|
#1
|
||||
|
||||
فتاة تعيش في مجتمع فاسد وتخشى الانحراف
فتاة تعيش في مجتمع فاسد وتخشى الانحراف السؤال : عمري 15 سنة وقد أسلمت قبل 4 أو 5 سنوات ، أحد والداي والمسمى مسلم ،غير ملتزم بالإسلام ، أنا في مشاكل طوال الوقت ، عاجلا أم آجلا سأكره تمسكي بهذه الأحكام وسوف أخرج وأستمتع - أذهب للرقص وأبدأ في مواعدة الشباب والخروج معهم - . أعلم بأن هذا خطأ ولكنني بعد فعل هذا أشعر أنني لن أكون ملتزمة بعد الآن ولكن هناك شيء يأتي باستمرار ويقول لي بأنني يجب أن أكون مسلمة . أواجه وقتًا صعبًا في اتخاذ القرار بما أفعل ، من الصعب عليّ أن أبقى مسلمة لأنني أعيش في مجتمع كافر وكل المسلمين الذين أعرفهم في الحقيقة ليسوا مسلمين . هل لديك أي اقتراح الجواب الحمد لله قضيتك أيتها الفتاة المسلمة قضيّة حسّاسة وكبيرة ومتعلّقة بالثّبات على الدّين والتمسّك بأحكام الإسلام ، وفي الوقت الذي نحسّ فيه بمشكلتك ونشعر بمعاناتك من بُعْد فإننا نريد أن نذكر لك الملاحظات التالية : أولا : هذا الذي قلتِ بأنّه يأتيك ويقول لك أنك لا بدّ أن تكوني مسلمة يُمكن أن يكون مَلَكا من الملائكة لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنْ اللَّهِ فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ الأُخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ثُمَّ قَرَأَ " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ الآيَةَ " رواه الترمذي 2914 وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . وقوله " إِنَّ لِلشَّيْطَانِ " أي إبليس أو بعض جنده "لَمَّةً " من الإلمام ومعناه النزول والقرب والإصابة , والمراد بها ما يقع في القلب بواسطة الشيطان أو المَلَك .. وقوله "فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ " كالكفر والفسق والظلم " وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ" أي في حق الله أو حق الخلق أو تكذيب بالأمر الثابت كالتوحيد والنبوة والبعث والقيامة والنار والجنة ، وقوله "وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ " كالصلاة والصوم " وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ " ككتب الله ورسوله ، وقوله " فَمَنْ وَجَدَ " أي في نفسه أو أدرك وعرف "ذَلِكَ " أي لمّة الملك " فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنْ اللَّهِ" أي مِنّة جسيمة ونعمة عظيمة واصلة إليه ونازلة عليه إذْ أمَر الملك بأن يلهمه " فليحمد الله " أي على هذه النعمة الجليلة حيث أهَّله لهداية الملك ودلالته على ذلك الخير" فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ الأُخْرَى " أي لمّة الشيطان - "فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ "-" ثم قرأ " أي النبي صلى الله عليه وسلم استشهادًا " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ" أي يخوفكم به ليمنعكم عن الإنفاق في وجوه الخيرات "وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ" أي المعاصي . وعلى ضوء هذا الحديث العظيم تتبينين أمرك وهو أنّ هذا الآتي بالخير الذي يأتيكِ نعمة من الله فاحمدي الله عليها ، والآتي الآخر الذي يسوّل لك الخروج للرقص وإقامة العلاقات مع الأقذار الخبثاء هو من الشّيطان ، فاستعيذي بالله منه كلما أورد عليك هذه الخواطر الخبيثة . ثانيًا : لا يهمك كثرة الهالكين حولك ، ولا تعتبري بهذه الجحافل الكافرة السادرة في غيّها الغارقة في شهواتها الغافلة عمّا خُلقَتْ من أجله ، قال الله تعالى " وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ"الأنعام 116 " ، وقال تعالى " وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ "يوسف:103 . أيتها الفتاة المسلمة : ما قيمة الحياة إذا كان الإنسان يعيش فيها تابعًا لأهوائه منغمسًا في الرذائل يرقص ويغني ، يسكر ويُعربد ، يفجر ويزني ويرتع كالبهائم ، قال الله تعالى : "أُوْلَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ "179 سورة الأعراف ثالثًا : في خضّم الجوّ السيّئ الذي تعيشين فيه المملوء بكثرة من الكفّار وعدد من المسلمين غير المتمسكين بدينهم والذين ربّما لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه وفي غمرة الفتن والمغريات المحيطة بك ، لا بدّ أن تعتصمي بالله وتستمسكي بشريعته وتُقبلي عليه وتكثري من دعائه بأن يحفظك من الإثم ويثبتّك على الدّين ، قولي كثيرًا والزمي هذا الدّعاء " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ " لأنّ أمّك أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها روت عن زوجها ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم : أنه كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا قَالَ نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ " رواه الترمذي 2066 وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ . رابعًا : حاولي البحث عن نساء مسلمات تتواصين معهن على الحقّ والصّبر وقومي ما أمكنك بدعوة والديْك إلى طريق الحقّ فكم من صغار كانوا سبب هداية كبار . وأخيرًا نسأل الله أن يهديك سُبل السلام ويثبّتك على طريق الإسلام ويرزقك حلاوة الإيمان ونستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه . *الإسلام سؤال وجواب*
الشيخ محمد صالح المنجد
__________________
|
|
|