|
#1
|
||||
|
||||
يُبغِضُ البؤسَ و التَّباؤسَ
"إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ ، و يحبُّ أن يَرى أثرَ نعمتِه على عَبدِه ، و يُبغِضُ البؤسَ و التَّباؤسَ" الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 1742 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.
الشرح: أرشدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى معالي الأُمورِ مِن الأقوالِ والأفعالِ، وحَذَّرَها مِن رَذائلِها، وشريعةُ الإسلامِ السَّمحةُ شَريعةُ الجَمالِ والتَّوازنِ في كُلِّ شَيءٍ. وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ اللهَ جَميلٌ"، أي: إنَّ اللهَ سُبحانه جَميلُ الذَّاتِ والأفعالِ، وله صِفاتُ الجَمالِ والكَمالِ، "يُحِبُّ الجَمالَ"، أي: ويُحِبُّ مِن عِبادِه الاتِّصافَ بالجَمالِ في كلِّ شُؤونِهم، "ويُحِبُّ أنْ يَرى أثَرَ نِعمتِه على عبْدِه"، أي: إذا أعْطى اللهُ عبْدًا مِن عِبادِه نِعمةً مِن نِعَمِ الدُّنيا، فلْيُظهِرْها في نفْسِه، بأنْ يلْبَسَ لِباسًا يَلِيقُ بحالِه؛ لإظهارِ نِعَمِ اللهِ عليه، وليس للإسرافٍ ولا المَخيلةِ. "ويُبغِضُ البُؤسَ"، أي: إظهارَ الذِّلَّةِ ورَثاثةِ الحالِ للنَّاسِ، "والتَّباؤُسَ"، وهو إظهارُ الحاجةِ والتَّفاقُرِ على غَيرِ الحقيقةِ بإظهارِ التَّمسكُنِ والشِّكايةِ؛ لأنَّ ذلك يُؤدِّي إلى احتِقارِ النَّاسِ له، وازدرائِهم إيَّاهُ، وشَماتةِ أعدائِه، مع ما في ذلِكَ مِن كُفرانِ نِعمةِ اللهِ، وعدَمِ شُكرِها وأداءِ حَقِّها بإظهارِها على نَفْسِه؛ فإنَّ الاهتمامَ بالمَلبَسِ والمأكلِ والمشْرَبِ، وحُسنِ المظهرِ في حُدودِ الشَّرعِ أمرٌ محمودٌ، وهو مِن الجَمالِ الذي يُحبُّه اللهُ سُبحانَه، مع مُراعاةِ ألَّا يكونَ شَيءٌ من ذلك كلِّه على حِسابِ دِينِه وأخلاقِه؛ فإذا كان ذلك كذلك فإنَّ التباؤسَ بغيرِ حَقٍّ يُعدُّ قُبحًا في حقِّ المؤمنِ. وفي الحديثِ: إثباتُ صِفةِ الجَمالِ والمَحبَّةِ والبُغضِ للهِ عزَّ وجلَّ.الدرر.
__________________
|
|
|