العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى الفقه > ملتقى الفقه > ملتقى شهر رمضان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-06-2018, 01:46 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Red face لنحيا رمضان باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم

لنحيا رمضان باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم

تقديم
° قال الله تعالى"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"البقرة:185.
*أبشركم بمن اشتقنا للقياه

قلوبنا تهفوا شوقًا ووجلاً شوقًا للقائه ووجلاً من تقصيرِنا وفواتِ الفرصة العظيمة نسأل الله أن يرزقنا إدراكه ونُبَشر به.
*كان النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يبشر أصحابه بقدوم شهر الخير .
فعن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "أتاكُم رَمضانُ شَهرٌ مبارَك ، فرَضَ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عليكُم صيامَه ، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ"الراوي : أبو هريرة -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح النسائي- الصفحة أو الرقم- 2105 خلاصة حكم المحدث : صحيح الدرر-


* قال الإمام عبد بن حُميد ـ رحمه الله ـ في " المنتخب " جزء : 3 / ص : 170 :حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا حماد بن سلمة ،عن ثابت عن أنس قال : كان صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد لأحد في الدعاء قال" جعلَ اللهُ عليكُم صلاةَ قَومٍ أبرارٍ ، يقومونَ اللَّيلَ ويصومونَ النَّهارَ ، لَيسوا بأثَمَةٍ ولا فُجَّارٍ"الراوي : أنس بن مالك -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم- 3097خلاصة حكم المحدث : صحيح –الدرر-


وقال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / ج : 2 / ص : 172 / كتاب الصلاة ـ باب فضل قيام الليل ، هذا حديث صحيح
نسأل الله أن يرزقنا إدراك شهر رمضان ويرزقنا حسن صيامه وقيامه والفوز به، والهمة العالية.
فلنتاجر بهذا العُمْر اليسير، ونشتري الخلود الدائم في جنة النعيم ، ومن فرطَ في العمرِ وقعَ في الخسرانِ . فينبغي للعاقلِ أن يعرفَ قدرَ عمرِهِ ، وأن ينظرَ لنفسِهِ في أمرِهِ . فيغتنم ما يفوت استدراكه ، فربما بتضييعه هلاكه نسأل الله العافية لنا ولكم.فإن رمضان شهر الفضائل والمنازل، فقد كان السلف يهتمون برمضان اهتمامًا بالغًا، ويحرصون على استغلاله في عمل الطاعات والقُرُبات، وقبل أن نشير إلى حال السلف مع رمضان ،نشير إلى حال قدوة السلف، بل إلى قدوة الناس أجمعين، محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان،قال ابن القيم -رحمه الله تعالى: وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل -عليه الصلاة والسلام- يُدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر، والاعتكاف. وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحيانًا ليوفر ساعات ليله ونهاره للعبادة"
وقد كان السلف سباقين إلى الخير، تائبين إلى الله من الخطايا في كل حين، فما من مجال من مجالات البر إلا ولهم فيه اليد الطولى، وخاصة في مواسم الخيرات، ومضاعفة الحسنات، لذلك نجد أن حال السلف مع القرآن في رمضان حال المستنفر نفسه لارتقاء المعالي.
محرومٌ من أقبل عليه شهر رمضان ثم انسلخ هذا الشهر المبارك قبل أن يغفر له الرحمن الرحيم.

