العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الأسرة والبراعم > ملتقى الأسرة والبراعم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-02-2018, 12:17 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,263
root لا يحلف بالطلاق إلا من استخفَّ بهذا العقد الغليظ

لا يحلف بالطلاق إلا من استخفَّ بهذا العقد الغليظ

شيء مؤلم عندما تجد إنسانًا مسلمًا، محسوب على المسلمين، محسوبٌ على الأتقياء، يُخالف أمر الله في علاقته بزوجته.. عن ابن عبَّاسٍ جاءه رجل، وقد حلف يمين طلاقٍ، قال: " أيرتكب أحدكم أحموقته، ويقول: يا بن عبَّاس، يا بن عبَّاس !! ".
- عن مجاهد قَالَ : جلَسْتُ عندَ ابنِ عباسٍ فجاءَه رجلٌ فقال : إنه طلَّقَ امرأتَه ثلاثًا؟ فسكَتَ حتى ظنَنْتُ أنه رادُّها إليه! ثم قال : يَنْطَلِقُ أحدُكم فيَرْكَبُ الأُحْموقَةَ، ثم يقولُ : يا ابنَ عباسٍ، و إن اللهَ قال" وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا" سورة الطلاق آية 2 .و إنك لم تتقِ اللهَ ، فلم أجِدْ لك مَخْرَجًا، عصَيْتَ ربَك فبانَتْ منك امرأتُك."الراوي : مجاهد بن جبر المكي - المحدث : الألباني - المصدر : إرواء الغليل-الصفحة أو الرقم: 2055- خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-
الشرح:

شرَعَ اللهُ الطَّلاقَ بَيْن الزَّوجينِ إذا تَعذَّرَ على الزَّوجينِ العيْشُ معًا ولم يَستَطيعا أنْ يُقِيما حدُودَ اللهِ؛ فلا يَنبَغِي أنْ يَستَعمِلَ الرَّجلُ الطَّلاقَ ولا تطلُبَه المرأةُ إلَّا إذا وجِدَ سبَبٌ قوِيٌّ يَستحيلُ معه عيْشُ الزَّوجَينِ معًا.
وفي هذا الحديثِ يقولُ مُجاهِدٌ: "كنتُ عندَ ابنِ عبَّاسٍ" جالِسًا، "فجاءه"، أي: إلى ابنِ عبَّاسٍ، "رجلٌ" يَسألُه، "فقال" الرَّجلُ: "إنَّه طلَّقَ امرأَتَه ثلاثًا" مجموعَةً، "قال" مُجاهِدٌ: "فسكَتَ"، أي: ابنُ عبَّاسٍ، "حتَّى ظنَنتُ أنَّه رادُّها إليهِ"، أي: يَرُدُّ المرأةَ إلى ذلك الرَّجلِ؛ بألَّا يَحسُبَها إلَّا تَطليقةً واحِدَةً، "ثمَّ قال" ابنُ عبَّاسٍ، "يَنطَلِقُ أحدُكم فيَركَبُ الحَمُوقَةَ"، مِن الحُمقِ، أي: يَفعَلُ فِعلًا أحمَقَ، "ثمَّ يَقولُ" بعدَ ذلك: "يا ابنَ عبَّاسٍ، يا ابنَ عبَّاسٍ!"؛ لِيَجِدَ له حَلًّا ومَخرَجًا، "وإنَّ اللهَ قال" في كِتابِه"وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ"؛ بفِعْلِ ما أمرَه ربُّه وتَرْكِ ما نَهاه عنه، "يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا" الطلاق: 2؛ مِن كُرَبِ الدُّنيا والآخِرَةِ، "وإنَّك"، أي: هذا الرَّجلَ، "لَم تتَّقِ اللهَ"؛ لأنَّه فعَلَ شيئًا قد نهاه اللهُ عنه؛ وهو الطَّلاقُ ثلاثةً مجمُوعةً، فلم أَجِد لك مَخرَجًا، "عصَيْتَ ربَّكَ" بهذا الطَّلاقِ، "وبانَتْ مِنك امرَأتُكَ"، أي: وقَعَ الطَّلاقُ ثلاثًا، "وإنَّ اللهَ قال" في كتابِه"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ"؛ وهذا خِطابٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، ويدخُلُ فيه المسلِمون جَميعًا، "إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ"، أي: إذا أرَدتُمْ طَلاقَ النِّساءِ، فطَلِّقوهنَّ في "
لِعِدَّتِهِنَّ"، أي: في بِدايَةِ وأوَّلِ عدَّتِهنَّ؛ وهو الطُّهْرُ، وهذه قِراءةٌ لابنِ عبَّاسٍ؛ وهي قِراءةٌ شاذَّةٌ تُفسِّرُ القرآنَ ولا يُقرَأُ بها في الصَّلاةِ ولا في غيرِها.
وفي الحديثِ: التَّحرُّزُ مِن نُطْقِ الطَّلاقِ. - الدرر-
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ "

