العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى عام > ملتقى عام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-18-2019, 11:49 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,264
Red face فتنة الناس بالمنامات والرؤى ، وهل تقع الرؤيا عند أول تعبير لها؟

فتنة الناس بالمنامات والرؤى ، وهل تقع الرؤيا عند أول تعبير لها؟

السؤال

أود الاستفسار عن موضوع " تفسير الأحلام " عندي شخص مقرب لي يفسر الأحلام ، والناس يتصلون عليه دائمًا ، استفساري : ما حكم ذلك من الناحية الشرعيَّة ؟ ، وما حكم تفسير الأحلام أيضًا في بعض الصحف والمجلات ، ونشرها ؟ هل تفسير الأحلام يجعل الرؤية تتحقق كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
نص الجواب





الحمد لله
أولًا :
شُغل الناس في هذا الزمان برؤاهم وأحلامهم ، واقتطعوا من أوقاتهم الشيء الكثير ، بحثًا عن تعبير ، وتلمسًا لتأويل ، وفي المقابل أشغل المعبرون الناسَ بالتعبير ، وتنوعت وسائل إيصال ذلك التعبير بين الصحف ، والجوالات ، والفضائيات ، فأشغل بعضهم بعضًا ، وصار كل واحدٍ يبحث عن الآخر ، ووقعت الفتنة ، فالباحثون عن التعبير أقلقهم ما يرونه في منامهم ، وسبحوا في فضاء التأملات والأماني ، وتلقاهم المعبرون ، وأشهرهم صنفان :
1. معبرون تجار ، سحبوا ما في جيوب الحالمين من أموال ، مقابل التعبير .
2. باحثون عن الشهرة .
ومن تأمل حال الطرفين علم مدى السوء الذي وصلت له الأمور ، من تضييع للأوقات ، وتعلق بأوهام وخيالات ، واتكاء على المنامات مع ترك الواجبات في اليقظة .
قال الشيخ عبد المحسن العباد – حفظه الله - :
" لا ينبغي للإنسان أن يُشغل نفسه بالرؤى ، لكن إذا حصلت له رؤيا ، وأمكنه تعبيرها : فإنه يعبرها ، وإن لم يعبرها ووثق في أحد ، وسأله : عبرها له ، وإن كان فيها شيء لا يعجبه : فيأخذ بالآداب التي أرشد إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما أن يشغل نفسه بالرؤى وتعبيرها : فإنه قد يشتغل بذلك عن غيره مما هو أهم منه ، والعلماء ما كانوا يحرصون على الاشتغال بالرؤى ... .
فهذا يحتاج إلى وقت ، ليبحث ، ويقرأ عن فلان ، وعن فلان ، ولهذا نجد الآن بعض المعبرين الذين تصدوا للتعبير سوقهم رائجة ، والناس يشغلونه أكثر مما يشغلون العلماء في مسائل الدين ، وفي مسائل الفقه ، والأمور التي يحتاجون إليها في أمور دينهم " انتهى .
" شرح سنن أبي داود " شريط رقم 359 .
وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم : 115945 .
ثانيًا :
قد افتتن كثير من المعبرين في زماننا هذا ، فراحوا يبحثون عن الوسائل المعاصرة لتبليغ تعبيراتهم للناس ، فأشغلوهم ، وأكلوا أموالهم ، أو تسلقوا على مناماتهم لبلوغ الشهرة وانتشار الصيت ، وكثير منهم جاهل أصلًا في هذا الباب ، ومن كان منهم عالِمًا فإنه يعلم أن التعبير يختلف في الرؤيا الواحدة من شخص لآخر ، وأن معرفة المعبِّر به ، ورؤيته له لها دورٌ كبير في صحة التعبير ، فكيف سيصيب هؤلاء وهم لا يعرفون الرائي هل هو ذكر أم أنثى ، وهل هو متزوج أم أعزب ، وهل هو مسلم أم كافر ! .
وفي " حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب " – من كتب المالكية - 2 / 660 :
" فلا يجوز له تعبيرها بمجرد النظر في كتاب التفسير ، كما يقع الآن ، فهو حرام ؛ لأنها تختلف باختلاف الأشخاص ، والأحوال ، والأزمان ، وأوصاف الرائين ، ولذلك سأل رجلٌ ابنَ سيرين بأنه رأى نفسه أذَّن في النوم ، فقال له : تسرق ، وتُقطع يدك ، وسأله آخر وقال له مثل هذا ، فقال له : تحج ! فوجد كلٌّ منهما ما فسره له به ، فقيل له في ذلك ، فقال : رأيتُ هذا سُمَيَّتُهُ حسنة ، والآخر سُمَيَّتُهُ قبيحة " انتهى .

قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ – حفظه الله - :
" أما المعبِّرون : فالواجب عليهم تقوى الله عز وجل ، والحذر من الخوض في هذا الباب بغير علم ؛ فإن تعبير الرؤى : فتوى ؛ لقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ" يوسف/ 43 .
ومعلوم أن الفتوى بابها العلم ، لا الظن ، والتخرص ، ثم أيضاً : تأويل الرؤى ليس من العلم العام الذي يحسن نشره بين المسلمين ليصححوا اعتقاداتهم وأعمالهم ، بل هي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مبشرات ، وكما قال بعض السلف : الرؤيا تسر المؤمن ، ولا تغره هذا ، وإن التوسع في باب تأويل الرؤيا - حتى سمعنا أنه يخصص لها في القنوات الفضائية ، وكذلك على الهواتف ، وفي الصحف ، والمجلات ، والمنتديات العامة من المنتجعات ، وغيرها أماكن خاصة بها ؛ جذباً للناس ، وأكلاً لأموالهم بالباطل - : كل هذا شرٌّ عظيم ، وتلاعب بهذا العلم الذي هو جزء من النبوة ، قيل لمالك رحمه الله : أيعبر الرؤيا كلُّ أحدٍ ؟ فقال : أبالنبوة يُلعب ؟! وقال مالك : لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها ، فإن رأى خيرًا أخبر به ، وإن رأى مكروهًا : فليقل خيرًا ، أو ليصمت ، قيل : فهل يعبرها على الخير وهي عنده على المكروه لقول من قال : إنما على ما أولت عليه ؟ فقال : لا ، ثم قال : الرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة .
فيجب على المسلمين التعاون في منع هذا الأمر ، كلٌّ حسب استطاعته ، ويجب على ولاة الأمور السعي في غلق هذا الباب ؛ لأنه باب شر ، وذريعة إلى التخرص ، والاستعانة بالجن ، وجر المسلمين في ديار الإسلام إلى الكهانة ، والسؤال عن المغيبات ، زيادة على ما فيها من مضار لا تخفى ، من إحداث النزاعات ، والشقاق ، والتفريق بين المرء وزوجه ، والرجل وأقاربه وأصدقائه ، كل هذا بدعوى أن ما يقوله المعبر هو تأويل الرؤيا ، فيؤخذ على أنه حق محض لا جدال فيه ، وتُبنى عليه الظنون ، وهذا من أبطل الباطل ، كيف وصدِّيق هذه الأمة ، بل خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين لمَّا عبر الرؤيا قال له النبي صلى الله عليه وسلم " أصبتَ بعضًا وأخطأت بعضًا ". ونحن لا نعلم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم خير القرون وأحرصهم على هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وأتقاهم لله وأخشاهم له ، لا نعلم أنهم عقدوا مجالس عامة لتأويل الرؤى ، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه ، وإني إبراءً للذمة ، ونصحاً للأمة : لأحذر كل من يصل إليه هذا البيان ، من التعامل مع هؤلاء ، أو التعاطي معهم ، والتمادي في ذلك ، بل الواجب مقاطعتهم ، والتحذير من شرهم ، عصمنا الله وإياكم من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وألزمنا وإياكم كلمة التقوى ، ورزقنا اتباع سنة سيد المرسلين واقتفاء آثار السلف الصالحين ، وحشرنا وإياكم في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا " انتهى .
مقال " تأويل الرؤى والحذر من التوسع فيها " ضمن " مجلة البحوث الإسلامية " 67 / 16 – 18 .
ثالثًا :
أما بخصوص وقوع الرؤيا بالتعبير : ففي المسألة أحاديث أشهرها :
1. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اعْتَبِرُوهَا بِأَسْمَائِهَا ، وَكَنُّوهَا بِكُنَاهَا ، وَالرُّؤْيَا لِأَوَّلِ عَابِرٍ " .
رواه ابن ماجه : 3915 ، والحديث ضعفه كثيرون ؛ ففي إسناده : يزيد بن أبان الرقاشي ، وهو ضعيف .
2. عَنْ أَبِى رَزِينٍ العُقيلي قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ " قَالَ : وَأَحْسِبُهُ قَالَ " وَلاَ يَقُصُّهَا إِلاَّ عَلَى وَادٍّ أَوْ ذِي رَأْيٍ " .
رواه الترمذي : 2278 / وأبو داود: 5020 . وابن ماجه: 3914 ، وحسَّنه ابن حجر في " فتح الباري " 12 / 432 ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
وقد رأى بعض العلماء أن هذه الأحاديث منكرة المتن – مع ما في أسانيدها من كلام - ، ولذلك ذهبوا إلى تضعيفها ، وأنها مخالفة لحديث أبي بكر الصدَّيق عندما أخطأ في بعض التعبير أمام النبي صلى الله عليه وسلم .
والصواب : أن الحديث الثاني حسن ، أو صحيح ، وأنه ليس في متنه نكارة ، وأن معناه : أن الرؤيا يقع تعبيرها إذا عبَرها من أصاب ، لا من أخطأ .
ومن عظيم فقه البخاري رحمه الله أنه بوَّب على حديث أبي بكر رضي الله قولَه " باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب " .
وروى الحديث وفيه قول أبي بكر رضي الله عنه : فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا" .
رواه البخاري : 6639 - ومسلم : 2269 .
وهذا المعنى هو الذي ذهب إليه جماهير العلماء والشرَّاح .
قال الزمخشري " ليس المعنى أن كل من عبَرها وقعت على ما عَبَر ، ولكن إذا كان العابر الأول عالماً بشروط العبارة ، فاجتهدَ ، وأَدَّى شرائطها ، ووُفق للصواب ، فهي واقعةٌ على ما قال ، دونَ غيره " انتهى .
" الفائق في غريب الحديث والأثر " 3 /281 .
وفي فوائد حديث أبي بكر قال النووي – رحمه الله - : " وأن الرؤيا ليست لأول عابر على الإطلاق ، وإنما ذلك إذا أصاب وجهها " انتهى .
" شرح مسلم " 15 ، 30 .
وقال ابن بطَّال – رحمه الله - :
" وقال أبو عبيد وغيره من العلماء : تأويل قوله " الرؤيا لأول عابر " إذا أصاب الأول وجه العبارة ، وإلا فهي لمن أصابها بعده ، إذ ليس المدار إلا على إصابة الصواب فيما يرى النائم ، ليوصل بذلك إلى مراد الله بما ضربه من الأمثال في المنام ، فإذا اجتهد العابر وأصاب الصواب في معرفة المراد بما ضربه الله في المنام : فلا تفسير إلا تفسيره ، ولا ينبغي أن يسال عنها غيره ، إلا أن يكون الأول قد قصر به تأويله فخالف أصول التأويل ، فللعابر الثاني أن يبين ما جهله ، ويخبر بما عنده ، كما فعل النبي عليه السلام بالصدِّيق فقال "أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا " ، ولو كانت الرؤيا لأول عابر سواء أصاب أو أخطأ : ما قال له الرسول صلى الله عليه وسلم " وأخطأتَ بعضًا " انتهى .
" شرح صحيح البخاري " 9 /560 ، 561 .
والله أعلم





