في الصلاة ؟ قال : وما ذاك ؟ قالوا : صليت خمسًا !! فثنى رجليه واستقبل القبلة ، وسجد سجدتين . رواه البخاري 404 ومسلم 572 . وأما النقص : فإن نقص الإنسان ركنًا من أركان الصلاة ، فلا يخلو : إما أن يذكره قبل أن يصل إلى موضعه من الركعة الثانية ؛ فحينئذ يلزمه أن يرجع فيأتي بالركن وبما بعده . وإما أن لا يذكره إلا حين يصل إلى موضعه من الركعة الثانية ، وحينئذ تكون الركعة الثانية بدلاً عن التي ترك ركنًا منها فيأتي بدلها بركعة ، وفي هاتين الحالين يسجد بعد السلام . مثال ذلك : رجل قام حين سجد السجدة الأولى من الركعة الأولى ، ولم يجلس ، ولم يسجد السجدة الثانية ، ولما شرع في القراءة ذكر أنه لم يسجد ولم يجلس بين السجدتين ، فحينئذ يرجع ويجلس بين السجدتين ، ثم يسجد ، ثم يقوم فيأتي بما بقى من صلاته ، ويسجد السهو بعد السلام . ومثال لمن لم يذكره إلا بعد وصوله إلى محله من الركعة الثانية : أنه قام من السجدة الأولى في الركعة الأولى ، ولم يسجد السجدة الثانية ، ولم يجلس بين السجدتين ، ولكنه لم يذكر إلا حين جلس بين السجدتين في الركعة الثانية . ففي هذه الحال تكون الركعة الثانية هي الركعة الأولى ، ويزيد ركعة في صلاته ، ويسلم ثم يسجد للسهو . أما نقص الواجب : فإذا نقص واجبًا وانتقل من موضعه إلى الموضع الذي يليه ، مثل : أن ينسى قول : سبحان ربي الأعلى ، ولم يذكر إلا بعد أن رفع من السجود ، فهذا قد ترك واجباً من الواجبات الصلاة سهوًا ؛ فميضي في صلاته ، ويسجد للسهو قبل السلام ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما ترك التشهد الأول مضى في صلاته ولم يرجع وسجد للسهو قبل السلام . وأما الشك فهو : التردد بين الزيادة والنقص ، مثل : أن يتردد هل صلى ثلاثاً أو أربعاً ؛ فلا يخلو من حالين : إما أن يترجح عنده أحد الطرفين : الزيادة ، أو النقص ، فيبني على ما ترجح عنده ، ويتم عليه ، ويسجد للسهو بعد السلام . وإما أن لا يترجح عنده أحد الأمرين ؛ فيبنى على اليقين وهو الأقل ، ويتم عليه ، ويسجد للسهو قبل السلام . مثل ذلك : رجل يصلى الظهر ثم شك : هل هو في الركعة الثالثة أو الرابعة ؟ وترجح عنده أنها الثالثة؛ فيأتي بركعة ، ثم يسلم ، ثم يسجد للسهو . ومثال ما استوى فيه الأمران : رجل يصلي الظهر فشك : هل هذه الركعة الثالثة ، أو الرابعة ؟ ولم يترجح عنده أنها الثالثة ، أو الرابعة ؛ فيبني على اليقين وهو الأقل ، ويجعلها الثالثة ، ثم يأتي بركعة ويسجد للسهو قبل أن يسلم . وبهذا تبين أن سجود السهو يكون قبل السلام : إذا ترك واجبًا من الواجبات ، أو إذا شك في عدد الركعات ولم يترجح عنده أحد الطرفين . وأنه يكون بعد السلام : إذا زاد في صلاته ، أو شك وترجح عنده أحد الطرفين . انظر : مجموع فتاوى الشيخ : 14/14-16 . والله الموفق . المصدر: الإسلام سؤال وجواب
__________________
|
|
|