*اقتفاء السلف لأثار رسول الله صلى الله عليه وسلم
السلف خير من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ واسم السلف أول ما يطلق يطلق على الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، الذين حملوا راية الدين ونشروه شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، لم يكونوا يبحثون عن راحة البال، ولا عن الجلوس في القصور،ولكنهم كانوا يحملون هم الدين وهم نشره، ولهذا نجد أن الإسلام الحق الإسلام الصحيح قد وصل في زمنهم وقرنهم وهو القرن الأول من الهجرة إلى أصقاع الأرض، ثم بعد انقراض قرن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم قل ما نجد انتشار الإسلام في البلدان الأخرى إلا من أناس اهتدوا واقتدوا بهديهم.
*أحوال السلف في رمضان، إنهم أناس كما قيل:رهبان في الليل وفي النهار تجدهم فرسانًا ،يرفعون لواء التوحيد وينشرون كتاب الله جل وعلا.
لمّا نقول أحوال السلف في رمضان نتذكر قول الله تبارك وتعالى عنهم في غير رمضان"رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار"النور : 37.لمّا نريد أن نعرف أحوال السلف في رمضان فلننظر إلى أحوالهم كيف يكونون حينما تصيبهم الخصاصة تجدهم كما قال الله تعالى" وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة"الحشر : 9.
ذُكِرَ عن الصحابةِ ما ذُكِر من الخيرِ الوفيرِ ونحن نجزم أنهم فوق ما ذُكر عنهم، السلف الصالح فوق ما ذُكر عنهم في أي ناحية من النواحي أردتَ أن تسير ، إن شئتَ أن تنظرَ إلى ناحيةِ عباداتهم مثل الصلاة، أو مثل قراءة القرآن، أو إذا أردتَ أن تنظرَ إلى صدقاتهم، أو إذا أردتَ أن تنظر إلى منافعِهم للناسِ، أو إذا أردتَ أن تنظر إلى بِرِّهِم، أو أردتَ أن تنظر إلى عباداتهم فترى أمرا عجبًا، يُحارُ فيه العقلُ ويقفُ فيه الإنسانُ ويقول: أي جيل أولئكم الرجال؟!
نعم إنهم أمة تربوا تحت نظر سيد ولدِ آدمَ محمد صلى الله عليه وسلم، وهم بشرٌ لهم مثل ما لنا من الشهوات ولكنهم كانوا يجمحون شهواتهم بمراقبة الله جل وعلا. *وقبل أن نعيش مع السلف الصالح نقدم للنهج القويم
*
كلامُ اللهِ والشهر المبارك:
"
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ .." البقرة 185أُنزل في الشهرِ المباركِ القرآنُ كلامُ اللهِ جلَّ وعلا مراحل نزول القرآن ثلاث
الأولى: نزوله إلى اللوح المحفوظ.
الثانية: نزوله إلى بيت العزة في سماء الدنيا.
الثالثة: نزوله إلى النبي صلى الله عليه وسلم منجما ومفَرَّقا حسب الحوادث، فهذه هي المراحل الثلاث التي ذهب جمهور العلماء إلى أن القرآن نزل عليها كما قال الشيخ الدكتور:
صبحي الصالح .في كتاب مباحث في علوم القرآن ص 51.والله أعلم.إسلام ويب. هنا
*التنزل الأول:
ونعنى به: نزول القرآن إلى اللوح المحفوظ؛ والدليل على ذلك هو قول الله* سبحانه وتعالى* "بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ*فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ"البروج: 21؛22. *النّزول الثاني: كان إلى بيت العزّة في السّماء الدّنيا.ويدلّ على هذا:قوله سبحانه"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ" الدخان:3. وقوله تعالى"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ"القدر:1. وقوله تعالى"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ" البقرة: من الآية 185.قال الإمام الزّرقاني رحمه الله "مناهل العرفان" 33-34:" دلّت هذه الآيات الثّلاث على أنّ القرآن أُنزل في ليلة واحدة توصف بأنّها مباركة أخذًا من آية الدّخان، وتسمّى ليلة القدر أخذًا من آية سورة القدر، وهي من ليالي شهر رمضان أخذًا من آية البقرة.*ما المقصود ببيت العزّة ؟الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فإنّ هناك بيتين في السّماء:البيت المعمور، وبيت العزّة.
*أمّا البيت المعمور: فهو الّذي أقسم الله به في سورة الطّور قائلا" وَالْبَيْتِ الْمَعْمُور"
*ومنه ما رواه البخاري عن مالكٍ بنِ صعصَعَةَ رضي الله عنه في حديث المعراج الطّويل عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:"ثمَّ رُفِعَ لِيَ البيْتُ المعْمُورُ ، فقُلتُ : يا جبريلُ ! ما هذا ؟ قال : هذا البيتُ المعمُورُ ، يَدخُلُهُ كُلَّ يومٍ سبعُونَ ألْفَ ملَكٍ ، إذا خَرجُوا مِنهُ لمْ يُعودُوا إليه آخِرَ ما عليْهِمْ ،" هناالحديث.
*
وروى أحمد والحاكم وغيرهما عن أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ" الْبَيْتُ المَعْمُورُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفُ مَلَكٍ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ"صحّحه الشّيخ الألبانيّ في " السّلسلة الصّحيحة " 1/778. هنا"البيتُ المعمُورُ في السماءِ السابعةِ ، يدخُلُه كلَّ يومٍ سبعونَ ألْفَ ملَكٍ ، ثمَّ لا يَعودُونَ إليه حتى تقومَ الساعةُ"الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم- 2891 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية
*أمّا بيت العزّة: فهو البيت الّذي في السّماء الدّنيا.وقد روى الطّبريّ عن بعض السّلف أنّ في كلّ سماء بيتًا حيال الكعبة، فالّذي في السّماء السّابعة يُقالُ له البيت المعموركما سبق -، والّذي في السّماء الدّنيا يقال له بيت العزّة.*وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي:البيت المعمور بيت في السماء السابعة، يحاذي الكعبة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه للعبادة. وأما بيت العزة في السماء الدنيا، جاء عن ابن عباس والبيت المعمور في السماء السابعة.عبد العزيز بن عبد الله الراجحي هنا
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-06-2018, 01:53 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Arrow

المجلس الثاني
إنها ساعة طيبة نجتمع فيها في بيت من بيوت الله لنتذاكر جميعًا أمرًا عظيمًا وموسمًا مباركًا نستقبله جميعًا ونسأل الله جل وعلا أن يبلغنا وإياكم ذلك الموسم على خيرٍ وإيمانٍ وأمنٍ وطاعةٍ لله جل وعلا.
-
بشارة عظيمة لمن أكرمه الله تعالى ومنّ عليه بحفظ وقته في المجالس التي تُعقَد في بيوت الله التي أَذِن الله جلّ وعلا أن تُرفَع ويُذكَر فيها اسمه. ومثل هذه المجالس المباركة لابدَّ للمسلم أن يصبر نفسه عليها وأن يقتطع لها من وقته حتى يستفيد وينتفع، وإلَّا إذا كان لاهيًا منصرفًا منشغلًا مُكِبًّا على أمور دنياه التي لا تنتهي فلا يتهيَّأ له معرفة الخير ومعرفة أبواب الخير ومعرفة السُّبل التي يصل من خلالها إلى الخير وإلى ما يُرضي الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى . وفي مثل هذه المجالس يتمُّ التَّوجيه وتأتي الموعظة وتحصل الذِّكرى ويأتي إيقاظ القلب والضَّمير والتَّوجيه إلى الخير وإلى أبواب الخير فينتفع النَّاس ويستفيدون فوائد عظيمة.
- أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ خرجَ على حَلْقةٍ يعني من أصحابِهِ فقالَ ما أجلسَكم قالوا : جلَسنا ندعوا اللَّهَ ونحمَدُهُ ، على ما هدانا لدينِهِ ومنَّ علينا بِكَ قالَ آللَّهُ ما أجلسَكم إلَّا ذلِكَ قالوا آللَّهُ ما أجلسنا إلَّا ذلِكَ قالَ أما إنِّي لَم أستحلِفْكم تُهمةً لَكم وإنَّما أتاني جبريلُ عليْهِ السَّلامُ فأخبرَني أنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يُباهي بِكمُ الملائِكةَ
الراوي : معاوية بن أبي سفيان-المحدث : الألباني -المصدر : صحيح النسائي-الصفحة أو الرقم: 5441-خلاصة حكم المحدث : صحيح
- الدرر السنية
"ما جلَسَ قومٌ يذكُرونَ اللهَ تَعَالَى ، إلَّا ناداهم منادٍ مِنْ السماءِ : قُومُوا مغفورًا لَكُمْ"الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 5609 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.