أي: أردتم طلاقهن " فـ " التمسوا لطلاقهن الأمر المشروع، ولا تبادروا بالطلاق من حين يوجد سببه، من غير مراعاة لأمر الله.تفسير السعدي.هنا-
قد ورد تفسير ذلك بأن يطلقها طلقة واحدة في طهر لم يجامعها فيه ثم يتركها حتى تنتهي عدتها وله أن يراجعها مادامت في العدة،الشيخ
صالح بن فوزان الفوزان صالح بن فوزان الفوزان- هنا -
حلم الرسول صلى الله عليه وسلم على زوجاته:
"
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عندَ بَعضِ نِسائِه، فأَرسلَتْ إِحْدى أُمَّهاتِ الْمُؤمِنينَ بِصَحْفةٍ فيها طَعامٌ، فضَربَتِ الَّتي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في بَيتِها يدَ الخادِمِ، فسَقَطَتِ الصَّحْفةُ، فانَفلَقتْ، فجَمعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فِلَقَ الصَّحفَةِ، ثُمَّ جعَلَ يَجمَعُ فيها الطَّعامَ الَّذي كان في الصَّحْفةِ، ويَقولُ: غارَتْ أُمُّكم! ثُمَّ حَبَسَ الخادِمَ حتَّى أُتِيَ بِصَحْفةٍ مِن عندِ الَّتي هوَ في بَيتِها، فَدفَع الصَّحْفةَ الصَّحيحةَ إلى الَّتي كُسِرت صَحفتُها، وأَمسَك المَكسورَةَ في بَيتِ الَّتي كَسَرَت." الراوي : أنس بن مالك - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-
الصفحة أو الرقم: 5225 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -
الشرح:
يَنبغي على الزَّوجِ أنْ يُعاملَ زَوجتَه بالتي هي أحسَنُ، وأنْ يَتعاملَ معها باللُّطفِ، وخاصَّةً إذا وَجَد منها شيئًا مِنَ النَّقصِ أو القُصورِ.
وفي هذا الحديث يقولُ أنسٌ رضي اللَّه عنه: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان عند إحْدَى نِسائهِ، وهي عائشةُ رضي اللَّهُ عنها، فأرسَلتْ إحدى أُمَّهاتِ المؤمنين "بِصَحفةٍ"، وهي قَصْعةٌ مَبسوطةٌ، وتَكونُ من غير الخشبِ، والقَصْعةُ: إناءٌ مِنْ خَشَبٍ. فيها طعامٌ، فضَربتِ المَرأةُ الَّتي هو في بيتِها- وهي عائشةُ رضي اللَّهُ عنها- يَدَ الخادمِ الَّذي جاء بِالصَّحفةِ، فَسَقَطَتِ الصَّحفةُ مِنْ يَدِهِ فانفَلَقَت، أي: فانشَقَّت، فَجَمَعَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فِلَقَ الصَّحفةِ، وهي القِطعةُ، ثُمَّ جَعَل يَجمعُ فيها الطَّعامَ الَّذي كان في الصَّحفةِ ويقول للحاضرين عنده: غارَتْ أُمُّكُم؛ اعتِذارًا منه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لِئلَّا يُحمَلَ صنيعُها على ما يُذَمُّ، بل يَجري على عادةِ الضَّرائرِ مِنَ الغَيْرة؛ فإنَّها مُرَكَّبةٌ في النَّفْسِ، بحيث لا يُقدَرُ على دَفْعِها.
ثُمَّ حَبَسَ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم الخادمَ عن الذَّهابِ لصاحِبةِ الصَّحفةِ حتَّى أَتى بِصَحفةٍ مِنْ عند الَّتي هو في بَيتِها، وهي عائشةُ، فَدَفَعَ الصَّحفةَ الصَّحيحةَ إلى الخادم، يَدْفَعُها إلى الَّتي كُسِرَتْ صَحْفتُها، وأمْسَك عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ الصَّحفةَ المكسورةَ في البيتِ الَّذي كُسِرتْ فيه.
في الحديث: حُسنُ خُلُقهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وإنصافُه وحِلمُه.
وفيه: أنَّ الغَيْرةَ قد تَقَعُ مِنْ أفضلِ النِّساءِ، حتَّى لَو كُنَّ زَوجاتِ الرَّسولِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم.
- الدرر -


فائدة: لو أن غضبًا شديدًا وقع بين الزوجين افعل كل شيءٍ إلا الطلاق، لو فعلت كل شيءٍ بيدك إصلاحه، أما إذا وقعت منك كلمة الطلاق فالآن صار هناك قواعد شرعية لا يجوز أن تخالفها، وإلا كان الزنا بينك وبينها، القضية كبيرةٌ جدًا، لذلك لا يحلف بالطلاق، ولا يستحلف به إلا منافق، لا يحلف بالطلاق إلا من لم يعرف حقَّ الزوجة، ولا حقَّ الزوج، إلا من استخفَّ بهذا العقد الغليظ، بهذا الميثاق الغليظ الذي كان بين الزوجين، وأنا لا أكتمكم في أن أقول: إن أوثق ميثاقٍ بين شخصين على الإطلاق هو عقد الزواج، هذا العقد يبيح لك من المرأة ما لا يستطيع أبوها، ولا أخوها، ولا عمُّها، ولا خالها، ولا أمُّها أن ترى منها شيئًا، وهذا العقد يبيح للزوجة أن ترى منه ما لا يستطيع أحدٌ أن يرى منه..

" وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا "النساء 21.

هذا الميثاق الغليظ هو عقد الزواج.

على الإنسان أن يجعل هامش أمان بينه و بين حدود الله :
" وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ"الطلاق 1.

"وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ"
كيف أن تيارًا كهربائيًا شدَّته ثمانية آلاف فولط، لو أن الإنسان اقترب منه إلى أقلّ من ستة أمتار يجذبه التيار، ويجعله قطعةً من الفحم في ثوانٍ معدودات، ماذا نقول للناس حيال هذا التيار؟ نقول: احذروا أن تمسَّوه أم احذروا أن تقتربوا منه؟ احذروا أن تقتربوا منه، وكلَّما كنت ورعًا جعلت بينك وبين حدود الله هامش أمان لاتقترب منه ، لذلك المؤمن لا يستخدم الطلاق، ولا يلمح بهإلا في حالات نادرة جدًا، لا تُطلَّق المرأة إلا من ريبة، أما أن تجعل من الطلاق كلمة دارجة في أي موقف يخص الزوجة أو لايخصها ،فهذا سفه، وهذا ليس من تشريع الله عزَّ وجل..

"وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ "
لا تُطلِّق وأنت غضبان، لا تطلِّق وهي حائض، لا تطلِّق في طهرٍ مسستها فيه، لا تطلِّق إلا من ريبة، لا تطلِّق وتُخْرِج، لا تخرجي أيتها الزوجة إذا طلِقك زوجك بل تشبَّثي ببيتكِ، هذه كلَّها ضمانات لكي يكون الطلاق في طريقه إلى المراجعة، إذا طبَّقت هذه التوجيهات الإلهية كان الطلاق في طريقه إلى المراجعة، وإلى التلاشي، أما إذا خالفت هذه التوجيهات فعندئذٍ يتفاقم الأمر..
أحيانًا تجد زوجًا عنده زوجة صالحة، تدير أمر بيته، عنده منها خمسة أولاد، وهي راضيةٌ به، وهو راضٍ بها، ولسببٍ تافهٍ تافه، وفي ساعة غضبٍ طارئ يطلِّقها طلقاتٍ ثلاثة، ويخرجها إلى بيت أهلها، الأمر يتفاقم، أهلها يتشبثون بها، يحرمونها منه، ويحرمونه منها، يأتي إلى البيت فإذا هو بيتٌ لا امرأة فيه، لا زوجة فيه، بيتٌ موحش، المرأة وجودها في البيت مؤنس، وحركتها في البيت مؤنسة.. فهي تُقَدِّم خدمات كثيرة لزوجها وأولادها.. أولاده جياع، الطعام غير موجود، البيت غير نظيف، الثياب غير جيدة، هو حائر، هو مضطرب، أنت الذي ظلمت نفسك، كانت هي عندك، وكانت في خدمتك، وكانت طَوْعَ إرادتك فكفرت بهذه النعمة.

إياك أن تظلم امرأتك ، كم من زوجٍ ظلم زوجته فذاق وبال أمره؟ كم من زوجةٍ ظلمت زوجها فذاقت وبال أمرها؟ المؤمن يُعامل زوجته من خلال شرع الله عزَّ وجل، أي لا يظلمها، ولا يُقَصِّر في حقِّها كي يرحمه الله عزَّ وجل، وهي كذلك لا تظلمه، ولا تقصّر في حقِّه كي يرحمها الله عزَّ وجل، بل إن المؤمن يغض البصر عن سلبيَّات زوجته، ويؤدِّي ما عليه من حقوقٍ لها تقرَّبًا إلى الله، والمؤمنة تغضُّ النظر عن سلبيات زوجها وتؤدِّي ما عليها من حقوقٍ تقرُّبًا إلى الله، فإذا كان الزوجان يتقرَّبان إلى الله بخدمة بعضهما بعضًا فكم سعيد هذا البيت؟.. هكذا.. هي تتقرَّب إلى الله بخدمة زوجها، والقيام بحقوقه، والنبي عليه الصلاة والسلام وعد بأن المرأة التي تحسن تَبَعُّل زوجها كالمجاهدة في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام..
"خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلِي"الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه-الصفحة أو الرقم: 1621 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -

قال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - "المرأةُ إذا صَلَّتْ خَمسَها ، وصامتْ شَهرَها ، وأَحصنتْ فَرجَها ، وأطاعت بَعلَها ؛ فَلْتَدْخُلِ مِنْ أَيِّ أبوابِ الجنةِ شاءتْ"الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني- المصدر : تخريج مشكاة المصابيح-الصفحة أو الرقم: 3190- خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره أو صحيح لغيره- الدرر- مقتبس بتصرف
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 10:45 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر