#1
|
||||
|
||||
16-التحفة السنية نواسخُ المبتدأِ والخبرِ
نواسخُ المبتدأِ والخبرِ
قال"بابُ العواملِ الداخلةِ على المبتدأِ والخبرِ" وَهِيَ ثَلاَثَةُ أَشْيَاءَ: - كَانَ وَأَخَوَاتُهَا. - وَإِنَّ وَأَخَوَاتُهَا. - وَظَنَنْتُ وَأَخَوَاتُها.. وأقول:قد عرفتَ أن المبتدأَ والخبرَ مرفوعانِ، واعلم أنه قد يدخلُ عليهما أحدُ العواملِ اللفظيةِ فيغير إعرابَهُمَا، وهذه العوامل التي تدخل عليهما فتغير إعرابهما ـ بعد تتبع كلام العرب الموثوق به ـ على ثلاثة أقسام : القسم الأول:يرفعُ المبتدأَ وينصبُ الخبرَ، وذلك " كان" وأخواتها، وهذا القسم كله أفعال،نحو" كان الجوُ صافيًا" . القسم الثاني: ينصبُ المبتدأَ ويرفعُ الخبرَ ، عكس الأول، وذلك "إنَّ" وأخواتُهَا وهذا القسم كله أحرف، نحو " إنَّ اللهَ عزيزٌ حكيمٌ ". القسم الثالث: ينصبُ المبتدأَ والخبرَ جميعًا ، وذلك " ظننت" وأخواتها، وهذا القسم كله أفعال، نحو " ظننتُ الصديقَ أخًا " . وتسمى هذه العواملُ " النواسخَ " لأنها نسخت حكم المبتدأ والخبر، أي: غيرَتْهُ وجَددتْ لهما حكمًا آخرَ غيرَ حكمِهِمَا الأولِ. كان وأخواتها وأقول: القسمُ الأولُ من نواسخِ المبتدأِ والخبرِ " كان " وأخواتُهَا، أي نظائِرِها في العملِ . وهذا القسم يدخل على المبتدأِ فيزيلُ رفْعَهُ الأولَ ويحدثُ له رفعًا جديدًا، ويسمَى المبتدأُ اسمهُ، ويدخلُ على الخبرِ فينصبه، ويسمى خبرَهُ.وهذا القسم ثلاثة عشر فعلاً :الأول: " كان "وهو يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الماضي، إما مع الانقطاع، نحو " كان محمدٌ مجتهدًا " أما مع الاستمرار، نحو " وكان ربُّكَ قديرًا " .الثاني "أمسى" وهو يفيد اتصاف الاسم بالخبر في المساء، نحو " أمسى الجوُّ باردًا "الثالث "أصبحَ"وهو يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الصباح، نحو " أصبح الجوُّ مكفَهِرًّا "الرابع:" أضحى " وهو يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الضحى، نحو " أضحى الطالبُ نشيطًا" الخامس: " ظل"وهو وهو يفيد اتصاف الاسم بالخبر في جميع النهار، نحو " ظلَّ وجهُهُ مسودًا " السادس: " بات " وهو يفيد اتصاف الاسم بالخبر في البيات، نحو " باتَ محمدٌ مسرورًا " السابع " صار"وهو يفيد تحول الاسم من حالته إلى الحالة التي هو عليها الخبر، نحو " صارَ الطينُ إبريقًا "الثامن "ليس"وهو يفيد نفي الخبر عن الاسم في وقت الحال، نحو " ليس محمدٌ فاهمًا "التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر" ما زالَ"، " ما انفك "، " ما فتىء"، " ما برح"، وهذه الأربعة تدل على ملازمة الخبر للاسم حسبما يقتضيه الحالُ، نحو " ما زالَ إبراهيمُ منكرًا"، ما برحَ عليٌّ صديقًا مخلصًا " والثالث عشر " ما دام" وهو يفيدُ ملازمةَ الخبرِ للاسمِ أيضًا نحو " لا أعذِل خالدًا ما دُمْتُ حيًا ".وتنقسم هذه الأفعال ـ من جهة العمل ـ إلى ثلاثة أقسام:القسم الأول:ما يعمل هذا العمل ـ وهو رفع الاسم ونصب الخبر ـ بشرط تقدم" ما " المصدرية الظرفية عليه وهو فعل واحد وهو " دام "القسم الثاني:ما يعمل هذا العمل بشرط أن يتقدم عليه نفي، أو استفهام، أو نهي، وهو أربعة أفعال، وهي: " زال "، " انفك "، " فتيء "، " برح " القسم الثالث:ما يعمل هذا العمل بغير شرط، وهو ثمانية أفعال، وهي الباقي. وتنقسم هذه الأفعال من جهة التصرف إلى ثلاثة أقسام :القسم الأول:ما يتصرف في الفعلية تصرفاً كاملاً، بمعنى أنه يأتي منه الماضي والمضارع والأمر، وهو سبعة أفعال، وهي: " كان، أمسى، أصبح، أضحى، ظل، بات، صار.