*المسجدُ بيتُ كلِّ تقِيٍّ:

-"كتب أبو الدرداءِ إلى سلمانَ أما بعدُ يا أخي فاغتنِمْ صحتَك قبل سقمِك وفراغَك قبل أن ينزلَ من البلاءِ ما لا يستطيعُ أحدٌ من الناسِ ردَّه ويا أخي اغتنِمْ دعوةَ المؤمنِ المُبتلَى ويا أخي لِيكُنْ المسجدُ بيتَك فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول : "المسجدُ بيتُ كلِّ تقِيٍّ"الراوي : أبو الدرداء - المحدث : الألباني - المصدر : السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم: 2/334 - خلاصة حكم المحدث : حسن.
*القرآن القرآن
* عن جابر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "القرآنُ شافعٌ مشفَّع ، وماحِلٌ مصدَّق ، مَنْ جعله أمامَه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار "
رواه ابن حبان ـ صحيح ـ صحيح الترغيب والترهيب تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ ج : 2 / ص : 164 /حديث رقم : 1423.
ماحِل: أي : ساع ..... وقيل : خصم مجادل .

* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" إن لله أهلين من الناس ". قالوا : من هم يا رسول الله . قال " أهل القرآن هم أهل الله وخاصته"
رواه النسائي وابن ماجه والحاكم ـ صحيح ـ صحيح الترغيب والترهيب تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ ج : 2 / ص : 168 / حديث رقم : 1432 .

* عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : من قرأ القرآن لم يُرَدَّ إلى أرذل العمر ، وذلك قوله "ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ "التين6 " ، قال : إلا الذين قرأوا القرآن.

رواه الحاكم ـ صحيح ـ صحيح الترغيب والترهيب ج : 2 / حديث رقم : 1435 / ص : 169 .

* عن بُريدة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "من قرأ القرآنَ وتعلَّمه وعملَ به ، أُلبسَ والداه يومَ القيامة تاجًا من نورٍ ، ضوؤه مثلُ ضوءِ الشمسِ ، ويُكسى والداه حُلّتان لا تقوم لهما الدنيا ، فيقولان : بمَ كُسينا هذا ؟ . فيقال : بأخذِ وَلَدِكُمَا القرآن"رواه الحاكم ـ حسن لغيره ـ صحيح الترغيب ج : 2 / ص : 169 / حديث رقم : 1434 .
* عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ؛ أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال " ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ؛ إلا نزلت عليهم السكينةُ ، وغشيتهم الرحمةُ ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده "رواه مسلم ـ أبو داود ـ صحيح الترغيب والترهيب ج : 2 / ص : 161 / حديث رقم : 1417 .
* روي عن جابر ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم " إن من أحسن الناس صوتًا بالقرآن ؛ الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله "

رواه ابن ماجه ـ صحيح لغيره ـ صحيح الترغيب ج : 2 / ص : 177 / حديث رقم : 1450 .
* عن النواس بن سِمعان ، رضي الله عنه ، قال :سمعتُ النبَّي ،صلى الله عليه وسلم يقول " يؤتَى بالقرآنِ يومَ القيامةِ وأهلِهِ الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تَقدُمْه سورة " البقرة " و" آل عمران " ، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسِيتُهن بعد ، قال صلى الله عليه وسلم : كأنهما غمامتان أو ظُلَّتان سوداوان ، بينهما شِرْق ، أو كأنهما فِرقان من طير صوافَّ ، تحاجَّان عن صاحبهما" . رواه مسلم ـ صحيح الترغيب ج : 2 / ص : 184 / حديث رقم : 1465 .
شِرق : أي بينهما فرق يضىء .

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا ، اللهم اجعله شفيعًا لنا ، وشاهدًا لنا لا شاهدًا علينا ، اللهم ألبسنا به الحلل ، وأسكنا به الظلل ، واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين ، وعند النعماء من الشاكرين ، وعند البلاء من الصابرين ،ونسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.

أنواع التلاوة
التلاوة الحُكمية : هي العمل بأوامر القرآن الكريم وأحكامه
التلاوة اللفظية : هي قراءة ألفاظ القرآن الكريم مع مراعاة أحكام التجويد .قال الشيخ العثيمين في تفسير هذه الآية:
قالَ الله تَعالى"إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ"فاطر: 29، 30.تِلاوةُ كتَابِ اللهِ عَلَى نوعين:
تلاوةٌ حكميَّةٌ وهي تَصْدِيقُ أخبارِه وتَنْفيذُ أحْكَامِهِِفِعْلِ أوامِرِهِ واجتناب نواهيه. والنوعُ الثاني:تلاوة لفظَّيةٌ، وهي قراءتُه.
مجالس شهر رمضان للعثيمين