المصدر: الإسلام سؤال وجواب
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-19-2019, 12:21 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,264
root آداب الرؤى وتفسير الأحلام

آداب الرؤى وتفسير الأحلام

الحمد لله
1. الرؤيا الصادقة وهي من أجزاء النبوة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة . البخاري :6472 -ومسلم 4201.
2. والرؤيا مبدأ الوحي .البخاري 3 -وسلم 231 .
3. وصدقها بحسب صدق الرائي ، وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثًا . مسلم 4200 .
4. وهي عند اقتراب الزمان لا تكاد تخطىء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لبعد العهد بالنبوة وآثارها فيكون للمؤمنين شيء من العوض بالرؤيا التي فيها بشارة لهم أو تصبير وتثبيت على الدّين . البخاري 6499 ومسلم 4200 .
ونظير هذا الكرامات التي ظهرت بعد عصر الصحابة ولم تظهر عليهم لاستغنائهم عنها بقوة إيمانهم واحتياج من بعدهم إليها لضعف إيمانهم .
5. والأحلام ثلاثة أنواع منها رحماني ومنها نفساني ومنها شيطاني وقال النبي صلى الله عليه وسلم "الرؤيا ثلاثة رؤيا من الله ورؤيا تحزين من الشيطان ورؤيا مما يحدث به الرجل نفسه في اليقظة فيراه في المنام" . البخاري 6499 -ومسلم 4200 .
6. ورؤيا الأنبياء وحي فإنها معصومة من الشيطان وهذا باتفاق الأمة ولهذا أقدم الخليل على تنفيذ أمر الله له في المنام بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام .
7. وأما رؤيا غير الأنبياء فتُعرض على الوحي الصريح فإن وافقته وإلا لم يعمل بها . وهذا مسألة خطيرة جدا ضلّ بها كثير من المُبتدعة من الصوفية وغيرهم .
8. ومن أراد أن تصدق رؤياه فليتحرّ الصدق وأكل الحلال والمحافظة على الأمر الشرعي واجتناب ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم وينام على طهارة كاملة مستقبل القبلة ويذكر الله حتى تغلبه عيناه فإن رؤياه لا تكاد تكذب البتة .
9. وأصدق الرؤى رؤى الأسحار فإنه وقت النزول الإلهي واقتراب الرحمة والمغفرة وسكون الشياطين وعكسه رؤيا العَتَمة عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية .
انظر لما سبق " مدارج السالكين " 1 / 50 - 52 .
وقال الحافظ ابن حجر :
10. جميع المرائي تنحصر على قسمين :
أ.الصادقة ، وهي رؤيا الأنبياء ومَن تبعهم مِن الصالحين ، وقد تقع لغيرهم بندور" أي نادرا كالرؤيا الصحيحة التي رآها الملك الكافر وعبّرها له النبي يوسف عليه السلام " والرؤيا الصّادقة هي التي تقع في اليقظة على وفق ما وقعت في النوم .
ب. والأضغاث وهي لا تنذر بشيء ، وهي أنواع :
الأول : تلاعب الشيطان ليحزن الرائي كأن يرى أنه قطع رأسه وهو يتبعه ، أو رأى أنه واقع في هَوْل ولا يجد من ينجده ، ونحو ذلك .
والثاني : أن يرى أن بعض الملائكة تأمره أن يفعل المحرمات مثلا ، ونحوه من المحال عقلاً.
الثالث : أن يرى ما تتحدث به نفسه في اليقظة أو يتمناه فيراه كما هو في المنام ، وكذا رؤية ما جرت به عادته في اليقظة ، أو ما يغلب على مزاجه ويقع عن المستقبل غالبا وعن الحال كثيراً وعن الماضي قليلًا .
انظر : " فتح الباري " 12 / 352 - 354 .
11. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم "إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها : فإنما هي من الله ، فليحمد الله عليها ، وليحدث بها ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره : فإنما هي من الشيطان ، فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره " . رواه البخاري : 6584 ، ومسلم : 5862 .
- وعن أبي قتادة قال ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الرؤيا الصالحة من الله ، والحلُم من الشيطان ، فمَن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثا وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره". رواه البخاري :6594- ومسلم :5862 .
والنفث : نفخ لطيف لا ريق معه .
- وعن جابر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثًا ، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثًا ، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه " .رواه مسلم :5864.
قال ابن حجر : فحاصل ما ذكر من أدب الرؤيا الصالحة ثلاثة أشياء :
أ . أن يحمد الله عليها .
ب . وأن يستبشر بها .
ج. وأن يتحدث بها لكن لمن يحب دون من يكره .
وحاصل ما ذكر من أدب الرؤيا المكروهة أربعة أشياء :
أ . أن يتعوذ بالله من شرها .
ب . ومن شر الشيطان .
ج . وأن يتفل حين يهب من نومه عن يساره ثلاثا .
د . ولا يذكرها لأحد أصلاً .
هـ. ووقع ( في البخاري ) في باب القيد في المنام عن أبي هريرة خامسة وهي الصلاة ولفظه فمن رأى شيئا يكرهه فلا يقصّه على أحد وليقم فليصلّ ووصله الإمام مسلم في صحيحه .
و. وزاد مسلم سادسة وهي : التحول من جنبه الذي كان عليه .....
وفي الجملة فتكمل الآداب ستة ، الأربعة الماضية ، وصلاة ركعتين مثلا والتحوّل عن جنبه إلى النوم على ظهره مثلا .
انظر : " فتح الباري " 12 / 370 .
21. وفي حديث أبي رزين عند الترمذي ولا يقصها إلا على وادّ بتشديد الدال اسم فاعل من الوُدّ أو ذي رأي وفي أخرى ولا يحدِّث بها إلا لبيبا أو حبيبا وفي أخرى ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح قال القاضي أبو بكر بن العربي أما العالم فإنه يؤولها له على الخير مهما أمكنه وأما الناصح فإنه يرشده إلى ما ينفعه ويعينه عليه وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعْلِمه بما يعوّل عليه في ذلك أو يسكت وأما الحبيب فان عرف خيرا قاله وإن جهل أو شك سكت .
انظر : " فتح الباري " 12 / 369 .
قال الإمام البغوي :
13 . واعلم أن تأويل الرؤيا ينقسم أقساماً ، فقد يكون بدلالة من جهة الكتاب ، أو من جهة السنة،أو من الأمثال السائرة بين الناس ، وقد يقع التأويل على الأسماء والمعاني ، وقد يقع على الضد والقَلْب - أي العكس - . أ.هـ " شرح السنة " 12 / 220 .
قلت : وذكر رحمه الله أمثلة ، ومنها :
= فالتأويل بدلالة القرآن : كالحَبْل ، يعبَّر بالعهد ، لقوله تعالى واعتصموا بحبل الله .
= والتأويل بدلالة السنة : كالغراب يعبر بالرجل الفاسق ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه فاسقاً .
= والتأويل بالأمثال : كحفر الحفرة يعبَّر بالمكر ، لقولهم : من حفر حفرة وقع فيها .
= والتأويل بالأسماء : كمن رأى رجلا يسمى راشداً يعبَّر بالرُشْد .
= والتأويل بالضد والقلب : كالخوف يعبر بالأمن لقوله تعالى وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً .
14 . أما كتاب " تفسير المنام " المنسوب لابن سيرين : فقد شكك كثير من الباحثين في نسبته إليه، وعليه : فلا يجزم بتلك النسبة لهذا الإمام العلَم . والله أعلم


المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-19-2019, 01:24 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,264
Arrow


- "الرُّؤْيا الصَّادِقَةُ مِنَ اللَّهِ، والحُلْمُ مِنَ الشَّيْطانِ."الراوي : أبو قتادة الحارث بن ربعي - المحدث : البخاري- المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 6984 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر-


قال أبو قتادة الحارث بن ربعي"سَمِعْتُ أبَا سَلَمَةَ، يقولُ: لقَدْ كُنْتُ أرَى الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي، حتَّى سَمِعْتُ أبَا قَتَادَةَ، يقولُ: وأَنَا كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي، حتَّى سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أحَدُكُمْ ما يُحِبُّ فلا يُحَدِّثْ به إلَّا مَن يُحِبُّ، وإذَا رَأَى ما يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن شَرِّهَا، ومِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، ولْيَتْفِلْ ثَلَاثًا، ولَا يُحَدِّثْ بهَا أحَدًا، فإنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ."الراوي : أبو قتادة الحارث بن ربعي - المحدث : البخاري- المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 7044 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر-

فإنه إنْ فَعَل ما أَرْشَد إليه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فلن تَضُرَّه هذه الرُّؤيا المكروهةُ؛ لأنَّ ما ذُكر مِنَ التَّعوُّذِ وغيرِه سببٌ للسلامةِ من ذلك.



