|
#1
|
||||
|
||||
احتموا بالصوم وبما ينجي
*وإنَّ كِتَابَ اللهِ أوْثَقُ شَافعٍ .. وأغْنَى غَناءٍ واهِبًا مُّتفضِّلاَ وخَيْرُ جَليسٍ لا يُمَلُّ حديثُهُ ... وتَردادُهُ يزدادُ فيه تجمُّلاَ ففروا إلى الله احتموا بكتاب الله وسنة رسوله الصحيحة صلى الله عليه وسلم. احتموا بالأعمال المنجية ،فهناك عبادة لا عدل لها ،لامثيل لها، الصوم الصوم: سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 22 ) ـ كتاب : الصيام / ( 43 ) ـ باب :الاختلاف على ... / حديث رقم : 2220 / ص : 351 / صحيح* عن أبي أمامةَ قال : قلتُ : يا رسول اللهِ مُرْني بأمرٍ ينفعني اللهُ به ، قال" عليك بالصيام ، فإنه لا مثل له " سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 22 ) ـ كتاب : الصيام / ( 43 ) ـ باب :الاختلاف على ... / حديث رقم : 2221 / ص : 351 / صحيح * عن أبي أمامةَ ، أنه سأل رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أيُّ العملِ أفضلُ ؟ قال"عليك بالصوم ، فإنه لا عِدْلَ له"سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 22 ) ـ كتاب : الصيام / ( 43 ) ـ باب :الاختلاف على ... / حديث رقم : 2222 / ص : 351 / صحيح . *الصيام من مظاهر حسن الخاتمة ، وسبب لدخول الجنة ـ فعن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ قال : أسندتُّ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى صدري فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " من قال لا إله إلا الله ؛ خُتم له بها ؛ دخل الجنة ، ومن صام يومًا ابتغاء وجه الله ؛ خُتم له به ؛ دخل الجنة ، ومن تصدق بصدقةٍ ابتغاء وجه اللهِ ؛ خُتم له بها ؛ دخل الجنة"رواه أحمد . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 / ( 9 ) ـ كتاب : الصوم / ( 8 ) ـ باب ـ : الترغيب في صوم شعبان / حديث رقم : 985 / ص : 579 . * عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشرأمثالها ؛ إلى سُبعمائة ضعف ، قال الله عـز وجل : إلاالصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدَعُ شهوته وطعامه من أجلي ،للصائم فرحتان ؛ فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك ."صحيح مسلم " متون " / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 30 ) ـ باب :فضل الصيام / حديث رقم :164ـ ( 1151 ) / ص: 275 . هذا حديث عظيم وثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" رواه الإمام البخاري في صحيحه. فهذا الحديث فيه فضيلة الصيام ومزيته من بين سائر الأعمال، وأن الله اختصه لنفسه من بين أعمال العبد. وقد أجاب أهل العلم عن قوله: "الصوم لي وأنا أجزي به" رواه الإمام البخاري في صحيحه. بعدة أجوبة منهم من قال: أن معنى قوله تعالى: "الصوم لي وأنا أجزي به" رواه الإمام البخاري في صحيحه. إن أعمال ابن آدم قد يجري فيها القصاص بينه وبين المظلومين، فالمظلومين يقتصون منه يوم القيامة بأخذ شيء من أعماله وحسناته كما في الحديث أن الرجل يأتي يوم القيامة بأعمال صالحة أمثال الجبال ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا أو أكل مال هذا فيؤخذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته حتى إذا فنيت حسناته ولم يبق شيء فإنه يؤخذ من سيئات المظلومين وتطرح عليه ويطرح في النار إلا الصيام فإنه لا يؤخذ للغرماء يوم القيامة وإنما يدخره الله عز وجل للعامل يجزيه به ويدل على هذا قوله: "كل عمل ابن آدم له كفارة إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" أي أن أعمال بني آدم يجري فيها القصاص ويأخذها الغرماء يوم القيامة إذا كان ظلمهم إلا الصيام فإن الله يحفظه ولا يتسلط عليه الغرماء ويكون لصاحبه عند الله عز وجل. وقيل أن معنى قوله تعالى: "الصوم لي وأنا أجزي به" أن الصوم عمل باطني لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى فهو نية قلبية بخلاف سائر الأعمال فإنها تظهر ويراها الناس أما الصيام فإنه عمل سري بين العبد وبين ربه عز وجل ولهذا يقول: "الصوم لي وأنا أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي"، وكونه ترك شهوته وطعامه من أجل الله هذا عمل باطني ونية خفية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى بخلاف الصدقة مثلاً والصلاة والحج والأعمال الظاهرة هذه يراها الناس، أما الصيام فلا يراه أحد لأنه ليس معنى الصيام ترك الطعام والشراب فقط أو ترك المفطرات لكن مع ذلك لابد أن يكون خالصًا لله عز وجل وهذا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. ويكون قوله: "إنه ترك... إلى آخره" تفسيرًا لقوله: "الصوم لي وأنا أجزي به" ومن العلماء من يقول أن معنى قوله تعالى: "الصوم لي وأنا أجزي به" أن الصوم لا يدخله شرك بخلاف سائر الأعمال فإن المشركين يقدمونها لمعبوداتهم كالذبح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادة وكذلك الدعاء والخوف والرجاء فإن كثيرًا من المشركين يتقربون إلى الأصنام ومعبوداتهم بهذه الأشياء بخلاف الصوم فما ذكر أن المشركين كانوا يصومون لأوثانهم ولمعبوداتهم فالصوم إنما هو خاص لله عز وجل فعلى هذا يكون معنى قوله: "الصوم لي وأنا أجزي به" أنه لا يدخله شرك لأنه لم يكن المشركون يتقربون به إلى أوثانهم وإنما يتقرب بالصوم إلى الله عز وجل.صالح بن فوزان الفوزان صالح بن فوزان الفوزان–هنا= *وقال الشيخ العثيمين:والمعنى أن الصيام يختصه الله سبحانه وتعالى من بين سائر الأعمال لأنه أي الصيام أعظم العبادات إطلاقا فإنه سر بين الإنسان وربه لأنه الإنسان لا يعلم إذا كان صائما أو مفطرا هو مع الناس ولا يعلم به نيته باطنة فلذلك كان أعظم إخلاصًا فاختصه الله من بين سائر الأعمال. قال بعض العلماء ومعناه إذا كان الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وكان على الإنسان مظالم للعباد فإنه يؤخذ للعباد من حسناته إلا الصيام فإنه لا يؤخذ منه شيء لأنه لله عز وجل وليس للإنسان وهذا معنى جيد أن الصيام يتوفر أجره لصاحبه ولا يؤخذ منه لمظالم الخلق شيئًا. ومنها أن عمل ابن آدم يزاد من حسنة إلى عشرة أمثالها إلا الصوم فإنه يُعطى أجره بغير حساب ،يعني أنه يُضاعف أضعافًا كثيرة .قال أهل العلم ولأن الصوم اشتمل على أنواع الصبر الثلاثة ففيه :صبر على طاعة الله وصبر ،وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله. أما الصبر على طاعة الله فلأن الإنسان يحمل نفسه على الصيام مع كراهته له أحيانا يكرهه لمشقته لا لأن الله فرضه لو كره الإنسان الصوم لأن الله فرضه لحبط علمه لكنه كرهه لمشقته ولكنه مع ذلك يحمل نفسه عليه فيصبر عن الطعام والشراب والنكاح لله عز وجل ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي: يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي النوع الثاني من أنواع الصبر: الصبر عن معصية الله، وهذا حاصل للصائم فإنه يصبر نفسه عن معصية الله عز وجل فيتجنب اللغو والرفث والزور وغير ذلك من محارم الله. الثالث: الصبر على أقدار الله وذلك أن الإنسان يصيبه في أيام الصوم (ولاسيما في الأيام الحارة والطويلةمن الكسل والملل والعطش ما يتألم ويتأذى به ولكنه صابر لأن ذلك في مرضاة الله. فلما اشتمل على أنواع الصبر الثلاث كان أجره بغير حساب قال الله تعالى: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب. ومن الفوائد التي اشتمل عليها هذا الحديث أن للصائم فرحتين الفرحة الأولى عند فطره إذا أفطر فرح بفطره فرح بفطره من وجهين الوجه الأول: أنه أدى فريضة من فرائض الله وأنعم الله بها عليه وكم من إنسان في المقابر يتمنى أن يصوم يوما واحدا فلا يكون له وهذا قد من الله عليه بالصوم فصام فهذه نعمة فكم من إنسان شرع في الصوم ولم يتمه فإذا أفطر فرح لأنه أدى فريضة من فرائض الله ويفرح أيضا فرحا آخر وهو أن الله أحل له ما يوافق طبيعته من المآكل والمشارب والمناكح بعد أن كان ممنوعا منها. فهاتان فرحتان في الفطر الأولى أن الله من عليه بإتمام هذه الفريضة. الثانية :أن الله من عليه بما أحل له من محبوباته من طعام وشراب ونكاح. شرح رياض الصالحين للشيخ العثيمين = هنا = |