*"الطَّهورُ شطرُ الإيمانِ . والحمدُ للهِ تملأُ الميزانَ . وسبحان اللهِ والحمدُ للهِ تملآنِ ( أو تملأُ ) ما بين السماواتِ والأرضِ . والصلاةُ نورٌ . والصدقةُ برهانٌ . والصبرُ ضياءٌ . والقرآنُ حُجَّةٌ لكَ أو عليكَ. كل الناسِ يغدُو . فبايِعٌ نفسَه . فمُعْتِقُها أو مُوبِقُها" الراوي : أبو مالك الأشعري - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 223 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - شرح الحديث-الدرر السنية.-
شرح الحديث :
هذا حديثٌ عظيمٌ، وأصْلٌ مِن أصولِ الإسلامِ، يَذْكُرُ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كُلَّ ما يُهِمُّ المسلمَ في حَياتِهِ وآخِرتِهِ؛ ففيه يُخبرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ "الطُّهورَ"، أي: الوُضوءَ، والطَّهارةُ أصْلُها النَّظافةُ والتَّنَزُّهُ. "شَطْرُ الإِيمانِ"، أي: نِصْفُهُ، والمرادُ أنَّ الأجْرَ في الوُضوءِ يَنتهي إلى نِصْفِ أجْرِ الإيمانِ؛ لِمَا في الإيمانِ مِن نظافةِ النَّفسِ والقَلْبِ، ولِمَا في الطَّهارةِ مِن نَظافةِ الجَسَدِ، "والحمدُ للهِ تَملَآنِ الميزانَ"، أي: إنَّهما يُوزنانِ ويَملآنِ الميزانَ بالأجرِ والثوابِ، فترجَجُ كِفَّتُهما، "وسُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ تَمْلَآنِ ما بَيْنَ السَّمَواتِ والأرضِ"، أي: إنَّ أجْرَ ذِكرَهُما يَمْلَأُ ما بَيْنَ السَّمواتِ والأرضِ؛ لاشْتمالِهِمَا على تنزيهِ اللهِ تعالى في قوله: "سُبحانَ اللهِ"، والتَّفْويضِ والافْتِقارِ إلى اللهِ في قوله: "الحَمْدُ للهِ"، "والصَّلاةُ نورٌ"، أي: يُهْتدى بها إلى الطَّريقِ يومَ القِيامةِ كما يُهْتدى بالنُّورِ في الدُّنيا، "والصَّدَقةُ بُرهانٌ"، أي: دَليلٌ على إيمانِ المؤْمِنينَ واخْتلافِهِمْ عَنِ المنافِقِينَ، "والصَّبْرُ ضِياءٌ"، أي: الصبرُ على طاعةِ اللهِ تعالى والصبرُ عن معصيتِه والصبرُ أيضًا على النائباتِ وأنواعِ المكارهِ في الدُّنيا؛ كلُّ هذا ضِياءٌ لصاحبِه، و"الصبر": الوُقوفُ مع البلاءِ بِحُسْنِ الأدبِ، "والقُرْآنُ حُجَّةٌ لكَ أو علَيْكَ"، أي: بتِلاوتِه والعملِ به يُصبحُ حُجَّةً مع صاحبِه يومَ القيامةِ، وبِتَرْكِه دونَ عملٍ أو تلاوةٍ يُصبحُ حُجَّةً وخُسْرانًا على صاحبِه، "كلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبايِعٌ نَفْسَه فَمُعْتِقُها أَوْ مُوبِقُها"، أي: كلُّ إنسانٍ يَسعى بنفسِه إلى طاعةِ اللهِ فيكونُ مُنقِذًا لها مِنَ النَّار، أو يَسعَى بنفسِه إلى طاعةِ الشَّيطانِ وهَواه فُيوبِقُها، أي: يُهلِكها بدُخولها النارَ.
وفي الحديثِ: فضلُ الوُضوءِ والطَّهارةِ وبيانُ ما لهما مِن الأَجْرِ.
وفيه: بيانُ بعضِ الأقوالِ والأعمالِ الإيمانيَّةِ التي تُعتِقُ صاحبَها من النَّارِ.
وفيه: تنبيهٌ على أنَّ الإنسانَ يُؤخَذُ بجريرةِ عملِه؛ فليعملْ لنَفْسِه ما أرادَ.. الدرر السنية.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-06-2018, 02:50 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Arrow

المجلس الثالث
وصايا
أول ما يوصَى به المسلمُ قبلَ رمضانَ أن تكون عنده همة صادقة وعزيمة صادقة عالية ،عزيمة على الرُّشدِ - الرشد مقابل للشر والغي ؛ والرشيد والراشد هو المستقيم على طريق الحق-.
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ اَجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُوْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَسورة البقرة، الآية: 185.
قوله عز وجل: “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ.سورة البقرة، الآية: 245. وقوله: “وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا .سورة الأعراف: 145.
فيستقبل شهر الغفران بعزيمة صادقة أن يتخذ أيام شهر رمضان ولياليه وسيلة لمحبة الله عز وجل وطريقًا إلى رحمته وسببًا للفوز بمغفرته .
فالعزيمة هي أساسُ كلِّ خيرٍ ومنبعُ كلِّ فضلٍ
.
الأمر التالي: العزم على إحسان الصيام : فالصيام صيامان
صيامٌ كاملٌ وصيامٌ ناقصٌ
.
الصيامُ الكاملُ: فيه يحفظُ الإنسانُ نفسه وجوارحه: عن شهوة البطن والفرج ويحفظ جوارحه عن حدود ومحارم الله عز وجل ؛بصيانة اللسان عن الغيبة والنميمة واللغو ؛ويُذكِّر نفسَهُ دومًا أنه في عبودية لله عز وجل ؛كثيرٌ منا يعلم ذلك لكن قليل من يلتزم به ،وقليل منا من يحفظ نفسه عند الغضب عن إصابة حدود الله ؛فلنحذر ونحفظ جوارحنا من الهاوية .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-06-2018, 03:20 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Arrow

