|
#1
|
||||
|
||||
17-التحفة السنية النعت وأنواعه والمعرفة والنكرة
قال " بابُ النعتِ " النعتُ: تابعٌ للمنعوتِ في رفعِهِ ونصبِهِ وخفضِهِ، وتعريفِهِ وتنكيرِهِ؛ قامَ زيدٌ العاقلُ، ورأيتُ زيدًا العاقلَ، ومررتُ بزيدٍ العاقلِ. وأقول: النعتُ في اللغةِ هو الوصفُ، وفي اصطلاحِ النحويينَ هو: التابعُ المشتقُّ أو المؤوَّلُ بالمشتقِ، الموضِّحُ لمتبوعهِ في المعارفِ، المخصِّصصُ له في النكراتِ. والنعتُ ينقسمُ إلى قسمينِ: الأولُ: النعتُ الحقيقيُّ، والثاني: النعتُ السببيُّ. أما النعتُ الحقيقيُّ فهو: ما رفعَ ضميرًا مستترًا يعودُ إلى المنعوتِ، نحو " جاءَ محمدٌ العاقلُ " فالعاقلُ: نعتٌ لمحمدٍ، وهو رافعٌ لضميرٍ مستترٍ تقديرُهُ هو يعودُ إلى محمدٍ. وأما النعتُ السببيُّ فهو: ما رفعَ اسمًا ظاهرًا متصلاً بضميرٍ يعودُ إلى المنعوتِ نحو " جاءَ محمدٌ الفاضلُ أبوهُ " فالفاضلُ: نعتٌ لمحمدٍ، وأبوه: فاعلٌ للفاضلِ، مرفوعٌ بالواوِ نيابةً عنِ الضمةِ لأنه من الأسماءِ الخمسةِ، وهو مضافٌ إلى الهاءِ التي هي ضميرٌ عائدٌ إلى محمدٍ. وحكمُ النعتِ أنه يتبعُ منعوتَهُ في إعرابِه، وفي تعريفهِ أو تنكيرِهِ، سواءٌ أكان حقيقيًّا أم سببيًّا. ومعنى هذا أنه إن كان المنعوت مرفوعًا كان النعتُ مرفوعًا، نحو: " حضر محمدٌُُ العاقلُ "أو " حضر محمدٌ الفاضلُ أبوه "، وإن كان المنعوتُ منصوبًا كان النعتُ منصوبًا نحو " رأيتُ محمدًا الفاضلَ " أو " رأيت محمدًا الفاضلَ أبوه "، وإن كان المنعوتُ مخفوضًا كان النعتُ مخفوضًا نحو " نظرتُ إلى محمدٍ الفاضلِ " أو " نظرتُ إلى محمدٍ الفاضلِ أبوه "، وإن كان المنعوتُ معرفةً كان النعتُ معرفةً، كما في جميعِ الأمثلةِ السابقةِ، وإن كان المنعوتُ نكرةً كان النعتُ نكرة، " رأيتُ رجلاً عاقلاً " أو " رأيت رجلاً عاقلاً أبوهُ ". ثم إنْ كانِ النعتُ حقيقيًّا زادَ على ذلك أنَّهُ يتبعُ منعوتَهُ في تذكيرِهِ أو تأنيثِهِ، وفي إفرادِهِ أو تثنيتِهِ أو جمعِهِ. ومعنى ذلك أنه إنْ كان المنعوتُ مذكرًا كان النعتُ مذكرًا، نحوً: " رأيتُ محمدًا العاقلَ " و إن كانُ المنعوتُ مؤنثًا كان النعتُ مؤنثًا نحوُ " رأيتُ فاطمةَ المهذبةَ "وإن كان المنعوتُ مفردًا كان النعتُ مفردًا كما رأيتَ في هذينِ المثالينِ، وإنْ كانَ المنعوتُ مثنى كانَ النعتُ مثنى، نحو: " رأيتُ المحمدَيْنِ العاقلينِ " وإن كان المنعوتُ جمعًا كان النعتُ جمعًا نحو " رأيتُ الرجالَ العقلاءَ ". أما النعتُ السببيُّ فإنه يكونُ مفردًا دائمًا ولو كان منعوتُهُ مثنىً أو مجموعًا تقولُ " رأيتُ الوَلدينِ العاقلَ أبوهُمَا " وتقولُ " رأيتُ الأولادَ العاقلَ أبوهُم " ويتبعُ النعتُ السببيُّ ما بعدَهُ في التذكيرِ أو التأنيثِ، تقولُ " رأيتُ البناتِ العاقلَ أبوهُنَّ "، وتقولُ " رأيتُ الأولادَ العاقلةَ أُمُّهُم ". فتلخصَ من هذا الإيضاحِ أنَّ النعتَ الحقيقيَّ يتبعُ منعوتَهُ في أربعةٍ من عشرةٍ. واحدٌ من الإفرادِ والتثنيةِ والجمعِ، وواحدٌ من الرفعِ والنصبِ والخفضِ، وواحدٌ من التذكيرِ والتأنيثِ، وواحدٌ من التعريفِ والتنكيرِ. والنعتُ السببيُّ يتبعُ منعوتَهُ في اثنينِ منْ خمسةٍ: واحدٌ من الرفعِ والنصبِ والخفضِ، وواحدٌ من التعريفِ والتنكيرِ، ويتبعُ مرفوعَهُ الذي بعده في واحدٍ من اثنينِ وهما التذكيرُ والتأنيثُ، ولا يتبعُ شيئًا في الإفرادِ والتثنيةِ والجمعِ ، بل يكون مفردًا دائمًا وأبدًا، والله أعلم |
