العودة   ملتقى نسائم العلم > ملتقى اللغات > ملتقى اللغات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 02-11-2020, 01:30 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
غفر الله لها
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 4,255
Post هل النية الحسنة تشفع لصاحبها ؟ Does a good intention intercede for one? -La bonne intention peut-elle intercéder en faveur de celui qui la nourrit ?

هل النية الحسنة تشفع لصاحبها ؟

Does a good intention intercede for one?

La bonne intention peut-elle intercéder en faveur de celui qui la nourrit ?


السؤال
هل النية الحسنة تشفع لصاحبها ؟ أم لها ضوابط ؟.
نص الجواب
الحمد لله
إن المسلم لا تقبل منه العبادة إلا إذا تحقق فيها شرطان أساسيان :
الأول : إخلاص النية لله تعالى ، وهو أن يكون مراد العبد بأقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى دون غيره .
الثاني : موافقة الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يعبد إلا به ، وذلك يكون بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ، وترك مخالفته ، وعدم إحداث عبادة جديدة أو هيئة جديدة في العبادة لم تثبت عنه عليه الصلاة والسلام .
والدليل على هذين الشرطين قوله تعالى "فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" الكهف/110 .
قال ابن كثير رحمه الله :
" فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ " أي : ثوابه وجزاءه الصالح .
" فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا " أي : ما كان موافقا لشرع الله .
" وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا " وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له ، وهذان ركنا العمل المتقبَّل ، لابد أن يكون خالصاً لله ، صواباً على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى .
" تفسير ابن كثير " 4 / 108 .
ولهذا قال الله تعالى في أعظم سورة في القرآن " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" للدلالة على أن التوحيد والإخلاص شرط في صحة العمل ، والشرط الثاني بعده مباشرة : ( اهدنا الصراط المستقيم ) ، فلا تصح العبادة إلا على النهج السليم ، والصراط المستقيم ، الذي شرعه الله تعالى بمتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه مسلم :1718 . أي : فعمله مردود عليه ، ولا يقبل منه ، فإذا تخلف أحد هذين الشرطين عن العمل "الإخلاص لله ، والمتابعة لشرعه" لم يستفد صاحبه منه ، فمن أراد الخير والأجر ورضى الرب سبحانه فليعبده وليتقرب إليه بما شرع ، قال سبحانه " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " آل عمران/31 .
فلا تكفي النية الصالحة ، ولا تشفع لصاحبها إذا خالف الشرع ، وعبد الله تعالى بشيء من البدع ، وكثير من أهل البدع – بسبب جهلهم – اخترعوا هذه البدع ليتقربوا بها إلى الله !!
ولهذا لما أنكر ابن مسعود رضي الله عنه على المجتمعين على ذكر الله ، لما أنكر عليهم اجتماعهم ، واعتذروا بحسن نيتهم وأنهم لم يريدوا إلا الخير ، قال لهم " وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ " رواه الدارمي :204 ، فلا يكفي حسن النية بمفرده حتى يصيب الإنسان الخير ، وينال الثواب والقرب من الله ، بل لا بد مع ذلك من موافقة الشرع ، واجتناب البدع .
وربما تشفع النية الصالحة لصاحبها في مسألتين :
الأولى : في تحويل العادات إلى عبادات .
فالنية الصالحة تجعل العادة عبادة ، يثاب عليها صاحبها ، فينوي بالطعام والشراب التقوي على طاعة الله تعالى ، وينوي بالزواج إعفاف نفسه وزوجته ، وهكذا .
والثانية : في كسب الأجر دون عمل إذا كانت النية جازمة .
فقد ينوي المسلم نية جازمة على القيام بأعمال شرعية فيحول بينه وبين العمل موانع للقيام به : فيؤجر عليه ، وفي ذلك أحاديث ، ومنها :
1. عن جابر رضي الله عنه قال : كنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال " إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم حبسهم المرض " وفي رواية" إلا شركوكم في الأجر " رواه مسلم : 1911 .
2. عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أتى إلى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح : كتب له ما نوى ، وكان نومه صدقة عليه من ربه عز وجل " رواه النسائي : 1787 ،وابن ماجه :( 1344 ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب " 601 .
3. عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه " رواه مسلم : 1909 .
وغير ذلك كثير ، وكله يدل على أن من نوى نية صادقة جازمة على فعل خير أو طاعة فحال بينه وبين الفعل حائل كتب الله له الأجر .
فهنا : النية الصادقة شفعت لصاحبها حتى أُجر عليها .
وانظر جواب السؤالين رقم : 21519 . و :21362. .
والله أعلم .

المصدر: الإسلام سؤال وجواب
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 01:31 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تركيب: استضافة صوت مصر