المجلس الرابع

لنحيا رمضان باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم
هَلَّ علينا شهرُ شعبان، مذكِّرًا جميع المسلمينَ بما يحمله لهم من الخير، والدنيا مزرعة الآخرة.
فلنستقبل الشهر المبارك بالفرحة لمظنة الفوز والنجاة ، وننوي صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا "مَن صامَ رمضانَ وقامَهُ ، إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 683 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - شرح الحديث- الدرر السنية -

* قال الخطابي :قوله " إيمانًا واحتسابًا " أي نية وعزيمة ، وهو أن يصومه على التصديق والرغبة في ثوابه طيبة به نفسه ، غير كاره له ، ولا مستثقل لصيامه ، ولا مستطيل لأيامه ، لكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب .
وقال البغوي " قوله احتسابًا أي طلبًا لوجه الله تعالى وثوابه ..... يقال فلان يحتسب الأخبار ويتحسبها : أي يتطلبها .
الإيمان : هو الاعتقاد بحق فرضية صومه .
الاحتساب: هو طلب الثواب من الله والتقرب إليه طلبًا للأجر لا لقصد آخر من رياء أو غيره . وهذا محله القلب . فهو نية . فبالنية يمكن أن يحصل المؤمن من الثواب الخير الكثير . ننوي عند بداية رمضان صيام الشهر إيمانًا واحتسابًا . وننوي فعل كل ما يرضي الله . ونتجنب المعاصي خشية أن يَصْدُق علينا هذا الحديث :
*
عن ابن عمر قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم "رُبَّ صائِمٍ حَظُّهُ من صِيامِهِ الجوعُ والعَطَشُ ، و رُبَّ قائِمٍ حَظُّهُ من قِيامِهِ السَّهَرُ"
رواه الطبراني في الكبير . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب : ( 9 ) ـ كتاب :الصوم / ( 20 ) ـ باب : ترهيب الصائم من الغيبة و ... / حديث رقم : 1070 / ص : 525 .


الأمر التالي: الصيامُ مدرسةٌ تُذَكِّرُ بطاعةِ اللهِ عز وجل :
إذا أصابه الظمأُ والجوعُ يتذكرُ أمورًا تعينُه على ذلكَ ؛تذكَّرَ نعمةَ العافيةِ لصيامهِ لبلوغِ شهرِ رمضانَ وصيامهِ، نعمةٌ عظيمةٌ على من رزقه اللهُ وتَذَكُّر ظمأَ يومِ الدينِ والناس حفاة عراة غرلاً.
"إنكم ملاقوا اللهِ مشاةً حفاةً عراةً غرلًا"

الراوي : عبدالله بن عباس -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم- 2860 خلاصة حكم المحدث : صحيح - انظر شرح الحديث رقم 26867 الدرر-

"قام فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خطيبًا بموعظةٍ . فقال : يا أيها الناسُ ! إنكم تُحشرون إلى اللهِ حفاةً عراةً غرلًا"كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ، وَعْدًا عَلَيْنَا ، إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ"الأنبياء: 104.ألا وإنَّ أول الخلائقِ يُكسى ، يومَ القيامةِ ، إبراهيمُ - عليهِ السلامُ - . ألا وإنَّهُ سيُجاءُ برجالٍ من أمتي فيُؤخذ بهم ذاتُ الشمالِ . فأقولُ : يا ربِّ ! أصحابي . فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . فأقول ، كما قال العبدُ الصالحُ" وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيٍء شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الحْكَيمُ"المائدة: 117 - 118 . قال فيقال لي : إنهم لم يزالوا مرتدينَ على أعقابهم منذُ فارقتهم . وفي حديثِ وكيعٍ ومعاذٍ: فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدكَ .

الراوي: عبدالله بن عباس- المحدث: مسلم- المصدر: صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم- 2860 خلاصة حكم المحدث: صحيح- انظر شرح الحديث رقم 9909.
يُبَيِّن لنا صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم المَشهدَ في الآخِرةِ بأنَّ النَّاس سيُحشَرون عِندَ الخُروجِ مِن القُبورِ حُفاةً بلا خُفٍّ ولا نَعلٍ، عُراةً بلا ثيابٍ "غُرلًا" غَيرَ مَختونينَ.
"يُبْعَثُ الناسُ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ، يُلْجِمُهُمُ العَرَقُ ، ويبلغُ شَحْمَةَ الأُذُنِ" ، قالتْ سودةُ: قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ! واسَوْءَتَاهُ ! ينظرُ بَعْضُنا إلى بَعْضٍ ؟! قال :" شُغِلَ الناسُ عن ذلكَ" . وتَلا "يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ *وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ *وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ *لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ "الراوي: سودة بنت زمعة أم المؤمنين- المحدث: الألباني-المصدر: السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم-3469 خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
فلنحذر شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا خاصة في رمضان فالذنوب فيه مهلكة .
**قال ابن القيم رحمه الله: تضاعف مقادير السيئات لا كمياتها، فإن السيئة جزاؤها السيئة، لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها وصغيرة وجزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه آكد منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه. اهـ.
والسيئة من بعض عباد الله أعظم، لشرف فاعلها، وقوة معرفته بالله وقربه منه سبحانه وتعالى، كما قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين.
والأشهر الحرم هي ذو العقدة وذو الحجة والمحرم ورجب، كما في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب، شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان" .
قال تعالى "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ"التوبة36.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ" أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد، وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى"وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ"الحج25 .
ونُقِلَ عن قتادة قوله:إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم في سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم في أمره ما يشاء. انتهى.**
هنا