#2
|
||||
|
||||
أشكال وأقسام النعت وأحكامه ينقسم النعت إلى نوعين، نعت حقيقي ونعت سببي. أولا: النعت الحقيقي: وهو ما يوضح المنعوت بذكر صفة من صفاته مثل: جاء الرجلُ الكريمُ. النعتَ الحقيقيَّ يتبعُ منعوتَهُ في أربعةٍ من عشرةٍ. واحدٌ من الإفرادِ والتثنيةِ والجمعِ، وواحدٌ من الرفعِ والنصبِ والخفضِ، وواحدٌ من التذكيرِ والتأنيثِ، وواحدٌ من التعريفِ والتنكيرِ. ثانيا: النعتُ السببيُّ: وهو ما يوضحُ المنعوتَ بذكرِ صفةٍ فيما يتعلقُ بهِ: مثل :جاء الرجلُ الكريمُ أبوه. فالكريم ليست صفةً مباشرةً للرجلِ نفسِه، بل صفةٌ لأبيهِ ومن ثمَّ فهي صفةٌ غيرُ مباشرةٍ توضحُهُ بوصفِ ما يتعلقُ به وهو هنا أبوه. والنعتُ السببيُّ يتبعُ منعوتَهُ في اثنينِ منْ خمسةٍ:واحدٌ من الرفعِ والنصبِ والخفضِ، وواحدٌ من التعريفِ والتنكيرِ، ويتبعُ مرفوعَهُ الذي بعده في واحدٍ من اثنينِ وهما التذكيرُ والتأنيثُ، ولا يتبعُ شيئًا في الإفرادِ والتثنيةِ والجمعِ ، بل يكون مفردًا دائمًا وأبدًا. أشكال النعت يأتي النعتُ:- مفردًا "كلمة واحدة" وهو الأكثر مثل: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ. - شبه جملة "ظرفًا أو جارًا ومجرورًا" مثل: هناك حارسٌ أمامَ البابِ، لديّ كتابٌ في النحوِ. - جملة "اسمية أوفعلية" مثل: "فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ". "وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ". ولا تُعربُ الجملةُ نعتًا إلا إذا كانَ المنعوتُ نكرةً، أما إذا جاءتْ بعدَ معرفةٍ فإنها تُعْرَبُ حالًا. هنا. " المعرفة وأقسامها " قال: والمعرفةُ خمسةُ أشياءَ: الاسمُ المضمرُ نحوُ: أنا وأنت، والاسمُ العلمُ نحوُ: زيدٌ ومكةُ، والاسم المبهمُ نحو: هذا وهذه وهؤلاء ، والاسمُ الذي فيه الألف واللام نحو:الرجلُ والغلامُ، وما أضيف إلى واحدٍ من هذه الأربعة.وأقولُ: اعلم أن الاسم ينقسم إلى قسمين الأول: النكرة. ستأتي. والثاني: المعرفة وهي: اللفظ الذي يدل على معَيَّنٍ، وأقسامها خمسة: القسم الأول: المضمر أو الضمير، وهو ما دلَّ على مُتَكَلِّمٍ، نحو: أنا، أو مخاطب نحو: أنتِ، أو غائب نحو: هو، ومن هنا تعلم أن الضمير ثلاثة أنواع. النوع الأول: ما وضع للدلالة على المتكلم وهو كلمتان، وهما: " أنا " للمتكلم وحده، و " نحن " للمتكلم المعظِّم نَفسَهُ أو معه غيره. والنوع الثاني: ما وضع للدلالة على المخاطب وهو خمسة ألفاظ، وهي: " أنتَ " بفتح التاء للمخاطب المذكر المفرد، و" أنتِ " بكسر التاء للمخاطبة المؤنثة المفردة و " أنتما " للمخاطب المثنى مذكرًا كان أو مؤنثًا و " أنتُم " لجمع الذكور المخاطبين، و " أنتُنَّ " لجمع الإناث المخاطبات. والنوع الثالث: ما وضع للدلالة على الغائب، وهو خمسة ألفاظ أيضاً، وهي: " هو " للغائب المذكر المفرد. و" هِيَ " للغائبة المؤنثة المفردة، و " هُمَا " للمثنى الغائبُ مطلقًا، مذكرًا كان أو مؤنثًا، و" هُم " لجمعِ الذكورِ الغائبينَ، و" هُنَّ " لجمع الإناث الغائبات. وتقدم هذا في بحث الفاعل وفي بحث المبتدأ والخبر. القسم الثاني من المعرفة: العلمُ، وهو ما يدل على معين بدون احتياج إلى قرينة تَكَلم أو خطاب أو غيرهما، وهو نوعان: مذكر نحو " محمد " و " إبراهيم " و " جبل " ومؤنث نحو " فاطمة " و " زينب " و " مكة " . وعلامةُ النكرةِ أن تصلحَ لأن تدخُلَ عليها " أل " وتؤثر فيها التعريف نحو " رجل " فإنه يصحُّ دخولُ " أل " عليه، وتؤثر فيه التعريف؛ فتقول " الرجل " وكذلك " غلام، جارية، وصبي، ومُعَلِّم " فإنك تقول: " الغلام، والجارية، والصبي، والفتاة، والمعلم "القسم الثالث: الاسم المبهم، وهو نوعان: اسمُ الإشارة، والاسمُ الموصول. أما اسم الإشارة: فهو: ما وضع ليدل على معين بواسطة إشارة حسية أو معنوية وله ألفاظ معينة، وهي " هذا " للمذكر المفرد، و"هذه " للمفردة المؤنثة ، و "هذانِ" أو "هذينِ" للمثنى المذكر " وهاتَانِ " أو " هاتينِ " للمثنى المؤنث، و " هؤلاء " للجمع مطلقًا. وأما الاسم الموصول فهو: ما يدل على معين بواسطة جملة أو شبهها. تذكر بعده ألبته وتسمى صِلة، وتكون مشتملة على ضمير يطابق الموصول ويسمى عائدًا، وله ألفاظ معينة أيضًا، وهي: " الذي " للمفرد المذكر، " التي " للمفردة المؤنثة، و " اللذانِ " أو " اللذَينِ " للمثنى المذكر، و " اللتانِ " أو " اللتَينِ " للمثنى المؤنث، " والَّذين " لجمع الذكور، و " اللَّائي " لجمع الإناث. القسم الرابع: المحلى بالألف واللام، وهو: كل اسم اقترنت به " أل " فأفادته التعريف ؛ نحو : الرَّجُل ، والكتاب ، والغلام ، والجارية . القسم الخامس :الاسم الذي أُضيفَ إلى واحدٍ منَ الأربعةِ المتقدمةِ ، فاكتسب التعريفَ من المضاف إليه، نحو " غُلامُكَ " و " غلامُ محمدٍ " و " غلامُ هذا الرجُلِ " و " غلامُ الذي زارنا أمسِ " و " غُلامُ الأستاذِ " وأعرف هذه المعارف بعد لفظ الجلالة: الضميرُ، ثم العَلَمُ، ثم اسم الإشارة، ثم الاسمُ الموصول، ثم المحلى بأل، ثم المضاف إليها. والمضاف في رتبة المضاف إليه، إلا المضاف إلى الضمير فإنه في رتبة العلم، والله أعلم. " النكرةُ " قال: والنكرةُ: كلُ اسم شائعٍ في جنسهِ لا يختصُّ به واحدٌ دون آخر، وتقريبُهُ: كل ما صَلَحَ دخولُ الألِفِ واللامِ عليه، نحو الرجُلِ والفَرَسِ.وأقول: النكرة هي كل اسم وضع لا ليَخُصَّ واحدًا بعينه من بين أفراد جنسه، بل ليصلح إطلاقُهُ على كل واحدٍ على سبيل البدل، نحو " رجل " و " امرأة "؛ فإنَّ الأول يصح إطلاقه على ذَكَرٍ بالغٍ من بني آدم، والثاني يصحُّ إطلاقُهُ على كلِّ أنثى بالغةٍ من بني آدم. |
#3
|
||||
|
||||
__________________
|
|
|