#2
|
||||
|
||||
*احتموا بالصحبة الصالحة التي هي من خير متاع الدنيا والآخرة
"إذا خلَّصَ اللَّهُ المؤمنينَ منَ النَّارِ وأمنوا فما مجادلةُ أحدِكم لصاحبِه في الحقِّ يَكونُ لَه في الدُّنيا أشدَّ مجادلةً منَ المؤمنينَ لربِّهم في إخوانِهمُ الَّذينَ أُدْخِلُوا النَّارَ .قالَ: يقولونَ:ربَّنا إخوانُنا كانوا يصلُّونَ معنا ويصومونَ معنا ويحجُّونَ معنا فأدخلتَهمُ النَّارَ. فيقولُ: اذهبوا فأخرجوا من عرفتُم منهم. فيأتونَهم فيعرفونَهم بصورِهم لا تأكلُ النَّارُ صورَهم فمنهم من أخذتهُ النَّارُ إلى أنصافِ ساقيهِ ومنهم من أخذتهُ إلى كعبيهِ فيخرجونَهم. فيقولونَ: ربَّنا أخْرَجْنَا مَنْ قَدْ أمَرْتَنا. ثمَّ يقولُ :أخرجوا من كانَ في قلبِه وزنُ دينارٍ منَ الإيمانِ، ثمَّ من كانَ في قلبِه وزنُ نصفِ دينارٍ ،ثمَّ من كانَ في قلبِه مثقالُ حبَّةٍ من خردلٍ،"قالَ أبو سعيدٍ فمن لم يصدِّق هذا فليقرأ" إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أجْرًا عَظِيمًا"الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 51 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر -. الشرح وهذه الشَّفاعةُ للعُصاةِ مُشترِكةٌ بينَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وغيرِه؛ فالنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يشفَعُ، وفي كلِّ مرَّةٍ يحُدُّ اللهُ له حدًّا، والأنبياءُ يشفَعونَ، والملائكةُ يشفَعونَ، والمُؤمنونَ يشفَعونَ، وتَبقَى بقيَّةٌ لا تَنالُهم الشَّفاعةُ، فيُخْرِجُهم ربُّ العالَمينَ برحمتِه. قال أبو سعيدٍ الخُدريُّ رضِيَ اللهُ عنه: "فمَن لم يُصَدِّقْ هذا فليقْرَأْ" قولَه تعالى"إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا"النساء: 40 ؛ فهذه الشَّفاعةُ مِن رحمةِ اللهِ وفضْلِه. وزاد البُخاريُّ في رِوايتِه: "فيشفَعُ النَّبيُّونَ والملائكةُ والمُؤمنونَ، فيقولُ الجبَّارُ: بقِيَت شَفاعَتي، فيَقبِضُ قبضةً مِن النَّارِ، فيُخْرِجُ أقوامًا قدِ امْتُحِشُوا، فيُلْقَونَ في نهَرٍ بأفواهِ الجنَّةِ، يقالُ له: ماءُ الحياةِ، فينْبُتونَ في حافَتَيه كما تنبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيلِ، قد رأيْتُموها إلى جانبِ الصَّخرةِ، وإلى جانِبِ الشَّجرةِ، فما كان إلى الشَّمسِ منها كان أخضَرَ، وما كان منها إلى الظِّلِّ كان أبيضَ، فيَخرُجونَ كأنَّهم اللُّؤْلُؤُ، فيُجْعَلُ في رِقابِهم الخواتيمُ، فيدخُلونَ الجنَّةَ، فيقولُ أهلُ الجنَّةِ: هؤلاءِ عُتقاءُ الرَّحمنِ، أدخَلَهم الجنَّةَ بغيرِ عمَلٍ عمِلوه، ولا خيرٍ قدَّموه، فيقال لهم: لكم ما رأيْتُم ومثلُه معه". وقد اشتَمَلَ هذا الحديثُ برِواياتِه على مَسائلَ؛ منها: إثباتُ رُؤيةِ اللهِ تعالى يومَ القِيامةِ، وكذلك إثباتُ شَفاعةِ الملائكةِ والأنبياءِ، ثمَّ شفاعةِ الصَّالحينَ مِن المُؤمنينَ، وإلحاحِهم إلى اللهِ تعالى لإخراجِ إخوانِهم مِن النَّارِ. وفي الحديثِ: بيانُ سَعَةِ رحمةِ اللهِ وفضْلِه على عِبادِه. وفيه: أنَّ عُصاةَ المُسلمينَ يُعذَّبونَ على قدْرِ مَعاصيهم، ثمَّ يُخْرِجُهم اللهُ مِن النَّارِ بفضْلِه، ثمَّ بشَفاعةِ الشَّافعينَ.-الدرر -.
__________________
|
|
|