*قال الشيخ العثمين :
فالحسنة تضاعف بالكم وبالكيف . وأما السيئة فبالكيف لا بالكم ، لأن الله تعالى قال في سورة الأنعام وهي مكية : " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ" الأنعام/160 . وقال " وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ" الحج/25 . ولم يقل : نضاعف له ذلك . بل قال " نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ" فتكون مضاعفة السيئة في مكة أو في المدينة مضاعفة كيفية . بمعنى أنها تكون أشد ألمًا ووجعًا لقوله تعالى : وقال : " وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " الحج/25 .اهـ هنا
*وقال الشيخ ابن باز:
السيئات فالذي عليه المحققون من أهل العلم أنها لا تضاعف من جهة العدد، ولكن تضاعف من جهة الكيفية، أما العدد فلا؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقولك"مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا" فالسيئات لا تضاعف من جهة العدد لا في رمضان ولا في الحرم ولا في غيرهما، بل السيئة بواحدة دائمًا وهذا من فضله سبحانه وتعالى وإحسانه. ولكن سيئة الحرم وسيئة رمضان وسيئة عشر ذي الحجة أعظم في الإثم من حيث الكيفية لا من جهة العدد.هنا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-07-2018, 03:51 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
Post

المجلس الخامس

الصيام يشفع لصاحبه
لحديث عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
"الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصيامُ: أيْ ربِّ إنِّي منعتُه الطعامَ و الشهواتِ بالنهارِ فشفعْنِي فيهِ، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعْنِي فيهِ، فيُشَفَّعَانِ"
الراوي : عبدالله بن عمرو -المحدث: الألباني -المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم- 3882 خلاصة حكم المحدث : صحيحالدرر-



*الأمر التالي: ثمراتُ قيامِ الليلِ له حلاوة على المؤمن وطِلاوة في قلب المؤمن الطِّلاوَةُ : الحُسْنُ والرَّوْنَق هو دأب الصالحين
- يا محمدُ عِشْ ما شئتَ فإنك ميِّتٌ ، و اعملْ ما شئتَ فإنك مجزيٌّ به ، و أَحبِبْ مَن شئت فإنك مُفارقُه ، و اعلمْ أنَّ شرَفَ المؤمنِ قيامُ الليلِ ، و عِزُّه استغناؤه عن الناسِ"الراوي : أبو هريرة-المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم: 824-خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره- الدرر السنية


- " لا تدعْ قيامَ اللَّيلِ ، فإنَّ رسولَ اللهِ كان لا يدعُهُ ، وكان إذا مرِضَ ، أو كسِلَ صلَّى قاعدًا"الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 632-خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر السنية
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
"أفضلُ الصيامِ ، بعدَ رمضانَ ، شهرُ اللهِ المحرمِ . وأفضلُ الصلاةِ ، بعدَ الفريضَةِ ، صلاةُ الليلِ"الراوي : أبو هريرة -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم- 1163 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-


"يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ وأطعِموا الطَّعامَ وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ"
الراوي : عبدالله بن سلام - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 1105 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية

والقيام في رمضان يعين على القيام في غير رمضان .

وخلاصة رمضان السلف: الإمساك عن تعاطي جميع المُفَطِّرَات الحسية والمعنوية، وفعل ما يرضي الله، يحتسبون نومتهم كما يحتسبون قومتهم، يتنافسون في الطاعات والقربات، ويفرون من مقاربة المعاصي والسيئات، يحفظون صيامَهم من جميع المفطِّرات، يعملون بكتاب اللهِ وسنةِ رسولهِ صلى الله عليه وسلم .

*الدنيا دار ابتلاء وامتحان
خلقَ اللهُ عبادَهُ ليعبدوهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وقالَ في كتابهِ العزيز"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ"الذاريات 56، وأرسل رسله الكرام ليرسموا لهم طريق العبادة، وقال"وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ" النحل 36.وجعل حياتَهُم الدنيويةَ موطنًا لابتلائِهم وامتحانِهم أيُّهم أحسنُ عملاً، وقال"الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً"المُلك 2., ثم قال"وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ"مبينًا أن هؤلاء الممتحَنين منهم من يُحسن في عملِه فيجازى بما يقتضيه اسمُهُ الغفور ومنهم من يسيء فيكون مستحقاً للعقوبة بما يقتضيه اسمه العزيز, وذلك كقوله تعالى"نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ, وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ" الحجر 50.
*موسم من مواسم الآخرة:
فلقد فضل الله هذا الشهر وجعله موسمًا من مواسم الآخرة يتنافس فيه عباده المتنافسون ويتسابقوا فيه لتحصيل الفوز والزلفى عند الله المتسابقون، يتقربون فيه إلى ربهم بصيام النهار وقيام الليل وتلاوة كتابه العزيز، وغيره من الطاعة مع الحذر والبعد عن المعصية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور.
العبر والعظات التي يخرج بها المسلم معه من شهر الصيام والتي هي الحصيلة الطيبة له في تلك الأيام المباركة:
إذا ألفَتِ النفسُ الطاعةَ في تلك الأيام المباركة رغبة فيما عند الله وكفت عن المعصية خوفًا من عقاب الله فالفائدة التي يكسبها المسلم من ذلك والعبرة التي يجب أن تكون معه بعد ذلك أن يلازم فعل الطاعات واجتناب المنهيات؛ لأن الله تعبد عباده حتى الممات
.. "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ"الحجر 99. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"آل عمران 102.
ثانيًا:
الصيام سر بين العبد وبين ربه لا يطلع على حقيقته إلا هو سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الحديث الصحيح يقول الله تعالى