"الرُّؤيا ثلاثٌ فرؤيا حقٌّ ورؤيا يحدِّثُ بِها الرَّجلُ نفسَهُ ورؤيا تحزينٌ منَ الشَّيطانِ فمن رأى ما يَكرَهُ فليقُم فليصلِّ وَكانَ يقولُ يعجِبُني القيدُ وأَكرَهُ الغَلَّ القيدُ ثباتٌ في الدِّينِ. وَكانَ يقولُ من رآني فإنِّي أنا هوَ فإنَّهُ ليسَ للشَّيطانِ أن يتمثَّلَ بي. وَكانَ يقولُ لاَ تُقصُّ الرُّؤيا إلاَّ على عالمٍ أو ناصحٍ."الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم: 2280 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-

"إذا رأى أحدُكم الرؤيا الحسنةَ فلْيُفسرْها ، و لْيُخبرْ بها ، و إذا رأى الرؤيا القبيحةَ ، فلا يُفَسِرْها و لا يُخبرُ بها"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 548 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر-

الرُّؤيا الصالحةُ لها شأنٌ عَظيمٌ؛ فهي من أجزاءِ النُّبوَّةِ، وجعَلها اللهُ تَعالى بُشْرى لِصاحبِها، أما الرُّؤيا القبيحةُ فهي من تخويفِ الشَّيطانِ.
"الرُّؤيا الحَسَنةَ"، أي: التي يظهَرُ له حُسنُها كالرُّؤيا التي فيها بِشارةٌ أو تَحذيرٌ أو تنبيهٌ على أمْرٍ، "فلْيُفسِّرْها"، يعني: إنْ كان عالِمًا بتَفسيرِ الرُّؤى، أو يطلُبُ تفسيرَها ممن يُحسِنُ التفسيرَ، "ولْيُخبِرْ بها"، أي: يُعلِمْ بها مَن يُحِبُّه من الناسِ، كما بيَّنتْ ذلك رواياتٌ أخرى.

"فلا يُفسِّرْها ولا يُخبِرْ بها"، أي: لا يَذْكُرْها ولا يَعرِضْها على أحدٍ، فضْلًا عن أنْ يَطلُبَ تَفسيرَها في نفْسِه أو مِن غَيرِه؛ لأنَّها من الشَّيطانِ.-الدرر-

"إذا رأى أحدُكُم رؤيا يكرهُها فليتحوَّلْ وليتفُلْ عن يَسارِه ثلاثًا وليسأَلِ اللَّهَ مِن خيرِها وليتعَوَّذْ مِن شرِّها".
الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه- الصفحة أو الرقم: 3172 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -الدرر -

ما يَراه النَّائمُ في المنامِ أنواعٌ؛ فهو إمَّا أن يكونَ رُؤْيا، وهي مِن اللهِ تعالى، وإمَّا أن يَكونَ حُلْمًا وهو مِن الشَّيطانِ، وإمَّا أن يَكونَ حديثَ نَفْسٍ ويُسمَّى أضغاثَ أحلامٍ، والشَّيطانُ يَتربَّصُ لابنِ آدَمَ فيُرِيه في مَنامِه ما يُفزِعُه.
"إذا رأَى أحدُكم رُؤيا يَكرَهُها"، أي: الَّتي يَفزَعُ منها الإنسانُ، وهذا ما يُعرَفُ بالحُلْمِ ويَكونُ مِن تَلاعُبِ الشَّيطانِ، "فَلْيتَحوَّلْ"، أي: يتَقلَّبْ على الجَنبِ الآخَرِ.
"ولْيَتفُلْ عن يَسارِه ثلاثًا"، أي: ثلاثَ مرَّاتٍ، والتَّفْلُ نَفْخٌ لطيفٌ قد يُصاحِبُه شيءٌ قليلٌ مِن الرِّيقِ.
"وَلْيسأَلِ اللهَ مِن خَيرِها ولْيتَعوَّذْ مِن شَرِّها"، أي: يَطلُبْ مِن اللهِ أنْ يَنالَه الخيرُ الَّذي يَكونُ في الرُّؤَى، وأن يُبعِدَ عنه الشَّرَّ الَّذي اشتَمَلَت عليه. -الدرر -

"إنَّ مِن أفْرَى الفِرَى أنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ ما لَمْ تَرَ."الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 7043 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر-

الرؤية الصَّادقةَ وهي مِنَ اللهِ تعالى وجُزءٌ مِنَ النُّبوَّةِ، بينما هو في الحقيقَةِ لم يَنلْ شيئًا من ذلك.
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 07:48 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر