#1
|
||||
|
||||
14- التحفة السنية جوازم الفعل المضارع
جوازمُ الفعلِ المضارعِ قال:الجَوازِمُ ثمانيةَ عشرَ، و هي : لَمْ، و لَمَّا، و أَلَمْ، و أَلَمَّا، و لاَمُ الأَمْرِ و الدُّعَاء، و - لا - في النهي و الدُّعَاءِ، و إِنْ، و مَا، و مَهْمَا، و إذْ مَا، و أَيُّ، و مَتَى، و أَيْنَ، و أَيَّانَ، و أَنَّى، و حَيثما، و كيفَمَا، و إِذَا في الِّشعر خاصة. وأقول:الأدواتُ التي تَجْزِمُ الفِعْلَ المضَارِعَ ثمانيَةَ عشرَ جازماً، وهذِهِ الأدواتُ تَنْقَسِمُ إلَى قِسْمَيْنِ: القِسْمُ الأوَّلُ: كلُّ واحدٍ منْهُ يجزمُ فعلاً واحدًا. والقِسْمُ الثَّانِي: كلُّ واحدٍ منْهُ يجزمُ فعليْنِ. أمَّا القسمُ الأوَّلُ: فستَّةُ أحْرُفٍ، وَهِيَ: آفاق التيسيرلَمْ، وَلَمَّا، وَأَلَمْ، وَأَلَمَّا، وَلامُ الأَمْرِ وَالدُّعاَءِ، و"لاَ" فِي النّهيِ والدّعاءِ. وكلُّهَا حروفٌ بإجماعِ النّحاةِ. -أمَّا "لَمْ" فحَرْفُ نفِيٍ وجزمٍ وقلبٍ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: "لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا"، وقولِهِ سبحانَهُ: "قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا". -وأمَّا "لَمَّا" فحَرْفٌ مثلُ "لَمْ" فِي النّفِيِ والجَزْمِ والقلبِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: "بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ". - وأمَّا "أَلَمْ" فهُوَ "لَمْ" زِيدَتْ عَلَيْهِ همزةُ التّقريرِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى:"أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ".- وأمَّا "أَلَمَّا"،فهُوَ "لَمَّا" زِيدَتْ عَلَيْهِ الهمزةُ، نحْوُ "أَلَمَّا أُحْسِنْ إِلَيْكَ". - وأمَّا اللامُ فقدْ ذكرَ المُؤلِّفُ أنَّهَا تكونُ للأمرِ والدّعاءِ، وكلٌّ من الأمرِ والدّعاءِ يُقصدُ بهِ طلبُ حصولِ الفِعْلِ طلبًا جازمًا. والفرقُ بينهمَا: -أنَّ الأمرَ يَكُونُ من الأعلَى للأدنى، كمَا فِي الحديِثِ: "فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ". -وأمَّا الدّعاءُ فيكونُ من الأدنى للأعلَى، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: "لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ". - وأمَّا "لا"فقدْ ذكَرَ المُؤلِّفُ أنَّهَا تأتي للنهيِ والدّعاءِ، وكلٌّ منهم يُقصدُ بهِ طلبُ الكفِّ عن الفِعْلِ وترْكُهُ. والفرقُ بينهمَا: -أنَّ النّهيَ يَكُونُ من الأعلَى للأدنى، نحْوُ: "لاَ تَخَفْ" ونحْوُ "لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا"ونحْوُ "لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ". -وأمَّا الدّعاءُ فيكونُ من الأدنى للأعلَى، نحوُ: "رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا" وقولُهُ جلَّ شأنُهُ: "وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا". فوائد على جوازم الفعل المضارع خارج الكتاب لَمْ : نفيٌ مطلقٌ ."لَمْ" حَرْفُ نفِيٍ وجزمٍ وقلبِ زمنِ الفعلِ المضارعِ للماضي . لَمَّا : حَرْفُ نفِيٍ وجزمٍ وقلبٍ ،ينفي حدوثَ الفعلِ في الماضي وامتداد النفيِ إلى زمنِ التكلمِ وتوقعُ حدوثِ الفعلِ في المستقبلِ وهذا هو الفرقُ بين لَمْ ولَمَّا. لَمَّا :نفرق بين لَمَّا الجازمة ؛ ولَمَّا الشرطية غير الجازمة : لَمَّا الجازمة :تدخل على الفعلِ المضارعِ ؛ وهي حَرْفُ نفِيٍ وجزمٍ وقلبٍ كما سبق توضيحه عاليه . أما :" لَمَّا"الشرطية غير الجازمة : تدخل على الفعلِ الماضي لَمَّا قامَ ابني بواجبِهِ كافأتُهُ. أي: حينَ قامَ ابني بواجبِهِ كافأتُهُ - لَمَّا الشرطية ظرفية زمانية بمعنى "حين" مبنيةٌ على السكونِ في محلِّ نصبٍ ؛ وتسمى حرفُ وجود لوجود ؛ وسماها بعضهم حرفَ وجوبٍ لوجوبٍ. هنا نفرق بينهما بطريقة بسيطة كالآتي: نضع "لَمْ" مكان " لَمَّا " لو استقام المعنى فهي لَمَّا الجازمة ولو لم يستقم المعنى فهي الشرطية. مثال : بدأَ الدرسُ ولَمَّا يحضرْ الطالبُ بعدُ. نضع "لَمْ" مكان " لَمَّا ": بدأَ الدرسُ ولَمْ يحضرْ الطالبُ بعدُ. المعنى استقام إذن هذه لَمَّا الجازمة . مثال آخر : لَمَّا يأتي زيدٌ أُكْرِمهُ . نضع "لَمْ" مكان " لَمَّا ": لَمْ ...... لن يستقيم المعنى ؛ إذن هذه لَمَّا الشرطية الحينية . حين يأتي زيدٌ أُكْرِمهُ . *أَلَمْ ::نشرح لك صدرك:هناكَ نزاعٌ بين البلاغيينَ والنحاةِ في تسميةِ هذه الهمزةِ – همزة ألَمْ - ، هل الهمزةُ هذه حرفُ استفهامٍ أم حرفُ تقريرٍ ؟ ومنشأُ هذا الخلافِ : أنَّ اللهَ سبحانهُ وتعالى لا يَسْتَفْهِمُ ؛فالاستفهامُ هو طلبُ الفَهمِ -حاشاهُ سبحانَهُ– لنُسمِيَهَا همزةَ استفهامٍ ؛ لذلكَ تُسَمى همزةُ التقريرِ لأنها جاءتْ لتُقِرَّ أمرًا ما. لِيُنفِقْ : اللامُ: حرفٌ مبنيٌّ على الكسرِ لا محلَّ لهُ منَ الإعرابِ؛ يدلُّ على الطلبِ- للأمرِ والدّعاءِِ - ؛يدخلُ على الفعلِ المضارعِ فيجزمهُ ويؤثرُ على معناه فيقلبُ معناهُ للأمرِ. |
|
|