"إنَّ ربَّكم يقولُ : كلُّ حَسَنةٍ بعشرِ أمثالِها ، إلى سَبعِمائةِ ضِعفٍ، والصَّومُ لي وأَناأجزيبِهِ، الصَّومُ جنَّةٌ منَ النَّارِ" الراوي : أبو هريرة -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم-764خلاصة حكم المحدث : صحيح
وذلك أن بإمكان العبد أن يختفي عن الناس ويغلق على نفسه الأبواب ويأكل ويشرب ثم يخرج إلى الناس ويقول أنا صائم ولا يعلم ذلك إلا الله تبارك وتعالى ولكن يمنعه من ذلك إطلاع الله عليهومراقبته له وهذا شيء يحمد عليه الإنسان والعبرة من ذلك أن يدرك أيضاً أن الذي يخشى إذا أخل الإنسان بصيامه هو الذي يخشى إذا أخل الإنسان بصلاته وزكاته وحجه وغير ذلك مما أوجبه الله فالذي فرض الصيام هو الذي فرض الصلاة والصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ولعظم شأنها وكونها هي الصلة المستمرة ليلًا ونهارًا بين العبد وبين ربه افترضها الله على نبيه ليلة عرج به إلى السماء فإذا وجد المسلم أن إخلاله بالصيام كبير وعظيم فيجب أن يجد ويدرك أن حصول ذلك منه في الصلاة أكبر وأعظم وتلك من أجل الفوائد وأعظم العبر التي يستفيدها المسلم من شهر الصيام.
*وقفة مع حديث :
" تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم الصُّبحَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم الظُّهرَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم العصرَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم المَغربَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم العِشاءَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تنامونَ فلا يُكْتَبُ عليكُم حتَّى تستَيقِظُوا"
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني-المصدر: صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 357 خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح-الدرر السنية
ومن لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح، ومن لم يقرب من مولاه وينال رضاه فقل لي بربك متى يفلح.
وعد الله من شكر هذه النعم واستعملها حيث أمر الله أن تستعمل وعده بالثواب الجزيل:
"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"النحل 97.
هذا هو طريق الحياة السعيدة الهانئة، القانعة المطمئنة، التي هي مطلب الناس أجمعين، وقد أوجزت هذه الآية مقومات هذه الحياة، ورسمت معالمها، في إيجاز معجز، مع وفاء كامل بالمعنى ..
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-07-2018, 04:10 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,265
root

المجلس السادس
لنحيا رمضان باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم

* عن كعب بن عُجْرَة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ " احضُروا المنبرَ . فحضَرْنا ، فلما ارتقى درجةً قال : آمين فلما ارتقى الدرجةَ الثانيةَ قال : " آمينْ " . فلما ارتقى الدرجةَ الثالثةَ قال : " آمينْ " . فلما نزل قلنا : يا رسولَ اللهِ ! لقد سمعْنا منك اليومَ شيئًا ما كنا نسمعُه . قال : إنَّ جبريلَ عَرض لي فقال : بَعُدَ من أدرك رمضانَ فلم يُغْفَرْ له . قلتُ : آمين ، فلما رَقيتُ الثانيةَ قال : بَعُدَ مَن ذُكِرْتَ عندَه فلم يُصلِّ عليك . فقلتُ : آمينْ ، فلما رقيتُ الثالثةَ قال : بَعُدَ من أدرك أبوَيه الكبرُ عندَه أو أحدَهما فلم يُدخِلاه الجنَّةَ . قلتُ : آمين"الراوي : كعب بن عجرة- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم- 995 خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره-الدرر السنية-

بُعدًا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له، إذا لم يغفر له فيه فمتى؟ نسأل الله العافية
وكيف لا يبعده الله وهو لم ينل المغفرة في زمانها، ولم تبلغه التوبة في أوانها، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عن رمضان في الأحاديث الصحيحة:
ـ من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
ـ من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
- من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
فلنشكر النعمة
نسأل الله أنْ يجعلَ لنا رمضان يَرْمِض ذنوبَنَا ، أي : يُحْرِقها بالأعمالِ الصالحةِ .

توعَّدَ سبحانه من لم يحافظْ على نِعَمِ اللهِ عليهِ ولم يراعِ ما أُريدَ استعمالهِا فيه بل طَلَقَها فيما يسخط الله ولا يرضيه بل يرضي الشيطان الذي هو عدو الله وعدو المخلصين من عباد الله توعَّدَهُ بعقابهِ .
"وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"طه124.
وأخبر أن هذه الجوارح مسؤولة يوم القيامة عنه وهو مسؤول عنها فقال تعالى"وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" الإسراء 36, "الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ "يس65،وقال تعالى"وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ, حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ, وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"فصلت19: 21.
والحاصل أن الله أوجب على العبد أن يصون جوارحه - لسانه وفرجه وسمعه وبصره ويده ورجله- عن الحرام وهو صيام من حيث اللغة وهذا الصيام لا يختص بوقت دون آخر بل يجب الاستمرار عليه حتى الممات طاعة لله تعالى ليفوز برضا الله ويسلم من سخطه وعقوبته،فإذا أدرك المسلم أنه في شهر الصيام امتنع عما أحل الله له؛ لأن الله حرم عليه تعاطي ذلك في أيام شهر رمضانفالعبرة من ذلك أن يدرك أن الله قد حرم عليه الحرام مدة حياته وعليه الكف عن ذلك والامتناع منه دائمًا خوفًا من عقاب الله الذي أعده لمن خالف أمره وفعل ما نهى عنه.