القسم الثاني: ما يتصرف في الفعلية تصرفًا ناقصًا، بمعنى أنه يأتي منه الماضي والمضارع ليس غير، وهو أربعة أفعال، وهي: فتيء، انفك، برح، زال .القسم الثالث:ما لا يتصرف أصلاً، وهو فعلان: أحدهما " ليس " اتفاقًا والثاني " دام " على الأصح . وغير الماضي من هذه الأفعال يعمل عمل الماضي، نحو قوله تعالى: " لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ "، " تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ ". إن وأخواتها تقول: إن زيدًا قائمُُ، وليت عَمْرًا شاخصٌ، وما أشبه ذلك، ومعنى " إن، أن" التوكيد، " ولكن " للاستدراك، " وكأن" للتشبيه، " وليت" للتمني، " ولعل" للترجي والتوقع وأقول: القسم الثاني من نواسخ المبتدأ والخبر " إن" وأخواتها، أي: نظائرها في العمل، وهي تدخل على المبتدأ والخبر، فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر بمعنى أنها تجدد له رفعًا غير الذي كان له قبل دخولها، ويسمى خبرها، وهذه الأدوات كلها حروف، وهي ستة: الأول " إنَّ " بكسر الهمزة . الثاني " أنَّ " بفتح الهمزة. وهما يدلان على التوكيد، ومعناه تقوية نسبة الخبر للمبتدأ، نحو " إنَّ أباك حاضرٌ "،" علمتُ أنَّ أباكَ مسافرٌ " الثالث " لكنَّ " ومعناه الاستدراك، وهو تعقيب الكلام بنفي ما يتوهم ثبوته أو إثبات ما يتوهم نفيه، نحو " محمدٌ شجاعٌ لكنَّ صديقَهُ جبانٌ ". الرابع " كأنَّ " وهو يدل على تشبيه المبتدأ بالخبر، نحو: " كأنَّ الجاريةَ بدرٌ " الخامس " ليتَ " ومعناه التمني، وهو: طلب المستحيل أو ما فيه عسر، "ليتَ الشبابَ عائدٌ "و " ليتَ البليدَ ينجحُ " السادس " لعلَّ " وهو يدل على الترجي أو التوقع، ومعنى الترجي: طلب الأمرالمحبوب، ولا يكون إلا في الممكن نحو: " لعلَّ اللهَ يرحمُني "، ومعنى التوقع: انتظار وقوع الأمر المكروه في ذاته، نحو " لعل العدوَ قريبُُ منا " ظن وأخواتها وأقول: القسم الثالث من نواسخ المبتدأ والخبر، "ظننت" وأخواتُها أي نظائرها في العمل، وهي تدخل على المبتدأ والخبر فتنصبهما جميعًا، ويقال للمبتدأ مفعول أول وللخبر مفعول ثان، وهذا القسم عشرة أفعال: الأول " ظننت" نحو " ظننتُ محمدًا صديقًا " الثاني " حسبت" نحو " حسبتُ المالَ نافعًا " الثالث " خِلت" نحو " خِلْتُ الحديقةَ مثمرةً ". الرابع " زعمت" نحو " زعمت بكرًا جريئًا ". الخامس " رأيت" نحو " رأيتُ إبراهيمَ مفلحًا ". السادس " علمت" نحو " علمتُ الصدقَ منجيًا ". السابع " وجدت" نحو " وجدتُ الصلاحَ بابَ الخيرِ " الثامن " اتخذت" نحو " اتخذتُ محمدًا صديقًا " التاسع " جعلت " نحو " جعلتُ الذهبَ خاتمًا " العاشر "سمعت" نحو " سمعتُ خليلاً يقرأُ " هذه الأفعال العشرة تنقسم إلى أر بعة أقسام: القسم الأول: يفيد ترجيح وقوع الخبر، وهو أربعة أفعال" ظننت، حسبت، خلت، زعمت " القسم الثاني:يفيد اليقين وتحقيق وقوع الخبر، وهو ثلاثة أفعال، وهي: رأيت، وعلمت، ووجدت . القسم الثالث: يفيد التصيير والانتقال، وهو فعلان، اتخذت، جعلت . القسم الرابع: يفيد النسبة في السمع، وهو فعل واحد، وهو سمعت . |
|
|