#1
|
||||
|
||||
قصة صالح عليه السلام
قصة صالح عليه السلام
كانت ثمود بعد قوم عاد وهم قبيلة مشهورة يقال ثمود باسم جدهم ثمود أخي جديس، وهما ابنا عابر بن ارم بن سام بن نوح، وكانوا عربًا من العاربة يسكنون الحِجر الذي بين الحجاز وتبوك، وقد مرَّ به رسول الله وهو ذاهب إلى تبوك بمن معه من المسلمين، كما سيأتي بيانه وكانوا يعبدون الأصنام كأولئك، فبعث الله فيهم رجلًا منهم، وهو عبد الله ورسوله: صالح بن عبد بن ماسح بن عبيد بن حاجر بن ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح، فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأن يخلعوا الأصنام والأنداد، ولا يشركوا به شيئًا، فآمنت به طائفة منهم، وكفر جمهورهم، ونالوا منه بالمقال والفعال وهموا بقتله، وقتلوا الناقة التي جعلها الله حجة عليهم، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر(1). ناقة صالح عليه السلام : - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر قام فخطب الناس فقال " يا أيها الناس لا تسألوا نبيكم عن الآيات ، فإن قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث إليهم آية ، فبعث الله إليهم الناقة ، فكانت ترد من هذا الفج ، فتشرب ماءهم يوم وردها ، ويحتلبون من لبنها مثل الذي كانوا يأخذون من مائها يوم غبها ، وتصدر من هذا الفج فعتوا من أمر ربهم ، فعقروا فوعدهم الله العذاب بعد ثلاثة الأيام . وكان وعدا من الله غير مكذوب ، ثم جاءتهم الصيحة فأهلك الله من كان منهم تحت مشارق الأرض ومغاربها ، إلا رجلا كان في حرم الله فمنعه حرم الله من عذاب الله "فقيل يا رسول الله من هو ؟ قال : " أبو رغال ، فلما خرج من الحرم أصابه من أصاب قومه )(2) حج صالح عليه السلام بيت الله الحرام : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادي عسفان حين حج ، قال : " يا أبا بكر أي واد وهذا " ؟ قال : وادي عسفان . قال: " لقد مر به هود وصالح على بكرات حمر ، خطهما الليف ، أزرهم العباء ، وأرديتهم النمار يلبون يحجون البيت العتيق "(3) عسفان : اسم موضع بين الجحفة ومكة على طريق المدينة إلى مكة المكرمة . بكرات : جمع بكرة : وهي الفتية من الإبل . الخطم : جمع خطام وهو الحب الذي تقاد به الناقة . النمار :جمع نمرة ، وهي الشملة المخططة من مآزر الأعراب كأنها أخذت من لون النمر . ويستفاد مما سبق 1- تأييد الله لأنبيائه بالآيات الباهرة الدالة على وحدانية الله سبحانه ومنها ناقة صالح عليه السلام حيث ذكرها في كتابه فقد ورد ذكر القصة في مواضع عدة من القرآن وهي سورة الأعراف - هود - الحجر - النمل - السجدة -إبراهيم - الإسراء - القمر - التوبة - الفرقان - سورة ص - سورة ق - النجم - الفجر - الشعراء . 2- من الشرائع التي كانت في الأمم السابقة الحج فقد حج صالح عليه السلام. __________________ (1) ينظر تفسير ابن كثير(2/301). (2) أخرجه أحمد في المسند ( 3 / 296 ) والطبري في التفسير ( 14817 ) والبزار ( 1844 ) والحاكم ( 2/ 340 - 341 ) وابن حبان ( 6197 ) وقال الهيثمي في المجمع ( 6 / 194 ) رواه احمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح . وقال ابن كثير في تفسيره ( 2 / 237 ) والبداية ( 1 / 129 ) من طريق احمد وقال : هذا الحديث ليس في شيء من الكتب الستة وهو على شرط مسلم . وزاد السيوطي عزوه في الدر ( 3 / 99 ) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه . (3) أخرجه أحمد في المسند ( 1 / 232 ) ، وقال ابن كثير في ثصص الأنبياء ( 1 / 114 ) : إسناد حسن . وزاد السيوطي عزوه في الدر ( 3 / 97 ) لأبي يعلى وابن عساكر . شبكة السنة النبوية وعلومها = هنا= |
#2
|
||||
|
||||
أشقى الناس الذي قتل ناقة صالح عليه السلام :
عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه :" ألا أحدثكم بأشقى الناس رجلين ؟ أحيمر ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربك يا علي على هذه ، حتى يبل منها هذه "(1) - وعن عبد الله بن زمعة رضي الله عنه قال :خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال :إذ انبعث أشقاها ، وأنبعث له رجل عارم عزيز منيع في رهطة مثل أبي زمعة "(2) قال ابن حجر: قوله " عزيز" أي قليل المثل . قوله : "عارم" بمهملتين أي صعب على من يرومه كثير الشهامة والشر. قوله " منيع" أي: قوي ذو منعة أي : رهط يمنعونه من الضيم ، وقد تقدم في أحاديث الأنبياء بلفظ :" ذو منعة "وتقدم بيان اسمه وسبب عقره الناقة(3) . قال القرطبي: يحتمل أن المراد بأبي زمعة الصحابي الذي بايع تحت الشجرة يعني وهو عبيد البلوي قال ووجه تشبيهه به إن كان كذلك أنه كان في عزة ومنعة في قومه كما كان ذلك الكافر قال ويحتمل أن يريد غيره ممن يكنى أبا زمعة من الكفار(4) قال ابن حجر: والثاني هو المعتمد(5) سرعة المرور بالقوم المعذبين والنهي عن الدخول عليهم : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس على تبوك ، نزل بهم الحجر عند بيوت ثمود ، فاستقى الناس من الآبار التي كانت تشرب منها ثمود ، فعجنوا منها ونصبوا القدور ، فأمرهم رسول الله فأهرقوا القدور ، وعلفوا العجين الإبل ، ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة ، ونهاهم أن يدخلوا على القوم الذين عذبوا فقال :" إني أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابهم فلا تدخلوا عليهم "(6) - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالحجر :" لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين ، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم ، أن يصيبكم مثل ما أصابهم " عن عمرو بن سعد وقيل عامر بن سعد رضي الله عنه قال :لما كان في غزوة تبوك تسارع النا إلى أهل الحجر يدخلون عليهم ، فبلغ ذلك رسول الله فنادى في الناس: الصلاة جامعة . قال : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو ممسك بعيره وهو يقول :" ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم ! "فناداه رجل : نعجب منهم يا رسول الله ؟قال : " أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك ؟ رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وما هو كائن بعدكم ، فاستقيموا وسسدوا ، فإن الله لا يعبأ بعذابكم شيئًا ، وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم شيئًا "(7) ويستفاد مما سبق: 1- أن أشد قبيلة ثمود شقاء، هو عاقرُ الناقة واسمه في قول عامة المفسرين المؤرخين كابن جرير وابن كثير قُدَار بن سالف. 2- أنه لا يجوز دخول أماكن القوم المعذبين إلا لأخذ العظة والعبرة قال العثيمين: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن دخول تلك الأماكن، واستثنى حالة الخوف والخشوع، وزيارتها للسياحة والمتعة مخالف للهيئة التي أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بها، لأن الزائر على هذه الصفة سوف يمكث فيها، وربما وقع في نفسه تعظيم لما يراه من أحكام البناء وشدته، وفي ذلك خطر عظيم على المسلم. (8) ____________________ (1) أخرجه أحمد ( 4 / 263 ) والنسائي في الخصائص (ص 28) والطحاري في مشكل الاثار ( 1/ 351 - 352 ) وصححه الحاكم ( 3 / 140 - 141 ) على شرط مسلم ووافقه الذهبي والألباني(الصحيحة: 1743) وله شاهد من حديث علي اسناده حسن كما قال الهيثمي في المجمع ( 9 / 136 - 137 ) الأحيمر: الأكيلف الوجه. لسان العرب - (ج 3 / ص 369) العقر: ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم. (2) أخرجه البخاري برقم ( 3377 ، 4942 ، 5204 ، 6042 ) ، ومسلم برقم ( 2855 ). (3) فتح الباري(8/706). (4) المفهم (7/429). (5) فتح الباري(8/706). (6) أخرجه البخاري برقم ( 3378 ، 3379 ) ، ومسلم برقم ( 2855 ). (7) أخرجه البخاري برقم ( 433 ، 3381 ، 4702 ، 4420 ) ومسلم برقم ( 2980 ) (8) لقاء الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين 8/82 شبكة السنة النبوية وعلومها = هنا=
__________________
|
|
|