*فضل قيام الليل:

* عن عبد الله بن مسعود ؛ قال :

" يضحكُ اللهُ عزَّ وجل إلى رجلينِ : رجلٌ قام في جوفِ الليلِ وأهله نيام ، فتطهر ، ثمَّ قامَ يصلي ، فيضحك الله عز وجل إليه ، ورجل لقى العدوَّ ، فانهزمَ أصحابُهُ ، وثبت حتى رزقه اللهُ الشهادة " صحيح لغيره ـ كتاب الشريعة / ج : 2 / باب : الإيمان بأن الله عز وجل يضحك / حديث رقم 680 ـ ( 329 ) / ص : 54 .
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" وإذا ضحك الله إلى قوم فلا حساب عليهم"
أخرجه الإمام أحمد ـ إسناده حسن ورجاله كلهم ثقات . كتاب الأسماء والصفات للبيهقي / مجلد : 2 / ص : 410 ..... تحقيق عبد الله بن محمد الحاشدي ـ قدم له الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ.

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
"أفضلُالصيامِ ، بعدَرمضانَ ، شهرُ اللهِ المحرمِ . وأفضلُ الصلاةِ ، بعدَ الفريضَةِ ، صلاةُ الليلِ"
الراوي : أبو هريرة -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم- 1163 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-


*قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطِرِين َ "الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 1398 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية
* عن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال"عليكُم بقيامِ اللَّيلِ ، فإنَّهُ دَأْبُالصَّالِحينَقبلَكُم ، و قُربةٌ إلى اللهِ تعالى ومَنهاةٌ عن الإثمِ و تَكفيرٌ للسِّيِّئاتِ ، ومَطردةٌ للدَّاءِ عن الجسَدِ"الراوي : بلال و أبو أمامة و أبو الدرداء و سلمان و جابر بن عبدالله- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم- 4079 خلاصة حكم المحدث : صحيحالدرر-


* عن جابر قال "سمعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول " إنَّفيالليلِلَساعةٌ ، لايوافقُهارجلٌمسلمٌ يسأل اللهَ خيرًا من أمرِ الدنيا والآخرةِ ، إلا أعطاه إياه ، وذلك كلَّ ليلةٍ " الراوي : جابر بن عبدالله -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم757 -خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-

*وقت صلاة القيام :
يبدأ قيام الليل من بعد صلاة العشاء ويستمر حتى الفجر .

كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يصلِّيفيمابينأنيفرغَمنصلاةِالعشاءِ -وهي التي يدعو الناسُ العتمَةَ - إلى الفجرِ ، إحدى عشرةَ ركعةً . يسلِّمُ بين كلِّ ركعتَينِ . ويوتر بواحدةٍ . فإذا سكت المُؤذِّنُ من صلاةِ الفجرِ ، وتبيَّن له الفجرُ ، وجاءه المؤذنُ قام فركع ركعتَين خفيفتَينِ . ثم اضطجع على شِقِّه الأيمنِ . حتى يأتيه المُؤذِّنُ للإقامةِ" .الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : مسلم-المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم- 736 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-



آداب القيـــــام

* عن كريب ـ مولى ابن عباس ـ أن عبد الله بن عباس أخبره : أنه بات عندَ ميمونةَ زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وهي خالتُه ، قال : فاضطجَعْتُ في عَرْضِ الوِسادَةِ ، واضطجَعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأهلُه في طولِها ، فنامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتى انتصَفَ الليلُ ، أو قبلَه بقليلٍ ، أو بعدَه بقليلٍ ، ثم استَيْقَظَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فجَعَلَ يَمْسَحُ النومَ عن وجهِه بيديه ، ثمقرَأَالعشرَالآياتِالخواتمَمِنسورةِآلِعمرانَ ، ثم قام إلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فتَوَضَأَ منها - فأَحَسَنَ وضوءَه ، ثم قام يُصَلِّي ، فصَنَعَتُ مثلَ ما صنَعَ ، ثم ذهبْتُ فقُمْتُ إلى جنبِه ، فوضَعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يدَه اليمنى على رأسي ، وأخَذَ بيدِه اليمنى يَفْتِلُها ، فصلى ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم أَوْتَرَ ، ثم اضطجَعَ حتى جاءه المؤذنُ ، فقام فصلى ركعتين خفيفتين ، ثم خرَجَ فصلى الصبحَ" .

الراوي : عبدالله بن عباس- المحدث : البخاري-المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم - 4571 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -

* عن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم "كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، إذا قامَ منَ الليلِ ، يَشُوصُفاهُبالسواكِ" .الراوي : حذيفة بن اليمان-المحدث : البخاري-المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم - 245 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-

"لولاأنأشقَّعلىأمتي، أو على الناسِ لأمَرتُهم بالسواكِ معَ كلِّ صلاةٍ ."الراوي : أبو هريرة -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم - 887 خلاصة حكم المحدث :صحيح-الدرر-

* عن علي أنه أمرنا بالسواك وقال : قال النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ العبدَ إذا تَسَوَّكَ ثُمَّ قامَ يصلِّي ، قامَ المَلَكُ خلفَهُ ، فيستمعَ لقراءَتِه ، فَيَدْنُو مِنْهُ أوْ كَلِمَةً نَحْوَها حتىيَضَعَفَاهُعلىفيهِ ، فما يخرجُ من فيهِ شيءٌ مِنَ القرآنِ إلَّا صارَ في جَوْفِ المَلَكِ ، فَطَهِّرُوا أَفْوَاهَكُمْ لِلْقُرْآنِ"الراوي : علي بن أبي طالب -المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم -215 خلاصة حكم المحدث : حسنالدرر-


* عنِ المِقْدَام بنِ شُرَيْحٍ عن أبيه قال:سألتُ عائشةَ . قلتُ : بأيِّ شيءٍ كان يبدأُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا دخل بيتَهُ ؟ قالتْ: بالسواكِ.الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم - 253 خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر-





رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 01:02 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر